المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخل إدام وغذاء ودواء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحبة السوداء شفاء من كل داء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات لشبكات التواصل الاجتماعي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 10925 )           »          نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 12 )           »          جسور بين الأفكار.. أم أنفاق للاختراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التوازن في حياة الإنسان: نظرة قرآنية وتنموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الحضارات والمناهج التنويرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 09:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,370
الدولة : Egypt
افتراضي المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره

المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره

د. زيد بن محمد الرماني

تعاني المجتمعات الإسلامية المعاصرة في واقعها القائم من عمق الفجوة بين الجوانب العقدية والعبادية، والجوانب الاقتصادية المعيشية، إن واقع العالم الإسلامي ينبغي دراسته من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعلى كل المستويات، ومن أهم ما يعاني منه العالم الإسلامي في اقتصادياته ما يُعرف بـ «المرض الاقتصادي».

فالتلوث البيئي مرض اقتصادي، يتسبب في كثير من الأعراض، وآثارُه لا تنحصر في مكان واحد، بل تمتد إلى آخرين من أفراد ومجتمعات ودول، فالإنسان لا يلوث هواءه ومياهه وتربته، وإنما أيضًا هواء ومياه وتربة الآخرين؛ جاء في تقريرٍ لأكاديمية العلوم الوطنية الأمريكية: "لقد حلَّ الوقت الذي لا يجوز للإنسان أن يمضي في استعمال الأرض والبحر والهواء كأنها سلة قمامة".

والفقر مرض اقتصادي، وهو حالة من الحياة محدَّدة بالجهل وسوء التغذية، والمرض وارتفاع مستوى وفيَات الأطفال، وعدم تمكن الفرد من إشباع حاجاته الأصلية، وجميع البلدان الإسلامية تعاني من ظاهرة الفقر وانتشارها، وقديمًا قيل: "الفقر هو الموت الأكبر".

والديون مرض اقتصادي، فما من دولة إسلامية إلا تعاني من الديون وفوائد أقساط الديون، وهذا بدوره يؤثر على الميزان التجاري لهذه الدول، وعجزُ هذه الدول عن سداد هذه الديون يجعلها في حلقة مفرغة، وقديما قيل: "الدَّين همٌّ بالليل مذلَّة بالنهار"، والعالم الإسلامي يعاني من جراء هذه الديون وفوائدها أصنافًا من الهموم والمذلة.

والمجاعة مرض اقتصادي، وهي قاسم مشترك بين معظم الدول الإسلامية، وتسبب المعاناة الشديدة لكثير من أطفال البلدان الإسلامية؛ نتيجة نقص الغذاء، وعدم توافر الحاجات الأساسية لهم، والعرب قديمًا قيل: "الجوع كافر".

والربا مرض اقتصادي، يسبِّب محق البركة في الأرزاق، سواء على مستوى الاقتصاد الفردي أو المجتمعي؛ إذ هو كسب للأموال دون عمل، والنقود لا تلد نقودًا كما يقول علماء الاقتصاد، وكان الاقتصادي المشهور عيسى عبده يرحمه الله يعتبر الربا خرابَ الأمم والشعوب.

والمجتمع الاستهلاكي مرض اقتصادي، وهو مجتمع يسوده المال؛ من حيث يلهث فيه المرء وراء الكسب ليتمكن من استهلاك أوفرَ، ومن حيث إن حركة الاستهلاك موجهة بشكل مدروس من أجل الوصول إلى تصريف إنتاج متزايد للسلع، ويُلاحظ أن العالم الإسلامي قد تحول إلى مجتمع استهلاكي تسوده تطلعات عارمة للثراء السريع؛ يقول «إريك فروم»: "لقد أصبح المستهلك في الغرب يقول: أنا موجود، بقدر ما أملك وأستهلك".

والبطالة مرض اقتصادي؛ إذ لا يتوافر العمل المناسب والأجر المناسب للعامل القادر المستعد للعمل، سواء كان بسبب التقدم الفني واستخدام وسائل التقنية الحديثة، أو بسبب نقص المهارة، ومعظم الدول الإسلامية تعاني من ظاهرة البطالة؛ يقول الراغب الأصفهاني يرحمه الله: "من تعطَّل وتبطَّل، انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى".

والتبعية مرض اقتصادي؛ إذ غالبية الدول الإسلامية ما زالت في اقتصاداتها تابعة لاقتصادات الغرب ونظمه، سواء على مستوى الأسواق التجارية والمالية، أو التبادل التجاري، وهذا يستتبع استمرار تبعية هذه الدول لتلك الدول الغربية، والعرب قديمًا كانوا يقولون: "جوِّع... يتبعك"، وقد مارس الغرب هذه السياسة؛ سياسةَ تجويع شعوب البلدان الإسلامية، حتى تبقى في تبعية مستمرة ودائمة.

وللأسف كان من نتيجة المرض الاقتصادي بأنواعه المختلفة الآثارُ التالية على المجتمعات الإسلامية:
1- افتقاد الأمة المبدعين والمبتكرين والمخترعين والفنيين في المجالات الاقتصادية المختلفة.

2- التخلف العلمي في مجال اقتصاديات الأمة.

3- الجهل بالحاجات العالمية إلى البضائع التي تُصدَّر.

4- التخلف في القوة الإعلامية لترويج البضائع.

5- انتشار العادات والتقاليد الاجتماعية السيئة، من الإسراف والترف.

6- انتشار الجرائم المختلفة، والانحلال الخلقي المتمثل في انتشار الغش والخداع والرِّشوة.

7- عدم الالتزام بالعهود والمواثيق.

8- انتشار الأمراض القاتلة، التي تعوق العمل أو تقلِّل عدد ساعاته.

إن أيَّ مجتمع يبتعد عن شريعة الإسلام، فإن مصيره التخلف عن ركب الحضارة، والخلاص يكون بتغيير ما هو عليه من معاصٍ وذنوب وأخطاء؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.10 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]