سماعون للكذب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4987 - عددالزوار : 2106745 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4566 - عددالزوار : 1384150 )           »          إيران عدو تاريخي للعرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 204 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 1030 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 11640 )           »          إيقاظ الأفئدة بذكر النار الموقدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 223 )           »          علة حديث: (يخرج عُنُقٌ من النار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 210 )           »          علة حديث: (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 218 )           »          الأنفصال العاطفي بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 233 )           »          مقاومة السمنة في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 225 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-10-2020, 04:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي سماعون للكذب

سماعون للكذب


خميس النقيب






الكذابون كثيرون، لكنِ السمَّاعون لكذبهم أكثر، فريق يكذب ومنتخب يسمع، وإذا كان الكذب خطيرًا، فالاستماع له أخطر!

لذلك حذَّر القرآن من هذا المرض الأخطر، دعوات سوداء وحملات شعواء، ونخب حمقاء لسان حالها: "اكذب الكذبة مائة مرة تصدقها"، وتبث هذا الكذب وتروِّج له قنوات فضائحية، وجرائد صفراوية، تواطأت على الكذب، وقبضت ثمن الزيف، فهي تنبح ليلَ نهارَ ضد الإسلام والمسلمين.

‏يشير القرآن لهذا المرض في أكثر من موضع: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ [المائدة: 42]، يتغذَّون على الحرام، ويتعاملون بكذب الفعل والكلام، ولا يقبلون بالصادقين من أهل الإسلام، فاسدين مثل هؤلاء؛ ﴿ إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 34].

يبيعون كذبهم بثمن بخس، ‏ويملؤون بطونهم بغذاء نحسٍ، ثم ينقُلُ عنهم ويمشي في ركابِهم آخرون ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ﴾ [المائدة: 41]، فيسمعون ليكذبوا، ويسمعون لينقلوا إلى قوم آخرين لم يأتوك، فيكونون كذابين ونمامين جواسيس، وما أكثرَهم في مجتمعاتنا، ربما ينتمي إليهم السذَّج والبسطاء، فضلاً عن الأحبار والرهبان، بنص القرآن ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47].

‏كل ذلك لضرب الإسلام وقمع المسلمين ومحاربة الدين، وهذا ليس الآن فقط، وإنما من قديم الزمان!

﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 47]، ليس لهم إلا هدف أصلي واحد، الإسراع إلى الفتنة، ونسج خيوطها، وعقد بنودها بالتحريض والتمويل والتأييد والتفويض.

﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾؛ أي: فيكم مَن يسمع منهم، ويُكثِّر سوادَهم، وينقل عنهم، بل يتبنى موقفهم! والله أعلم بالظالمين، يعلم ما يدبّرون وبما يمكرون وما ينفذون، انظر: ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾.

القرآن حذَّر جيل الصحابة - أفضل الأجيال على الإطلاق - وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحًا منهجَ عدوِّهم في هدم الإسلام وتفريق المسلمين، يشير لأخطر نقطة: ﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾، فكيف بنا اليومَ على ضعف المسلمين وقلة حيلتهم أمام إعلام موجَّه أحمق يهزأ ويستهزئ بالعقول والنفوس، ويضع خططًا مدروسة إعلاميًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا وإستراتيجيًّا، ﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾!

ولكثرة هؤلاء السماعين لهم وانتشارهم، يُصدَّقُ الكاذب ويُكذَّب الصادق، ويؤتمن الخائن ويُخوَّن الأمين، وما كان لأمينٍ أن يخون قط، ولكن اؤتُمِن غيرُ أمينٍ فخان.

﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ [المائدة: 42]، نزلت في حكَّام اليهود؛ كعب بن الأشرف وأمثاله، كانوا يرتشون ويقضون لمن رشاهم.

قال الحسن: كان الحاكم منهم إذا أتاه أحدٌ برِشوةٍ جعلها في كمِّه فيريها إياه، ويتكلم بحاجته، فيسمع منه ولا ينظر إلى خصمه، فيسمع الكذب ويأكل الرشوة.

وقال: إنما ذلك في الحكم إذا رشوته ليحق لك باطلاً أو يبطل عنك حقًّا، فأما أن يعطي الرجل الوالي، يخاف ظلمه ليدرأ به عن نفسه، فلا بأس.

فالسحت هو الرشوة في الحكم على قول الحسن، ومقاتل، وقتادة، والضحاك.

وقال ابن مسعود: مَن يشفع شفاعة ليردَّ بها حقًّا، أو يدفع بها ظلمًا، فأُهدِي له فقبِل فهو سحت، فقيل له: يا أبا عبدالرحمن، ما كنا نرى ذلك إلا الأخذ على الحكم، فقال: الأخذ على الحكم كفر، قال الله: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.03 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]