السفر: منافع وآداب وأحكام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إن مع العسر يسرا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الهُتافُ الرَّبَّانيُّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          اغتنام المواسم الفاضلة بالتوبة والأعمال الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وعجلت إليك ربي لترضى (من دروس الحج) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حكم الصور والتماثيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4466 - عددالزوار : 930841 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4001 - عددالزوار : 453845 )           »          التسويف.. أكــــاذيــب علــــــى النفـــــــس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 120 )           »          مشكلات في طريق الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 165 )           »          أحوال الناس يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-08-2022, 06:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,892
الدولة : Egypt
افتراضي السفر: منافع وآداب وأحكام

السفر: منافع وآداب وأحكام
سعد محسن الشمري


إن الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِل لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن مُحَمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أَما بَعْدُ:
فَإِن خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَر الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُل مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُل بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُل ضَلاَلَةٍ فِى النارِ.

إن ما اعتاده الناس في أمورهم وشؤونهم أن يسافروا ويتنقلوا في بلاد الله التي خلق في أرضه، وقد تنوعت أغراض الناس في سفرهم، واختلفت مقاصدهم في السفر، فأشرفُ السفر وأفضله ما كان فيه طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولقضاء فرض الله الذي فرض على عباده من الحج وأداء العمرة، ونحو ذلك، أو ما كان فيه صلة الأرحام والأقارب، وزيارة الإخوان، أو ما فيه دعوة لدين الله عز وجل، وإعانة الفقراء والمحتاجين، وأما ما كان فيه معصية الله ونشر الفساد في الأرض، ومجاهرة المعاصي، فإنه مما يسخط الله عز وجل ويوجب عذابه.

إن السفر المقصود به معصية الله لا يجوز لصاحبه أن يترخَّص برخصه زجرًا له ومن السفر المحرم: السفر إلى بلاد الكفار لغرض السياحة فيها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ"[1].

ولِما في مخالطة الكفار من مخاطر على العقيدة الإسلامية والأخلاق النبيلة، ولا ينبغي للمرء أن يغترَّ بكثرة المسافرين إلى بلاد الكفار، فإن أكثر الناس يفعلون ما يضرهم إلا من رحم الله تعالى.

أما السفر إلى بلاد الكفار لغرض صحيح، فلا بأس به، بشرط:
أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات.
وأن يكون عنده دين يدفع به الشهوات.
وفي بلاد المسلمين غنًى عن بلاد الكافرين.
والسفر عباد الله يمنع كمال النوم والطعام لما فيه من المشقة والتعب، ومفارقة الأهل والأصحاب؛

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أحَدَكُمْ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ونَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ، فَلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِهِ"[2].

نهمته: أي حاجته.
وللسفر عباد الله منافع عظيمة من الاستزادة من العلوم النافعة والمعارف الجامعة والخبرات الدافعة، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله به طريقًا إلى الجنة.

وفي السفر تَفَكُّرٌ في مخلوقات الله وبديع صنع الله تعالى؛ مما يزيد الإيمان ويعظم اليقين، وفيه من أسباب الرزق:
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].


وإذا عزم المرء على السفر، فإنه يتأدب بآداب عظيمة ترجع عليه بالنفع والخير؛ منها:
أن يستخير الله في سفره كما علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يستشير أهل الخبرة والعقل والمعرفة، وأن يستأذن والديه؛ لأن ذلك من البر بهما، وأن يجدد التوبة إلى الله تعالى - وإن كانت التوبة مطلوبة في كل وقت وحين - لكنها تتأكد في هذا الحال، وأن يرد الحقوق إلى أصحابها إن وُجدت، وأن يكتب وصيته، وأن يحترز في سفره ويحتاط في أمره، ويُعلِم أصحابه، فيحظى بدعائهم، فيقولون له ذلك الدعاء العظيم: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك"، أو "زوَّدك الله التقوى وغفر ذنبك، ويسَّر لك الخير حيث كنت"، ويقول لهم داعيًا لهم: "أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه"، وإذا سافر يكون كما هو ذا خُلق حسن ومعاملة طيبة، يظهر البشاشة ولا يغضَب، ويظهر التواضعَ ولا يتكبَّر على الناس، ولا يرفع صوته بلا حاجة، ويُحسن الظن بالناس ولا يضمر الشر، ويعامل الناس على ظاهرهم، ولا يمنع ذلك أن يكون ذا حذرٍ واحتياط، وليكثر الدعاء في سفره، فإن دعاء المسافر مستجاب.

ولتعلم المرأة أنه لا يجوز لها أن تسافر بغير مَحرم معها؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وهذا مما اتفق عليه العلماء بحمد الله تعالى.

نسأل الله أن يهديَنا سواء السبيل، وأن يحفَظَنا بحفظه وأن يكلأَنا برعايته.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنبٍ، يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

إن من عظيم محاسن الإسلام ومحاسن الشريعة أن رتَّب للسفر أحكامًا عظيمة تدل على يُسر الدين وسماحته: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]، وذلك أنه إذا فارق المرء عامر البلد ناويًا السفر مسافة أكثر من 80 كم، جاز له أن يترخص برخص السفر، فمن أبرزها:
قصر الصلاة الرباعية، فيصلي الظهر ركعتين، والعصر كذلك، والعشاء كذلك، أما الفجر والمغرب فلا يقصران:
﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [النساء: 101].


عن يعلى بن أمية قال: "قلت لعمر بن الخطاب: ﴿ ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ﴾، فقد أمن الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: صدقة تصدَّق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته"[3].

فلا ينبغي للمسافر أن يتم في سفره إلا إذا ائتمَّ بإمام مقيم، فإنه يُتمُّ معه، وأما المدة التي يبقى بها المسافر مترخصًا برخص السفر، فخلاصة هذه المسألة أنه إن نوى الإقامة أقل من أربعة أيام، فهو مسافر، وأما إن نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام، فبمجرد وصوله إلى البلد التي يريد فهو مقيم.

أما إذا بقي في سفره مترددًا لا يدري متى تنقضي حاجته أو متى يرجع، ولم يحدد زمنًا معينًا، فهو مسافر حتى يحدد المدة أو يرجع.
وعلى هذا القول عامة أهل العلم، وبه يفتى شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله.

وللمسافر أن يمسح على خفيه أو شرابيه في وضوئه إذا لبسهما على طهارة ثلاثة أيام بلياليها كما هي السنة عنه عليه الصلاة والسلام، وله أن يفطر في رمضان حال سفره كما هو معلوم في الآية.

﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184].


نسأل الله عز وجل أن يفقِّهنا في ديننا، وأن يبعدَ عنا السوء وأهله، وأن يحفَظَنا ويبارك لنا.

[1] رواه أبو داود ( 2645 )، والترمذي ( 1604 )، وحكم عليه كثير من أهل العلم بأنه "مرسل"، والمرسل أحد أنواع الحديث الضعيف، وصححه بعض العلماء كالشيخ الألباني في "إرواء الغليل" ( 5/30 ).

[2] أخرجه البخاري (1804)، ومسلم (1927).

[3] صحيح مسلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]