التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 824 - عددالزوار : 118292 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40054 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366604 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2013, 04:04 PM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
59 59 التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم أخوتي الكرام الطيبين

أود أن أعرف رأيكم في موضوع أراه مهما جدا وهو التعامل مع أهل البدع .
فهل نحسن إليهم ونتلطف معهم ونترفق بهم فعسى أن يهديهم الله عز وجل فيعرفوا الحق ويعودوا إلى الصواب والرشد واتباع السنة ؟
أم علينا إن نهجرهم ونغلظ لهم في القول ... نبتعد عن مجالسهم ونبعدهم عن مجالسنا ولا نسمح لأحد أن يقول ولا نصف كلمة كما ورد في بعض الآثار ومجالسة أهل البدع تمرض القلب .

في انتظار آرائكم ومشاركاتكم .
__________________



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-05-2013, 02:56 PM
الصورة الرمزية المسلمة الملتزمة
المسلمة الملتزمة المسلمة الملتزمة غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: راحلة الى الله "فأدعوا لى "
الجنس :
المشاركات: 2,962
افتراضي رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقول و بالله التوفيق


من أصول السنة ... الأصل الثالث


(وَتَرْكُ اَلْخُصُومَاتِ، وَتَرْكُ الْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ اَلْأَهْوَاءِ).

وكلامنا هو التعامل مع أهل البدع (وَتَرْكُ الْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ اَلْأَهْوَاءِ)
أصحاب الأهواء: أصحاب البدع والضلالات.

قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما: "لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب".
وقال –رضي الله عنه- : ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].

وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه: "إياكم وما يُحدث الناس من البدع، فإن الدين لا يذهب من القلوب بِمَرَّةٍ، ولكن الشيطان يُحدث له بدعًا حتى يُخرج الإيمان من قلبه"، أي حتى يُخرج الشيطان الإيمان من قلب العبد.

قال: "ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام، ويتكلمون في ربهم، فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب".
قيل: يا أبا عبد الرحمن، فإلى أين؟
قال: "لا إلى أين، وإنما يَهْرَبُ بقلبه ودينه، لا يُجالس أحدًا من أهل البدع".

وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].

قال شعبة –رحمه الله-: "كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي" [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].

وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي: " وكان الشافعي - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " مناقب الشافعي ( 1/469 ) .

وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، (طبقات الحنابلة ( 1/196 ))
فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

قال عبد الله بن عمر كما في مقدمة صحيح مسلم، قال الإمام مسلم: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه حدثنا أبي حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر، قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ ، فَقُلْنَا : لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاءِ فِي الْقَدَرِ ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلا الْمَسْجِدَ ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي ، أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، وَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلامَ إِلَيَّ ، فَقُلْتُ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لا قَدَرَ ، وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ ، فَقَالَ : " إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي ، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ " .

هجر المبتدع له أصل في الشرع، بل الأصل في الشرع أن يُهجر المبتدع، لكنَّ هذا الهجر يحتاج إلى فقه دقيق

فمسألة هجر المبتدع أصلها في كتاب الله -جل وعلا- في قول الله -تبارك وتعالى:
﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].

هذه الآية صريحة في تحريم مجالسة أهل الباطل وأهل البدع وأهل الأهواء والضلال.

قال القرطبي -رحمه الله: "في هذه الآية ردٌّ من كتاب الله -عز وجل- على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ويُصَوِّبوا آراءهم تَقيَّة".
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-05-2013, 03:12 PM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
59 59 رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

بارك الله فيك أيتها الاخت الملتزمة على المشاركة القيمة ..وقد قلتِ:
"هجر المبتدع له أصل في الشرع، بل الأصل في الشرع أن يُهجر المبتدع، لكنَّ هذا الهجر يحتاج إلى فقه دقيق"
فما هو هذا الفقه الدقيق ؟

ثانيا هل معنى كلامك أن من ضل نتركه في ضلاله , فلا ننصحه ولا نذكره ولا نسعى في عودته لسفينة النجاة (السنة).....
؟
__________________



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-05-2013, 05:31 PM
الصورة الرمزية المسلمة الملتزمة
المسلمة الملتزمة المسلمة الملتزمة غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: راحلة الى الله "فأدعوا لى "
الجنس :
المشاركات: 2,962
افتراضي رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أيتها الاخت الملتزمة على المشاركة القيمة ..وقد قلتِ:
"هجر المبتدع له أصل في الشرع، بل الأصل في الشرع أن يُهجر المبتدع، لكنَّ هذا الهجر يحتاج إلى فقه دقيق"



فما هو هذا الفقه الدقيق ؟

ثانيا هل معنى كلامك أن من ضل نتركه في ضلاله , فلا ننصحه ولا نذكره ولا نسعى في عودته لسفينة النجاة (السنة).....
؟


هناك ضوابط لهجر أصحاب الأهواء والمبتدعين كثيرة، منها:

أولًا: سلامة القصد وحسن النية.
ثانيًا: هجر المظهرين للبدع الداعين إليها.
ثالثًا: مراعاة أحوال الهاجرين والمهجورين قوَّة وضعفًا وقلة وكثرة.
رابعًا: معرفة نوع البدعة. هل هي بدعة مكفرة أم مفسقة أم يُعذر فيها صاحبها وإن سميت ضلالة؟
خامسًا: العلم والعدل والرحمة.

الضابط الأول : سلامة القصد وحسن النية.
الضابط الثاني من ضوابط هجر المبتدع: هجر المظهرين للبدع الداعين إليها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - في مجموع الفتاوى، مجلد 24 من صفحة 174 إلى ما بعدها، يقول
"رأى المسلمون أن يهجروا مَن ظهرت عليه علامات الزيغ من المظهرين للبدع الداعين إليها، والمظهرين للكبائر".

و يقول: "فأما مَن كان مستترًا بمعصية أو مُسرًّا لبدعة -كلام دقيق- غير مُكفِّرة؛ فإن هذا لا يُهجر، وإنما يُهجر الداعي إلى البدع، إذ الهجر نوع من العقوبة، وإنما يُعاقب مَن أظهر المعصية قولًا وعملًا، وأما مَن أظهر لنا خيرًا؛ فإنَّا نقبل علانيته، ونَكِلُ سريرته إلى الله تعالى، فإن غايته أن يكون بمنزلة المنافقين الذين كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبل علانيتهم ويَكِلُ سرائرهم إلى الله تعالى لما جاؤوا إليه عام تبوك يحلفون ويعتذرون، ولهذا كان الإمام أحمد ومَن قبله وأكثر من قبله ومَن بعده من الأئمة لا يقبلون رواية الداعي إلى بدعة ولا يجالسونه، بخلاف الساكت -أي عن البدعة- وقد أخرج أصحاب الصحيح عن جماعات ممن رُميَ ببدعة من الساكتين -أي عن البدعة- ولم يُخرجوا عن الدعاة البدع".
مجموع الفتاوى، المجلد 24، صفحة 174، 175

الإمام القرطبي يقول: "الناس صنفان: صنف اشتهر بين الناس بالخير، هذا إن زلَّ يجب أن يُستر. وصنف يُظهر المعصية ويدعو لها، هذا يُبكَّت بما فيه كي يحذره الناس"


الضابط الثالث: مراعاة أحوال الهاجرين والمهجورين قوة وضعفًا، قلة وكثرة.

يقول شيخ الإسلام، يقول -رحمه الله تعالى- في الفتاوى، مجلد رقم 28، صفحة 206،
"وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم، وقلتهم وكثرتهم، فإن المقصود بالهجر: زجر المهجور وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله، فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر واختفائه؛ كان الهجر مشروعًاوإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك -أي بذلك الهجر- بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته؛ لم يُشرع الهجر في هذه الحالة؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر، والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف"



الضابط الرابع - معرفة نوع البدعة.


فى شرح للأربعين النووية صفحة 292،
يقول في شرحه على الأربعين: "الضلالات تنقسم إلى: بدعة مكفِّرة، وبدع مفسِّقة، وبدعة يُعذر فيها صاحبها، ولكن التي يُعذر فيها صاحبها لا تخرج عن كونها ضلالةولكن يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"،

يقول: والبدعة المكفِّرة أو المفسِّقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة،
لقول الله تعالى:
{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } [الإسراء: 15]،
ولقول الله تعالى:
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165].

الضَّابط الخامس- العلم والعدل والرحمة

قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- "وأئمة السنة والجامعة وأهل العلم والإيمان فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون فيه موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون مع من خرج منها -أي من السنة- ولو ظلمهم،

كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8]".

قال: "ويرحمون الخلقَ فيُريدون لهم الخيرَ والهُدى والعلم، ولا يقصدون لهم الشَّر ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبيَّنوا خطأَهم وجهلَهم وظلمَهم فهم لا يُريدون بذلك الشَّر لهم أبدًا، وإنَّما هم يُريدون الخيرَ لهم- كان قصدُهم بذلك بيانَ الحق، ورحمةَ الخلق".

يقول شيخُ الإسلام: "وإذا نظرتَ إلى المبتدعة بعين القدر والحيرة مُستوليةٌ عليهم، والشَّيطان مُستحوذٌ عليهم؛ رحمتهم وترفَّقت بهم، أُوتوا ذكاءً وما أوتوا زكاءً، وأُعْطُوا فهومًا وما أُعْطُوا علومًا، وأُعْطُوا سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعُهم ولا أبصارُهم ولا أفئدتُهم من شيءٍ".

أبو أُمامة الباهلي -رضي الله عنه- لما رأى سبعين رأسًا من رؤوس الخوارج وقد جُزَّت ونُصِبَت أمام المسجد الدِّمشقي - قال: "سبحان الله! ما يصنع الشيطانُ ببُنيّ آدم؟!" -أو ببَنِي آدم- ثم قال: "كلابُ جهنم -هكذا قال النبيُّ فيهم، يعني هذا وصف النبي لهم- شرُّ قتلى تحت ظلِّ السَّماء"، ثم بكى الصَّحابي الجليل.
ثم قال : "إنَّما بكيتُ رحمةً لهم حين رأيتُهم كانوا من أهل الإسلام".


ويقول أيضًا في كتابه الجواب الصحيح لمَن بدَّل دين المسيح، في المجلد الأول، صفحة 22 :
"ولما كان أتباع الأنبياء هم أهل العلم والعدل؛ كان كلام أهل الإسلام والسنة مع الكفار وأهل البدع بالعلم والعدل، لا بالظن وما تهوى الأنفس"،

ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام:
(القضاة ثلاثة: واحد في الجنة واثنان في النار. رجل عرف الحق وقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق وقضى بخلافه فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق ولم يقضِ به فهو في النار).

قال: "ولما كان أتباع الأنبياء هم أهل العلم والعدل؛ كان كلام أهل الإسلام والسنة مع الكفار وأهل البدع بالعلم والعدل، لا بالظن وما تهوى الأنفس"، وذكر الحديث.



ويقول أيضًا في منهاج السنة، المجلد الرابع :
"ومَن سلك طريق الاعتدال؛ عظَّم مَن يسحقُّ التعظيمَ وأحبَّه ووالاله، وأعطى الحق حقه، ويعظم الحق،ويرحم الخلق، ويعلم أن الرجل الواحد يكون حسنات وسيئات، فيُحمد ويُذم، ويثاب ويُعاقب، ويُحَبُّ من وجهٍ ويُبغَضُ من وجه. هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافًا للخوارج والمعتزلة ومَن وافقهم".


والله اعلم
فى هذا جواب لكل تساؤلاتك


__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-05-2013, 05:47 PM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
59 59 رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

شكرا جزيلا ايها الاخت الكريمة الملتزمة على كل هذه التفصيلات والتوضيحات ...

لكن قولك :"
فى هذا جواب لكل تساؤلاتك " فقد بقي سؤال لم تجيبي عليه وهو السؤال الثاني .

ثم خطر لي الآن سؤال جديد حول قولك:
"يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"
كيف لنا أن نعرف قصده ؟ ونحن نعتقد أن القصد أمر لا يعرفه إلا الله عز وجل !

__________________



رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-05-2013, 08:05 PM
الصورة الرمزية المسلمة الملتزمة
المسلمة الملتزمة المسلمة الملتزمة غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: راحلة الى الله "فأدعوا لى "
الجنس :
المشاركات: 2,962
افتراضي رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا ايها الاخت الكريمة الملتزمة على كل هذه التفصيلات والتوضيحات ...

لكن قولك :" فى هذا جواب لكل تساؤلاتك " فقد بقي سؤال لم تجيبي عليه وهو السؤال الثاني .

ثم خطر لي الآن سؤال جديد حول قولك: "يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"
كيف لنا أن نعرف قصده ؟ ونحن نعتقد أن القصد أمر لا يعرفه إلا الله عز وجل !

سأضرب مثلًا -والكلام لشيخنا- بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين، وهما: الحافظ النووي والحافظ ابن حجر -رحمهما الله تعالى-
فالنووي لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته
حتى إنك لا تجد مسجدًا من مساجد المسلمين إلا ويُقرأ فيه كتاب رياض الصالحين، وهذا يدل على القبول
ولكن رحمه الله أخطأ في تأويل آيات الصفات، حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن النووي مبتدع؟

نقول: قوله بدعة -أي قوله في تأويل الصفات بدعة- لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأوِّل، والمتأوِّل إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر،
فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفِّر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر".
يقول: "أرأيتم الرجل الذي ضلت راحلته حتى أيس منها واضجع تحت شجرة ينتظر الموت، فإذا بالناقة على رأسه فأخذ بها، وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.
يقول الشيخ: وهذه الكلمة كلمة كفر، لكن هو لم يكفر.

إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: (أخطأ)، لم يقل: "كفر"، وإنما قال النبي: (أخطأ من شدة الفرح).

أرأيتم الرجل يُكرَه على قول الكفر قولًا أو فعلًا هل يكفر ؟ -يسأل الشيخ، ويقول: الجواب: لا، القول كفر، والفعل كفر، لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر، لأنه مكره، ثمر يقول: رأيتم الرجل الذي كان مسرفًا على نفسه فقال لأهله: إذا أنا متُّ فأحرقوني وذروني في اليم -والحديث أيضًا في الصحيحين من حديث أبي هريرة، و"في اليم" أي البحر- فوالله لئن قدر عليَّ ربي ليعذبنِّي عذابًا ما عذَّبه أحدًا من العالمين، وظن أنه بذلك ينجو من عذاب الله.
وهذا شكٌّ في قدرة الله -عز وجل- و يقول الشيخ: والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر، جمعه الله -عز وجل- وسأله: لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك يا رب. وفي رواية: من خشيتك. فغفر الله له.

إذن الإمام النووي أوَّلَ في الصفات

أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر.

وابن حجر -يقول الشيخ رحمه الله: أحيانًا يسلك مسلك السلف، يعني في مبحث الأسماء والصفات، وأحيانًا يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.

يقول الشيخ: مثل هذين الرجل هل يمكن أن نقدح فيهما؟ أبدًا لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
إذن هذا التأويل ناشئ عن اجتهاد أخطأ فيه، لكن خطأهما شيء، واجتهادهما يؤجران عليه أجرًا، وهو شيء آخر.





ثم بالنسبة لسؤالك فقد أجبتك عليه فى الضابط الرابع



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة مشاهدة المشاركة
لكن قولك :" فى هذا جواب لكل تساؤلاتك " فقد بقي سؤال لم تجيبي عليه وهو السؤال الثاني .
وهذا هو السؤال الثانى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة مشاهدة المشاركة
ثانيا هل معنى كلامك أن من ضل نتركه في ضلاله , فلا ننصحه ولا نذكره ولا نسعى في عودته لسفينة النجاة (السنة).....؟


إجابتة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسلمة الملتزمة مشاهدة المشاركة




الضابط الرابع - معرفة نوع البدعة.


فى شرح للأربعين النووية صفحة 292،
يقول في شرحه على الأربعين: "الضلالات تنقسم إلى: بدعة مكفِّرة، وبدع مفسِّقة، وبدعة يُعذر فيها صاحبها، ولكن التي يُعذر فيها صاحبها لا تخرج عن كونها ضلالةولكن يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"،

يقول: والبدعة المكفِّرة أو المفسِّقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة،
لقول الله تعالى:
{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } [الإسراء: 15]،
ولقول الله تعالى:
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165].



__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-05-2013, 08:12 PM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
59 59 رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

شكرا جزيلا أختنا الكريمة .....
فهمت أن من المبتدعة من لا يلام بل يؤجر ويحمد , كالامام النووي والامام ابن حجر وغيرهم..
ومنهم من يأثم ويذم مثل المدخلي والعودة .

ولكن كيف نميز بينهما فنذم هذا ونهجره ونحرق كتبه , ونحمد الآخر ونحضر مجالسه ونقتني كتبه ؟؟؟
__________________



رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-05-2013, 08:29 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا ايها الاخت الكريمة الملتزمة على كل هذه التفصيلات والتوضيحات ...

لكن قولك :" فى هذا جواب لكل تساؤلاتك " فقد بقي سؤال لم تجيبي عليه وهو السؤال الثاني .

ثم خطر لي الآن سؤال جديد حول قولك:
"يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"
كيف لنا أن نعرف قصده ؟ ونحن نعتقد أن القصد أمر لا يعرفه إلا الله عز وجل !
فليس أهل البدع على درجة واحد من التعصب لبدعتهم والتمسك بها والدعوة إليها. وينبغي أن تكون معاملتهم وقبول هديتهم وعطاياهم بحسب ميزان المصالح والمفاسد، فإن كان في معاملتهم مناصحة لهم، وتقريبهم للحق ودعوتهم إلى الخير، دون تأثر بما هم عليه من خطأ ولا إقرار لهم عليه، فمعاملتهم أولى. وأما إن كانت تجر إلى منكر أو محظور شرعي فتجب مفارقتهم وترك معاملتهم.


بالنسبة لسؤالك الأول..

إذا كان المبتدع غير مجاهر ببدعته ينصح، ولا يجتنب ولا يشهر به، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة". وأما إذا كان مجاهرا بشيء منهي عنه من البدع الاعتقادية أو القولية أو العملية - وهو يعلم ذلك - فإنه يسن هجره، وقد اشتهر هذا عند العلماء.

اقتباس:
"يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"
وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما: النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى .
فالنووي : لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجداً من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب ( رياض الصالحين (وهذا يدل على القبول، ولا شك أنه ناصح، ولكنه - رحمه الله - أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟
نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأول، والمتأول إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر، فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر.
أرأيتم الرجل الذي أضل راحلته حتى أيس منها، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت،فإذا بالناقة على رأسه، فأخذ بها وقال من شدة الفرح:اللهم أنت عبدي وأنا ربك،وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر،قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح"أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر؟
الجواب:لا، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنه مكره.
أرأيتم الرجل الذي كان مسرفاً على نفسه فقال لأهله: إذا مت فأحرقوني وذرُّوني في اليمِّ - أي البحر - فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين ظن أنه بذلك ينجو من عذاب الله، وهذا شك في قدرة الله عزّ وجل، والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر.
جمعه الله عزّ وجل وسأله لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك. وفي رواية أخرى: من خشيتك، فغفر الله له.
أما الحافظ الثاني:فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.

__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام.
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-05-2013, 08:40 PM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
افتراضي رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

السلام عليكم أخي الكريم أبا الشيماء ..

الآن بدأنا نقترب من الصواب , إن شاء الله
.
لكن السؤال الأخير بقي مطروحا : وهو كيف نفرق بين هذا وهذا ؟
__________________



رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13-06-2013, 06:04 PM
الصورة الرمزية فهيم
فهيم فهيم غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
مكان الإقامة: بيت أبي
الجنس :
المشاركات: 197
الدولة : Algeria
افتراضي رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)

مواضيعكم شيقة
ومفيدة
وعطرة باقلامكم النقيه
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 114.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 108.70 كيلو بايت... تم توفير 6.08 كيلو بايت...بمعدل (5.29%)]