|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحديث الأول: تصحيح النية وإرادة وجه الله بالعمل وحده لا شريك له الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا: «إنما الأعمال بِالنيَّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله، فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرتُه لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكِحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» [صحيح][1]. الشرح: هذا حديث عظيم الشأن، وقد عدَّه بعض العلماء ثلث الإسلام، فالمؤمن يثاب بحسب نيته، وعلى قدر صلاحها، فمن كانت أعماله خالصة لله فهي مقبولة ولو كانت قليلة يسيرة بشرط موافقة السنة، ومن كانت أعماله رياءً للناس وليست خالصة لله، فهي مردودة وإن كانت عظيمة كثيرة. وكل عمل ابتُغِي به غير وجه الله، سواء كان هذا المُبتغى امرأة أو مالًا أو جاهًا، أو غير ذلك من أمور الدنيا؛ فإن هذا يكون ردًّا على صاحبه، لا يقبله الله منه؛ إذ إن شرطي قبول العمل الصالح: أن يكون العمل خالصًا لله، وأن يكون موافقًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. معاني الكلمات: الأعمال: أي الأعمال الشرعية المفتقرة إلى النية. بالنيات: جمع نية، وهي عزمُ القلب. واصطلاحًا: القصد للعمل تقرُّبًا لله. وإنما لكل امرئ ما نوى: فمن نوى بعمله شيئًا حصل له ما نواه. امرئ: (المرء) الإنسان. هجرته: انتقاله من دار الشرك إلى دار الإسلام. إلى الله ورسوله: بأن يكون قصده بالهجرة طاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. فهجرته إلى الله ورسوله: ثوابًا وأجرًا، لدنيا: من الدنو، أي: القرب، سُميت بذلك لسبقها للأخرى، أو لدُنوها إلى الزوال، وهي ما على الأرض مع الهواء والجو مما قبل قيام الساعة، وقيل: المراد بها هنا المال بقرينة عطف المرأة عليها. يصيبها: يُحصِّلُها. ينكحها: يتزوجها. فهجرته إلى ما هاجر إليه كائنًا ما كان. من فوائد الحديث: • الحث على الإخلاص، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما ابتُغي به وجهه. • الأفعال التي يتقرب بها إلى الله عز وجل إذا فعلها المكلَّف على سبيل العادة لم يترتب الثواب على مجرد ذلك الفعل، وإن كان صحيحًا، حتى يقصد بها التقرب إلى الله. •فضل الهجرة إلى الله ورسوله، وأنها من الأعمال الصالحة؛ لأنها يُقصد بها الله. •هذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء: مدار الإسلام على حديثين، هما: هذا الحديث، وحديث عائشة رضي الله عنها: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[2]، فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب، فهو ميزانُ الأعمال الباطنة، وحديث عائشة عمدة أعمال الجوارح. •يجب تمييز العبادات بعضها عن بعض، والعبادات عن المعاملات، وأنه لا يفرِّق بين الأعمال المتشابهة في الصورة إلا النية. •العمل الخالي عن القصد لغوٌ لا يترتب عليه حكم ولا جزاء. •من أخلص في عمله حصل له مراده حكمًا وجزاءً، فعمله يكون صحيحًا، ويترتب عليه الثواب إذا تحقَّقت شروط العمل. •حبوط العمل بعدم الإخلاص لله. •تحقير الدنيا وشهواتها، لقوله: (فهجرته إلى ما هاجر إليه)؛ حيث أبْهَم ما يحصل لمن هاجَر إلى الدنيا، بخلاف من هاجر إلى الله ورسوله، فإنه صرَّح بما يحصل له، وهذا من حسن البيان وبلاغة الكلام. [1] أخرجه البخاري في صحيحه، في سبعة مواضع: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (1). كتاب الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى، برقم (54). كتاب العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه، برقم (2529). كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، برقم (3898). كتاب النكاح، باب من هاجر أو عمل خيرًا لتزويج امرأة فله ما نوى، برقم (5070). كتاب الأيمان والنذور، باب النية في الأيمان، برقم (6689). كتاب الحيل، باب في ترك الحيل، وأن لكل امرئ ما نوى في الأيمان وغيرها، برقم (6953). وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنية»، وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال، برقم (1907). [2] رواه البخاري (3-69)، ومسلم (3- 1343).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |