|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تقدم شاب لخطبتي وأخوه سُمعته سيئة أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أودُّ بدايةً أن أشكُرَ جميع الأساتذة القائمين على هذا الصرْح الإسلامي الشامخِ، بارَكَ اللهُ في جُهودكم، وجزاكم اللهُ كلَّ خيرٍ. أخبرتني صديقتي أنَّ أخًا لها عازِم على التقدُّم لخطبتي، بعد أن يُنهيَ دراستَه؛ أي: بعد سنتين على أقل تقدير، وفي هذه الأثناء أكون أنا بصدد إنهاء دراستي، وحُصُولي على شهادتي الجامعيَّة - إن شاء الله. أخبرتُ أهلي بالموضوع، وأعلنوا مُوافَقَتهم، وأجمع الكلُّ على حُسْن خُلُق الشابِّ وتديُّنه وأدبه الجمِّ، وأنا كذلك لا أشكِّك في هذا، وأحسبه على خير، ولا أزكِّيه على الله. المشكلةُ ليستْ في الشابِّ المتَقَدِّم، ولكن تكمُن المشكلةُ في أخيه؛ فأخوه شابٌّ تظهر عليه علاماتُ الغِنى والترَف، ويرجع ذلك لعلاقتِه بأحد تجَّار المخدِّرات، والله أعلم بحقيقة ذلك! لذا فأنا خائفةٌ على نفسي وعلى أولادي بعد ذلك، مع العلم بأنَّ أخته أخبرتْني أننا سنسكن في سكنٍ خاصٍّ، بعيدًا عن أهلِه. أنا حائرةٌ، وأخاف مخالَفة حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاءكم مَن ترضَون دينه وخُلُقه فزوِّجوه))، أمَّا موقف أهلي مِن ذلك، فإنهم ينصحونني بالموافَقة؛ بحجَّة أنه لا علاقة له بأخيه، وكل واحدٍ منهما سيعيش بعيدًا عن الآخر، والمهم أخلاق الشابِّ المتقدِّم. فما رأيكم في هذا الأمر؟ وهل أقبل أو أرفض؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله، وشَكَر لكِ ثقتكِ الغالية في شبكة الألوكة. عن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((بئس مطية الرجل زعموا)), صحَّحه الألباني. فالناسُ لا ينفكُّون يحلِّلون ويُعلِّلون، ويبحثون في أمرِ غيرهم، ويدقِّقون في أخصِّ شؤونهم، ويروون الحكايات تلو الحكايات، والقصص تتبعها القصصُ، دون تثبُّتٍ مِن صِدق الأخبار، أو تعقُّل في نقل الأحاديث, والله - تعالى - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6], فإن وجدوا مَن بسَط اللهُ له في رزقِه، ووسَّع عليه, فلا بُدَّ أنَّ في الأمر شيئًا؛ كتعامُل ربويٍّ، أو تواصُل غير شرعي؛ كالتعامُل بالمخدِّرات، أو احتراف السرقات، أو غيرها من الأمور غير المشروعة، والتي ترتبط كثيرًا بالغنى وسعة الحال في فَهْم الناس. وإن وَجَدُوا مَن ضيَّق اللهُ عليه، وقدر عليه رزقه، فتفسيرُهم أنَّ ذلك مِن سوء عمَلِه، وقبيح فعلِه, وإلا لما عامَلَه اللهُ بهذا، وما ابتلاه بالفقر! تعليلاتٌ وتدقيقات لا تنتهي، والناسُ أكبر همِّهم الحديثُ، ومنتهى آمالهم تبريرُ الأحداث حولهم على نحوٍ يرضيهم, ولو شغلوا أنفسهم بأنفسِهم، ولو حَصَروا اهتماماتهم على شؤونهم وما يعنيهم، وترَكوا عبادَ الله لخالقهم - لأراحوا واستراحوا! إن لم يثبتْ لديكِ شيءٌ مِن صحة هذه الأخبار، فلا تجعلي لها تأثيرًا على قراركِ، ولا تضعيها في لائحة اهتماماتكِ، ولا تُلقي لها بالًا, وأمَّا إن ثبتَ لديكِ منها ما يؤكِّد صحتها، ويُبرهن على صدقها، فأنتِ بالخيار: - إمَّا أن تقبلي هذا الشاب، وتجعلي اختياركِ مبنيًّا عليه دون سائر أهلِه, وتعملي بالحديث الذي ذكرتِ, وحينها أنصحكِ ألا تَذْكُري أو تُذَكِّري زوجَكِ مُستقبلًا بحال أخيه، وألا تحدِّثيه تلميحًا أو تصريحًا بما لا حيلة له فيه, ولكن عليه النُّصح لأخيه بالحسنى والوعْظ بالرفْقِ، وعليكِ أن تنأي بنفسكِ وأهلكِ عنْ كل ما حرَّم اللهُ، دون استحياء مِن زوجكِ أو أهلِه. - أو أن ترفضي الزواجَ خشية التأثير الطبيعي لعمِّ أبنائكِ عليهم وعلى بيتكِ, ولستِ بآثمةٍ إن فعلتِ؛ فالنكاحُ جعلَه اللهُ للاستقرار والسكينة والراحة, ومِن أكثر ما يُعكِّر هذه المقاصِد ويؤثِّر فيها فسادُ خُلُق أو دين أقرب الناس إلى الزوج؛ كالأبِ، أو الأمِّ، أو أحد الإخوة, كما وأنكِ مخيَّرة تمامًا في أمرِ الزواج ولستِ بمجبرة على قبول رجلٍ بعينِه، وإن صلح دينه وخُلقُه! ومن العقل والحكمة أن تتحرَّى الفتاةُ الدِّقة عند اختيارها زوج المستقبل، دون تضييع فرصة طيبة للزواج قد تعود وقد لا تعود, وأن تنظرَ في حال مَن يتقدَّم إليها أولًا مِن حيثُ أهليتُه دينيًّا، وخلُقيًّا، واجتماعيًّا، وعلميًّا، وغيرها من الأمور التي تهمها فيه, ثم تجعل لأهلِه المرتبة الثانية على حسب قُربِهم منه، وتأثره بهم قبل وبعد الزواج, فإن ترجَّح لها أنه لا تأثير لغير مرْضِيِّ الدِّين عليه، فلا داعي لتفويت فرصة طيِّبة، وتضييع رزقٍ قد يكون مِن العسير الحصول عليه في هذا الزمان. لكن عليَّ أن أُذكِّركِ أن الانتظارَ لمدة عامين دون أي خطوةٍ إيجابية ليس مِن الحكمة في شيءٍ, فإن كان في عزمِه صادقًا، وفيكِ راغبًا, فليكن الأمرُ رسميًّا بتقدُّمه لأهلكِ وخطبتكِ منهم، كما يفعل الشبابُ, ولا داعي لحصْرِه بينكِ وبينه وبين أخته فقط, فكم مِن فتاةٍ تعرضتْ لمثْلِ هذه المواقف، وطال انتظارُها، ثم قرَّر الشابُّ تغيير رأيه بعد تخرُّجه، وراح يبحث عنْ أخرى دون سببٍ يُعلِنه! في النِّهاية قد يكون كل هذا الحديث مبْنيًّا على وهمٍ لا حقيقة له، وسراب لا أصل له, فنصيحتي لكِ أن تؤجِّلي التفكير، وإصدار القرار؛ حتى تستيقني أمرَ أخيه، وبإمكانكِ التحرِّي عنه خلال هذا العام عن طريق الأسئلة المباشرة لأختِه، أو والدتِه، أو غيرهما مِن نساء العائلة، ممن يُعرَفْنَ بالصِّدق والأمانة, وبعدها ارجعي لما كتبتُه لكِ أعلاه، واستخيري الله، وسليه أن يوفِّقكِ، ويُعينكِ في اختياركِ, فهو أعلم بالغيب، وأعلم بما يصلح للعباد، وما ينفعهم في دينهم ودنياهم, وفوِّضي أمْركِ إليه، وأحسني التوكُّل عليه، وهو كافيكِ. وفقكِ اللهُ وأعانكِ، ويسَّر أمركِ، وأصلح شأنكِ، وأقرَّ عينكِ بزوج صالح طيبٍ، حسَن الخُلق والخِلقة, والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |