طقوس (قصص قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف تحفِّظين طفلة الخمس سنوات القرآن ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أريد أنجع السبل لإنقاص الوزن كيف أتخلص من وزني الزائد وأصل للوزن المثالي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          Saying Bismillaah in one's heart when doing wudoo’ in the bathroom (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التسمية في القلب عند الوضوء في الحمام كراهة ذكر الله تعالى في مكان قضاء الحاجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          Woman doing Hajj with a group of women and with no mahram (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هل يصح حج المرأة في رفقة نساء دون محرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 31 - عددالزوار : 130 )           »          تناول المضاد الحيوي أدى إلى إصابتي بالإسهال ما العلاج؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          Whoever wants to do Hajj must hurry (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          After becoming Muslim, should she ask those who were her friends in the past (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2022, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,416
الدولة : Egypt
افتراضي طقوس (قصص قصيرة)

طقوس (قصص قصيرة)
محمد صادق عبدالعال





طقس أول



ما كان عجبًا للناس أن يكونَ ذلك حالَ صاحب الملامح الطفوليَّة حتى يوم أن ماتت أمُّه، وهو من كان يلازمُها مُلازمةً تجلب الشفقة حينًا، والسخرية أحيانًا، تراه الآن وهو يتنقل بين الأرائك الخُضر التي أُحضرت أمام البيت يجالس الصبية ممن يصغرونه كثيرًا، ترمقه عيون المعزِّين، فيفر منها فرارًا كالذي يخشى من معاصرة الألم.







انتهت المجهزات من أمرها، وتولى الرجال حملها، اختفى عن المشهد فجأة، لم يعبأ المشيعون بذلك حين نادى الإمام في الناس: "إن كان لأحدٍ دَيْنٌ عندها، فأنا به كفيل!".



انطلق النعش يشقُّ سوادَهم الطويل، وعند باب القبر كانت وسادتُها التي تنام عليها بين ذراعيهِ وقد بللتها دموعُه، ناشدوه الخروج، ضرب الأرض بقدميه يصرخ فيهم: "لن أبرح القبر حتى أوسِّد أمي سريرها الجديد".







طقس ثانٍ



ويكأنه لم ينم! ترسله المخاوفُ للأرق، وتعاريج القلق، فما أن دقت السادسة بتوقيت القاهرة حتى انطلق، ينتعل نعالًا لا تليق بمستبِق، فكانت خطواتُه بين الوئيدة والنشيطة تشحذُ فيه عزيمة الانتصار، يتخيل المشهدَ قبل أن يراه، يقحم نفسه في شجار مع أولئك الذين لا يجدون إلا قُوتَهُ فيسلبونه إيَّاه، تكلُّ عضدُه اليمنى من حملها، فيعهد إلى يسراه فَتَكِلُّ هي الأُخرى، فيلقيها للأرض آمرًا لها بأن تستجيب لفيزيائية الدوران، يصل إلى الساحة حيث المشهدُ أقسى مما تخيل!







طقس ثالث



السماء تُرهِج بالمطر، والسحب عادت من جديد راعدات للظانِّين بالشتاء ظنَّ الانتهاء، والثاويان بالشرفة المطلة على باب السماء الممطرة ينظران بعيون متفرقة.



هو: حلاوة روح ما تلبث الشمس حتى تعود بقوة الطقس المعاصر.



هي: ليته يعود كله خير وسكينة، وبقية مما أنهكه الخريف.



هو: كيف يعود وقد انقضت شهورُه الممطرة؟! أنسيت أنه شهر "نيسان"؟ دلفت للداخل وهي تقول:



ويكأن الشتاء عدوٌّ للرجال!







طقس رابع



وجهان في عقديهما الثامن يحتفلانِ بالشمس بعدما انتصرت على الغيم في موقعتها الأخيرة، قالت وهي تزهو:



هكذا الشمس المؤنثة دومًا متجدِّدة الشباب ولودٌ!







يضحك الثاني بملء فِيه:



يا أم الأمهات لم يعُد في الحي سوانا.



قالت باستهجانٍ:



تكلم عن نفسك يا هَرِم، أترابك في التراب من زمن.



سامحك الله - وأنت من أقراني.







لا تقل - بل أنت من يكبرني بأعوام كثيرة، يستمسك بأطراف الأريكة من هول الضحك، فتشاطره حتى علا بهما الصوت، تأتي السحب المغيرة ثانيةً لتعيد مع الشمس كَرَّة الحصار، تطول المعركة، يبتئسان من قوة الغيم، يَنسلُّ الدفء لتسري الرجفة بهما، فيدلفان في صمت الفارِّين، تعود الشمس قويةً عزيزة وفي صحبتها بعض سحائبَ بِيضٍ يسألون الأريكة عنهما والمكان، فما من مجيب!







طقس خامس



جلس وحيدًا بركن الدار يتأمل شمسًا أزلية، تتوارى حينًا خلف الغيم وحينًا تسطع ذهبية، يتساءل:



أأعيش ليوم آتٍ فأراها شرقية؟!



من يدري!







يُحس رجفة بالصدر، يتهم الأحفاد بسلب العمر الماضي، ينظر حواليه:




أرائك - كانت حافلة بالأهل وبالذرية، واليوم صارت أطلالًا، أطلالًا منسية، يعاوده الداء، يتوكأ عصاه الخشبية، يطرق بها طرف الباب، يتسلم سريره وينام تاركًا لصاحبة النور فرصةَ التفكير في معاينة إشراقها الجديد، في صبح اليوم التالي ينطلق صراخ وبكاء:



وا أسفاه! قد رحل الجدُّ الأكبر قبل شروقِ الشمسِ الأزلية.







تمت بحمد الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]