|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ،وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا) رواه البخاري ومسلم. وهذا الحديث فيهذكر القدر وذكر جمع الخلق في رحم الأم.وهوأصل في باب القدر والخوف من السوابقوالخوف من الخواتيم، وكما قيل: قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم . يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق ) حَدَّثَنَا حدث وأخبر في اللغة العربية بمعنى واحد، وهي كذلك عند قدماء المحدثين، لكن عند المتأخرين من صاروا يفرقون بين: (حدثنا) و (أخبرنا) وهذا في علم مصطلح الحديث الصادق أي الصادق فيما أَخْبَر به أي في قوله المَصْدُوْقُ فيما أُخبِِر به، أي في ماجاء به من الوحي عن الله سبحانه وتعالىوالمصدوق: هو المصدَّق يعني الذي لا يقولشيئاً إلا صُدِّقَهفالمقصودبالصادق المصدوق تأكيد احترام مصداقية النبي صلى الله عليه وسلم الذي إذا أخبر بشيء صُدِّقه مهما كان لأن الكلام الآتي هو في امرغيبيفكما نصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيالأشياء الحاضرة والأعمال البينة الواضحة فكذلك يجب علينا أن نصدقه في الأمور الغيبية . إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعينيوماً ... يشير الحديث الىتطور خلق الإنسان في بطن أمهفالجنين يتقلب في مئة وعشرينيوماً في أربعة أطوار، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور؛ فيكون في الأربعينالأولى نطفة. فالطورالأول: طورالنطفة والنطفة المنيوأصلها الماء القليل وجمعها نطافوهي عند التقاء ماء الرجلبماء المرأة يجتمعان ليكونان التكوين الخلقي ، فالنطفة هي الماء حيث يبقى الحمل فيالشهر الأول وعشرة أيام من الشهر الثاني ماء أي يكون الجنين عبارة عن ماء . ثم في الأربعينالثانية علقة. فالطورالثاني :طور العلقةوهي قطعة من الدموتبقى أيضا أربعين يوما..انتقل الجنين هنا من ماء الىدم. ثم في الأربعين الثالثةمضغة. فالطورالثالث: طور المضغةوهي قطعة من اللحمتبقى أربعون يوماً .فالجنين انتقل من ماء الى دم الى قطعة لحم . قال الله تعالى: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب}يعني أباكم آدم {ثم من نطفة } يعني ذريته ، { ثم من علقة } وهو الدم الغليظ المتجمد ، وتلكالنطفة تصير دماً غليظاً)ثم من مضغةٍ( وهي لحمة) مُخَلَّقَةٍ وغير مُخَلَّقَة( [الحج:5]. قال ابن عباس مخلقة : أي تامة ، وغير مخلقة أي غير تامة بل ناقصة الخلق ، وقال مجاهد : مصورة وغير مصورة، يعني السقط . ثمبعد المئة وعشرين يوماً يرسل اليه الملك الموكل بالأرحام فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرُّوْحَ ، الروح ما به يحيا الجسم، وكيفية النفخ الله أعلم بها. سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فأمره الله أن يقول: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء: الآية85) فالروح من أمر الله أي من شأنه، فهو الذي يخلقها عزّ وجل: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)(الاسراء: الآية85) وقيل أن هذا فيه نوع من التوبيخ،كأنه قال:ما بقي عليكم من العلم إلاالروح حتى تسألوا عنها، ولهذا قال الخضر لموسى عليه السلام لما شرب الطائر من البحر: (ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر. أي أنه لم ينقص شيئاً). وَيُؤْمَرُ أي الملك بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمر هو الله عزّ وجل بِكْتبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ . وفي رواية عن إبن مسعود رضي الله عنه أن النطفة إذا استقرت في الرحمأخذها الملك بكفه فقال أي رب ذكر أم أنثي شقي أم سعيد مالأجل مالأثر بأي أرض يموت ؟فيقال له أنطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد قصتها في أمالكتاب فستأكل رزقها وتطأ أثرها فإذا جاء أجلها قبضت فدفنت في المكان الذي قدر لها. هو الذييصوَّرُكُم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيزُ الحكيمُ رِزْقه الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين. والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك. والرزق الذي يقوم به الدين:هو العلم والإيمان، وكلاهما مراد بهذا الحديث. وَأَجَله أي مدة بقائه في هذه الدنيا، والناس يختلفون في الأجل اختلافاً متبايناً، فمن الناس من يموت حين الولادة، ومنهم من يعمر إلى مائة سنة من هذه الأمة ، أما من قبلنا من الأمم فيعمرون إلى أكثر من هذا، فلبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً. واختيار طول الأجل أو قصر الأجل ليس إلى البشر، وليس لصحة البدن وقوام البدن ،إذ قد يحصل الموت بحادث والإنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون، لكن الآجال تقديرها إلى الله عزّ وجل. وهذا الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر، فإذا تم الأجل انتهت الحياة وقال صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وَعَمَله أي ما يكتسبه من الأعمال القولية والفعلية والقلبية، فمكتوب على الإنسان العمل . وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ هذه النهاية، والسعيد هو الذي تم له الفرح والسرور، والشقي بالعكس، قال الله تعالى: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود:105-108] فالنهاية إما شقاء وإما سعادة ، فنسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل السعادة. هذه هي أطوارخلق الأنسان وقد دل عليها قوله تعالى (ولقد خلقنا الأنسان منسلالة من طين , ثم جعلنا ه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقةمضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاآخر فتبارك الله أحسنالخالقين ) يقال أن ملكالموت عليه السلام دخل يوما على سليمان بن داود عليهما السلام فجعل يطيل النظر ويحدبصره الى رجل من ندمائه ثم خرج فقال ذلك النديم يا نبي الله إنه من كان ذلك الرجل؟قال إنه ملك الموت فقال يا نبي الله رأيته يطيل النظر إلي وأخاف أن يقبض روحيفخلصني من يده فقال وكيف اخلصك ؟ فقال تأمر الريح أن تحملني إلى بلاد الهند فلعلهيضل عني ولايجدني فأمر سليمان عليه السلام الريح ان تحمله في الساعة الى أقصى بلادالهند فحملته في الوقت والحال فقبض روحه وعاد ملك الموت ودخل على سليمان عليهالسلام فقال له سليمان : لأي سبب كنت تطيل النظر إلى ذلك الرجل ؟ قال كنت أتعجب منهلأني أمرت بقبض روحه بأرض الهند وهو بعيد عنها، إلى ان اتفق وحملته الريح الى هناككما قدر الله تعالى فقبضت روحه هناك. فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذه الجملة قيل إنها مدرجة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم . فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذا قسم مؤكد بالتوحيد، القسم: فَوَاللهِ والتوكيد بالتوحيد: الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ أي لا إله حق غير الله، وإن كان توجد آلهة تعبد من دون الله لكنها ليست حقاً،كما قال الله عزّ وجل ![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |