لينتصر طبعك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          معركة ملاذ كرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الشوق للجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المُتشابه اللَّفظي فـي القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          جعفر شيخ إدريس: فيلسوف العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تحريم إبرام اليمين وتوكيدها ممن يَعلم عجزَه أو كذبه فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تخريج حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 479 - عددالزوار : 164084 )           »          من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1110 )           »          وقفات إيمانية وتربوية حول اسم الله العفو جل جلاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2020, 09:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,635
الدولة : Egypt
افتراضي لينتصر طبعك

لينتصر طبعك


ثامر عبدالغني فائق سباعنه




جلس عجوز حكيم وأمامه عقرب، وقد وقعَت العقرب في الماء، وكانت تتخبط محاولة الخروج، فمدَّ العجوزُ يدَه لإنقاذ العقرب، لكن العقرب لسعَت العجوز، كرَّر العجوزُ وتكرَّر اللسعُ، وفي كل مرة يشعر العجوز بألم شديد، استغرب رجلٌ كان يشاهد هذا المنظر، وصرخ: لماذا تكرر مدَّ يدِك للعقرب وهي تلدغك؟!


فقال العجوز: يا بنيَّ، مِن طبع العقرب أن تلسع، ومن طبعي أن أحب وأعطِي؛ فلماذا تريد لطبعها أن يتغلب على طبعي؟!


عندما نستعرض شريط ذكرياتنا، نجد الكثير من المواقف التي تعرَّضنا لها، وكانت فيها الإساءة لنا والاعتداء علينا، لكن الداعية وصاحب الرسالة وحامل الفكرة لا بد له من أن يُقابل الإساءة بالإحسان، وأن يصبر على الأذى.


وليس لنا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوةٌ ودليل، عندما عفا عن رجالات قريش يومَ فتح مكة، وقال لهم: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))، وعلى الرغم من كل ما كالُوه له من أذًى ومضايقة وحصار في شِعب أبي طالب، بل وصل بهم الكيدُ لأن يخطِّطوا لاغتياله، ومع كل ذلك انتصرَ طبعُ رسول الله؛ فكان التسامح أقوى من الانتقام.


عندما تحمل رسالة وتعلم - أنتَ على يقين - أنها تحمل الخير والسعادة للبشرية، بل تحمل للعالَم كله الحياةَ، فأنت مستعد لمدِّ يدِك للآخرين؛ لتنتشلَهم من الواقع الصعب الذي يعيشون فيه، وقد يُقابلك البعض بالأذى، لكنك تجد أنك تمدُّ يدك من جديد مكرِّرًا محاولتَك لتقديم الخير لهم.
طبعهم الغِيبة والحقد والحسد... لكن طبعك الحبُّ والعطاء والتسامح...
طبعهم الكذب والدسُّ والتجريح... لكن طبعك الصدقُ والإصلاح والبناء...
طبعهم الاستسلام ومعانقةُ الهزيمة... طبعك الإصرارُ ومعانقة القمم...


طبعهم التفاخر والأنانية والتفريق والنفاق... وطبعك التجرُّد والتضحية، والأخوة والإخلاص، فأيُّ الطِّباع تنتصر؟ طِباعك أم طِباعهم؟!


فلتنصر طبعك على طباعهم، ولكن ذلك كله لا يعني أن نستعلِيَ على الناس، وأن نبتعد عنهم لأننا أفضلُ أو أنقى أو أتقى؛ فنحن بذلك ننحرف عن منهجنا، ونَتِيه عن طريقنا السليم، يقول الشهيد سيد قطب:
"حين نعتزل الناس لأننا نُحس أننا أطهرُ منهم روحًا، أو أطيبُ منهم قلبًا، أو أرحبُ منهم نفسًا، أو أذكى منهم عقلًا، لا نكون قد صنعنا شيئًا كبيرًا... لقد اخترنا لأنفسنا أيسرَ السبل وأقلَّها مؤونة.


إن العظمة الحقيقية أن نخالط هؤلاء الناس، مُشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم، وروحِ الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع.


إنه ليس معنى هذا أن نتخلَّى عن آفاقنا العليا ومثلِنا السامية، وأن نتملق هؤلاء الناس ونُثني على رذائلهم، أو أن نُشعرهم أننا أعلى منهم أفقًا... إن التوفيق بين هذه المتناقضات، وسعة الصدر لِمَا يتطلبه هذا التوفيق من جهد: هو العظمة الحقيقية".


لِينتصرْ طبعُك؛ لأنك على حق، ولأن طبعَك يستحق أن ينتصر.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]