الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 4661 )           »          الإمام الدارقطني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإمام الترمذي (صاحب السنن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الإمام النووي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 12:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان

الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان


لقد أكرم الله سبحانه وتعالى أمة الإسلام بالدين الكامل، فتكاملت شريعة الإسلام بطريق خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك نالت أمة الإسلام بعد ما وُجهت نحو الحرية والمساواة، لقب خير الأمة، وذلك ما أشار إليه الله سبحانه وتعالى في كتابه قائلاً: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللَّهِ}، وبذلك فرضت عليها القيم الإنسانية بكاملها، الأمر الذي صرف الحضارة الغربية عن ذلك، وتبدلت فيها الحرية والمساواة البشرية الطبيعية بالفوضى الخلقية والفواحش، ومن ثَم طُبقت وجهة نظرها عن معاني الحرية على مجتمعات الشرق، رغم أن هذه المجتمعات الشرقية كانت بأمس حاجة إلى دراسة الفكر الغربي وفلسفته الحضارية، لكي تأخذ منها ما هو في صالح البشرية وترفض ما يخالف من نواحيها التي لا تتفق وطبيعة الإسلام الزكية، ويتجنبها بالكلية، هذه المسئولية تتجه إلى المسلمين بوجه عام ممن سماهم الله تعالى مسلمين، ودعاهم بخير الأمة.
إن المجهودات التي بُذلت في القرن المنصرم في مجال توجيه المسلمين إلى دينهم ورسالتهم الدينية، وكلَ ما كان يتم لتذكيرهم بماضيهم المشرق ومكانتهم القيادية من أعمال وجهود كانت تنعكس في يقظتهم الدينية وشعورهم الإسلامي، فينبغي لذلك أن يتوسع نطاق ذلك النشاط الذي بعث فيم الشعور بتلقي التوجيهات الخلقية والإنسانية، وأخرج الأجيال والشعوب من حياة الأنعام إلى حياة الإنسان، ووجّه العالم البشري التائه إلى حياة العز والسعادة، وتم بذلك إنقاذ العبيد من ذُل العبودية إلى عز الإنسانية والمساواة، إن قادة الإسلام أخرجوا المرأة من مكانتها الخسيسة الدانية، ورفعوها إلى درجة الإنسان الكامل وتوجوها بتاج الزوجية، وأكرموها بمكانة الأم والأخت، وأنقذوا البنات المولودات من عذاب الوأد، وألبسوها لباس الزينة حتى أصبحت وسيلةً للنعم والملذات وكانت ذريعةً للتقدم الاجتماعي، ولم يكتفوا بذلك مع البنات فحسب، بل أنجزوا مسئولياتهم مع كل شيئ من ذوي الأرواح من خلق الله تعالى، وتم إحسانهم إلى الجميع، أما دروس المساواة الإسلامية التي لقنوها على جميع المسئوليات فقد كانت مبعث حيرة للناس جميعاً، وممن خضعوا أمام ميزة هذاالدين وعظمة الملة الإسلامية، ومن هنا فقد دخل الناس والشعوب بكاملها في دين الإسلام أفواجاً.
هناك أمثلة للجيوش المسلمة التي فتحت منطقةً بأسرها، وأهل المنطقة اشتكوا إلى خليفة المسلمين، وقالوا: كيف تدعون أن المسلمين لا يُفاجئون الهجوم على أي منطقة، ولكنهم يعرضون دعوتهم إلى أهل المنطقة، فإذا لم يقبلوا الدعوة ورفضوها هاجموهم، إلا أن جيشكم لم يقم بهذه العملية، وعلى ذلك أمر الخليفة بمغادرة تلك المنطقة والعودة إلى مركزه الأول، حتى تسنح الفرصة لتوجيه الدعوة إلى أهل تلك المنطقة نحو الإسلام، وينجزوا برنامجهم بالمصالحة، فإذا فشلوا في ذلك ولم يجدوا من أهلها استجابةً للدعوة، لم يتلكأوا بالهجوم ومحاربة أهلها، وهنالك عمل الجيش الإسلامي بهذه التوجيهات، وغادر البلاد التي كان قد دخلها بدون عمل دعوي، ثم استأنف الجيش الإسلامي نشاطه عاملاً بالمنهج العملي الذي أمر به، الواقع الذي خلف تأثيراً عميقاً في القلوب، ودخلت البلاد بكاملها في الإسلام. وقد روى الترمذي في سننه: أخبرني أبو الفيض قال سمعت سليم بن عامر يقول: كان بين معاوية وبين أهل الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو برذون، وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدر، فنظروا فإذا عمرو بن عبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة، ولا يحلها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء، قال: فرجع معاوية بالناس». (سنن الترمذي، باب ما جاء في الغدر).
لقد بذل الإسلام مجهودات بالغةً سليمةً في منح الإنسان حريةً بالغةً وميزه بالصفات البشرية في العصر الذي كانت المدنية المعاصرة فيه تسمح بتفرق الظالم بين الصغير والكبير، ولم تكن الأحداث الظالمة من خلال الحرية الخلقية أمراً يؤسف عليه بأي حال، (اقرأوا ذلك في تاريخ أخلاق أوربا)، ولكن لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أصدر رسالته الإنسانية العادلة التي تعتبر من أسمى القواعد التعليمية للإنسان، لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعاملة السلوكية العادلة مع كل ذي حياة، وبشّر بالأجر السماوي في ذلك، حتى إنه بشر بالجنة لمن يسقي كلباً عاطشاً، وأنذر بالعذاب إذا ماتت قطة من جوع.
أما سلوكه صلى الله عليه وسلم مع العبيد وتعاليمه نحو هؤلاء في غاية من الوضوح، فقد كانت وصيته لأصحابه رضي الله عنهم عند وفاته صلى الله عليه وسلم عن إقامة الصلاة والسلوك الحسن مع ما ملكت إيمانهم، يقول: «الصلاة وما ملكت أيمانكم».
إن الجيش الذي وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ساحة القتال جعل فيه أمير الجيش ابن خادمه السابق الشاب، وقبل أن يتوجه هذا الجيش إلى القتال تُوفى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلما أراد خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه تنفيذ توجيه الجيش قالت له جماعة من الصحابة رضي الله عنهم: إن هذا الجيش يشمل عدداً من كبار سادة العرب، فإذا بدَّلنا القائد الشاب بسيد قوم كبير، لكان الوضع مستحكماً، ولكن خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم رفض اقتراحهم، وألح على ما قرره الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا الشاب ابن خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقود الجيش، فلم يكن من الجميع إلا الخضوع أمام رأيه الذي لم يكن موضع خلاف البتة.
وقد ربط الله سبحانه وتعالى النظام الجمهوري بحاجات الإنسان الواقعية، مع ملاحظة احتياجات الإنسان الدينية والدنيوية، واهتم فيه بمقتضيات حياة الإنسان المعاصرة أن يكون متقيداً بالقيم الدينية الخلقية، لقد أكد هذا الموضوع بالشئون الدينية، فكل من هو أكبر في المجتمع يهتم بتوجيه أفراده الصغار نحو السير على الطريق المستقيم الصالح في شئون الحياة كلها، وكمثال إذا بلغ الصبي ثماني سنوات من عمره يلقن بالصلاة من غير شدة أوعقاب، فإذا بلغ العشر ولم يُطع أمر صاحبه فلا بأس أن يتناوله بشيئ من الشدة، حتى الضرب.
إن امرأةً في العهد النبوي صدرت منها جريمة السرقة، وكانت ذات علاقة بأسرة عالية، فشفع لها أهلها بالمراعاة معها في أمور السرقة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أبدى سخطه ورفض كل مراعاة. فعن عائشة رضي الله عنها – أيضاً –: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ؟!» ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ، (رواه البخاري (3475) ومسلم (1688).
وكانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور الدنيوية أن يبذل الإنسان جهده لكسب المعاش، من غير أن يعيش متطلعاً إلى مساعدات أو عطاءات، ذات مرة جاء شخص يسأله شيئاً، فلم يطب لسؤاله، وسأله عما إذا كان يملك شيئاً فأخبر أنه لا يملك إلا قصعة ورداء، فقال: هات بهما وباعهما بدرهمين بطريق المناداة، فأعطاه درهماً لكي يشتري به حاجة من الأكل والطعام واشترى له بالدرهم الثاني قدوماً، وشد فيه قبضة من الخشب بيده المباركة، وأعطاه، وقال له: اذهب إلى الغابة واقتطع به أخشاباً وبعها واقض به حاجتك المعاشية، ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال: «أما في بيتك شيئ» ؟، فقال: بلى حلس نلبس بعضه، ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء، قال: «ائتني بهما» فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيده، وقال: «من يشتري هذين ؟». قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: «من يزيد على درهم ؟» مرتين أو ثلاثاً، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، فأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال: «اشتر بأحدهما طعاماً، فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً، فائتني به»، فأتاه به، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده، ثم قال: «اذهب، فاحتطب، وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوماً» ، فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاءه، وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خير لك من أن تجيئ المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع». (رواه ابن ماجة في سننه).
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجة الفقير في جانب، ويرغب الناس في مساعدة الفقراء، ولكنه كان يضع سداً على السؤال بأسلوب جيد. وقد روي عن ْ أَبِي إِسْحَاقَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابٍ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَئٍ، الْقُرَشِيِّ، الزُّهْرِيِّ رضي الله عنه، أَحَدِ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ – رضي الله عنهم – قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ بَلَغَ بِي مِنَ الوَجَعِ مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلا يَرِثُنِي إِلا ابْنَةٌ لِي، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي ؟ قَالَ: «لا»، قُلْتُ: فَالشَّطْرُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: «لا»، قُلْتُ: فَالثُّلُثُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ؛ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ – أَوْ كَبِيرٌ – إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلا أُجِرْتَ بِهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِيّ امْرَأَتِكَ»، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي ؟ قَالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلاً تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ البَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ»؛ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ؛ (متفق عليه).
هذه الأحداث التاريخية وأمثالها تتوافر بعدد وجيه لا تزال مطلوبةً في تاريخنا، ولكن لا ينبغي أن نتركها مطويةً في صفحات التاريخ، فلا بد من إبرازها إلى ساحة الحياة المعاشة، ليطلع عليها الناس ويعرفها إخواننا من غير المسلمين لكي يعرفوا تلك الدروس المهداة إليهم، وإلى المجتمعات كلها من الهدايا الإنسانية التي قدمت إلى العالم، وإلى من لم يتذوق لذة الإيمان ليعرف كيف أن الإسلام زود الناس بزاد من الحب والأخوة، ويدركوا أننا عشنا في خطأ فاحش حينما زعمنا أن المسلمين يعيشون عيشة الظلم والإرهاب، إلا إذا كان حادث من الظلم والبغي صدر من مسلم فليس ذلك إلا خطأه الذي يتفرد به، ولا علاقة له بالدين الإسلامي، بل إنما هو دين الرحمة ونبي الإسلام رحمة للعالمين جميعاً، إنما الدين يدعو إلى النصح مع الآخرين، وينهى أتباعه عن كل منكر.
فالحاجة ماسة إلى أن نغير ما قد تركز في نفوس المعارضين والمعاندين من عناد، وننهاهم عن كل منكر يُوجه للإسلام، ومن أفكار زائفة لا شأن لها بالحقيقة في أي حال، واجب علينا أن نكشف الغطاء عن هذه الدعاية الكاذبة.
اليوم يُستهدف المسلمون في كل مكان وتُساء سمعتهم، ويُتهمون باتهامات منوعة كثيرة، الواقع الذي يشغل المسلمين بالدفاع عنهم، وبذل طاقاتهم في سبيل ذلك، إلا أن مثل هذه الطاقات والمجهودات كلها تذهب هدراً وتداس بأقدام نجسة، فإن من ينتمي إلى الإسلام ويُعرَف باسمه الإسلامي إنما يُرزَح تحت مصايب جسام، كأن هناك سباعاً أقوياء تتجمع للفتك بالمسلمين والقضاء عليهم.
إذن لا بد من تغيير هذه المصيبة بقدر ما يمكن عن طريق الدعوة إلى دين الله وأساليب الحياة الدعوية ذات تأثير سريع، ومن مقاومة الظلم الذي يُصَبُّ علي المسلمين رغم معرفة الحقيقة الدينية التي لا تخفى على أعدائنا الذين يظلموننا من غير إنصاف، مع أنهم يعرفون معنى الظلم، فإذا قمنا بتعريف هذه الطريقة الظالمة بكل وضوح ورأينا أنهم لا ينصرفون عن طبيعتهم الشريرة قُمنا بمقاومتها بكل شجاعة، ونجعل جيل المستقبل المسلم في صيانة تامة، ونصونهم من كل خطر وفساد يأتي من قِبل التدابير الفاسدة التي يشاهدونها فيتأثرون بها، وذلك لا يمكن إلا بالتربية الصالحة التي نتناولهم بها في ضوء التعاليم الإسلامية الصحيحة التي تحول دون كل فساد في العقل والدين والحياة، بمشيئة الله تعالى.
(ترجمه: سعيد الأعظمي)
بقلم : العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.42 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]