|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() "اذْهَب واحتَطِب" نورة سليمان عبدالله عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلًا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال: ((أما في بيتك شيء؟))، قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء، قال: ((ائتني بهما))، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: ((مَن يشتري هذين؟))، قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: ((من يزيد على درهم؟)) مرتين أو ثلاثًا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين. فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، وقال: ((اشترِ بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا فأتني به))، فأتاه به، فشدَّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده، ثم قال له: ((اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يومًا))، فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا، وببعضها طعامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتةً في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلُح إلا لثلاثة: لذي فقرٍ مُدْقع، أو لذي غُرْم مُفْظع، أو لذي دم مُوجع))؛ رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن. وفي الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل: أي الكسب أطيب؟ فقال: ((عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده))؛ رواه البخاري، قال المناوي: ووجه الخيرية ما فيه من إيصال النفع إلى الكاسب وغيره، والسلامة عن البطالة المؤدية إلى الفضول وكسر النفس به، والتعفُّف عن ذُلِّ السؤال، وفيه تحريض على الكسب الحلال، وهو متضمن لفوائد كثيرة؛ منها: إيصال النفع لآخذ الأجرة إن كان العمل لغيره، وإيصال النفع إلى الناس بتهيئة أسبابه، من نحو زرع وغرس وخياطة وغير ذلك. ومنها: أن يشتغل الكاسب به فيسلم عن البطالة واللهو. ومنها: كسر النفس به فيقل طغيانها ومرحها. ومنها: التعفُّف عن ذل السؤال والاحتياج إلى الغير. وفي قصة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه حين جاء مهاجرًا إلى المدينة وآخى بينه النبي صلى الله عليه وسلم وبين سعد بن الربيع الأنصاري عبرةٌ، فقال له سعد بعد المؤاخاة: "يا عبدالرحمن، عندي زوجتان، فانظر إحداهما أعجب إليك فأطلقها، وإذا اعتدَّتْ تزوجتها، وعندي مال، فأنا أعطيك شطر ما معي"، فقال له عبدالرحمن: "بارك الله لك في أهلك ومالك، لا حاجة لي في هذا، دلوني على السوق"، فدلوه على السوق، فاشترى أقطًا وسمنًا، فجعل يبيع ويشتري حتى أغناه الله. لتعلم أخي المسلم- وفقك الله- أن السعي على الرزق باب من أبواب الطاعات، ولقد حَثَّ الشَّرعُ الإسلاميُّ المطهَّرُ المسلِمَ على التَّعفُّفِ والعمَلِ وعدَمِ التَّسوُّلِ، أو الاعتمادِ على الصَّدَقاتِ؛ لأنَّ المسلِمَ يَنْبغي له أنْ يَحفَظَ كَرامتَه وهَيبتَه، ولا يُرِيقَ ماءَ وَجْهِه للنَّاس، وقد قيل: استغنِ عمَّن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |