اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة
شكرا جزيلا ايها الاخت الكريمة الملتزمة على كل هذه التفصيلات والتوضيحات ...
لكن قولك :" فى هذا جواب لكل تساؤلاتك " فقد بقي سؤال لم تجيبي عليه وهو السؤال الثاني .
ثم خطر لي الآن سؤال جديد حول قولك: "يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"
كيف لنا أن نعرف قصده ؟ ونحن نعتقد أن القصد أمر لا يعرفه إلا الله عز وجل !
|
سأضرب مثلًا -والكلام لشيخنا- بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين، وهما: الحافظ النووي والحافظ ابن حجر -رحمهما الله تعالى-
فالنووي لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته
حتى إنك لا تجد مسجدًا من مساجد المسلمين إلا ويُقرأ فيه كتاب رياض الصالحين، وهذا يدل على القبول
ولكن رحمه الله أخطأ في تأويل آيات الصفات، حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن النووي مبتدع؟
نقول: قوله بدعة -أي قوله في تأويل الصفات بدعة- لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأوِّل، والمتأوِّل إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر،
فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفِّر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر".
يقول: "أرأيتم الرجل الذي ضلت راحلته حتى أيس منها واضجع تحت شجرة ينتظر الموت، فإذا بالناقة على رأسه فأخذ بها، وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.
يقول الشيخ: وهذه الكلمة كلمة كفر، لكن هو لم يكفر.
إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: (أخطأ)، لم يقل: "كفر"، وإنما قال النبي: (أخطأ من شدة الفرح).
أرأيتم الرجل يُكرَه على قول الكفر قولًا أو فعلًا هل يكفر ؟ -يسأل الشيخ، ويقول: الجواب: لا، القول كفر، والفعل كفر، لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر، لأنه مكره، ثمر يقول: رأيتم الرجل الذي كان مسرفًا على نفسه فقال لأهله: إذا أنا متُّ فأحرقوني وذروني في اليم -والحديث أيضًا في الصحيحين من حديث أبي هريرة، و"في اليم" أي البحر- فوالله لئن قدر عليَّ ربي ليعذبنِّي عذابًا ما عذَّبه أحدًا من العالمين، وظن أنه بذلك ينجو من عذاب الله.
وهذا شكٌّ في قدرة الله -عز وجل- و يقول الشيخ: والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر، جمعه الله -عز وجل- وسأله: لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك يا رب. وفي رواية: من خشيتك. فغفر الله له.
إذن الإمام النووي أوَّلَ في الصفات
أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر.
وابن حجر -يقول الشيخ رحمه الله: أحيانًا يسلك مسلك السلف، يعني في مبحث الأسماء والصفات، وأحيانًا يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
يقول الشيخ: مثل هذين الرجل هل يمكن أن نقدح فيهما؟ أبدًا لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
إذن هذا التأويل ناشئ عن اجتهاد أخطأ فيه، لكن خطأهما شيء، واجتهادهما يؤجران عليه أجرًا، وهو شيء آخر.
ثم بالنسبة لسؤالك فقد أجبتك عليه فى الضابط الرابع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة
لكن قولك :" فى هذا جواب لكل تساؤلاتك " فقد بقي سؤال لم تجيبي عليه وهو السؤال الثاني .
|
وهذا هو السؤال الثانى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة
ثانيا هل معنى كلامك أن من ضل نتركه في ضلاله , فلا ننصحه ولا نذكره ولا نسعى في عودته لسفينة النجاة (السنة).....؟
|
إجابتة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسلمة الملتزمة
الضابط الرابع - معرفة نوع البدعة.
فى شرح للأربعين النووية صفحة 292،
يقول في شرحه على الأربعين: "الضلالات تنقسم إلى: بدعة مكفِّرة، وبدع مفسِّقة، وبدعة يُعذر فيها صاحبها، ولكن التي يُعذر فيها صاحبها لا تخرج عن كونها ضلالةولكن يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"،
يقول: والبدعة المكفِّرة أو المفسِّقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة،
لقول الله تعالى:
{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } [الإسراء: 15]،
ولقول الله تعالى:
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165].
|