مشاعر يتيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قراءة الفاتحة عند خطبة الفتاة لا أثر له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 45319 )           »          من أحكام زكاة الحلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مساوىء الأخلاق بعد الثورات ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لغتنا العربية تتألق في يومها العالمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المفهوم الجمعي للأمة وفقه أحاديث الفتنة والخروج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          سبيل التأسي بدراسة حديث اللهم إني ظلمت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 73 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 5912 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2020, 09:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,088
الدولة : Egypt
افتراضي مشاعر يتيم

مشاعر يتيم
أحمد عبد الله أحمد الشيخ




أبي الغالي: هذه قصتي بعد فقدك، أكتبها بقلم حبره دموعي، وصفحاته خدودي، ومن خلالها أنقل لك صوراً من حياة اليتيم المكلوم.

أبي الغالي: خطفتك المنية من بيننا بلا سابق إنذار، وذهبت عني بعيداً حيث لا أرى لك صورة، ولا أسمع لك صوتاً، وبدأت سلسلة المعاناة بعدك، وتتابعت حلقاتها الواحدة تلو الأخرى، وبكى الرضيع حينها مع الباكين، لا يدري أيزف عريس أو يقبر ميت، ولم يدرك المسكين لصغر سنه يومئذ أن شمس الأبوة غربت، وتوارى معها الحب والحنان حيث لا رجعة، وأن بابا من الفراغ العاطفي فتح على مصراعيه.

أبي الغالي: ذهبت وتركت جرحاً لا يندمل، وألماً لا ينقطع، ودموعاً لا تتوقف، وذكريات لا تنسى، وفراغاً لا يسد.

أبي الغالي: أنا ما زلت ذاك الطفل الرضيع الذي ألف حضنك الدافئ يوم كنت على قيد الحياة، نعم نمى جسدي، واشتد عضدي، وكبر عقلي، وصرت أعد من الرجال، ولكن أنا ذاك الطفل مهما مرت الأيام، وتعاقبت الليالي.

أبي الغالي: أتعلم أن كلمة (بابا) مطموسة من قاموسي، محذوفة من صفحات حياتي؟، أتدري أنها كانت يوما من الأيام أمنياتي التي أحلم بها وما زالت؟.

أبي الغالي: افتقدتك وأنا رضيع، وصاحبني الألم طيلة حياتي، ولكن هناك أيام كنت أزداد لك شوقاً، وثمت ليالي أحببت أن تكون جليسي وأنيسي، من تلك الليالي: الأعياد، الأطفال في الأعياد يفرحون ويمرحون مع آباءهم في الحدائق والمنتزهات، وولدك في حضن أمه يسكب العبرات، وتتساقط منه دموع غزيرات، قلت لأمي سائلاً عنك: أين أبي (بابا)؟، أريد أن أذهب معه، فقالت: هناك في المقابر مسكنه ومبيته، فقلت لها: ألم تقولي من قبل أنه في سفر؟، قالت: نعم هو في سفر لا يشبه الأسفار، ولا تنتظر منه عودة إلينا، ولا ترجو منه نفعاً ولا ضراً، بل ادع له إذا كبرت في خلواتك فهو بحاجة إلى دعواتك، عند ذلك نزعت ثوب الطفولة، وتظاهرت أمام أقراني قويا لا يقهر، وإن سألوني عنك قلت لهم: في سفر، وإن قالوا: متى يأتي؟، قلت لهم: أنا أذهب إليه، هكذا مرت مرحلة الطفولة غير مأسوف عليها.

ومن تلك الليالي: يوم ختمت القرآن، وأحضر أقراني آباءهم، ووقف كل واحد جوار ابنه مسروراً، فدعا مقدم الحفل باسمي ليكرمني، فقمت إليه مذعوراً مفزوعاً، فقال لي: أين أبوك؟، فقلت له: تحت التراب مسكنه، فبكى وقال لي: أيتيم أنت؟، لله درك وعلى أجرك، أقرأ من ملامح وجهك، أنك من الأيتام الذين سيصنعون التاريخ، إلى الأمام ولا تلتفت للوراء، وهذا الموقف تكرر في مراحل التخرج لابسا ثوبه الأسود.

ومن تلك الليالي: يوم كنت عريساً، ومعلوم أنه مهما كمل عقل الرجل، وضرب له الأمثال بالفطنة والذكاء، فسيبقى فقيراً إلى مشورة أبيه، وإرشاد والده في مدلهمات الأمور، ولا شك أن تلك الليلة التي هي انتقال من مرحلة إلى أخرى، تحتاج إلى توجيهات لتجاوز المرحلة الراهنة.

أبي الغالي: يؤسفني أن عينيّ لم تكتحل برؤياك، ولكنك لا تفارق ذاكرتي قائما وقاعدا، أخبرت أني أشبهك، فأحببت نفسي لأني أشبهك، فطيب الله ثراك، وجعل الجنة مأواك، وبيني وبينك دعوات السحر، والتضرع لك بالدعاء في ظلمات الليالي وأوقات الإجابة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.66 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]