|
#1
|
||||
|
||||
العولمة من منظور إسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم العولمة من منظور إسلامي سأبدأ حديثي بتعريف مصطلح العولمة : فالعولمة مسمى حديث يهدف إلى جعل العالم قرية صغيرة قابلة لتبادل الأفكار واستيراد العادات والإنجازات وتدعو إلى تقارب الحضارات. فالعولمة مصطلح عالمي المقصود منه إدراج العالم كله تحت مسمى واحد ، ونمط معيشي موحد. وعلى مر العصور كانت الدول القويّة محط الأنظار ويفِدُ إليها الناس من جميع بقاع الأرض ليتعلموا منها ويسْتوردوا أفكارها وإنجازاتها في شتى المجالات. ولنعُد بذاكرتنا إلى القرون الوسطى في عصورالخلافة الإسلامية ، كان العالم الإسلاميّ محطّ أنظار الأمم الأخرى، يفد إليه التجار من الهند والسند طلبا للرزق وتبادل السلع والبضائع ، وتطور الأمر إلى الترجمة التي كانت من كلا الطرفين فالمسلمين ترجموا العديد من الكتب ككتاب كليلة ودمنة وغيرها ، أي أن العولمة ليست مفهوما حديثا كما يراه الكثيرون إنما هو من سالف الأزمان وتعامل معه أجدادنا ولكنهم أحسنوا التعامل. ثم كانت الفتوحات الإسلامية لبلاد الأندلس ، وبهذا دخل الدين الإسلامي القارة الأوروبيّة ، التي كانت تغُطُّ في ظلام الجهل والتخلُّف ،وبدأ الأوروبيون يتعلّمون من المسلمين شتى أنواع الحضارات ، وتتلمذ الكثيرون منهم على أيدي علماء المسلمين ، ولم يكتفوا بهذا ، بل ترجموا كتب الطب لأبي بكر الرازي وابن سينا ، وتم تدريسه في جامعاتهم لقرون . وخلال حقبة من الزمن تقدم الغرب وأصبح أمة لها وزنها بين الأمم ، وأنى لها ذلك إلا بالعلم الذي حرصت على تلَـقِّـيه . ولنسأل أنفسنا وبصدق : مالذي جعلهم يتقدمون رغم التخلف الذي عاشوا فيه طويلا لو صدقنا مع أنفسنا لعرفنا الجواب !. فهم بكل بساطة حرصوا على أخذ العلم النافع الذي يتوافق مع معتقداتهم وعاداتهم وعقيدتهم ، وعملوا على تطويره ، واشتغلوا على أنفسهم كثيرا ، فالحضارة والتقدم الذي يعيشونه اليوم هو صناعة استغرقت أجيالا وأجيالا ، وتطلّبت الكثير من الصبر والعزيمة والإقدام ، فلا نعجب إذن لوُصولهم لما وصلوا إليه. إخوتي وأخواتي : دارت علينا الدوائر ودخل الاستعمار الأجنبيّ بلداننا العربية والإسلامية ، وشتت وفرّق ودسّ سمومه بيننا ، وأصبحنا الحلقة الأضعف . أصبحنا متلقين للحضارات بعد أن كنا متصدرين للأمم ، وبدل أن نعمل على تطوير أنفسنا واستعادة مجدنا وهيبتنا الضائعة ، رضينا بالقعود وتخَلَّفنا عن ركب الأمم المتحضرة ، واستوردنا منهم كل شيء ،ابتداءً بالمواد الغذائية والآلات والصناعات وانتهاءً بالعادات والتقاليد وحتى اللغات. تخيلوا إخوتي لو انقطع عنا مددهم ماذا سيحصل لنا ؟ أظن أنــّا سنعيش في الخيام ونركب الجِمال ، بكل بساطة نحن لا نساوي شيئاً بدونهم ،نحن نعيش تحت رحمتهم . والمصيبة أنا رضينا بالهوان ، وأضعنا أمجاداً صنعها أجدادنا وتحملوا الشدائد لأجلها ، وبكل سهولة ودون أدنى إحساس بالذنب ، بل وتشكّينا من الظلم الواقع علينا ، وكِلْنا الاتهامات لغيرنا وكلها أعذار واهية فلو أنّ كل فرد منا بدأ بنفسه وسعى على تطويرها واجتهد في تقويمها لتغيّرنا كثيرا ، ولأتيْــنا بما لم يكن في الحسبان فأراضينا غنية بالموارد البشريّة والمدّخرات الطبيعية ، والخيرات الجمّة ، ولكنا لم نعرف كيف نستخدمها لتطوير أنفسنا ، والأسوأ من ذلك أننا سمحْنا لغيرنا باستخدامها بدلا عنّا،وبعْنا مواردها وطاقاتها بثمن ٍ بخسٍ وبالنهاية نحن الخاسر الأكبر في هذه الصفقة الخاسرة . حتى الإعلام في بلداننا العربية مستورد ، هم يُخْرِجوا ونحن نعرض على قنواتنا ، بلا رقابة أو تحمُّل للمسؤولية . إخوتي : أين المصلحون عن هذا المجال الخطير الذي له أكبر الأثر في اضمحلال أفكارنا ، وطمس هويتنا ،لماذا لا نسمع عن علماء تخصصوا في مجال الإعلام ، أو عقلية فذة إسلامية قدمت رسالة الدكتوراه فيها ، حتى البرامج التي تُعرض لأطفالنا مستوردة ، لا تناسب مجتمعنا ، ولا تصنع منهم أجيالاً إسلاميةً معتزة ًبهويّتها، صالحةً لقيادة الأمة في المستقبل إخوتي في الإسلام: ما زال لدينا وقت وباستطاعتنا تدارك ما فاتنا ، ولمـْلمة بقايا أمتنا ، كل ما يلزمنا وقفة صادقة مع أنفسنا . وأن نضع أيدينا على نقاط الضعف التي كانت السبب في تأخُّرنا ، ونحاول يدا بيد أن نغيّر من حالنا وبالصبر والعزيمة والتحلي بالإيمان سنتقدم وتعود لنا أمجادنا . ولكي نحقق ما نصبو إليه يجب علينا أن نـُنجز عدة أمور أذكر بعضها على سبيل الذِكر لا الحَصْر أولاً : أن نتعامل مع الغرب على أنهم قوم تقدّموا علينا ، ونعترف بذلك ونحاول أن نتعلّم منهم كما تعلموا منا في العصور السالفة . ثانيــًا : أن نحافظ على هويـّتنا الإسلاميّة ، ولا نسمح لإحدٍ أن يمسّ ديننا وعقيدتنا وأن نُعوِّد أنفسنا أن لا نغْضب إلا لله . ثالثــًا : أن نتحلى بحسن الخُلق فنحن الوجه الذي يرى العالم فيه ديننا ، ويتعرَّف به على هويتنا ، فلا نشوِّه ديننا بسُوء أخلاقنا رابعًا : أنْ يكون لنا استقلاليّة في أفكارنا وإنتاجنا ، ولنبْدع ونبتكِر ونطوِّر ما يأتينا من الحضارات الأخرى ، وأنا بدوري أناشد الحكومات العربية أنْ تدْعم المبدعين وتشجعهم وتحفزهم على التطوير وتتبّـنى أفكارهم وأخيراً : أن نعُود إلى كتاب الله ونحكِّمه في أمور حياتنا ، ونحافظ على لغتنا ونعلِّمها للأجيال من بعدنا ، فلن تعود لنا هيبتنا إلا إن عُدْنا إلى ربنا ، فهو خير ناصرٍ وخير معين ٍ قال تعالى :{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}آل عمران وفي الختام : يجب علينا أنْ نعْلم أنَّ العولمة أسلوب حياة فلِنجعله لنا لا علينا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع تحيات أطياف المجد حملة " من أنا ؟"
__________________
يا أقصى والله لن تهون
|
#2
|
||||
|
||||
رد: العولمة من منظور إسلامي
موضوعات حملة أطياف المجد " من أنا ؟"
__________________
يا أقصى والله لن تهون
|
#3
|
||||
|
||||
رد: العولمة من منظور إسلامي
بارك الله فيكى وجزاكى الله خير
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: العولمة من منظور إسلامي
وفيك بارك الله أختي الكريمة
حياك الله
__________________
يا أقصى والله لن تهون
|
#5
|
||||
|
||||
رد: العولمة من منظور إسلامي
للرفع ....
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: العولمة من منظور إسلامي
والأسوأ من ذلك أننا سمحْنا لغيرنا باستخدامها بدلا عنّا،وبعْنا مواردها وطاقاتها بثمن ٍ بخسٍ وبالنهاية نحن الخاسر الأكبر في هذه الصفقة الخاسرة . صدقتي والله لاحول ولاقوة إلا بالله |
#7
|
||||
|
||||
رد: العولمة من منظور إسلامي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |