معرفة الله باسم السميع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 115 - عددالزوار : 16071 )           »          التيمّم وجمع الصلوات للمريض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حُكم إعطاء الأخت الزكاة لأختها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التوحيد .. أساس النهضة وسرّ الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الوصية الواجبة.. في ميزان الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          السُنَّة النبوية منهج حياة وصمام أمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مخاطر العلاقات المحرّمة وآثارها في زمن التواصل الرقمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          وسائل فضّ المنازعات في ضوء الهدي القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 103 )           »          من مكتبة التراث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 444 )           »          الأوقاف المقدسية حول العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 690 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 12:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,540
الدولة : Egypt
افتراضي معرفة الله باسم السميع

معرفة الله باسم السميع

عبدالله بن إبراهيم الحضريتي

لو أن الإنسان عرف ربه بصفة واحدة من صفاته، وتذوق أثرها في حياته، لكان لذلك انقلابٌ عظيم في قلبه وسلوكه، فكيف به إذا عرف الله بجميع ما علمنا الله من أسمائه وصفاته الحسنى؟! إن شأنه حينها يكون شأنًا آخر لا يُقاس.

ولنقف عند اسم واحد من أسماء الله: "السميع".

نحن البشر إذا حضرنا مجلسًا فيه شخصية اعتبارية أو مسؤول مهم، نحاول أن نُحسن اختيار ألفاظنا، ونرتِّب كلماتنا، لا لشيء إلا لأن هذا الشخص يسمعنا.

مع أنه لا يملك لنا نفعًا ولا ضرًّا، ولا يقدم ولا يؤخر في قدر الله شيئًا.

فكيف لا نضبط كلامنا والله جل جلاله يسمعنا آناء الليل وأطراف النهار؟!

إن معرفة العبد أن الله سميع تجعله يُحكم ألفاظه، ويُصفي كلماته، فلا ينطق إلا بما يُرضي الله.

والكلمة – وإن كانت لا تتجاوز ثوانيَ على اللسان – لها أثر عجيب في الكون؛ وقد جاء في الحديث الذي رواه أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا لعن شيئًا، صعدت اللعنة إلى السماء، فتُغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتُغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإن لم تجد مساغًا، رجعت إلى الذي لُعِن، فإن كان أهلًا لذلك، وإلا رجعت إلى قائلها)).

انظروا كيف تتحرك الكلمة في الملكوت، وكيف تقلق السماء والأرض، وكيف تعود على قائلها أو تصيب من وُجِّهت إليه، هذا كله من كلمة عابرة قالها لسان الإنسان بلا رويَّة ولا وزن.

ولأجل ذلك جاء توجيه القرآن العظيم: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53].

تأمل كلمة (أحسن)؛ كأن الله يقول لك: انتقِ كلامك كما تنتقي أجود الثمار من السوق، فإن لم تفعل، فتحتَ للشيطان بابًا لا نهاية له.

ثم جاء الأمر الإلهي الأوضح في سورة الأحزاب: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

القول السديد: كلام مصوَّب كالسهم إلى الهدف، لا اعوجاج فيه ولا لغو، يخدم الغاية التي يرضاها الله.

فإذا التزم العبد بهذا، صلحت أعماله ببركة ضبط لسانه، وغُفرت ذنوبه بكرم ربه.

فانظر – رعاك الله – ماذا يفعل بالإنسان مجرد معرفته أن الله سميع، وكيف يتهذب لسانه، وينتظم سلوكه، ويصلح الله شأنه كله، فكيف لو أضاف إلى هذه المعرفة بقية أسمائه وصفاته؟! إنه حينها يعيش في نور عظيم، وفوز عظيم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]