الموت ساجدا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الفرع الرابع: أحكام طارئة متعلقة بالعورة (من الشرط السابع من شروط الصلاة: ستر العورة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حديث: المطلقة ثلاثا: ليس لها سكنى ولا نفقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مختارات من كتاب الباعث الحثيث في مصطلح الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          بين "العلل الصغير" و"العلل الكبير" للإمام الترمذي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حرص الصحابة رضي الله عنهم على اقتران العلم بالقرآن بالعمل به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 343 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 3359 )           »          صفة الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: استحالة استمرار الكذب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سر الإلحاح في الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أقسام القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 10:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,317
الدولة : Egypt
افتراضي الموت ساجدا

الموت ساجدا

عبد الله بلقاسم الشهري


من المسائل العلمية الدقيقة التي تحتاج إلى تأمل ومزيد عناية من أهل العلم فضلا عن غيرهم
مسألة التفاضل بين العبادات وذلك لتنوع النصوص والأحوال فيها.
والقواعد التي فيها قواعد أغلبية لا تعم كل أفرادها وبعضها فيه نزاع.

ومن ذاك قول بعضهم إنه يتمنى أن يموت وهو يعالج بالمجان ولا يموت ساجدا
ويستشهد بأن الفعل المتعدي أفضل من اللازم
وهذه القاعدة ليست على إطلاقها.
وإلا لكان لازم هذت أن يكون قيام النبي صلى الله عليه وسلم ونوافله وتسبيحه وذكره وصيامه وقراءته القرآن من الاشتغال باللازم المفضول، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الهدي وأحسنه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:

«النفع المتعدي ليس أفضل مطلقا، بل ينبغي للإنسان أن يكون له ساعات يناجي فيها ربه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالناس ونفعهم، ولهذا كان خلوة الإنسان في الليل بربه أفضل من اجتماعه بالناس» انتهى.

ومن ذلك حالة الموت فإن اجتماع القلب فيها على الله وذكره أنفع لصاحبه من عمل يساعد غيره فيه
ولذلك من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة، ولم يكن ذلك لكل فعل متعد.
وأقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد
وموته في أقرب المواضع خير له من عمل صالح ينفع به غيره.
والأمة في مجموعها تعظم الموت حال السجود وترجو لصاحبه حسن الخاتمة
بينما كثير من الناس يموت في طريق طاعة لصلة رحم أو بر والدين أو إكرام ضيف أو سعي على أهله وعائلته.

ولا يجعلون ذلك كالموت ساجدا.
ومن مات متلبسا بالحج
بعث ملبيا
ولم يأت مثل هذا في المتصدق أو الساعي على الأرملة لو مات متلبسا بفعله.
فحال الموت أخص من عموم التفضيل
ثم إن الموت على حال يكون فيها بهذا القرب من ربه هبة من الله تعالى واصطفاء
والسجود أسلم للعبد في نيته من المتعدي إذ لا يخالطه خواطر من ينفعه وذهوله بحال المعالجة والتطبيب ودقائقها عن مناجاة ربه بينما السجود في غالبه أقرب للإخلاص والصلة بربه.
فالسجود أفضل في هذه الحال.
والمسألة تحتاج إلى تفصيل وإحاطة وضبط للقواعد

ولو أن المتكلم قال أتمنى لو مت وأنا أعالج مريضا دون ذكر السجود لكان خيرا له وأبعد من إدخال اللبس على الخلق ودخول الفهم بتهوين حال الموت في السجود.

وفي الصحيح:
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ فِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ الصَّلَاةُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَتَوَجَّعْنَا لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ مِنَ الرَّمْضَاءِ، وَيَقِيكَ مِنْ هَوَامِّ الْأَرْضِ قَالَ: أَمَ وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي مُطَنَّبٌ بِبَيْتِ مُحَمَّدٍ ﷺ. قَالَ: فَحَمَلْتُ بِهِ حِمْلًا حَتَّى أَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ ﷺ فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ الْأَجْرَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ».

فانظر كيف استعظم أبي قول الأنصاري مع حسن نيته
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه وسأله
وفي شرح النووي لمسلم في قول أبي بن كعب
فَحَمَلْتُ بِهِ حِمْلًا
قَالَ الْقَاضِي مَعْنَاهُ أَنَّهُ عَظُمَ عَلَيَّ وَثَقُلَ وَاسْتَعْظَمْتُهُ لِبَشَاعَةِ لَفْظِهِ وَهَمَّنِي ذَلِكَ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]