الإنسان القرآني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 602 - عددالزوار : 339299 )           »          أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          7خطوات تعلمكِ العفو والسماح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تربية الزوجات على إسعاد الأزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حدث في العاشر من صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الإنسان القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الخطابة فنّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          متاعب الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 07:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي الإنسان القرآني

الإنسان القرآني


د. عبد الحكيم الأنيس



(القرآنٌ بحرٌ زخّار، تتلاطمُ أمواجُه، وتتدافُع أثباجُه، وإنَّ الحديثَ عنه ذو جوانب متعددة، ومناح متنوعة، وأريد أنْ أتناول هنا مِنْ ذلك صنعَ القرآن للإنسان)
لقد كان للقرآنِ على الإنسان فضلٌ كبيرٌ، ونعمةٌ سابغةٌ، فقدْ نقلهُ مِنْ إنسانٍ جاهليٍ - بكلِّ ما في الجاهلية مِنْ معنى- إلى إنسانٍ حضاريٍ رائعٍ.
ونحنُ حين نقرأُ تاريخَ العرب والعالَم قبل الإسلام ثم نقرأهُ بعدَهُ نجدُ الفرقَ بينهما كبيراً جداً. وإنَّ شيئاً مِنْ هذا أو أكثر مِنْ شيء لَيتضحُ لكلِّ أحدٍ بدون أي تأمُّل أو تفكُّر.
كان الإنسانُ قبل القرآنِ يعيشُ في ضلالاتٍ وظلماتٍ بعضُها فوقَ بعضٍ... يُشرِكُ بالله ويَنحني للأصنام، ويَعْمَدُ إلى تمر فيصنعُ منه صنماً حتى إذا جاعَ أكله!!
كان الكبيُر يأكلُ الصغيرَ، والأخُ يغزو أخاه، وتُدْفَنُ الوليدةُ حيةً في الرمال اللاهبة.... حتى إذا أشرقَ نورُ القرآن على الصحراء انبعثَ العربُ انبعاثاً جديداً، وبدأ عهدٌ جديدٌ...
لقد غيَّر القرآنُ كلَّ شيءٍ، وأعادَ صياغةَ الإنسان، وأعادَ تشكيلَ أفكاره وتوجُّهاته مِنْ جديد... فإذا الضلالاتُ: نورٌ يشعُّ، وهدىً وقّادٌ.
وإذا الظلماتُ: صباحٌ لألآءُ، ونسيمٌ عذبٌ.
مِنْ حضيضِ الجاهلية إلى ذروةِ الحضارة.
مِنْ دركاتِ الجهل إلى مدارجِ العلم.
مِنَ العزلةِ والانطواء إلى الأُخوةِ واللقاء.
مِنَ الظُلمِ والظلمات إلى العدلِ والأنوار.
مِنْ أقوامٍ متفرِّقين إلى قومٍ متوحِّدين متماسكين.
مِنَ الشركِ والتناحر إلى الوحدةِ والتوحيد
مِنَ الغيابِ التامِّ إلى الحضورِ المطلق.
فالقرآنُ -كتابُ الله الخالدُ- هو الذي صَنَعَ الإنسانَ، الذي هو خليفةُ الله في الأرض.. لقد مرَّتْ مئاتُ السنين والإنسانُ ضائعٌ في بيداءِ الجاهلية... حائرٌ في وديانِ الضلالة ... عاجزٌ عن الحركةِ والتغيير... وجاء القرآنُ ليقول له:
هيا إلى مكانِكَ الطبيعي.... هيا إلى خلافة الله...
وما هيَ غير سنواتٍ قليلةٍ -في حساب الزمن- حتى كان العالَمُ كلُّهُ قد لبِسَ حلَّتَهُ الجديدةَ التي أرادها اللهُ له... واستيقظَ المظلومون على صباحٍ دافىءٍ يَنعُمُ بالعدلِ والحريةِ والإخاءِ، وانفتحتْ أبوابُ السجنِ الكبيرِ الذي كان يضمُّ ملايين البشر لينطلقوا إلى واجباتهم على وجه الأرض.
حقاً لقد أعاد القرآنُ صياغةَ الإنسان، وأعاد مِنْ خلال هذا الإنسانِ صياغةَ الحياة من جديد... وبدأتْ الإنجازاتُ الكبرى في عصورِ التغيراتِ الكبرى... وكانت أمجادُ الفتوحات، وكانت جلالةُ الخلافة الراشدة ... ثم تشعَّب النورُ مِنْ هنا وهناك ليظلِّل العالَم كلَّه... وهكذا عاشتْ الأرضُ أزهى أيامِها في ظلِّ (الإنسان القرآني).. إلى أنْ تخلّى هذا الإنسانُ عن قرآنهِ، فتخلّى القرآنُ عنه.
ولَكأني أَسمعُ مِنْ بعيدٍ صوتَ المجدِ الضائعِ، ونبرةَ البطولةِ الباكيةِ، ودمعةَ الحضارة... كلّ هذا وغيره أَسمعُهُ يدعونا دعوةَ المضطَّرِ الغريقِ في بحرٍ لُجِّيٍ لنعودَ إلى العهد السالف، والطريقِ الأولِ الذي استوحش إلى سالكيه.
فيا أيها الإنسانُ الذي أتعبَهُ السفرُ في مجاهلِ الأرض، ويا مَنْ ضاعَ في صحراء الحيرة والشك: عُدْ إلى القرآن فإنّه ينتظرُك... دَعْ عنك كلَّ المرافىء، ولا تركبْ إلا في سفينة القرآن.... فإنَّ العالَمَ ينتظرُك لتُعيدَ صياغتَه مرةً أخرى... فأنتَ الوريثُ الشرعيُ لأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وأنتَ حفيدُ الحسن والحسين... أنتَ -ولا أحد سواك- الذي سَيَمْسحُ الدمعة من عين الزمان، ويُعيد البسمةَ إلى شفاهِ الأرضِ الحزينة...
أيها الإنسان:
قُلْ لكلِّ مَن أكلتْ الأحقادُ قلبَهُ:
مِنْ هنا ستُشرِقُ الشمسُ لمّاعةً وهّاجةً.
ومِنْ هنا ستتعلمون كيف تكونُ مواقفُ الرجالِ الرجالِ.
ومِنْ هنا سيعلِّمُكم رسولُ الله محمدٌ صلى الله عليه وسلم كيف تكونُ حقوقُ الإنسان.
وبعدُ: فإن الله عز وجل وعلا يقول: (والعصر، إنَّ الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]