|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حياتي تعيسة بعد الطلاق
حياتي تعيسة بعد الطلاق أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة مطلقة تعيش لدى بعض أقاربها، وغير مرتاحة في الحياة، وتريد أن تكون سعيدة. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أعاني من مشكلات كثيرة، لا أستطيع أن أخبرَ بها أحدًا، هذه المشكلات جعلتني أكره نفسي وكل مَن حولي! مشكلتي أني أتمنى أن أكونَ سعيدة، وللأسف لم تتحققْ لي هذه الأمنية، ولم يتحققْ لي شيء مما تمنيتُ، وليستْ لديَّ صديقات أحكي لهنَّ ألمي ووجعي وما ألاقي مِن مشكلات. أنا مُطلَّقة وأعيش عند بعض الأقارب، وغير مرتاحة في حياتي معهم، وهذا ما يزيد كآباتي وأحزاني، خاصة أن لديهم أولادًا أخلاقهم سيئة جدًّا! حتى بلادي دُمِّرَتْ، ولا تصلح أن تكون بلادًا يعيش فيها الإنسان، ولا أستطيع الرجوع إليها. تعبتُ مِن الحزن والهم والتفكير، ولا أريد أن أتعاطى الأدوية النفسية! كل يومٍ أُحاول أن أتفاءل أن غدًا سيكون أفضل، لكن للأسف يكون أسوأ من ذي قبل. حياتي مُعقَّدة، ولا أعرف كيف أغيرها، أريد أن أعودَ طبيعية كما كنتُ، كرهتُ الناس من كثرة الظلم والقهر، وأملي في الحياة أن أجد زوجًا حنونًا، يدعمني ويقف بجانبي. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فأسأل الله أن يشرحَ صدرك، ويُيَسِّرَ أمرك، ويفتح لك فتحًا مِن عنده. عزيزتي، هكذا هي الحياة، واللهُ جل جلاله حين امتحن عبادَه بالهم والضيق وغير ذلك مِن المكاره، فإنه برحمته لم يتركهم هكذا، بل بَيَّنَ لهم الأسباب المُعينة على التحمُّل، وجَعَلَها مُيَسَّرَةً لعلمه بضَعْف عباده، وليسهل عليهم فعلها، فهل يشك المؤمنُ مثلًا أنَّ تفريجَ هَمِّه قد يكون بمجرد دعوةٍ صادقة مُلِحَّة؟! تأكدي وثقي بأنه مهما عَظُم البلاء، فإن أسباب الفرَج سهلة هينة إذا ما الله أذن. أول الأسباب هو الدعاء، بإلحاحٍ وحُسن ظنٍّ ورجاء بالله، مع عدم الاستعجال؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يُستجاب لأحدكم ما لم يعجلْ، يقول: دعوتُ ولم يستجبْ لي)). ثانيًا: الصبر على البلاء، والذي يشترط له عدم التضجُّر والتأفف مِن الحال باللسان أو القلب، بل حال المؤمن وقت البلاء هو التسليم والرضا. لماذا يجب أن يكونَ هناك تسليم ورضًا؟ ذلك لأننا نتعامل مع الله، القادر المقتدر الذي لا يُعجزه شيء، الرحمن الرحيم الذي لا يبتلي عبده بشيءٍ إلا وقد جعل له الخير في ذلك، فلا شر يُنسب إليه، تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا. قد تخفى على العبد بعضُ الحكمة؛ ولذلك كان التسليمُ والرضا وحسن الظن مِن أعظم العبادات التي يتعبد بها العبد لربه؛ قال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]، وعلى قدر التسليم والرضا تكون الكفاية. أوصيك أيضًا باتباع منهج الصالحين؛ مِن استغلال الوقت فيما يرضي الله، وتلاوة للقرآن، وإكثار الذكر، وأنواع الطاعات المختلفة، وعلى رأس ذلك الصلاة، احرصي عليها بأدائها في وقتها وبخشوعها؛ فلقد أوصى الله عباده حين نزول البلاء بالصبر والصلاة، فقال جل من قائل: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]. كما أوصيك باجتناب الرجال الأجانب، وحِفْظ نفسك؛ بالحرص على الحجاب الشرعي، وحاولي التعرف على الصالحات مِن النساء، ممن تلمسين فيهنَّ رشدًا وعقلًا وحكمةً؛ كي يكنَّ لك عونًا على الخير، فالمؤمنُ ضعيفٌ بنفسه قويٌّ بالله ثم بإخوانه. لا تيئَسي، وكوني متفاءلةً مهما رأيتِ، واحمدي الله على حالك الذي يَتَمَنَّاه غيرك، فقد رأيتِ بعينك حال بعض مَن ضاقتْ عليهم دنياهم ممن هم حولنا، فالحمدُ لله على نعمة الأمان. كذلك يَحْسُن بنا استشعار النعم الأخرى، وأعظمُها نعمةُ الإسلام، ثم نعمة العافية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سَلُوا الله العافية؛ فإنَّ أحدًا لم يعطَ بعد اليقين خيرًا من العافية))، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]. لا تستبطئي الفرَج، فإنه آتٍ بإذن الله، خصوصًا إنْ بذَلْتِ الأسباب، وجمعتِ مع ذلك صبرًا جميلًا. أسأل الله أن يُصلِحَ شأنك، ويُفَرِّجَ همك، ويُيَسِّرَ أمرك، ويوفقك لأسباب السعادة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |