|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
السماحة بركة والجشع محق عبدالله بن إبراهيم الحضريتي الخطبة الأولى الحمد لله الحكيم العدل، الرزاق ذي القوة المتين، أمر بالإحسان والقسط، ونهى عن البغي والعدوان والظلم.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الخلق بقدرته، وقسم الأرزاق بحكمته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، المبعوث رحمةً للعالمين، وداعيًا إلى العدل والإحسان والمعروف؛ أما بعد: فأوصيكم أيها المسلمون ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فهي خير زادٍ ليوم الميعاد، وهي سبب البركة والسعادة والرزق الحلال. أيها المؤمنون: إن من أعظم مقاصد هذا الدين العظيم أن يعيش الناس في رحمة وعدل وتعاون، وأن يتجنبوا الظلم والجشع والأثَرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رحِم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى))؛ [صحيح البخاري]. فالسماحة في المعاملة ليست خُلُقًا فقط، بل عبادة وسبب لرحمة الله وبركته. عباد الله: من البلاء العظيم الذي يشكو منه كثير من الناس اليوم: المبالغةُ في رفع الإيجارات والمكاسب العقارية، حتى ضاقت البيوت على أهلها، وتحوَّل المسكن – وهو من أعظم نِعم الله – إلى همٍّ وعناء. ولا يدري بعض الناس أن المبالغة في الربح ورفع الأسعار بغير حاجة شرعية، تُعد من الإضرار المحرم؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من ضارَّ أضر الله به، ومن شاقَّ شقَّ الله عليه))؛ [صحيح أبي داود]. فاحذروا – رحمكم الله – أن تكونوا سببًا في ضيق الخَلق ومشقتهم، فإن دعوة المظلوم تُرفع في الليل وتُستجاب، ولا حجاب بينها وبين الله. وتأملوا معي قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف، كيف بغى بماله واغتر بغِناه؛ وقال: ﴿ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾ [الكهف: 35]، فلما جاءه البلاء قال نادمًا: ﴿ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [الكهف: 42]، فضاع المال وذهبتِ الجنتان، وبقيَ الحساب والعقاب. أيها المؤمنون: إن المال الذي يُجمع بالظلم والجشع تُمحق بركته، ويكون وبالًا على صاحبه؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ [الأعراف: 85]، وقال: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]. قال ابن الجوزي: "من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه"، والطمع من أسباب الفساد، يفتقر صاحبه ولو كان غنيًّا، ومن يطمع بكل شيء يخسر كل شيء، إلا طمع الآخرة: ﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 82]. ومن رحمة الله بنا أنه سخَّر للبلاد قيادةً حكيمةً، تعمل على تحقيق العدل والتوازن في القطاع العقاري، فجاءت التوجيهات السامية من سمو وليِّ العهد رئيس المجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، لتحقيق العدل في السوق، وتيسير تملُّك المساكن للمواطنين والمقيمين، تحقيقًا للاستقرار النفسي والأسري. وهي خطواتٌ تنطلق من هديِ النبي صلى الله عليه وسلم؛ الذي قال: ((اللهم من وليَ من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، ومن وليَ من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به))؛ [صحيح مسلم]. فيا مُلَّاك العقارات، اتقوا الله في عباد الله، واعلموا أن المال أمانة ومسؤولية، وستُسألون عنه يوم القيامة: من أين اكتسبتموه؟ وفيمَ أنفقتموه؟ كونوا سُمحاء في المعاملة، وارضوا بالربح المعقول، وتذكروا أن البركة في الرفق والسماحة، لا في المغالاة والقسوة. نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة سيد المرسلين، وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد عباد الله:فإن حب المال فطرة، ولكن الإسلام شرع لنا أن نهذِّبها ونقيِّدها بالعدل والإحسان، فلا نأخذ المال بسوء، ولا نطلب الربح على حساب ضعفاء الناس؛ قال عليٌّ رضي الله عنه: "إنالقناعةماللاينفد،والطمعفقرلايُسَد"، فكن قنوعًا تحيَ سعيدًا، ولا تكن جشعًا فتشقى وتعذبَ بمالك. وتذكروا أن من يُيسر على الناس، ييسر الله عليه، ومن يرافقهم في معاشهم، يرافقه الله في كل شأنه. قال صلى الله عليه وسلم: ((من نفَّس عن مؤمن كربةً من كُرَبِ الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة))؛ [صحيح مسلم]. وفي الحديث أيضًا: ((كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرًا فتجاوز عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فلقيَ الله فتجاوز عنه))؛ [رواه مسلم]. فكم من رحمة وبركة نزلت على أناس رفيقين! وكم من نقمة حلَّت بمن شدد وقسا وأضر! أيها المؤمنون: إن ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية في تسخير المنابر لمعالجة قضايا الناس، هو جهد مشكور يجسِّد معنى الرسالة الإسلامية في الإصلاح والعدل والرحمة. فلنكن جميعًا – عباد الله – دعاةَ رحمةٍ، وأهل سماحة، وبناة خير، نُيَسِّر ولا نُعسِّر، ونرحم ولا نقسو. الدعاء...
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |