|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هديه - صلى الله عليه وسلم - في التداوي بسور مخصوصة الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا[1]. وكان - صلى الله عليه وسلم - يرقي نفسه عند نومه بالمُعَوِّذاتِ: فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْهِ، وقَرَأَ بالمُعَوِّذاتِ، ومَسَحَ بهِما جَسَدَهُ [2]. وكان - صلى الله عليه وسلم - يرقي أهله بالمعوذتين كذلك: فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرِض أحدٌ من أهله نفث عليه بالمعوذات [3]. وكان - صلى الله عليه وسلم - يرقي بالمعوذتين، ويستغني بهما عن غيرهما من التعويذات: فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا[4]. والرُّقى بالمعوذاتِ وغيرها من أسماء الله، هو الطبُّ الروحاني، إذا كان على لسانِ الأبرار من الخلقِ حصل الشفاءُ بإذن الله تعالى، فلمّا عزَّ هذا النوعُ، فزع الناسُ إلى الطبِّ الجسماني، وتلك الرُّقى المنهي عنها التي يستعملها المعزِّمُ وغيرُها..... [5]. ويُقر - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على الرقية بالفاتحة: عن أبي سعيد الخدري (ت: 74هـ) - رضي الله عنه :- أن ناسًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أتوا على حي من أحياء العرب، فلم يَقْرُوهم، فبينما هم كذلك إذ لُدِغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راقٍ، فقالوا: إنكم لم تَقْرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاءِ، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمَع بُزاقه ويتفل فبرَأ، فأتوا بالشاءِ، فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه فضحك، وقال: وما أدراك أنها رقية، خُذوها واضربوا لي بسهم[6]. ويبث - صلى الله عليه وسلم - في أمته حسن الظن بالله في حصول الشفاء من كل داء: فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء، فإذا أُصيب دواءُ الداء برَأ بإذن الله عز وجل [7]. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً [8]. وختامًا: فهذه بعض جوانب من هدْيه - صلى الله عليه وسلم - وتداويه بالقرآن، ولما لا يتداوى به وقد جعله الله فيه الشفاء والرحمة والهدى، فهنيئًا لكل عبد اقتفى أثره واتبع هداه، ويا فلاح مَن تدبَّر آياته وفتَح مسامع قلبه لكلام ربه، ويا سعادة مَن عمَّر به حياته وملأَ به أوقاته، فهنيئًا لمن كان هذا سعيه رجاءَ أن يكون القرآن شفيعًا له يوم يقوم الناس لرب العالمين. [1] متفق عليه، واللفظ للبخاري: (5751). وينظَر شرحه في "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (12/ 305-306). [2] رواه البخاري: (6319). [3] رواه مسلم: (2192). [4] رواه الترمذي: ( 2058 )، وصححه الألباني في صحيح الترمذي: (2058). [5] فتح الباري: (10/ 195)؛ نقله الحافظ ابنُ حجر- رحمه الله - عن محمد بن عبد الواحد الصفاقسي المالكي المعروف بابن التين (ت: 611هـ). [6] رواه البخاري (5404) (5/ 2166)، (2156) (2/ 795)، (5417) (5/ 2169)، ومسلم (2201) (4/ 1727). [7] رواه مسلم: (2204). [8] رواه البخاري: (5678).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |