حق الآباء في أموال الأبناء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119723 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-10-2020, 02:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي حق الآباء في أموال الأبناء

حق الآباء في أموال الأبناء
أحمد بن عبد الكريم نجيب



السؤال:
هل لوالدي الحق في أن يأخذ من مالي بحاجة أو بغير حاجة؟ و ما حكم الشرع إذا كان يأخذ من مالي و يعطي لإخواني؟ و هل الأم و الأب في الأخذ من مال أبنائهم سواء؟




الجواب:
أقول مستعيناً بالله - تعالى -:
إن الله - تعالى - أوصى بالآباء خيراً، و أوجب لهم على أبنائهم حقوقاً معنوية (كتوقيرهما، و التلطف في مخاطبتهما، و عدم التأفف منهما) و ماديَّة (كالنفقة بالمعروف على الموسر).




قال - تعالى -: (و قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلا إيَّاهُ و بِالوَالِدَيْن إحساناً إمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ و لا تَنْهَرْهُمَا و قُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيْماً) [الإسراء: 23].
و يجمع بين الحق المعنويِّ و الماديِّ للآباء على الأبناء وُرُود النصِّ بأنَّ لهم حقٌّ ثابت في أموال أبنائهم، حيث إنَّ حصولهم على هذا الحق و تمكينهم منه واجب ماديٌّ على الأبناء، و جعلُ ذلك لهم بمثابة الكسب الحلال الذي لا ينازعون في أخذه، و لا فضلَّ و لا منَّةَ لأحدٍ فيه عليهم يترك أثراً معنوياً حسَناً في نفوسهم.




لذلك قضت الشريعة الغراء بأن للأب أن يأخذ من مال ابنه مقدار حاجته بكرامةٍ و عزة نفس لا يتبعها أذىً و لا منَّة، كيف و هو ـ في ذلك ـ إنَّما يأكل مِن كَسبِه الطيب، و يأخذ من حقِّه الثابت.
فقد روى ابن ماجة بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله إنَّ لي مالاً و وَلداً، و إنَّ أبي يريدُ أنْ يجتاحَ مالي. فقال - عليه الصلاة والسلام -: (أنت و مالك لأبيك).
و روى أبو داود و ابن ماجة في سننهما بإسناد صحيح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أنَّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ لي مالاً، و إنَّ والدي يحتاج إلى مالي، قال: (أنت و مالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كَسْبِكُم، كلوا من كَسْبِ أولادكم).




قلتُ: و لا فرق بين الأب و الأم في أن لكل منهما الحق في أن يأخذ من مال ولده، لما رواه أبو داود و ابن ماجة و النسائي بإسنادٍ صحيح عن عمارة بن عمير، عن عمَّته، أنها سألت عائشة - رضي الله عنها -: في حجري يتيم أفآكل من ماله؟ فقالت أم المؤمنين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ من أطيب ما أكل الرجل من كَسْبِهِ، و ولَدُه مِن كَسْبِه).
أمَا وقد تقرر ذلك فلا بد من الإشارة إلى أن بعضَ أهل العلم ذهبوا إلى أن للأب الأخذ من مال ولده بدون قيدٍ أو حدٍّ، لحاجته و فوق حاجته، سواء رضي بذلك الابن أم لم يرضَ.




قال الشوكاني - رحمه الله - في شرح حديث أم المؤمنين - رضي الله عنها -: (يدل على أن الرجل مشارِكٌ لولده في ماله، فيجوز له الأكل منه سواء أذن الولد أو لم يأذن، و يجوز له أيضاً أن يتصرف به كما يتصرف بماله، ما لم يكن ذلك على وجه السَرَفِ و السَفَه). [نيل الأوطار: 5 / 391].
و اعتُرِض على من ذهبَ هذا المذهب بما رواه الحاكم بإسنادٍ صححه، و قال: هو على شرط الشيخين، عن عائشة رضي الله - تعالى -عنها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أولادَكم هبةُ الله لكم، يهب لمن يشاء إناثاً، و يهب لمن يشاء الذكور، فهم و أموالهم لكم إذا احتجتم إليها).




و هذا الحديث صححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في الصحيحة و الإرواء لا على شرط الشيخين، و قال معقباً عليه:
و في الحديث فائدة فقهية هامة قد لا تجدها في غيره، و هي أنه يبين أن الحديث المشهور: (أنت و مالك لأبيك)، ليس على إطلاقه، بحيث أن الأب يأخذ من مال ابنه ما يشاء، كلا؛ و إنما يأخذ ما هو بحاجة إليه).
قلت: و العقل و الاعتبار يشهدان لمذهب تقييد حق الأب في مال ابنه بمقدار الحاجة لا غير، إذ لو كان معنى قوله: (أنت و مالك لأبيك) على ظاهره و إطلاقه لاستحق الأب الاسئثار بمال ولده بعد وفاته لا يشركه فيه غيره من الورثة، و لكانت عليه زكاته في حياته إن قصَّر في أدائها الولد، و ليس الأمر كذلك.
قال ابن الهمام الحنفي بعد ذكر حديث عائشة المتقدم: (و مما يقع بأن الحديث يعني أنت و مالك لأبيك ما أُوِّلَ أَنَّهُ - تعالى -وَرَّثَ الأبَ مِنْ ابنِهِ السُدُسَ مَع وَلَدِ وَلَدِهِ، فلو كان الكل ملكَه لم يكن لغيره شيء مع وجوده).
قال ابن قدامه - رحمه الله -: و للأب أن يأخذ من مال ولده ما شاء مع غناه و حاجته بشرطين:




أحدهما: أن لا يجحف بالإبن، و لا يأخذ ما تعلقت به حاجته.
الثاني: أن لا يأخذ من مال أحد وَلَدَيْه فيعطيه لآخر؛ لأن تفضيل أحد الولدين غير جائز، فمع تخصيص الآخر بالأخذ منه أولى. فإذا وُجِد الشرطان جاز الأخذ). [الكافي: 2 / 471].
فليتق الأبناء و الآباء ربَّهم فيما أعطَوا و ما تَرَكوا، و لا يجاوِزَّنَّ أحدهم حدودَ ما شرعَه الله - تعالى -له، فإنه (من يعص الله و رسوله و يتعدَّ حدوده يدخله ناراً)، (و من يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون).
هذا، و الله أعلم و أحكم، و ما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت و إليه أنيب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.26 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]