نزاهة النقد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القلق في زمن الأزمات.. حين يختلط الأمان بالخطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الخلع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          توجيهات نبوية بنصرة المظلوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-05-2021, 01:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,019
الدولة : Egypt
افتراضي نزاهة النقد

نزاهة النقد


د. وليد قصاب



النقد النَّزيه المجرَّد منَ الهوى في زماننا هذا، وفي أزمان غيرنا - أندر منَ الكبريت الأحمر، و"أبهد من نجم العيون" - كما كانتِ العرب تقول - وكلَّما تذكرت قول الخليل بن أحمد للشاعر ابن مناذر: "إنما أنتم - معاشر الشعراء - تبعٌ لي، وأنا سكَّان السفينة؛ إن قرظتكم ورضيتُ عنكم نفقتم، وإلا كسدتم" - أدركتُ ما يمكن أن يلعبه الناقد من دَوْر في الحركة الثقافية والفكرية.

بل أدركتُ - وهو الأهم - كيف أن الناقد "المعتبر" هو سلطان ذو نفوذ واسع، في يده قدر الأديب، فهو يملك أن يرفعه، وهو يملك أن يضعه؛ إذ هو خبير مسموع الكلمة، يفيء القوم إلى رأيه، وينزلون عندما يصدع به من قول.

أَلَمْ تكن العرب قديمًا تضع للنابغة الذبياني قبة من أدم في سوق عكاظ، ثم تأتيه الشعراء طائعة تعرض عليه أشعارها وتسأله عن رأيه فيها، فمَن أشاد به نَبُه ذكرُه، وعلا شأنه، ومَن تجاهله، أو لم يستحسن شعره، سفُل شأنه، وانحدرتْ منزلته؟!

وقد عبّر عن سلطان الناقد خلف الأحمر خير تعبير في ذلك الحوار الأدبي العميق، الذي دار بينه وبين رجل من عامة متذوقي الشعر، قال رجل لخلف: "ما أبالي إذا سمعت الشعر فاستحسنته ما تقول فيه أنت وأصحابك"، وهو قول - كما هو ج
ليٌّ - يجحد دور الناقد، أو يحاول - على أقل تقدير - ألا يقيم له وزنًا، حتى كأنه يراه وسيطًا لا داعي له بين المبدع والمتلقي؛ إذ حسْب المتلقي أن يكون هو الحكم باستحسان أو استقباح على ما يسمع من قول، ولكن خلفًا أجابه بثقة واستعلاء: "إذ أخذتَ درهمًا فاستحسنتَه، ثم قال الصيرفي: إنه مزيّف أو رديء، أفَكان ينفعك استحسانك إياه؟!".

إن هذه الأقوال وغيرها في بيان سلطان الناقد فيها من وجوه الحق الكثير؛ إذ لا شك أن الناقد إنسان خبير، فهو كالصيرفي، والطبيب، والقاضي، والمهندس، كل أولئك خبراء في صنعتهم، ولا يُقضى بأمر من أمورها إلا أن يُرجع إليهم، فتلك هي سنَّة من سُنَن الله في الكون، ناموس يقوم على سؤال أهل الذكر.

ولكن هذا الحق قد يلتبس بباطل، قد يتحوَّل الناقد - وهو يستغل سلطانه الاجتماعي - إلى حكم جائر، أو قاضٍ ظالِمٍ، تحركه الأهواء والرغبات الشخصية، فينحرف عنِ الحق، ويجانب الموضوعية والإنصاف، فيفسد ويدمّر، ويكون عنصرَ تخريب وتضليل، يرفع أناسًا تافهين، ويخفض قومًا مبدعين، وذلك حين يتلبَّسه الهوى، أو ينساق وراء اتجاه أيديولوجي ما، يحاول نصرته بالحق والباطل، أو تحركه المطامع والمصالح والشهوات و"الشللية"، وما شاكل ذلك من اعتبارات الهوى الشخصي، التي لا حصر لها.

ولقد وُجِد هذا النقد الجائر في القديم وفي الحديث، ولك
نه في زماننا هذا - بسبب اشتباك المصالح، وشهوات النفوس، وافتقاد الجدية والموضوعية - أبرز ظهورًا، وإن أمثلته الصارخة التي تطالعنا بها أحكام نقدية عريضة كل يوم في الصحف والمجلات لأكثر من أن تُعد.

كم يجور النقد اليوم على أقوام "فيقزمهم" ويحجبهم! وكم يعملق من أقوام ويضخمهم، وهم مثل الطبول الجوفاء!

إن الناقد كالقاضي، فهل يتقي الله النقادُ، فيعرفوا حق الكلمة وأمانة القول؟ حتى يستعيدَ الناس ثقتهم في هذا النشاط الفكري الجاد الذي يمكن أن يمسخه أو يذهب بمصداقيته نفر من النقاد أصحاب الهوى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.92 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]