|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() د. حلمي القاعود من يقرأ تاريخ العصابات اليهودية الغازية في فلسطين يجد فارقًا كبيرًا بينها وبين منظمات المقاومة الفلسطينية، فاليهود الغُزاة مع قلة عددهم وغُربتهم استطاعوا أن يصنعوا قاسمًا مشتركًا فيما بينهم، على أن تتكامَل أدوارُهم بين مَن يوصف بالمتطرِّف والمعتدل ومَن يبدو راغبًا في السلام. القاسم المشترك الأعظم هو الاتفاقُ على قتل العرب الفلسطينيين، وإخراج مَن يبقى حيًّا من فلسطين، وإقامة الدولة العبرية، واستخدام كلّ الوسائل والأساليب التي تحقِّق أهدافَهم أو تساعد على الاقتراب منها، ولو اضطُّروا في بعض الأحيان إلى إغراق سفينة مهاجرين يهود بأكملها؛ لكسب الرأي العام، ومواصلة الطريق المرسوم الذي توافَقوا عليه. وفي مذكرات "مناحم بيجن" التي عَرَضتُّ لها في مكان آخر اعترافٌ صريحٌ بمنهج (القوة) ولا شيءَ غير القوة لتحقيق الأهداف الصهيونية، وكان يفاخر بلَقَبِ "الإرهابي"، ويعلن اختلافه مع العصابات اليهودية الأخرى وزعمائها البارزين، من أمثال: بن جوريون، وموسى شرتوك، وليفي أشكول.. بَيد أن الخلافات الصهيونية كانت تدور في الإطار الذي يسمَّى تكامل الأدوار، ويغطِّي على المتورِّطين منهم في قتل العرب أو الإنجليز، ويتيح فرصة الحركة الأفضل لإحراز المزيد من المكاسب، وتجلَّى ذلك في مواقف عديدة قام بها مناحم بيجن نفسه، في نسف فندق الملك داود بالقدس، وشنق اثنين من البريطانيين، ومذبحة دير ياسين التي بعدها تمَّت إقامة أول مطار صهيوني في فلسطين سمِّي بـ"مطار اللدّ"!! وهو ما أعطى الغزاةَ اليهودَ فرصةً تفوق استراتيجيةً على الفلسطينيين والعرب معًا، خاصةً في مجال نقل الأسلحة والعتاد من مكان إلى آخر في فلسطين ودعم الغزاة المحاصَرين أو المعرَّضين للخطر!! ما يجري الآن على الساحة الفلسطينية أو بمعنى أدقّ ما تبقَّى منها- في غزة- يؤكد أن الفلسطينيين لم يستفيدوا من عدوِّهم بما فيه الكفاية، وأنهم مثل "الطفل" الساذج الذي يمكن أن تضحك عليه بقطعة شيكولاته أو مصَّاصة، وتجعله يخدمك خدمة "العمر" دون أن يدري!! وأقصد بالفلسطينيين هنا القيادات الفلسطينية- وكثير منها حَسَن النية- على مدى 60 عامًا بل 100 عام، ولم يتَّعظوا من الأحداث ولم يعتبروا بالتاريخ حين تمزَّقت العائلات السبع قبل عام 1948م، واختلفت واشتبكت وأضاعت معظم جهودها وحركتها في التنافس العائلي البغيض على قيادة المقاومة، فضاعت المقاومة وضاعت فلسطين. بعد 1948 بقيت الضفة والقدس تحت السيادة الأردنية وغزة تحت السادة المصرية، حتى بزغت المقاومة المسلَّحة في أول عام 1965م، وتجدَّد الأمل بفجرٍ جديدٍ، وجاءت هزيمة 1967م وما تلاها من أحداث لتشتِّت المقاومة مرةً أخرى، وتنقسم إلى فصائل كل منها يتبع عاصمةً عربيةً أو حزبًا عربيًّا خارج فلسطين، والأدهى هو دخول صراعاتٍ مع بعض الجيوش العربية،؛ مما ترتب عليه مأساة "أيلول الأسود"، والخروج من الأردن، ثم الدخول في معمعة الحرب الأهلية اللبنانية التي أدَّت إلى الخروج من لبنان إلى تونس واليمن، ثم إقحام أنفسهم في صراع "صدام" مع دول الخليج واحتلاله الكويت؛ مما أثَّر على الفلسطينيين فى الكويت والعراق معًا.. كان الخطأ الأعظم هو التحوُّل من المقاومة المسلَّحة إلى استجداء السلام والتسليم للعدوّ النازي اليهودي بكل ما طلبه، نظيرَ عودة الفصائل من المنفَى لتكونَ في حراسته، وحكم ذاتي محدود، يُنفذ أوامره ونواهيه. وخلال ذلك بدأت سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية تظن نفسها "حكومة حقيقية"، وحملت الأعباء المادية والأدبية التي يُحمِّلها القانون الدولي للغاصب المحتل ويُلزمه بها، وبدَت أبَّهة المُلك ووجاهة الأمراء تحكم سلوك السادة الذين ظنوا أنهم "حكومة حقيقية"، تأمر وتنهى، ولها كيان حقيقي في المجتمع الدولي الذي يُسميها (الأراضي الفلسطينية)!! ولا هي دولة مستقلة، ولا هي أرض محتلة. وقبيل اتفاق أوسلو 1993 كانت حركة حماس (المقاومة الإسلامية) تثبت وجودها في الشارع الفلسطيني انطلاقًا من قطاع غزة؛ حيث كان مؤسسها الشيخ "أحمد ياسين" يُدرك طبيعة العدوِّ الغازي، ويعرف أن المقاومة هي أنجع الوسائل لإقناعه بالسلام وردِّ الحقوق أو بعضها على الأقل، بيدَ أن رجال "أوسلو" لم يستريحوا للحركة التي كانت تنمو باستمرار وتنتقل إلى الضفة والقدس، وتتواصل مع الحركة الإسلامية داخل الأرض المحتلة قبل 1948، وتسعى إلى بثِّ الأمل في نفس الشعب المظلوم البائس المُنهَك، وتوحّده تحت راية الجهاد، وأبلت بلاءً حسنًا في الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية، وهو ما جعلها أمرًا واقعًا لا يمكن إنكارُه لدى أمراء السلطة وقادة العدوّ!! كان أمراء السلطة- كثير منهم- قد استراحوا إلى مناصبهم، واستفادوا بأموال المعونات أو إقامة المشروعات التي جعلت بعضهم ينتقل من خانة الفاقة والحرمان إلى خانة الأثرياء المليونيرات، خاصةً بعد أن شاركوا الصهاينة في بعض المشروعات والصفقات. تكلم كثيرون بعد أن انتشرت روائح الفساد والعفَن السياسي في دوائر السلطة، وصار لكل أمير من أمرائها رجاله وقواته التي تحمي مكاسبه الحرام، وأخذ الناس في العالم يسمعون عن عمليات اختطاف واغتيال، وتصفية حسابات بين أمراء السلطة ورجالاتها، وصِرنا نسمع عن دولة "دحلانستان" تعبيرًا عن منطقة غزة التي يتحكَّم فيها السيد محمد دحلان (وزير الداخلية آنئذ) ودولة الضفة التي يهيمن عليها رفيقه السيد جبريل الرجوب، وكانت مهمة الرجلين- بالإضافة إلى مهمة أساتذتهما- هي إخماد الانتفاضة، واستنكار العمليات الاستشهادية، ومحاولة إنهاء وجود حماس بطرق مختلفة، وصار التعاون مع العدوِّ وطلب السلاح منه لمواجهة حماس مسألةً عاديةً تمامًا ولا تُثير أيَّ استغراب، وحتى ذلك الحين كانت الأمور تسير في إطار البُعد عن الاقتتال الفلسطيني الداخلي أو مباشرة حرب الشوارع كما يحدث الآن. ظل الأمر مقبولاً حتى جاءت الانتخابات التشريعية أوائل العام الماضي 2006م، وفوجئ العالم كله بفوز (حماس) بالأغلبية في الضفة والقطاع، في بادرةٍ هي الأولى من نوعها في الشرق العربي؛ حيث تمَّت الانتخابات بشفافية ونزاهة أمام العالم كله، وكان على حماس أن تتولَّى السلطة وتُمارِس دورَها المرسوم طبقًا للقانون الفلسطيني!! ولكنَّ الغزاة القتَلَة رفَضوا هذا الوضع، والدولة الصليبية الاستعمارية العظمى رفضت، والعرب الأشاوس والنشامى رفضوا، واتفق الجميع على حصار سلطة حماس والشعب الفلسطيني، ومنعوا تحويل الأموال إليه، سواءٌ كانت من مستحقات الفلسطينيين أو المعونات، وللأسف كان أول المشاركين في هذا الحصار رئيس السلطة السيد أبو مازن، الذي طلب من حماس أن تتخلَّى عن المقاومة وتعترفَ بالكيان الغاصب حتى يأكل الشعب الفلسطيني ويشبع!! وعلى مدى عام كان الرئيس الفلسطيني يُغرِّد في اتجاه الاستسلام مدعومًا من العدوِّ وأمريكا والعرب، وحماس تُعاني في الجانب الآخر محاصَرةً بالرفض والتجويع والخطف والاستفزاز!! أمراء السلطة الذين رحلوا عن مناصبهم لم يقبلوا الرحيل برضا وطيب نفس، وظنُّوا أنفسهم فوق الانتخابات وإرادة الشعب، وأن جمهورية دحلانستان أو جمهورية الضفة باقية كما كانت، فرأينا الاستفزازات، والاحتكاكات والتصرفات الغريبة، التي كان من بينها مثلاً: تحريم التلفزيون الفلسطيني على سلطة حماس، ومنْع رئيس حكومة حماس من دخول القطاع لساعات طويلة؛ حيث جلس على الرصيف مثله مثل أي "عامل تراحيل" وصَوَّرتْه فضائياتُ العالم وهو جالسٌ أمام معبر رفح ينتظر الإذن له بالدخول!! وتمادى الأمراء حتى وصلوا إلى الدم!! وهنا زغرد الغُزاة النازيون اليهود في أكمامهم فرحًا بالتصفية الدموية الذاتية للشعب الفلسطيني، وكان من أوضح المواقف الصهيونية أن حكومة العدوِّ رفضت أن تردَّ على عملية إيلات الاستشهادية مباشرةً، حتى لا يتوحَّد الفلسطينيون ضدها!! ومن واجبنا نحن العرب خارج فلسطين.. أقصد الشعوب.. (لأن الحكومات لا أمل فيها) أن نقوم بدعم الشعب الفلسطيني أفرادًا ومؤسساتٍ؛ حتى يستطيع مواجهة الحصار والعزلة والقهر، وفي الوقت ذاته نناشد حماس أن تترك السلطة لأمراء فتح المتحالفين مع العدوِّ حتى يستغني عنهم الشعب، ويسقطوا مثل الأوراق الذابلة في مزبلة التاريخ، فدورُهم الرسمي لن يُقدم أو يؤخر، ثم على حماس أن تعود إلى قواعدها، وتعمل على توحيد المقاومة، ومواجهة العدوِّ، وفقًا لإمكاناتها وقُدراتها، وتُساعد الشعب الفلسطيني كما كانت تفعل قبل وصولها إلى السلطة، فهي بذلك تحقق أكثر من هدف: أولاً: تكشف كذب الصهاينة والأمريكان واللجنة الرباعية والحكومات العربية في تحقيق أي خطوة حقيقية في سبيل استعادة الشعب الفلسطيني بعض ما ضاع منه. ثانيًا: تغلق أفواه الأفاقين والمدلِّسين من النخب العربية المتغرِّبة، الذين يزعمون أن الإسلاميين سبَبُ كل البلاء الذي يَحيق بالعرب والمسلمين، ومن بينهم الفلسطينيون. ثالثًا: تنمية القدرات الذاتية للمقاومة، بما يصبُّ في استمرار توهُّج القضية الفلسطينية، وإقلاق العدوّ، حتى يأذن الله بنصرٍ من عنده. رابعًا: إن حماس خارج السلطة أقوى منها داخل السلطة، وستتلاشى السلطة عمليًّا، ويتساقط رموز أوسلو، مجلَّلين بعار الاستسلام وموالاة العدوّ. يا أبناء حماس الشرفاء.. إن هدفكم هو القدس، وهو من أغلى الأهداف والغايات، وكان الله في عونكم. ------------- * [email protected] |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حتى يكتب قلمك عنك المزيد | فاديا | الملتقى العام | 8 | 13-02-2007 09:03 AM |
د. حلمي القاعود يكتب: ذهبتُ وأنا عمر.. وجئتُ وأنا عمر!! | mahmoud eysa | الملتقى الاسلامي العام | 1 | 02-02-2007 07:43 AM |
مرض العصر ولا يكتب عنه احد ...إنه الاستمناء | الصبرجميل | ملتقى الفتاوى الشرعية | 0 | 01-01-2007 07:37 AM |
في اي قلب يكتب الله الايمان | يانورالنور | الملتقى الاسلامي العام | 1 | 04-01-2006 09:17 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |