|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() التوحيد والجهاد
[الكاتب : أبو الفضل العراقي] قال لي محاوري وقد انتفخت أوداجه غضباً واحمر أنفه حنقا من الواقع المرير الذي تعيشه الصحوة الإسلامية والانحراف الخطير الذي بدأ يستفحل فيها ويحرفها عن مسارها الصحيح! قائلاً: "من أين خرجت لنا هذه الجماعات التي لم تفهم من الإسلام سوى فريضة واحدة وهي الجهاد، وكأن الإسلام لا يتمثل ولا يكون إلا بالجهاد؟!". واستمر في حنقه صادحاً بملء فيه: "إن هذه النظرة بحد ذاتها تعبر عن تفكير سطحي وضحالة تامة في التصور والرؤى الإستراتيجية للواقع من جهة هذه الجماعات التي حصرت الإسلام بالجهاد وغضت الطرف عن الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإصلاحية الأخرى مما أدت بالتالي إلى تشويه صورة الإسلام الحقيقي دين المحبة والشمول!". قلت له: إن رؤيتكم هذه ونظرتكم إلى الإسلام وطبيعة الصراع الأزلي بين الحق والباطل بين فسطاطي الإيمان والكفر؛ هي النظرة السطحية القاصرة التي أورثتنا - وستورث كل معتقد بها ومعتنق لها - الذل والخذلان إلى يوم الدين. ذلك بأن تقزيم الجهاد وتحجيمه وتحريف مفهومه ومعانيه الشرعية الربانية من خلال فقه انهزامي معوج منحرف ما هو إلا ثمرة انهزام نفسي وروحي ويأس وقنوط من رحمة الله وتأييده لعباده الموحدين بالنصر والتمكين. وفوق كل ذلك فهي ثمرة نظرة سطحية عوراء لنصوص الكتاب والسنة الصحيحة وجهل مطبق ومركب بمعالم وخصائص الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وما تلك النظرة المتعالية المدعية للوصاية على الإسلام وصحوته إلا نتيجة فراغ عقدي ومنهجي وإفلاس سياسي وعملي وفشل ذريع في إحداث أي تغيير لواقع الأمة المنكوبة بعلمائها المضلين وحكامها المرتدين. فانطلقت بتلك الدوافع السابقة إلى الطعن في التيار السلفي الجهادي الذي اثبت تأثيراً حقيقياً في واقع الأمة وأعاد للأمة شيئا من مجدها المفقود وعزها المنشود وأحيا شوكتها المكسورة المبتورة منذ عقود من الزمان. ثم قلت له: اعلم أيها المتعالم المتفاصح يا صاحب العقل الكبير والفكر المستنير؛ أن كلامك هذا الذي استوحيته من نظرتك الحزبية الضيقة وخلفيتك المنهجية المستمدة من أصول أهل البدع والأهواء دليل على جهل مركب وحقد دفين على منهج أهل السنة والجماعة وعداء متأصل في نفوس أهل البدع على السلفية عقيدة ومنهجا تصوراً وسلوكاً. بل وحسد وغيض من علو شان هذا المنهج ورفع ذكره في هذا العصر الذي استمرأ الناس فيه الذل والخضوع والخنوع لكل قوي مستبد وإن فعل ما فعل من الكفر والزندقة وقمع الضعفاء وسومهم أصناف الذل والهوان. هذا الواقع الذي دفع تلك الجماعات المنحرفة التي عجزت عن إحداث تغيير عملي على أرض الواقع بالوصول إلى سدة الحكم أو على الأقل بلوغ منصب يؤثر بطريقة ما على مراكز القوة والقرار في الحكومات العلمانية المرتدة! فأفرزت نتيجة لذلك فقها انهزامياً منحرفا مبنياً على إسباغ الشرعية على تلك الحكومات الطاغوتية والتغزل بها عسى أن تحضى منها على ما تحصل به على حق العمل السياسي العلني لكسب أكبر عدد من الأصوات الانتخابية لبلوغ قبة البرلمان! ودفعت أخرى إلى عزل نفسها في أبراج عاجية متعالية تنظر إلى عوام المسلمين نظرة استصغار واستحقار وأفرزت فقهاً بدعياً منحرفاً يعيش حالة من جنون العظمة المستندة إلى أفكار بدعية مستمدة من شر أقوال أهل البدع وحلولاً بعيدة عن الواقع بعداً عظيماً مع استبعاد الجهاد كوسيلة للتغيير. فخرجت الجماعات السلفية الجهادية لتُصحح المسار ولتُنهض الأمة من غفلتها ولترفع راية جهاد سني سلفي خال من شوائب الشرك والبدع. فرفعها الله - جل في علاه - ونصرها وأيدها بأن جعل لها القبول في الأرض في عقول وقلوب الآلاف من خيار شباب هذه الأمة وعقولها البناءة النقية. فأضحت العدو الأول الذي أثخن في أعداء الله من قوى الكفر والظلام ودك عروشهم في عقر ديارهم وبات مجرد ذكر أي جماعة من تلك الجماعات سبباً لرعب عظيم وخوف كبير واتخاذ لإجراءات أمنية مشددة وتضييق على شعوبهم وقلب حياتهم إلى جحيم حقيقي. مما يجعلنا نتمثل قول الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: (نصرت بالرعب مسيرة شهر)، فلله الحمد والمنة. فشتان شتان بين الصحوة السلفية الجهادية التي انطلقت من الفهم السني السلفي الشامل لدين الله تعالى، وبين تلك الجماعات المنحرفة التي تحاول قولبة الإسلام وتحريفه ليلائم واقعها السياسي الذي هو نتيجة حتمية لتصوراتهم الخلفية البدعية المنحرفة للإسلام. ثم قلت لمحاوري: بعد هذه المقدمة سوف أبين لك سبب التركيز على الجهاد؛ أهو تركيز مبني على هوى أم على أدلة واضحة وضوح الشمس ولكن أبصاركم غشيتها عوامل التعصب الحزبي والمذهبي فعميت عنها مع جلاءها ووضوحها؟ إن هناك معلماً من أبرز معالم المنهج السلفي الجهادي المستمد - طبعاً - من الإسلام بمفهومه السني السلفي ألا هو؛ لا قيام للتوحيد ودولته ولا تمكين وشوكة واستخلاف للمسلمين في الأرض إلا بالجهاد. ففغر فاه مندهشا قائلا: "وكيف ذلك؟!". قلت له: قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)، هذه الآية الكريمة يتلوها المسلمون آناء الليل وأطراف النهار، ولكن قل من علم المراد منها والمترتب عليها كأنها إخبار لا إنشاء! بينما تضمنت هذه الآية الكريمة العظيمة معان ومقتضيات عديدة منها: 1) دلت الآية بمنطوقها على كون كل مسلم مكلف مأمور بالقتال في سبيل الله تعالى وعدم الكف عنه حتى يكون الدين كله لله، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اتفاق علماء المسلمين انه؛ "إن كان بعض الدين - وهي هنا بمعنى الطاعة - لله وبعضه لله وجب على المسلمين القتال حتى يكون الدين - الطاعة - كله لله". 2) وهي تدل بمفهومها؛ أننا كمسلمين إن لم نقاتل فلن تقوم للتوحيد راية ولن يكون الدين كله لله، وما دام بعض الدين لغير الله فلا قيام للتوحيد بمفهومه الرباني الشامل. وهذان معنيان لوا تأملتهما أنت واضطرابك لزال عنك ذلك التصور الضيق المنحرف، ولرفعت عنكم الغشاوة التي أعمت بصائركم فأنكرتم علينا مقالنا ذاك. وصح عن إمام المجاهدين الموحدين قوله: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده)، وهذا الحديث يدل بمنطوقه دلالة قطعية صريحة واضحة أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بعث بالسيف... ولمَ؟ حتى يعبد الله وحده. إذا فالتوحيد الذي بعث به إمام الموحدين سينشر بالسيف وليس بغيره لأنه كما بُعث بالرسالة فقد بُعث عليه الصلاة والسلام بوسيلة نشر الرسالة وهي السيف. إن هذه المعاني الجليّة قد خفيت على كبار منظري ومفكري تلك التيارات التي تدعي الوصاية على الإسلام وأهله! أو لربما تجاهلته! فان كانت الأولى فتلك مصيبة وان كانت الأخرى فالمصيبة أعظم. فان كنت تدري فتلك مصيبة ![]() أما نظرتكم العوراء للنصوص الشرعية فهي التي دفعتكم إلى التشدق ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً أن الرسول عليه الصلاة والسلام مبعوث رحمة للعالمين، وخرجتم بفهمك السقيم ونظرتكم العوراء تلك بأن الإسلام لن ينشر بالسيف وإنما بالسلام المخزي مع أعداء الله تعالى والتذلل والخضوع والخنوع والركوع لكل جبار عنيد. بينما من رحمة الله للعالمين أن بعث الله رسوله وأمته بالسيف حتى يعبد جل وعلا وحده لا شريك له. هذا هو المفهوم السلفي الذي يبنى على النظرة المتكاملة للأدلة الشرعية؛ من غير إفراط ولا تفريط، فالرحمة لا تنافي السيف، والسيف حينما يشهر لنشر التوحيد والحق والخير إنما هو من أعظم معاني الرحمة للعالمين. وهناك نصوص أخرى كثيرة - كتاباً وسنة - صحيحة تدل على ما دل عليه النصان الآنفان اللذان ما أتينا بهما إلا على سبيل المثال لا الحصر. وهذا غيض من فيض الأدلة الشرعية المعضدة والدالة بكل وضوح على العلاقة الشرعية الثابتة؛ أن لا قيام للتوحيد في الأرض ولا عزة ولا استخلاف ولا تمكين للمسلمين إلا بالجهاد. ثم قلت له: وأختم لك بحديث صحيح صريح أدعوك وكل أنصار مدرسة الانهزام العقدي والإفلاس المنهجي والفشل السلوكي إلى تأمله جيداً عسى أن يكون فاتحة خير لكم، ألا وهو قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا). إذاً فمن ابتغى العزة والتمكين وإقامة دولة التوحيد في الأرض بغير جهاد فهو واهم وهماً كبيراً، وجاهل أو متجاهل لطبيعة هذا الدين وطبيعة الصراع القديم بين الحق والباطل والخير والشر بين التوحيد والشرك. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. [عن مجلة الفتح؛ العدد الأول، ذو القعدة / 1425 هـ] |
#2
|
||||
|
||||
![]() بارك الله بكم
__________________
![]() حرام عليكم يا عرب سوريا تستغيث يا عرب ويحكم كإنما عقمت كرامتكم عن الإنجاب قبح الله صمتكم ![]() غـــــــــــــــــــزة وســــــــــــــوريا فخر الأمة
|
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك أخي الحبيب وجزاك الله خيرا |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |