البعد عن مصدر النور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من أخلاق التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إنَّا سنُرضيك في أُمتِك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيان الربا وأحكام بيع الذهب والفضة وصرف العملات النقدية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيان الأحكام الشرعية بنصوص واضحة ودون ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          دوشة التعليقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          في مديح الصُحبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          سوء المعاملة... انحدار في هاوية الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4959 - عددالزوار : 2064780 )           »          أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4536 - عددالزوار : 1333605 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2021, 01:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,867
الدولة : Egypt
افتراضي البعد عن مصدر النور

البعد عن مصدر النور
صفية محمود





جاءتني وهي تئنُّ مما تعاني، والهمُّ مطبقٌ عليها، والسهر بادٍ، سوادٌ تحت العيون، أما العود، فظاهرٌ عليه النحولُ، امرأة لم تكمل الثلاثين من العمر، لكنها على الأعتاب، قلت لها: اهدئي، إنها الدنيا، لا تساوي قطرة دموع، ولا آهة، قالت: يا ليتها الدنيا، ما كنت بكيت.

قالت - يملؤها العجب -: كدتُ البارحة أُطلَّق!
فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أختاه، ألم أَقُلْ لك لا تضجريه، والزمي باب الدعاء لا تبرحيه، فعسى الله أن يمنَّ بالهداية، ويقيكم شرور الغَواية؟

فقالت: الأمر فاق الحدَّ.
فقلتُ: احمدي الله، فهو حكيم وقادر، ووحدَه يملك التفريج في لمحٍ من البصر لا يزيد، فأبشري، وعليه توكلي.

واصلَتْ وهي تبكي: إنه زوجي! يأمرني بنمص الحاجبَين، وهدَّدني بآخر طلقتَين، قالت: فلم أُجِب، لكني بكيت، فقال: وماذا يضرك بضع شعرات، أليس في مرضاة الزوج؟ فقلت: ومرضاة الرب أَلَا أعبأُ بها؟! وشاركَتْ أمُّه تحل القضية، فقالت: ارحميه يا بُنية؛ فإنه شاب له نظر، ويعمل في مجال خطر؛ إنه سائق "تاكسي"، فارحميه وأطيعيه، فسيَّرني إلى أهلي، وقال: امكثي حتى تعقلي، ولا تعودي حتى تفعلي، فلم أخبر أحدًا بالأمر؛ لأني استحيَيْتُ أن أحكي لأهلي، وإلى الآن ما تنمَّصت، ولا إلى زوجي رجعت!

وهذه قصةٌ تتكرَّر مرارًا، مردُّها غياب الشرع، إما بالتربية على مفاهيم العادة والجهل، وإما لغلبةِ الشهوات، مع العلم بالحرمة واللعن الوارد في النمص، ولكن المثير في القضية اتِّساعُ الفرق بين رجال المسلمين اليوم ورجال الصحابة بالأمس، فلو قرأنا ما ورد في البخاري بسنده عن ابن مسعود، لهالنا الفرقُ، ولأحزننا ما نراه من البعد عن مصدر النورِ؛ آيات القرآن وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال عبدالله بن مسعود: لعن اللهُ الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المُغيِّرات خلقَ الله، فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد - يقال لها: أم يعقوب - فجاءت، فقالت: إنه بلغني أنك لعنتَ كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن مَن لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأتُ ما بين اللوحين، فما وجدتُ فيه ما تقول؟! فقال: لئن كنتِ قرأتِه لقد وجدتِه، أمَا قرأتِ: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]؟ قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلَك يفعلونه، قال: فاذهبي فانظري، فذهبتْ فنظرت، فلم ترَ من حاجتها شيئًا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتنا؛ البخاري.

قول ابن مسعود: لو أن امرأتي تنمَّصت (أزالت بعض شعرات مِن حاجبيها) ما جامعتنا؛ يعني ما مكثت في بيتي، وما شاركتني حياتي، وبعضُ الرجال اليوم يقول على النقيض: لو أن امرأتي (استجابت للنبي صلى الله عليه وسلم) ولم تتنمص، لا تساكنني في بيتي، ولا تشاركني حياتي! فشتَّان شتان ما بين الرجلين! ما أوسع الفرق! والعجب كل العجب أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص في الخبر، فما العمل؟


دوري ودورك كأمٍّ أن نعود بهذا الجيل لِما قال الله عز وجل وما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فتعلَّمي وعلِّمي مَن وراءك، وعُدْنَ إلى خير الهُدى، واجعلنها قضية حياة، وعِشْن لنصرها؛ لتحيا الأمة من جديد، ويخضر عودها؛ بعودتِك أنت أيتها الأم؛ فأنت على ثغر، فلا تتخلَّي عن دورك.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.76 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]