هل أتاكم خبر العجوز؟؟

[طالبة الفردوس]

الشيخ محمد الهبدان

لما صليت فجر الجمعة وخرجت من المسجد جاء إليّ أبو إبراهيم أحد جماعة المسجد وقال لي : يا أبا عبد الله ..لقد حدث لي البارحة حدث هز مشاعري ..وأنزل الدمع من عيناي ..
فقلت : ما خبرك ؟ وما قصتك ؟
قال : خرجت البارحة أنا وزوجتي لقضاء حوائج من السوق..وبينما كنت أسير وأتجول أصابني التعب وهدني الإرهاق ..فقلت : لأم إبراهيم دعينا نرتاح قليلا ..فجلسنا سويا ..وأثناء جلوسنا ..حصل الموقف الذي أذهلني .
فقلت :رعاك الله ..ما هو ؟
فسكت برهةً من الزمان ثم تكلم قائلاً :
جاءت إلينا امرأة كبيرة السن ..ووضعت في أمتعتنا التي أمامنا ورقة ثم انصرفت !!
فقلت لأم إبراهيم ..يا ترى ..ما سر هذه الورقة ؟
فلما فتحتها ..وجدت فيها رسالة مكتوبة بخط اليد ..ومصورة ..تدعو إلى مقاطعة المنتجات الدنمركية !!

هنا انتهى كلام الأخ الكريم لي ..


فتنفست الصعداء .. وجال في خاطري الكثير من التساؤلات ..


أمرأة كبيرة السن ..لم يمنعها كبرها ..أن تقدم ولو شيئا يسيرا في الدفاع عن نبيها صلى الله عليه وآله وسلم والذب عنه ..فأين الذين يملكون أكثر من ذلك ولم يصنعوا شيئا لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ؟!!


امرأة كبيرة السن ..عرفت قدرتها ..فصورت تلك الورقة ..وقامت بما تستطيع ..فهل قمنا نحن بما نستطيع لنصرة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؟!!


امرأة كبيرة السن ..تحركت وصورت ودارت على الناس لنصرة نبيها ..تدعو إلى مقاطعة بضائع الأعداء ..وبعض تجارنا ـ هداهم الله ـ لا يزال متمنعاً عن المقاطعة خوفاً على مصالحه الدنيوية ؟!!


امرأة كبيرة السن ..لم تكتف بالحوقلة والاسترجاع ..والسب والشتم دون أن تقدم شيئا بل قامت بتوزيع الورقة تدافع عن نبيها وتنصره قدر استطاعتها !!


يا لله ..على عظمة هذا الدين ..هكذا يربى الإسلام المسلمين ..أن يفعل المسلم ما يستطيع لنصرة دينه ونبيه ..وإن كان ذلك العمل حقيرا في أعين الناس إلا أنه عظيم عند الله تعالى ..وما خبر المرأة التي كانت تقم المسجد في عهد النبي عنا ببعيد ..فتنظيف المسجد والعناية به ..أمر في أعين بعض الناس صغيرا ..ولكن مدرسة محمد لا تحقر أي عمل ولو إزالة الأذى عن الطريق !!
ويُعطي أصحابه درسا عملياً في عدم الاستهانة بالأعمال ..فكل يقدم ما يستطيع ..لما ماتت تلك المرأة ..لم يخبر الصحابة رسول الله بوفاتها ..فدفنت بعد أن صلى عليها مجموعة من أصحاب رسول الله ..عندها فقدها النبي وسأل عنها ..فقالوا إنها ماتت ودفنت ..هنا أنكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه ..وقال لهم ..هلا آذنتموني ..فذهب النبي إلى قبرها وصلى عليها .


فرحم الله من ذب عن عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونصر سنته وجعله ممن يرد حوض نبيه ويحشر في زمرته
وآخر يقول :

في سوق كبير صادفت رجل كبير في السن وقد حمل بعض الأغراض والأكياس رأيت من بينها " زبدة لورباك " ينتظر دوره عند المحاسب , فقلت له : لم يا عم تشتري هذه الزبدة , فقال طلبوهاعيالي مني فاليوم العشاء " جريش " ونحن معتادين عليها وسألني عن السبب , فأخبرته بأسلوب مبسط قصة تعرض النبي للسخرية والاستهزاء وتناول عرضه صلوات الله عليه وسلامه , وانه من واجبنا أن نقاطع كل منتج يساعد اقتصاد أولئك , ولم أنتهي من حديثي إلا والرجل يفرغ الأكياس من هذا الصنف وهو يدعو عليهم شر دعاء . يقول : يابني أنا لي خمسة وخمسين سنه أصلي من أجل الله ومن أجل لقاء الحبيب في الجنة .. أبيع الرسول بزبدة بقيمة ريالين !! تركته بعدها وهو يهم بالرجوع لشراء صنف أخر ..

حتى الكلاب تغضب لنبينا


فهذه قصة رواها العلامة ابن حجر في كتابه الدرر الكامنه ملخصا أن جماعة من النصارى توجهوا لحفل كبير بمناسبة تنصر أمير مغولي كبير
فأخذ صليبي في شتم الرسول وكان كلب صيد مربوط زمجر وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة
ولكن الحاقد قال : أن الكلب لما رآني أشير بيدي ظن أنني سأضربه فهاج وليس كما قلته . وعاد للسب مرة أخرى فما كان من الكلب إلا أن قطع رباطه ووثب على عنف الصليبي وقتله في الحال ،
وأسلم عندها حوالي 40 ألفا من المغول .