|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أُوافق عليه أم لا، مع أني أعشقه؟ أ. شريفة السديري السؤال أتمنَّى قِراءة رِسالتي كاملةً، ثم نُصحي فأنا محتارة. دخلتُ أحَدَ برامج الجوَّال، هذا البرنامج عبارة عن زُجاجة يُكتَب فيها أي كلام فيصل إلى مجموعةٍ مِن الأشخاص في أيِّ مكان في العالَم، دائمًا أكتُب أحاديثَ أو أذكارًا أو أطلبهم يدْعُون، وأحيانًا أتحدَّث مع دِيانات أخرى وأُفهمهم الإسلام، لكن جميع محاولاتي فشِلتْ! وقبل شهر كنتُ مسافرةً فأرسلتُ رسالةً كتبتُ فيها: أنا الآن مسافرة أدْعُو الله أن يُوفِّقكم ويُصلحكم ويهديَكم، كما أدعو لنَفْسي بالهداية والتوفيق، وأنْ يَرزقني الله زوجًا صالحًا، ردَّ على رِسالتي كثيرٌ مِن الشباب والفتيات، جميعهم أمَّنوا ودَعَوا وشكَرُوا، ما عدا شخصًا واحدًا، دار بيْني وبينه حوار عن إمكانية زواجنا. المهم: لي مع هذا الشخص شهر لغاية الآن، ولقد عرفتُه جيدًا؛ إنسان طيِّب القلب لأقصى حدّ، على نيَّاته شيئًا ما، جريء بقوَّة، صريحٌ على الآخر، يُصلِّي، لكن عَيبه أنه يدخِّن لمَّا يغضب، وقلت له: اتركه، قال: واللهِ نادر أن أدخِّن، وأنتِ ادعي لي، نحن نموت في بعض، لو يغيب ساعةً أقلق عليه، وهو نفْس الشيء، وهذا الحين يقول: ما أتخيَّل أنِّي سآخَذ غيرَك، خاصَّة أنَّا اتَّفقنا في أمور، المهم أنا أعطيته اسم وليِّ أمري، وقلت له: لو صادق سأرى، قال: والله، إني صادق، وأُريدك، عشقتُك، وأُريدك بالحلال، أنت عِرضي ولن أخونَ عِرضي، اتَّصل على أبيه وكلَّمه، قال: خيرًا، لما تجيء نتفاهم، لما ذَهب إلى دار أبيه قال: عليَّ الطلاق لا تأخذها، الولد تعِب وصار يدعو على نفْسه، يقول: مستحيل تكونين لغيري! ومستحيل أعيش بدونك! واللهِ لا آخذك غصبًا، واللهِ ما أيْئس، وربِّي لا آخذك، صار يُكلِّم أهلَه برسميَّة، كيف أنتم هكذا فقط، وكلَّما اتصل يُسلِّم على أبيه، وأبوه يستفزُّه ويقول له: ها، تريد تتزوَّجها؟ فيقول له: أنا جئتُ أسلِّم ما جئتُ أكلمك عنِ الزواج! والآن لا تتخيَّل درجةَ حبِّنا، والذي عقبته فقط أبوه، أنا قلت له: أبوك لا يُريدني؛ إذًا انتهى الأمر، ما أُريد المشاكل، قال: مَن سيتزوجك أنا أوْ هو؟! أنا الذي سأتزوَّجك، ما لكِ دخْل فيه، أنا أريدك غصبًا عن الكل. والحمدُ لله وافَق أبوه بعدَ محاولات كثيرة، وسيَجيء يُكلِّم أهلي، لكن أنا محتارة أُوافق عليه أم لا؟ رغمَ أنِّي واللهِ أحبُّه! ما أتخيَّل نفسي بدونه، لو يَغيب ساعة أقلَق عليه، وهو نفْس الشيء، يقول لي: ما أتخيَّل واللهِ أن آخُذ غيرَك، أنتِ لي؛ حتى إنه قد خطبني واحد مِن جماعتنا ورفضتُه؛ لأجْل هذا، أنا مطمئنة، وكل شيء جيد، لكن كلام الناس يسبِّب لي شكًّا يجعلُني أخاف؛ يقولون: خُذي القريب أفضل مِن البعيد، هل ستعلمين أخلاقه؟ لكن أنا مِن خلال تعامُلي معه شهرًا ونصفًا وجدتُه إنسانًا طيبًا! المهم: بماذا تنصحني؛ أوافق أم لا؟ استشرتُ شيخًا للتزويج، قال: توكَّلي على الله ووافِقي، واستشرت شيخًا ثانيًا، قال: لا تُوافقي، الذي بينكما حبُّ خلوةٍ وشهوة فقط؛ ما الحلُّ؟ الجواب أهلاً بكِ عزيزتي في (الألوكة). تَعرفينه منذُ شهر ونصف! علاقتك معه مقتصِرة على الأسطر التي يُرسِلها لكِ وتَقرئينها عبرَ شاشةِ جوَّالكِ، ومِن هذه الأسطر عَرفتِ الكثيرَ عن شخصيته وطباعِه وطِيبة قلبِه! قلتِ: إنَّه طيِّب القلْب لأقْصى درجة - على نيَّاته - جَريء جدًّا - صريح بشدَّة. وخلالَ الشهر والنِّصف اتفقتما على كلِّ شيءٍ حتى وقت الحمْل والإنجاب! عزيزتي، إنْ تحدثتُ معكِ لسَنة كاملة على الهاتف فقط، فلن تكوني قادرةً على معرفةِ شَخصيتي بدقَّة؛ لأنَّني سأكون قادرةً على إخفاء ما أُريد وإظهارِ ما أُريد، لن تكونيَ قادرةً على معرفة ما إذا كنتُ أكسِر الأشياء التي أمامي حين أغضب أمْ أجلس وأتنفَّس بعُمق حتى أهدأ؛ لأنكِ ستسمعين صوتي وصُراخي ولن تَسمعي أو ترَي الحطام مِن حولي. وقِيسي على ذلك بقيَّةَ الأمور، فكيف بالتعارُف عبْرَ المحادثة بدون صوتٍ أو صورة؟! وهذا طبعًا لا يَعني أنني أُشجعك على التحدُّث بالهاتف أو الكاميرا، بالطبْع لا؛ ولكن هذه الحقيقة! عزيزتي، حين يتزوَّج اثنانِ استمرَّت خطوبتهما سنةً كاملة، كانا يتقابلان خلالها أسبوعيًّا ويتحدَّثان بالهاتف يوميًّا، فسيكتشفانِ بعدَ الزواج وجوهًا جديدة لم يعرفها أحدُهما في الآخر مِن قبل؛ لأنَّ الحياةَ اليوميَّة تُظهر أمورًا لا تَظهر بأيِّ طريقةٍ أخرى. فكيف تقولين: إنَّكِ عرفتِه عبرَ محادثة لشهرٍ ونِصف؟! مِن المحادثة الأولى ناداك بـ: يا قلبي، وقرَّر أَنكِ مناسبة له، وأنَّكِ مختلفةٌ عن الأخريات، قد يكون كلامُه صحيحًا، ولكن كيف استطاع أن يَعرِفَ ويقرِّر بهذه السُّرعة؟! ما أراه هنا يا عزيزتي، حبٌّ حالِم، قائمٌ على أحلام ورديَّة عشتِها أيامًا مع هذا الرجلِ الذي أَسمَعَكِ ما تتوق كلُّ أنثى لسماعه، وجعَلكِ تعيشين قصَّةَ حبٍّ خياليَّة كنتِ فيها أميرةً متوَّجة على قلبه، لا يُبادلها بأيِّ ملِكة أخرى، أو هكذا اعتقدتِ أنتِ! ولكن، القصص الخياليَّة موجودة في الكتُب والخرافات فقط، أمَّا في الواقِع فالأمْر يختلف كثيرًا، خصوصًا في مجتمعِكِ؛ فالرجلُ لا يتزوَّج بامرأةٍ سلَّمتْه قلبَها بعيدًا عن أعين أهلها، وإنْ أمِن لها الآن ووثِق فيها، قدْ لا تكون الحياةُ بعدَ الزواج كما خطَّطا وحَلُمَا، فيشعرانِ بفرقٍ كبير في المشاعر، ويظنَّانِ أنَّ الحبَّ بينهما انتهى، وربَّما انفصلاَ! نَصيحتي لكِ يا عزيزتي، أنْ تقولي له شيئًا واحدًا: عُمري ليس رَخيصًا ليضيعَ في انتظارك. إنْ كان يُحبُّكِ فِعلاً، فسيَخطُبكِ رغمًا عن كلِّ مَن حوله، وإنْ كان يلعَبُ بكِ وبقلبِك، فلن يُكلِّفَ نفسَه عناءَ الجري وراءَكِ. أمَّا أنتِ، فالْتفتي للحقيقةِ التي تجعلكِ تعيشين وتحقِّقين ما تُريدينه وتَحلُمين به على أرضِ الواقِع بكلِّ كمالٍ وسعادةٍ كما تتمنين دائمًا، ولا تَغرَقِي في الخيال الذي يأخُذكِ للسحابِ، ثم يفلتك لتسقطي وتنهاري! فكِّري في الخُطَّاب الذين يتقدَّمون لكِ بجديَّة، واتخذي قرارًا ينفعكِ ويُسعدكِ. اكتبي هدفَكِ مِن الزواج، ومواصفاتِ الرجل الذي تريدينه زَوجًا لكِ، حتى تكوني على بيِّنةٍ وبصيرةٍ بما تُريدينه، ويكون لديك مرجعٌ تَقيسين على أساسه ما تختارينه أو تَرفضينه. فكِّري جيدًا؛ هل ما تُحبِّينه في هذا الرجل هو شخصُه وصفاتُه، أمْ أنَّكِ تحبين فيه كونَه رجلاً يُدلِّلكِ ويُسمِعُكِ كلماتٍ تنعش قلبَكِ، وتُرضي عاطفتكِ وأنوثتكِ؟! فكِّري جيدًا وأجيبي بصِدق، ثم توكَّلي على الله واتَّخذي قرارَكِ. كان اللهُ مَعكِ وأيَّدكِ. وتابعينا بأخباركِ لنطمئنَّ عليكِ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |