خواطر الكلمة الطيبة - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أحكــــــام الصيــــــــــام وآدابــــــــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 88 - عددالزوار : 24300 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 8585 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4994 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 22 - عددالزوار : 1708 )           »          أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فقه النبوءات والتبشير – عند الملِمّات وضوابطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 77 )           »          ذنوب القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3801 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الكفت المنهي عنه في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 08-05-2024, 08:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,413
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطر الكلمة الطيبة

خواطر الكلمة الطيبة – البركة سِرُّ من أسرار الله – عز وجل-


  • البركة هي سر الله عزوجل يهبها لمن شاء من عباده وهي لا تُكتسب ولا تُشترى ولكن الله سبحانه وتعالى يهبها للإنسان سواء في علمه في وقته في ماله في جهده
  • استطاع النبي صلى الله عليه وسلم خلال عقدين من الزمان تغيير وجه الأرض وكتب تاريخًا جديدًا وعهدًا جديدًا أقام دولة وربى رجالا ما زالت أثارهم باقية منذ 1400 عام
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجمعةِ، وتكونُ الجمعةُ كاليومِ، ويكونُ اليومُ كالساعةِ، وتكونُ الساعةُ كالضَّرَمَةِ بالنارِ»، الضرمة كأنها حرقة سعفة، هذا الحديث النبويٍ الشريف تتجلى فيه ظاهرة جليلة تلفت الأنظار وتُعير الاهتمام وتأخذ بمجامع القلوب وتستثير النفوس وتحرك عقول أولوا الألباب.
هذا الحديث يخبرنا بأن الزمان قد تغير، وأن الأيام اختلفت عما سبق، سواء كان عاما أم شهرًا أم يوما أم ساعة أم دقيقة، فالعام السابق غير هذا العام، والعام قبل عشر سنوات غير هذه السنة، والحقيقة أن هناك سرا من أسرار الله -عز وجل- في ذلك، وقبل أن نبين عنوان الموضوع، دعونا نأتي بنماذج وأمثلة.
النبي - صلى الله عليه وسلم - وتغيير وجه الأرض
النبي - صلى الله عليه وسلم - خلال عقدين من الزمان استطاع تغيير وجه الأرض، وكتب تاريخًا جديدًا وعهدًا جديدًا منذ بعثته - صلى الله عليه وسلم -، معالم جديدة وأثار حميدة لاتزال أخبارها وصداها ليس فقط إلى هذا الزمان بل إلى أن تقوم الساعة، فهي فقط ثلاثة وعشرون سنة قضاها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما بُعث بالأربعين حتى صار عمره - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة وستين سنة.
أقام - صلى الله عليه وسلم - دولة وربى رجالا
أقام - صلى الله عليه وسلم - دولة وربى رجالا، واستمرت هذه الدولة من عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة إلى سنة 1919 مع سقوط الخلافة العثمانية لم تر الدنيا مثل دولة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا (خلافة) حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاثين سنة قضاها كبار الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضوان الله عليهم- استمروا بالخلافة ثلاثين سنة فقط ماذا أقاموا فيها؟ ما الإنجازات؟ ما الأعمال؟ ما المهام التي قاموا بها؟ إنها أعمال عجيبة وعظيمة تُدرس في الجامعات ويدرسها الساسة ويدرسها الاقتصاديون ويدرسها الاجتماعيون في تلك الثلاثين سنة.
خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه
فأبو بكر الصديق حكم فقط سنتين وثلاثة أشهر، ماذا قدم فيهم وماذا عمل؟ جمع القرآن بعدما أشار عليه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما استحر القتل في حروب المرتدين وبدأ يموت الكثير من الصحابة الحفاظ، فأشار عليه بجمع القرآن فسمع نصيحة عمر -رضي الله عنهما- ثم جمع القرآن -الجمع الأول- وحارب المرتدين في الجزيرة وفي اليمن، وجيش الجيوش وفتح الأمصار ونظم عهد الدولة بتعيين الأمراء والولاة في الدول، عين لمكة ولاة وللمدينة ولاة ولليمن ولاة، فتح البلدان، تبرع بماله كله في غزوة مؤته، -رضي الله عنه وأرضاه.
خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه
وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- حكم عشر سنوات وستة أشهر، ومات وعمره 61 سنة، فماذا عمل؟ وماذا قدم؟ جمع القرآن الجمع الثاني، ووسع الحرمين الشريفين مكة والمدينة، وأبعد المقام عن الكعبة حتى يوسع للمسلمين، وأقام السجون، واعتمد التاريخ الهجري، واتسعت في عهده الدولة وكسر شوكة الروم والفرس في خلال عشر سنوات.
نماذج مضيئة
وهذا عثمان بن عفان - رضي الله عنه وأرضاه- كذلك، وهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وأرضاه- كذلك، نماذج مضيئة كلها، غير باقي كبار الصحابة مثلا زيد بن ثابت أسلم وعمره عشر سنوات، علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن حتى وصل عمره اثنتي عشرة سنة، تعلم لغة اليهود خلال خمسة عشر يوما، وأصبح مترجما للنبي - صلى الله عليه وسلم - للوفود وعمره أربع عشرة سنة، وعينه النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد كتاب الوحي وعمره ست عشرة سنة، وأصبح فقيها عالما متخصصا في الفرائض وعمره تسع عشرة سنة، كلفه عثمان بن عفان بجمع القرآن حتى قال: «لو كلفني بحمل الجبال لكان أهون» وجمع القرآن من العظام والجلود ومن كبار الصحابة -رضوان الله عليهم- حتى كان هذا المصحف الذي بين أيدينا وعمره إحدى وعشرون سنة، فقط تسع أو عشر سنوات، إخواني، ما السبب؟ هذا سر الله في كونه وهو البركة.
فليسأل كل منا نفسه
إخواني، كل واحد منا يسأل نفسه أيًا كان عمره: أربعين، خمسين، ستين أين البركة التي أحلها الله -عزوجل- في عمري في زوجتي في أولادي، في مالي في علمي في وقتي في دعوتي، البركة هي سر الله -عزوجل-، فهو كل مانسب إلى الله فهو بركة، بيت الله، رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كلام الله، الأقصى المبارك، العبد المؤمن لما يلتزم يسمى عبدٌلله -سبحانه وتعالى- فهو مبارك كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «لزوال السموات والأرض أهون عند الله من إراقة دم عبد مسلم» فإنه مبارك يحبه الله ويرضاه.
أهمية البركة
فالبركة إذا حلت في الصحة حفظها الله وبارك فيها، والبركة إذا حلت في الوقت توسع هذا الوقت وزاد، والبركة إذا حلت في المال نمَّاه الله وكثَّره، والبركة إذا حلت في العيال رزقه الله -عزوجل- برهم، والبركة إذا حلت في العلم نفع الله به صاحب العلم ونفع به السامع، والبركة إذا حلت في العمل مد الله أثره وعظَّم أجره ونفع به، والبركة إذا حلت في البلاد حفظها الله عزوجل من الشرور والأعداء، والبركة إذا حلت بالأسرة نفع الله بها وكانت قرة عين لأهل البيت وللمجتمع، والبركة إذا حلت بالزوجة قامت بالحقوق وبالواجبات وربت الأولاد وأقامت الرجال ومن ثم تقام دولة هذه المرأة، وهكذا كل شيء.
البركة سِرُّ الله -عزوجل
يقول الله -عزوجل-: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} ويقول الله -عزوجل- {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}، ويقول الله -عزوجل-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فظاهرة البركة هي سر الله -عزوجل- يهبها لمن شاء من عباده، لا تُكتسب ولا تُشترى، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يهبها في الإنسان، في علمه، في وقته، في ماله، في جهده ومن ثم فالإنسان ينبغي أن يحرص كل الحرص أن يكون مستقيما لله -عزوجل- يجتهد في طاعة الله -عزوجل- ويتبع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - كي يُحل الله -عزوجل- بركته في هذا الإنسان، فتكون أعمالك كلها لله -عزوجل- طعامك، شرابك، عملك، تفكيرك يكون ذلك كله لله -عزوجل- ومن ثم تكون عبدا لله وتكون عبدًا مباركًا كما قال الله -عزوجل في حق عيسى عليه السلام-: {وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا}.

اعداد: الشيخ: فهد المضاحكة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 15-05-2024, 09:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,413
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطر الكلمة الطيبة

خواطر الكلمة الطيبة – من أعظم البركات التي حصلت في الأمة



  • الإمام الحافظ الحكمي توفي سنة 1958 وعمره ثلاث وثلاثون سنة وقد ألف عشرات الكتب وكتبه تدرس في الجامعات الشرعية
  • الإمام محمد بن إدريس الشافعي بدأ الفتيا وعمره خمس عشرة سنة والبخاري كان عمره ست عشرة سنة وكان يحفظ مائة ألف حديث وتصدر الإمام مالك للفتيا وعمره سبع عشرة سنة
  • من أعظم البركات التي حصلت في الأمة ما حصل في القرون الثلاثة المفضلة التي نجني ثمارها الآن في هذا الزمان بعد ألف وأربعمائة سنة
ذكرنا معكم إخواني في المقال السابق مفهوم البركة، وأنها سر من أسرار الله -عز وجل- يهبه لمن يشاء، وذكرنا نصوصا من القرآن والسنة في ذلك، وذكرنا بأن البركة هي الخير والنماء والعطاء والزيادة والفضل الذي يُحله الله -عز وجل- في هذا الشخص أو في هذا الكيان أو في هذه الأمة، واليوم نستكمل هذا الموضوع بذكر بعض النماذج التي نرى بأن الله -عز وجل- قد أحل عليها البركة.
من أعظم البركات التي حصلت سابقًا هي البركات التي حصلت في القرون الثلاثة المفضلة قرن الصحابة ثم التابعين وتابعي التابعين، هذه القرون الثلاثة حل فيها من البركة الشيء العظيم الذي نجني ثماره الآن في هذا الزمان بعد ألف وربعمائة سنة، فهم كلهم خير بركة، فالصحابة الكرام آمنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم - برسالته وصدقوه حيث كذبه الناس وعزروه ونصروه، وواسوه بأموالهم وأنفسهم وتركوا أموالهم وأوطانهم من أجل رسالة الإسلام، وأخذوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن والشريعة وتعلموا أحكام الدين، وبلغوا من وراءهم في الجزيرة وفي بلاد الشام، حتى بلاد السند ووصلوا إلى شرق الصين، بلغوا دين الله -عز وجل-، وحفظوا الشريعة من التبديل، والتحريف، وحاربوا المبتدعة، وبينوا دين الله -عز وجل- ووضحوه للناس، حتى أعز الله -عز وجل- هذه الأمة وهذا الدين.
أعظم البركة
قال الله -عز وجل- فيهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، وهذه أعظم البركة أن الله -عز وجل- يرضى عنك، وقال الله -عز وجل في آية أخرى-: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، كما يقال: «ليس الشأن أن تُحب ولكن الشأن أن تُحَب»، ليس الشأن أن ترضى عن الناس، ولكن الشأن أن يرضى عنك الناس، والشأن العظيم والبركة العظيمة حينما يرضى الله -عز وجل- عنك، حينما يحبك الله، قال الله -عز وجل- {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، هذه أعظم البركة، يعيش الإنسان في الدنيا لهذا السبب وهو محبة الله -عز وجل- ورضوانه.
حب الله -تعالى- للصحابة
والله -عز وجل- قد أحب الصحابة، ورضي عنهم، ورضي لهم دينه وما قاموا فيه من أعمال، قال الله -عز وجل-: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لاتسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه»، لو أنفق أحدكم كل حياته وكل ماله وكل جهده على أن يصل إلى مُدّ أو جزء أو ذرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- فإنه لا يستطيع، قال - صلى الله عليه وسلم-: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، وقال عبدالله بن عمر: «لا تسبوا أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- فلمقام أحدهم ساعةً خيرٌ من عمل أحدكم عمره» ساعة واحدة يقضيها هذا الصحابي في جلسة مع النبي - صلى الله عليه وسلم- أو يتعلم فيها أحكام الدين، هذه الساعة التي هي جلسة الصحابي خير من عمل إنسان ستين أو سبعين سنة يقضيها في طاعة الله -عز وجل.
أمعاوية - رضي الله عنه - أفضل أم عمر بن عبدالعزيز؟
جاء رجل إلى عبدالله بن المبارك فقال له: «أمعاوية أفضل أم عمر بن عبدالعزيز؟» -عمر بن عبدالعزيز كما يسمى الخليفة الخامس له جهود كبيرة جدا في الأمة الإسلامية- فقال عبدالله بن المبارك: «لترابٌ في منخري معاوية خيرٌ وأفضل من عمر بن عبدالعزيز» التراب الذي دخل أنف معاوية - رضي الله عنه - في إحدى غزواته مع النبي - صلى الله عليه وسلم- أفضل من عمر بن عبد العزيز، هذا هو مقام الصحابة، والبركة التي أحلها الله -عز وجل- فيهم.
حفظ الدين من التبديل والتحريف
جيء بزنديق إلى هارون الرشيد لقتله، فقال لهارون: كيف تقتلني وقد وضعت في الأمة ألف حديث؟ أحل فيها الحرام وأحرم فيها الحلال؟ فقال له هارون: أين أنت ياعدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبدالله بن المبارك؟ ينخلانها ويخرجانها حرفا حرفا»، أنت من أنت؟ تدعي أنك وضعت ألف حديث أو حتى مائة ألف حديث، فإن الله -عز وجل- سخر في هذه الأمة في القرون من ينخل هذه الأحاديث ويميز الصحيح فيها من الضعيف، وبذلك حفظ الله -عز وجل- هذا الدين من التبديل والتحريف، من الذي حفظه؟ حفظه الله -عز وجل- بأن سخر له علماء أجلاء من كبار الصحابة والتابعين وتابعي التابعين حتى ألفوا الكتب في الحديث الصحيح والضعيف، واستخرجوا تلك الأحاديث التي وضعها الكذابين، في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم-، يشرعون شيئا ما شرعه الله -عز وجل-، إذًا إخواني، القرون المفضلة هي من أفضل القرون؛ فإن الله -عز وجل- قد أحل بها البركة، في علمهم وعملهم وجهادهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، والتابعين من بعدهم وتابعي التابعين.
نماذج مشرقة
وإذا نظرنا إلى بعض النماذج المشرقة في تاريخنا الإسلامي نجد العجب العجاب، فهذا محمد بن إدريس الشافعي متى بدأ الفتيا؟ قال بدأ الفتوى وهو عمره خمس عشرة سنة، طيب متى تعلم؟ متى حفظ؟ متى درس العلم؟!، والبخاري -رحمه الله- محمد بن إسماعيل البخاري جاء أحد التلاميذ أو السائلين إلى شيخ البخاري يسأله عن بعض المسائل فقال له: «لو جئت قبل لرأيت شابا ليس في وجهه شعر يحفظ مائة ألف حديث» البخاري كان عمره ست عشرة سنة، وكان يحفظ مائة ألف حديث، وتصدر الإمام مالك للفتيا وعمره سبع عشرة سنة، «لايُفتى ومالك في المدينة».
الإمام علي بن عبد الكافي
والإمام علي بن عبد الكافي توفي وعمره ست وعشرون سنة! ماذا قال عنه الذهبي؟ قال: «كتب الكثير وخرَّج وعلَّق وكان من الأذكياء» كل ذلك وقد توفي وهو ابن ست وعشرين سنة!، يقول الإمام الذهبي: «ولو عاش لما تقدمه أحد في الفقه وفي الحديث»، طيب متى تعلم؟ ومتى حفظ؟ ومتى اجتهد؟ والإمام أحمد بن حسن الحنفي تولى القضاء وهو ابن عمر سبع عشرة سنة، والإمام الحافظ المنذري مات وعمره ثلاثون سنة يقول عنه الذهبي: «الحافظ الذكي كتب الكثير ولو عاش لساد»، عمره ثلاثون سنة وقد ألف المؤلفات، وكتب الكتب، ويقول الذهبي «ولو عاش لساد زمانه»، الإمام الشوكاني أفتى وعمره عشرون سنة!
الإمام النووي
والإمام يحيى بن شرف الدين النووي (صاحب شرح صحيح مسلم وصاحب المجموع المهذب وصاحب شرح رياض الصالحين وصاحب كتاب الإرشاد وصاحب كتاب حملة القرآن) مات وعمره خمس وأربعون سنة، والآن كتبه تناقش في رسائل الماجستير والدكتوراه!، هل هناك مسجد في العالم شمالا وجنوبا شرقا وغربا في كل أنحاء الكرة الأرضية لم يشرح كتاب رياض الصالحين؟! لا يوجد إمام مسجد إلا وبجانبه كتاب رياض الصالحين، ماهذه البركة التي أحلها الله -عز وجل- في هذا الإمام وغيره كثير. والإمام الحافظ الحكمي توفي سنة 1958 وعمره ثلاث وثلاثون سنة، وقد ألف عشرات الكتب وكتبه تدرس في الجامعات الشرعية، لا شك إخواني أنك إذا أردت أن تدركك هذه البركة فلابد عليك بالاجتهاد، والجد والتعب كما قال الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.

اعداد: الشيخ: فهد المضاحكة






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم اليوم, 06:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,413
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطر الكلمة الطيبة

خواطر الكلمة الطيبة – البركة في الأوقات


  • الإنسان إذا عرف هدَفه وغايتَه من الحياة فإنه يحافظُ على كلِّ لحظةٍ من عمره ويستثمرُ كلَّ وقتِه لتحقيقِ هدفه
  • ينبغي للإنسان ألا يكون فريسةً سهلة لمواقع التواصل الاجتماعي تلتهِمُ وقتَه وتشغَلُه عن مهامِه الأساسية
استكمالا لما تكلمنا فيه حول البركة في حياة المسلم، وكيف يستطيع الإنسان أن يصل إلى هذا الأمر العظيم وهو البركة في الوقت والعمر أو الجهد؟ نستكمل معكم ونذكر اليوم أحد الأسباب الجالبة أو التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يُحصِّل البركة.
أول قضية يستطيع الإنسان أن يصل الى هذا المفهوم وهو مفهوم البركة وهو اهتمامه بالوقت؛ فالسابقون لم يحصلوا على ماحصلوا عليه، ولم يستطيعوا أن ينجزوا أو يقدموا أو يعملوا إلا بعدما عرفوا قيمة الوقت، وكيف يستثمرون هذا الوقت، ويوظفونه فيما ينفعهم في أمر دينهم، وأمر دنياهم؟ فكما ورد عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: « قال إني أبغض الرجل لاهو في أمر دينه ولا هو في أمر دنياه» يعني (عاطل باطل)، هذا الإنسان الذي لا يعرف قيمة الوقت، لا يقدم شيئا في دينه ولا في دنياه، تجد بعض الناس يجلسون على المقاهي وبعضهم يقضون الساعات على كراسي المسرح، وبعضهم في المباريات، وبعضهم في الديوانيات، وبعضهم في الاستراحات، فقط كما يقال: «عندي وقت كثير جدا أريد قتله»! المسلم ليس عنده هذا المعنى أبدًا، المسلم عنده هدف في الحياة خُلِق لأجله، وإذا أراد أن يخرج فإنه يخرج وقد حقق هذا الهدف، وهو أن ينجح في هذا الاختبار الذي وُجد فيه في هذه الدنيا، وإلا فهو سوف يرسب وإذا رسب ما في إعادة مع الأسف! {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} فقط هو اختبار واحد إما النجاح وإما الرسوب.
أقسم الله -عز وجل - بالوقت
ومن أهمية الوقت فإن الله -عز وجل- أقسم به -سبحانه-؛ لجلالة قدره، فقد ذكر الله -عز وجل- في آيات عدة قَسَمَه بالوقت، قال الله -تعالى-: {والفجر وليال عشر} وقال -تعالى-: {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى} وقال -تعالى- في قَسَم آخر بالوقت {والضحى والليل إذا سجى} وقال -تعالى- {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} يعني من لم يوظف هذا الوقت في طاعة الله فسوف يخسر، قال {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} اي استثمروا أوقاتهم في الإيمان والعمل الصالح.
مسائل مهمة في الاهتمام بالوقت
ولكي نستثمر الوقت ينبغي مراعاة أمور عدة:
أولاً: ترتيب الأولويات
الأمر الأول أنك لابد أن تقوم بترتيب الوقت حتى يساعدك في الإنتاجية والإنجاز، فلابد وأن ترتب وقتك حتى تستطيع أن تنجز وتبدع وتحقق الهدف.
ثانيًا: التركيز على كل مهمة
الأمر الثاني أنك إذا اهتممت بترتيب هذا الوقت، فإنك تستطيع أن تُجمع فكرك في التركيز على كل مهمة تريد أن تفعلها، فعندك وقت محدد لإنجاز هذا العمل، فتركز جهدك وفكرك ووقتك في إنجاز هذا العمل (دورة شرعية، زيارة، رحلة، أداء عمرة..) تبدأ في العمل وأنت تعلم من متى؟ إلى متى؟ فيكون تركيزك كله منصبا على إنجاز تلك المهمة.
ثالثًا: إنجاز الأهداف
الأمر الثالث اهتمامك بالوقت يجعلك تستطيع أن تنجز الأهداف إنجازا أسرع وبجهد أقل، أيضا من وسائل الإهتمام بالوقت أنك إذا اهتممت بالوقت فسوف تشعر بالرضا، بأنك اليوم أنجزت أهدافا أو أعمالا؛ فتشعر بالسعادة والرضا للتوفيق لإنجاز مثل تلك الأعمال، والذي يكتب المهام اليومية هو الذي يُنجز، والذي لا يكتب لا يُنجز، وتتنازعه الأعمال بلا أدنى ترتيب للأولويات ولا رؤية للأهداف، بل يضيع وقته هكذا، عبثا دون هدف؛ ولذلك الله -عز وجل في سورة لقمان- ذكر من الحِكَم {واقصد في مشيك واغضض من صوتك} يعني وأنت تمشي لابد وأن يكون لك مقصد وهدف، لا تمش عبثا.
رابعًا: ترتيب الأوقات
يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:» عدم ترتيب الإنسان لوقته مضيعةٌ لوقته؛ ولهذا أدعو الجميع أن يجعلوا أوقاتهم مرتبة» ومعنى مرتبة يعني يقول الشيخ «أن تقول مثلا اليوم عملي كذا وفي الصباح عملي كذا وفي المساء عملي كذا، حتى لا تضيع الأوقات عليك وأنا جربت هذا» هكذا يقول الشيخ «أنا جربت هذا، جربت على أن كل ما طرأ علي شيء فعلته، أو أني أرتب وقتي، فوجدت أن الأخير أحسن وأنفع ويستفيد الإنسان من وقته» فإذا سجلت ودونت فإنك سوف تستفيد من وقتك، يقول أيضا ولو نظرت فيما سبق من التاريخ تجد أن السلف مثل الإمام الشافعي والإمام البخاري وغيرهم -رحمات الله عليهم- أنجزوا في أوقات قصيرة جدا، يقول: «ولو نظرت فيما سبق من التاريخ كيف أنتج العلماء -رحمهم الله- ما أنتجوا من المؤلفات ومن فطاحل العلماء الذين تخرجوا على أيديهم، في أوقات قد تكون أقل من الوقت الذي عشته أنت في هذا الزمن؛ وذلك بسبب ما ملأ الله -عز وجل- به قلوبهم من ذكره، حتى صارت أعمارهم لا تضيع منهم لحظةً واحدة».
نماذج من اهتمام السلف بالوقت
فلذلك كان السلف حريصين على الوقت، ففي بعض الروايات عن الإمام ابن الجوزي يقال: « زار الإمام ابن الجوزي بعض التلاميذ، فأشغلوه فأعطاهم الأقلام والبرايات» والسبب يقول حتى يجهزوا له الأقلام حتى لا يضيع وقته بعدما يرحلون، هكذا كانوا حريصين على الوقت، وكان بعض السلف إذا جاء له التلاميذ قال: «أشغلتموني» فيقولون هل أشغلناك؟ فيقول نعم أشغلتموني عن العلم، ثم إذا خرجوا، قال لهم: تفرقوا ولا تجتمعوا فربما أحدكم يذكر الله فإذا اجتمعتم أصبح بينكم الحديث، وهذا كله في الحقيقة يبين قيمة الوقت عند السلف، وكيف أنهم كانوا يحافظون عليه، وكيف أثمروا تلك الجهود والآثار العظيمة؟.
من أسباب ضياع الوقت
لضياع الأوقات وعدم الاستفادة منها أسباب كثيرة أهمها ما يلي: 1- عدمُ إدْرَاكِ قيمة الوقْتِ الإنسانُ إذا عرَف قدرَ الشيءِ وقيمتَه بالغَ في الحِفَاظِ عليه والحرصِ عليه، أمَّا إذا كان جاهلاً بقدْرِه وقيمتِه فإنَّه يُضَيِّعُه ولا يهتمُّ به، وكما قيل: «من عرف مقدارَ ما يطلبُ هان عليه مقدارُ ما يبذلُ».
2- عدمُ تحديدِ الهدف الإنسان إذا عرف هدَفه وغايتَه من الحياة فإنه يحافظُ على كلِّ لحظةٍ من عمره، ويستثمرُ كلَّ وقتِه لتحقيقِ هدفه، فاسألْ نفسَك هذا السؤال: ماذا أريد من الحياة؟ ما هدفي من الدنيا؟ ما أغلي أمانيّ وأعظم رغباتي؟ هل تعيشُ لتحقيق أهدافك وطموحاتك أم أنك تسعى إلى طموحٍ ليس لك؟
3- ضعفُ التخطيطِ والتنظيمِ إنَّ الفوضى والحياةَ المرتبكة التي تفتقد إلى الانضباط تستحقُّ منك وقفةً، فربما هي السبب الأكثر تضييعًا لوقتِك، تبدأ يومَك لا تدري ما الذي يجب عليك إنجازُه هذا اليوم، وربما يمرُّ يومُك وما فعلت شيئًا مفيدًا وأنت لا تدري؛ لأنَّ حياتَك غير مرتبةٍ ولا منظمةٍ.
4- اتباعُ هوى النفس إنَّ اتِّباعَ الهوى يفوِّتُ علي صاحبِه إدراكَ الحقِّ واتباعَه، فيقضِي عمرَه متبعًا لهواه، ولا يُفيقُ إلا إذا بلغَتِ الروحُ الحُلقومَ، غير أنَّ الرَّجاءَ حينذاك ينقطعُ ولا ينفعُ، فيردَى المسكين في الهاوية، أعاذنا الله من ذلك، {فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} (طه: 16).
4- التَّسويفُ وطولُ الأملِ إنَّ طولَ الأملِ يضيِّعُ ساعاتِ عمر الإنسان النفيسة في اللَّهْثِ وراء الأحلامِ الزائفة، حتى يأتي الأجل الذي يقطع هذه الآمال، وتذهبُ نفسُ الإنسان حسراتٍ على ما فرَّط في عمره، وأضاعَ من وقتِه.
5- رُفْقَةُ السُّوءِ إنَّك إذا جالستَ جلساءَ السوءِ أضاعُوا وقتَك فيما لا فائدةَ فيه ولا طائلَ من ورائِه، بل أنت بذلك تقتلُ وقتَك، وتهدِرُ عُمُرَك في الشهواتِ المهلكاتِ، والملذَّاتِ المحرَّماتِ، فلا تعرف معهم طريقَ مسجدٍ، ولا برٍّ وصلةٍ، ولا علمٍ وفقهٍ، ولا خيرٍ وصلاحٍ، ولا نجاةٍ وفلاحٍ، بل تغرَقُ معهم في طريقَ الشَّر والفسادِ، والصَّد عن ذكر الله، ويضيعُ عمرك فما لا يفيد.
8- مواقعُ التواصل وشبكاتُ الإنترنت ينبغي للإنسان ألا يكون فريسةً سهلة لمواقع التواصل الاجتماعي تلتهِمُ وقتَه، وتشغَلُه عن مهامِه الأساسية، فعليه ألا يعطِها إلا دقائق من يومِه، ولهدفٍ مُحَددٍ، ومع الأسف فإنَّ أغلب هذه المواقعِ تلوِّث العقولَ، وتضرُّ بالدينِ.
9- ضعفُ العزيمةِ كثيرون هم الذين يريدون اغتنامَ كلِّ لحظةٍ من عمرهم في عملٍ يجلِبُ لهم الربح في دنياهم أو آخرتهم، يضَعون الخُططَ، ويُرتِّبون أوراقَهم، لكن سرعان ما تتلاشى أحلامُهم، وتتبعثرُ آمالُهم، وما ذلك إلا لضعفِ عزيمتِهم وإرادتِهم؛ فإنَّ ضعفَ العزيمة يُهدِر وقتَك؛ لأنَّ قوِيَّ العزيمةِ لا يسمح بضياعِ لحظةٍ من عمره مهما كانت الظروفُ والأحوالُ.

اعداد: الشيخ: فهد المضاحكة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.63 كيلو بايت... تم توفير 2.48 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]