|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#121
|
||||
|
||||
![]() المرأة والأسرة – 1275 الفرقان الأسرة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مما لا شك فيه أن «السيرة النبوية» هي النبراس الهادي والطريق المستقيم للبشرية جمعاء في سلوكهم وحركاتهم وسكناتهم، والأسرة هي جزء من هذا المجتمع؛ فهي بحاجة ماسة لمعرفة حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - لتقتدي به وتهتدي بهديه - صلى الله عليه وسلم -، وتظهر أهمية ارتباط الأسرة بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يلي:
اجعلي لأولادك نصيبًا من قصص السيرة اجعلي لأولادك نصيبًا من قصص السيرة النبوية الهادفة مع تدريبهم على استخلاص الدروس والعبر من هذه القصص؛ فهذا أسلوب تعليمي وتوجيهي كبير وعظيم؛ حيث إن الصغار تستهويهم القصص ولو كانت قصيرة ليقوى إيمانهم وليدركوا معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبل ذلك يدركون قدرة الله -تبارك وتعالى-؛ فالتربية بالقصة مسلك قويم لتعديل السلوك وتقوية الإيمان. تمسك الأسرة بالسُنَّة النبوية إن تمسك الأسرة بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني بناء حياتها على ما جاء في القرآن والسُنَّة، ويتضمن ذلك معاملة الأفراد بلطف واحترام، وتعليمهم القيم الإسلامية، وتبادل المحبة والمودة، والتشاور في أمور الأسرة، والحفاظ على أسرار البيوت، وهذا ما يؤدي إلى استقرار الأسرة ومن ثم استقرار المجتمع. الأخت الفاعلة والواعية لاشك أن وجةود أخت فاعلة وواعية داخلز الأسرة تضع نُصْب عينَيْها أهميةَ بناء شخصية إسلامية متكاملة، نعمة عظيمة، هذه الأخت من أهم صفاتها أنها دائمًا تكون حريصة على توعية إخوتها توعيةً فكريةً وعقائدية وعلمية، وتُحبِّب إليهن الإيمان وشريعة الإسلام وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وترفع من مستوى تفكيرهن وهمومهن وتطلعاتهن وطموحاتهن الدينية والدنيوية، إنها الأخت الفاعلة القادرة بإذن الله -سبحانه وتعالى- على تحويل مسار الأسرة من العشوائية إلى الجد والنظام، ومن الضياع إلى الهدف الواضح، ومن البلادة وحب الخمول إلى العطاء وحب المعالي. لِنحمِ بيوتنا وأهلينا من الشيطان من أعظم أولويَّات إبليس في هذه الدنيا، أن يحطم قواعد البيت المسلم، فيزيل المودة والرحمة من بين أفراد الأسرة، ويبث بينهم العداوة والبغضاء؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ»؛ لذلك وجب علينا أن نحمي بيوتنا وأسرنا وأهلينا من شر الشيطان، ومن أهم ما نحمي به بيوتنا ذكر الله -عزوجل-، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاء»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ». ![]() الحِوار والتفاهم داخل الأسرة إن أعضاء الأسرة الناجحة هم الذين تآلفوا فتفاهموا في معرفة منازل نفوسهم، فأنزلوها مكانها، فاحترموا الكبير، وعطفوا على الصغير، وساعدوا المحتاج ونحو ذلك، وإنَّ من أهم العوامل التي تُساعد على استمرارية هذا النجاح وأمثاله، الحوار الهادف بين أفراد الأسرة، فهو وسيلة بناء وعلاج، فما أجملَه عندما يوجد بينهم بآدابه وشروطه! لأننا في الحوار نستخرج مكنون النفوس، ونمنحها الفرصةَ لتُعبِّر عمَّا يجول في خاطرها، وقد لا نصل إلى التربية الحقَّة لأولادنا حتى نتعرف على ذلك، لتكون توجيهاتنا في مجراها الصحيح والسليم؛ لأن الحوار هو تمهيدٌ في الوصول إلى الحقيقة التي نُريد معرفتها، فإذا عرفناها عرفنا آلية التعامل معهم تربيةً وتقويمًا وبناءً وعلاجًا ونحو ذلك. أهمية تعويد الأبناء أداء العبادات من المهم تعويد أبنائنا وبناتنا على الصلاة والصيام منذ صغرهم، وتعويد البنات على الحجاب وتحبيبهن في الطهر والعفاف والستر والحياء منذ صغرهن، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مُرُوا أولاكمِ بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ»، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يعودون أولادهم على الصيام، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطوه اللعبة من العهن يلهونهم بها عن الطعام حتى يأتي موعد الإفطار. فوائد تربوية لمائدة طعام الأسرة لمائدة طعام الأسرة العديد من الفوائد التربوية التي تعود بالخير والنفع على جميع أفراد الأسرة؛ فهي منتدى يحقق الترابط، والمحادثات والحوارات المفيدة؛ وأبرز الفوائد التربوية لمائدة طعام الأسرة، هي غرس القيم في نفوس الأطفال، فمن خلالها نعلم الأطفال سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتغرس فيهم الشعور بالحب والأمان والمسؤولية، وتقدير الذات، والترابط بين أفراد الأسرة، وهي فرصة ليعتاد الأطفال التحدث مع الكبار، والاستماع إليهم، كما أن تناول الطعام يعد وقتًا سعيدًا للأطفال؛ لذا على الأب والأم الحرص على البعد عن مواطن الخلاف، حتى يكون وقت الطعام فرصة لاجتماع أفراد الأسرة، والحديث اللطيف، والنقاش حول مختلف الموضوعات والقضايا، ولا يجب أن يكون هذا الوقت وقتًا للتأديب والعتاب والتبكيت والضحك ورفع الصوت، والكلام الجارح، فعندما يكون وقت الطعام مبهجًا لطيفًا وسعيدًا ومريحًا، وخاليًا من الخلاف والنزاعات، يتطلع إليه الأبناء، ويشتاقون للتجمع حول الأب والأم. من الأخطاء التربوية إن من الخطأ في التربية أن يغضب الأب والأم لتقصير أولادهم في أمور العادات والأعراف والتقاليد والمباحات، ولا يغضبون إذا انتهكت حرمات الله، فيعتاد الأبناء على هذا، ويتحفزون لما يغضب الأب والأم من العادات، ولا يبالون إذا فعلوا ما يغضب الله.
__________________
|
#122
|
||||
|
||||
![]() المرأة والأسرة – 1276 الفرقان كيف أربي أولادي بطريقة صحيحة؟ من الأسئلة التي تؤرق العديد من الآباء والأمهات: كيف نربي أبناءنا بطريقة صحيحة تضمن لهم الاستقامة والتفوق في الدنيا والآخرة؟ قدّم الإسلام لنا منهجًا واضحًا؛ إذ اهتم بتنشئة الأطفال إيمانيا وجسديا وعقليا، وتشمل التربية في الإسلام تعليم الأطفال القيم الدينية، وغرس الأخلاق الحميدة، وتدريبهم على الالتزام بالطاعات، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات الحياة، ومن وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - في تربية الأبناء:
المرأة في ظل الإسلام أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمرأة وصية خاصة في حجة الوداع فقال: «واتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان»، ووصى بها عند موته - صلى الله عليه وسلم - فأخذ يردد: «اتقوا الله في النساء ثلاث مرات إنهن عوان عندكم» بمعنى أسيرات عندكم. الصبر والاحتساب في تربية الأولاد ورعاية البيت لقد فطر الله -عزوجل- الناس على حب أولادهم، قال الله -تعالى-: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الكهف:46)، ومن سنة الله في خلقه أن يبذل الأبوان الغالي والنفيس من أجل تربية أبنائهم وتنشئتهم وتعليمهم، ومسؤولية الوالدين في ذلك كبيرة؛ فالأبناء أمانة في عنق والديهم، وتربية الأم بالذات في السنوات الأول، وثوابها على حسن التربية عظيم، ومن أجل ذلك أوصى الله -تعالى- الأولاد بالإحسان إلى الأم، وقدم الإحسان إليها على الإحسان إلى الأب، اعترافًا بجميلها وتقديرًا لعنائها، كما أن لها الثواب عند الله -تعالى- إن أخلصت ذلك لوجه الله، فسيجعل الله -تعالى- ولدها قرة عين لها، كما ستنتفع بدعائه وبره بعد موتها، وانطلاقًا من هذه المعطيات، على المرأة المسلمة أن تصبر على تربية أولادها، وتحتسب الأجر الكثير في ذلك، ولتعلم أنهم إذا صلحوا فسيكونون قرة عين لها، ويكونون بها بررة، وستسعد بهم في الدنيا والآخرة، وإذا فسدوا فسيكون الحال بعكس ذلك. تربية الأبناء على الإحسان
![]() كيف أتعامل مع أخطاء أطفالي بطريقة إيجابية؟ تعامل الآباء مع أخطاء الأطفال يؤثر تأثيرًا كبيرًا على شخصيتهم وتطورهم؛ فينبغي اتباع خطوات منهجية لإصلاح السلوك دون التأثير السلبي على نفسية الطفل وذلك من خلال ما يلي: (1) التحكم في الغضب: عند حدوث الخطأ، يجب على الوالدين التزام الهدوء وتجنب الصراخ أو العقاب الفوري؛ لأن الغضب قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات تربوية غير صائبة. (2) فهم أسباب الخطأ: الحوار مع الطفل لفهم دوافعه يساعد الوالدين على معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة بدل التركيز فقط على النتائج. (3) التوجيه بالحب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مثالاً في استخدام التوجيه اللطيف؛ فعندما أخطأ شاب واستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الزنا، لم يُعنفه النبي؛ بل سأله بهدوء: «أترضاه لأمك؟»، حتى اقتنع الشاب بخطئه؛ فهذا الأسلوب يُبرز أهمية الحكمة في التوجيه. (4) العقاب المناسب: إذا كان الخطأ يستدعي العقاب، فيجب أن يكون العقاب معتدلاً ومتناسبًا مع حجم الخطأ، مع التأكيد على أنه يستهدف تقويم السلوك وليس الانتقام. (5) التشجيع بعد التصحيح: من المهم الإشادة بأي تحسن في سلوك الطفل لتعزيز ثقته بنفسه وتحفيزه على التحلي بالسلوك الإيجابي. ![]() التعليم أساس بناء شخصية الطفل التعليم هو أساس بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته؛ لذلك ينبغي غرس حب العلم في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتعليمهم أن طلب العلم عبادة يؤجرون عليها. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». واجب الدعاء للأبناء بالهداية والصلاح الدعاء هو سلاح المؤمن، حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الدعاء للأبناء وحذر من الدعاء عليهم؛ حيث قال: «لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم»، والدعاء سبب في حماية الأبناء من الفتن والانحراف. ما أهمية تربية الأطفال على القرآن؟ تُعدّ تربية الأطفال على القرآن الكريم ركيزة أساسية في تنشئتهم وفق القيم الإسلامية الصحيحة؛ فالقرآن مصدر الهداية والنور الذي ينير درب الإنسان في حياته الدنيا، ويرشده إلى الفوز في الآخرة، ومن وصايا الرسول في تربية الأبناء، أنه أولى - صلى الله عليه وسلم - أهمية كبيرة بتعليم القرآن للأطفال؛ لأن القرآن لا يُربّي القلب والروح فقط، بل يرسّخ القيم الأخلاقية، ويوجه الإنسان نحو الطاعات، ويجعله قويا أمام
__________________
|
#123
|
||||
|
||||
![]() المرأة والأسرة – 1277 الفرقان أهلية المرأة للتكليف وتحمُّل المسؤولية كما أن الإسلام ضمن للمرأة حقوقًا، فكذلك فرض عليها واجبات هي مطالَبة بأدائها والقيام بها؛ فالله -سبحانه وتعالى- جعل المرأة أهلًا للتكليف وتحمُّل المسؤولية، وهذه الأهلية هي مناط تكريم للمرأة المسلمة، مثلها في ذلك مثل الرجل، فالنساء شقائقُ الرجال، وهي مساوية للرجل في أصول التكاليف الشرعية؛ من عبادة الله، وتوحيده، والإيمان به، وتعلُّم ما يلزمها من أمور دينها، وطاعة زوجها، وتربية أبنائها، ونحو ذلك من الواجبات الأخرى. عندما قالت أم سلمة زوجُ النبي - صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنها-: يا نبي الله، ما لي أسمع الرِّجالَ يُذكَرون في القرآن، والنساء لا يُذكَرْنَ؟ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 35)، يقول الإمام ابن كثير -رحمه الله-: وقوله: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} خبرٌ عن هؤلاء المذكورين كلِّهم أن الله -سبحانه- قد أَعَدَّ لهم؛ أي: هيَّأَ لهم مغفرة منه لذنوبهم، وأجرًا عظيمًا، وهو الجنة»، وقال -سبحانه-: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} (النساء: 124)، قال ابن كثير: «شرع -سبحانه- في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قَبول الأعمال الصالحة من عباده ذُكْرانِهم وإناثهم، بشرط الإيمان، وأنه سيُدخِلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدارَ النَّقِير، وهو النُّقرة في ظهر نواة التمر، وقال عند تفسير قوله -تعالى-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء: 34): {فَالصَّالِحَاتُ}: أي من النساء، {قَانِتَاتٌ} قال ابن عباس: يعني مطيعات لأزواجهن، {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غَيْبتِه في نفسها وماله، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير النساء امرأةٌ إذا نظَرتَ إليها سرَّتْك، وإذا أمَرتَها أطاعتْك، وإذا غِبتَ عنها حَفِظتْك في نفسها ومالك». أساس التربية السليمة للأبناء من أسس التربية السليمة للأبناء إيجاد أجواء الوئام والحب داخل الأسرة، وتيسير سبل أداء الطاعات والالتزام بها، وأن يكون هَمُّ الأبوين فضلا عن واجبات النفقة والكسوة؛ التربية على القيم، وبناء الوعي وإيصال المعارف الدينية الأساسية تدريجيا مع مراعاة المراحل العمرية، فإذا كانت الأسرة في الماضي تركز على تعليم الأبناء قيما أساسية مثل الاحترام والطاعة والعمل الجاد، مما أدى إلى تعزيز الروابط العائلية والمجتمعية، فقد تغيرت في زماننا أساليب التربية وتحدياتها؛ بسبب التطورات التكنولوجية وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي يتطلب بذل جهود أكثر من أجل التوازن المطلوب بين تبني التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم الأساسية. دور المرأة في غرس القيم إن تربية الأجيال على القيم هي العنصر الأساس لتحقيق الاستقرار الأسري وتماسك مكونات المجتمع، وللمرأة المسلمة دور أساس في غرس هذه القيم والمبادئ الأخلاقية في نفوس الأجيال؛ فهي التي تعلمهم التمييز بين الصواب والخطأ، وتوجههم نحو التصرفات السليمة التي تتماشى مع القيم الاجتماعية، ومع تعاليم ديننا الحنيف. المرأة المسلمة ومنظومة القيم لا شك أن المرأة المسلمة لها دور كبير ومؤثر في بناء منظومة القيم داخل الأسرة؛ فهي التي تعين أبناءها على فهم المعايير الأخلاقية والاجتماعية، كالصدق والاحترام والمسؤولية، وتعينهم على تشكيل سلوكهم وبناء شخصيتهم، وتسعى لغرس تلك القيم والأخلاق في نفوسهم ومنها: توقير الكبير واحترام الصغير، والتعاون، والمشاركة، وتحمّل المسؤولية، وهي التي تعلم الأبناء مهارات التفكير وحل المشكلات والإبداع وزيادة ثقتهم بأنفسهم إيجابيا، وكيف يتعامل مع المحيط العام من حوله كالأصدقاء والأقارب والأقران في المدرسة. رسالة إلى فتاة الجامعة اعلمي يا بُنيتي، أنك في مرحلة جديدة من مراحل حياتك ستواجهين مجتمعًا جديدًا عليك، وخير ما تتزوَّدين به لهذه المرحلة ولكل مراحل حياتك هو: زاد التّقوى والإيمان كما قال -سبحانه-: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ} (البقرة: 197)؛ فإيمانك بالله هو بوصلتك وخارطة طريقك، وهو دستورك الذي ينظِّم علاقاتك وصِلاتك بالآخرين، وإنَّ تقواك هي منهج حياتك، وصِمام أمانك، وسرُّ قوتك، وهي من ستصونك وتحميك. واعلمي يا بُنيتي، أنك تحملين على عاتقك رسالةً عظيمة هي رسالة العلم، فاعملي على صيانة الأمانة بمسؤولية، واحذري الشِّعارات التي تبثُّ سمومَ أفكارها التَّحرُّرية والتَّغريبيَّة، لتَصْرِفك عن رسالتك العلمية، ولكي ينزعوا عنك حشمتك ووقارك، وأدبك وحياءك! فالإسلام هو من منحك الحرِّيَّة الحقيقية والمساواة العادلة. واعلمي يا بُنيتي، أن تاجك هو الحَياء، وعلامَةُ إيمانِك التُّقى والعَفاف، فَلْيَكُن مظْهَرُكِ منسجمًا مع رسالتك العلمية، ولْيَكُنْ لباسُكِ الحجاب الشَّرعي السَّابغ الذي يعكس معدن جوهرك، ومرآة طُهْرِك وعِفَّتِك، وتجنَّبي مظاهر التَّبَرُّج والسُّفور، وكما هو شأن مظهَرِك كذلك شأن سُلوكِك وتصرُّفاتِك ينبغي أن تكون منسجمةً مع مظهرك ولباسك، لا يناقِضُه ولا يسيءُ لسمعتِك ولا لدينِك. مفاهيم لابد من العِلم بها من المفاهيم التي يجب على المرأة المسلمة فقه معناها: مفهوم العقيدة، وهي تعني ما عقد عليه القلب والضمير، وما تديَّن به الإنسان واعتقده، والعقيدة الإسلامية تعني المفاهيم الثابتة التي يجب الإيمان بها أولا وقبل كل شيء، إيمانًا لا يرقى إليه شك، ولا تؤثر فيه شبهة، وهي الركن الأساس الذي بدأ الإسلام به في تكوين شخصية المسلم، ومن طبيعتها تضافر النصوص الواضحة على تقريرها، وهي تمثل الجانب العلمي الذي يقيم عليه المسلم عبادته وسلوكه وعمله كله، ومرتكزها هو الإيمان بأصول العقائد التي أمرنا الله بالإيمان بها، وحددها رسوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل -عليه السلام- في تعريفه للإيمان. أهمية العقيدة للمرأة المسلمة تتجلى أهمية العقيدة للمرأة المسلمة في كونها أساس الطمأنينة النفسية، التي تُحررها من عبودية غير الله، وتدفعها إلى العمل الصالح، وتُكسبها الاستقامة على منهج الله، وتحميها من الضلال والفتن؛ فالعقيدة الصحيحة هي المصدر الذي تستمد منه المرأة قوتها، وتُوجّه من خلاله حياتها، وتؤدي به دورها الفعال في بناء أسرتها ومجتمعها، كما أن العقيدة الصحيحة تجلب الطمأنينة والانشراح للقلب والنفس؛ حيث تجعلها راضية ومستقرة، والعقيدة الصحيحة تدفع المرأة لأداء دورها الفعال في أسرتها ومجتمعها، أمّا مربية، وزوجة صالحة، ومشاركة في بناء المجتمع. شروط الحِجاب الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |