|
|||||||
| ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
جسور بين الأفكار.. أم أنفاق للاختراق عواد مخلف فاضل الحمد لله، في رحلة الفكر الممتدة بين عراقة التراث ووهج الحداثة، يتقاطع الأصيل بالحديث. غير أنه لقاء لا يخلو من توتر، حين يتحوّل من تكامل إلى صراع خفي، أو من تلاقٍ إلى خداع مقنّع. إن الأصالة ليست جمودًا في الماضي، بل وعيٌ عميق أبدي باحتياج الإنسان. والمعاصرة ليست تقليدًا أعمى للطارئ، بل فقهٌ في تنزيل المتغير على الثابت. لكن حين يُسخّر الفريقان مفاهيمهما لخداع الآخر، ومداراته لتمرير مشروعه، يتحوّل الجمع بينهما إلى ساحة صراع فكري، لا لقاء حضاري. لقد رأينا كيف لبست بعض التيارات عباءة "التجديد"، وهي تنخر في بنية النص لتجرّده من روحه، كما رأينا من يعطل فاعلية الشريعة باسم "حراسة الموروث"، فيجمّد الحياة ويصادم الواقع وينزوي للعزلة. وفي تاريخنا، لم يكن ابن خلدون أقل أصالة حينما تحدّث عن العمران والاجتماع بلغة عصره، كما لم يكن الشاطبي خارج الحداثة حين فهم مقاصد الشريعة في تنزيل الأحكام. وعلّمنا التاريخ أن كل أمة حاولت أن تقفز فوق تراثها سقطت في فوضى الهوية، وأن كل أمة رفضت السير مع الزمان ماتت اختناقًا في قوقعة الماضي. أما أعظم التجارب فهي التي جمعت بين الوعي الراسخ بالثوابت، والقدرة على التجديد في الوسائل، والمنهج، وحتى في طرائق الفهم والاجتهاد. فالأمر ليس صراعًا بين حق وباطل، بل مسؤولية، مسؤولية الجمع بين روح تُوقّر الأصل، وعقل يُبصر الواقع، دون أن يبتلع أحدهما الآخر، فالمستقبل لا يُبنى بخداع الشركاء، بل بصدق الجمع بين ميراث الأجداد ومستجدات الزمان.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |