موقف الإسلام من الفوارق الاقتصادية الفردية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4994 - عددالزوار : 2114167 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4574 - عددالزوار : 1392258 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 54 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 37 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 194 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 2415 )           »          بدعة رد السنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          خَواطر حَول أزمة الخُلق المسلم المعاصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 101 )           »          الأمير سيف الدين المشطوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          فصول من التآمر اليهودي على النصرانية والإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2019, 10:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي موقف الإسلام من الفوارق الاقتصادية الفردية

موقف الإسلام من الفوارق الاقتصادية الفردية
أ. د. محمد هاشم عوض





بالنسبة للفوارق في الدخول التي عَوْدها إلى تمايز في الجهد؛ فإن للإسلام موقفاً فريداً تجاهها، فهو مع تقريره أن التمايز في الجهد والقدرات يؤدي إلى التفاوت في الدخول لا يعتبر هذا مبرراً لادعاء الفرد أن يناله بجهده في ثراء مكتسب.

فالله تعالى خسف بقارون لرده على من قال له: أحسن كما أحسن الله إليك بقوله ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص] ذلك أن العلم كغيره من الملكات والفوارق إنما هو هبة من الله تعالى في المقام الأول. وذلك أن ما ينال بالهبة هبة أيضاً، ولهذا قال تعالى يخاطب الذين آمنوا: ﴿ وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ﴾ [النور: 33].

ووصف مال الأفراد بأنه مال الله تعالى الذي استخلفهم عليه ودعاهم للإنفاق منه إذ قال عز من قائل: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [الحديد: 7]. وواضح من قوله تعالى: ﴿ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ ﴾ [الأنعام: 6] أن الغرض من إسباغ المواهب وما ترده على المرء من مالٍ - هو في الحقيقة مال الله تعالى - هو أن يبلوه ويمتحنه في التصرف في هذا المال.

فصاحب المال إنما هو مستخلف وأمين على هذا المال، ومواهبه هي التي مكنته من أن يختص بالأمانة دون غيره، إلا أنها لا تعطيه الحق في التصرف المطلق الذي يتمتع به المالك الأصلي، إذ إن الله تعالى هو المالك للمال، بل ولصاحب المال ذاته. ولهذا فإن على الفرد أن ينفذ توجيهات المالك الأصلي في التصرف في الأمانة التي عهد بها إليه، كما أنه لا نستغرب أن يجعل مالك المال الأصلي لفرد غير المؤتمن عليه حقا فيه، فلا يقول فقط للمؤمنين ﴿ وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ﴾ [النور: 33] ولكنه يقول أيضا عنهم: ﴿ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [المعارج: 24 - 25].

وعليه فإن الاحتجاج بأن تمايز الأفراد في القدرات يؤدي إلى فوارق في الدخول هي حق مكتسب للمتفوقين ولا حق لعاجز فيها أمر لا يقبله الإسلام، لأن القدرات وما تجره من نسب هبة من الله تعالى. ويتميز العبد بهذه القدرات يبرر اختصاصه بمال الله المودع لديه كأمانة يمتحن في التصرف فيها وفق أوامره تعالى ونواهيه. ولهذا فإنه يمكن أن يقال إنه لو أمر الله تعالى بأن يتساوى العباد في كل الدخول رغم تفاوتهم في الجهد ما كان في هذا ظلم، لأن المال والجهد ذاته هبة من الله تعالى لا فضل للإنسان في الحصول عليه، وإنما الفضل في التصرف فيه وفق ما شرعه مالكه الأصلي. إلا أن الله تعالى لم يقسر الأغنياء بأن يساووا أنفسهم بالفقراء، وإنما حدد قدراً معيناً من مال الأغنياء يؤخذ منهم قسرا ليقسم بين الفقراء، واكتفى بأن حث الأغنياء على أن يبذلوا طوعا للفقراء فوق ما أخذ منهم قسراً.

من بحث منشور في المؤتمر الأول لجماعة الفكر والثقافة الإسلامية
الخرطوم، السودان: 29 محرم - 2 صفر 1403هـ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.70 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]