تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311489 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2042037 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132514 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2025, 10:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى



تَّفْسِيرِ
(الْجَامِعِ لِأَحْكَامِ الْقُرْآنِ ، وَالْمُبَيِّنِ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ السُّنَّةِ وَآيِ الْفُرْقَانِ )
الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرْطُبِيُّ
المجلد (10)
سُورَةُ الإسراء
من صــ 246 الى صــ 255
الحلقة (434)






"صفحة رقم 246"
غذوتك مولودا ومنتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهرا أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيني تهمل تخاف الردى نفسي عليك وإنها لتعلم أن الموت وقت مؤجل فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما كنت فيك أؤمل جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المصاقب يفعل فأوليتني حق الجوار ولم تكن علي بمال دون مالك تبخل قال : فحينئذ أخذ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بتلابيب ابنه وقال : ) أنت ومالك لأبيك ) قال الطبراني : اللخمي لا يروي يعني هذا الحديث عن بن المنكدر بهذا التمام والشعر إلا بهذا الإسناد وتفرد به عبيد الله بن خلصة والله أعلم
الإسراء : ) 25 ( ربكم أعلم بما . . . . .
)
الاسراء 25 (

قوله تعالى : ) ربكم أعلم بما في نفوسكم ( أي من اعتقاد الرحمة بهما والحنو عليهما أو من غير ذلك من العقوق أو من جعل ظاهر برهما رياء وقال بن جبير : يريد البادرة التي تبدر كالفلتة والزلة تكون من الرجل إلى أبويه أو أحدهما لا يريد بذلك بأسا قال الله تعالى : ) إن تكونوا صالحين ( أي صادقين في نية البر بالوالدين فإن الله يغفر البادرة وقوله : ) فإنه كان للأوابين غفورا ( وعد بالغفران مع شرط الصلاح والأوبة بعد الأوبة
"صفحة رقم 247"
إلى طاعة الله سبحانه وتعالى قال سعيد بن المسيب : هو العبد يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب وقال بن عباس رضي الله عنه : الأواب : الحفيظ الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها وقال عبيد بن عمير : هم الذين يذكرون ذنوبهم في الخلاء ثم يستغفرون الله عز وجل وهذه الأقوال متقاربة وقال عون العقيلي : الأوابون هم الذين يصلون صلاة الضحى وفي الصحيح : ) صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) وحقيقة اللفظ من آب يؤوب إذا رجع
الإسراء : ) 26 ( وآت ذا القربى . . . . .
)
الاسراء 26 : 27 (

فيه ثلاث مسائل : الأولى قوله تعالى : ) وآت ذا القربة حقه ( أي كما راعيت حق الوالدين فصل الرحم ثم تصدق على المسكين وبن السبيل وقال علي بن الحسين في قوله تعالى وآت ذا القربى حقه : هم قرابة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أمر ( صلى الله عليه وسلم ) بإعطائهم حقوقهم من بيت المال أي من سهم ذوي القربي من الغزو والغنيمة ويكون خطابا للولاة أو من قام مقامهم وألحق في هذه الآية ما يتعين من صلة الرحم وسد الخلة والمواساة عند الحاجة بالمال والمعونة بكل وجه الثانية قوله تعالى : ) ولاتبذر ( أي لا تسرف في الإنفاق في غير حق قال الشافعي رضي الله عنه : والتبذير إنفاق المال في غير حقه ولا تبذير في عمل الخير وهذا قول الجمهور وقال أشهب عن مالك : التبذير هو أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه وهو الإسراف وهو حرام لقوله تعالى : إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وقوله
"صفحة رقم 248"
إخوان يعني أنهم في حكمهم إذ المبذر ساع في إفساد كالشياطين أو أنهم يفعلون ما تسول لهم أنفسهم أو أنهم يقرنون بهم غدا في النار ثلاثة أقوال والإخوان هنا جمع أخ من غير النسب ومنه قوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة وقوله تعالى : ) وكان الشيطان لربه كفورا ( أي احذروا متابعته والتشبه في الفساد والشيطان اسم جنس وقرأ الضحاك إخوان الشيطان على الإفراد وكذلك ثبت في مصحف أنس بن مالك رضي الله عنه الثالثة من أنفق ما له في الشهوات زائدا على قدر الحاجات وعرضه بذلك للنفاد فهو مبذر ومن أنفق ربح ماله في شهواته وحفظ الأصل أو الرقبة فليس بمبذر ومن أنفق درهما في حرام فهو مبذر ويحجر عليه في نفقته الدرهم في الحرام ولايحجر عليه إن بذله في الشهوات إلا إذا خيف عليه النفاد
الإسراء : ) 28 ( وإما تعرضن عنهم . . . . .
)
الاسراء 28 (

فيه ثلاث مسائل : الأولى وهو أنه سبحانه وتعالى خص نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) بقوله : وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها وهو تأديب عجيب وقول لطيف بديع أي لا تعرض عنهم إعراض مستهين عن ظهر الغنى والقدرة فتحرمهم وإنما يجوز أن تعرض عنهم عند عجز يعرض وعائق يعوق وأنت عند ذلك ترجو من الله سبحانه وتعالى فتح باب الخير لتتوصل به إلى مواساة السائل فإن قعد بك الحال فقل لهم قولا ميسورا الثانية في سبب نزولها قال بن زيد : نزلت الآية في قوم كانوا يسألون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيأبى أن يعطيهم لأنه كان يعلم منهم نفقة المال في فساد
"صفحة رقم 249"
فكان يعرض عنهم رغبة في الأجر في منعهم لئلا يعينهم على فسادهم وقال عطاء الخرساني في قوله تعالى وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها قال : ليس هذا في ذكر الوالدين جاء ناس من مزينة إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يستحملونه فقال : ) لا أجد ما أحملكم عليه ) فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا فأنزل الله تعالى : وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها والرحمة الفيء الثالثة قوله تعالى : ) فقل لهم قولا ميسورا ( أمره بالدعاء لهم أي يسر فقرهم عليهم بدعائك لهم وقيل : أدع لهم دعاء يتضمن الفتح لهم والإصلاح وقيل : المعنى ) وإما تعرضن ) أي إن أعرضت يا محمد عن إعطائهم لضيق يد فقل لهم قولا ميسورا أي أحسن القول وأبسط العذر وادع لهم بسعة الرزق وقل إذا وجدت فعلت وأكرمت فإن ذلك يعمل في مسرة نفسه عمل المواساة وكان عليه الصلاة والسلام إذا سئل وليس عنده ما يعطي سكت انتظارا لرزق يأتي من الله سبحانه وتعالى كراهة الرد فنزلت هذه الآية فكان ( صلى الله عليه وسلم ) إذا سئل وليس عنده ما يعطي قال : ) يرزقنا الله وإياكم من فضله ) فالرحمة على هذا التأويل الرزق المنتظر وهذا قول بن عباس ومجاهد وعكرمة والضمير في عنهم عائد على من تقدم ذكرهم من الآباء والقرابة والمساكين وأبناء السبيل وقولا ميسورا أي لينا لطيفا طيبا مفعول بمعنى الفاعل من لفظ اليسر كالميمون أي وعدا جميلا على ما بيناه ولقد أحسن من قال : إلا تكن ورق يوما أجود بها للسائلين فإني لين العود لا يعدم السائلون الخير من خلقي إما نوالي وإما حسن مردودي تقول : يسرت لك كذا إذا أعددته
الإسراء : ) 29 ( ولا تجعل يدك . . . . .
)
الاسراء 29 (

"صفحة رقم 250"
فيه أربع مسائل : الأولى قوله تعالى : ) ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ( هذا مجاز عبر به عن البخيل الذي لا يقدر من قلبه على إخراج شيء من ماله فضرب له مثل الغل الذي يمنع من التصرف باليد وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ضرب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها قال أبو هريرة رضي الله عنه : فأنا رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول بأصبعيه هكذا في جيبه فلو رأيته يوسعها ولاتتوسع الثانية قوله تعالى : ) ولاتبسطها كل البسط ( ضرب بسط اليد مثلا لذهاب المال فإن قبض الكف يحبس ما فيها وبسطها يذهب ما فيها وهذا كله خطاب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) والمراد أمته وكثيرا ما جاء في القرآن فإن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لما كان سيدهم وواسطتهم إلى ربهم عبر به عنهم على عادة العرب في ذلك وأيضا فإنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يدخر شيئا لغد وكان يجوع حتى يشد الحجر على بطنه من الجوع وكان كثير من الصحابة ينفقون في سبيل الله جميع أموالهم فلم يعنفهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولم ينكر عليهم لصحة يقينهم وشدة بصائرهم وإنما نهى الله سبحانه وتعالى عن الإفراط في الإنفاق وإخراج ما حوته يده من المال من خيف عليه الحسرة على ما خرج من يده فأما من وثق بموعود الله عز وجل وجزيل ثوابه فيما أنفقه فغير مراد بالآية والله أعلم وقيل : إن هذا الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) في خاصة نفسه علمه فيه كيفية الإنفاق وأمره بالإقتصاد قال جابر وبن مسعود : جاء غلام إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : إن أمي
"صفحة رقم 251"
تسألك كذا وكذا فقال : ) ما عندنا اليوم شيء ) قال : فتقول لك اكسني قميصك فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت عريانا وفي رواية جابر : فأذن بلال للصلاة وانتظر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يخرج واشتغلت القلوب فدخل بعضهم فإذا هو عار فنزلت هذه الآية وكل هذا في إنفاق الخير وأما إنفاق الفساد فقليله وكثيره حرام كما تقدم الثالثة نهت هذه الآية عن استفراغ الوجد فيما يطرأ أولا من سؤال المؤمنين لئلا يبقى من يأتي بعد ذلك لا شيء له أو لئلا يضيع المنفق عياله ونحوه من كلام الحكمة : ما رأيت قط سرفا إلا ومعه حق مضيع وهذه من آيات فقه الحال فلا يبين حكمها إلا باعتبار شخص شخص من الناس الرابعة قوله تعالى : ) فتقعد ملوما محسورا ( قال بن عرفة : يقول لا تسرف ولا تتلف مالك فتبقى محسورا منقطعا عن النفقة والتصرف كما يكون البعير الحسير وهو الذي ذهبت قوته فلا انبعاث به ومنه قوله تعالى : ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير أي كليل منقطع وقال قتادة : أي نادما على ما سلف منك فجعله من الحسرة وفيه بعد لأن الفاعل من الحسرة حسر وحسران ولا يقال محسور والملوم : الذي يلام على إتلاف ماله أو يلومه من لا يعطيه
الإسراء : ) 30 ( إن ربك يبسط . . . . .
)
الاسراء 30 (

"صفحة رقم 252"
الإسراء : ) 31 ( ولا تقتلوا أولادكم . . . . .
)
الاسراء 31 (

فيه مسألتان : الأولى قد مضى الكلام في هذه الآية في الأنعام والحمد لله والإملاق : الفقر وعدم الملك أملق الرجل أي لم يبق له إلا الملقات وهي الحجارة العظام الملس قال الهذلي يصف صائدا : أتيح لها أقيدر ذو حشيف إذا سامت على الملقات ساما الواحدة ملقة والأقيدر تصغير الأقدر وهو الرجل القصير والحشيف من الثياب : الخلق وسامت مرت وقال شمر : أملق لازم ومتعد أملق إذا افتقر وأملق الدهر ما بيده قال أوس : وأملق ما عندي خطوب تنبل الثانية قوله تعالى : ) خطا ( خطأ قراءة الجمهور بكسر الخاء وسكون الطاء وبالهمزة والقصر وقرأ بن عامر خطأ بفتح الخاء والطاء والهمزة مقصورة وهي قراءة أبي جعفر يزيد وهاتان قراءتان مأخوذتان من خطىء إذا أتى الذنب على عمد قال بن عرفة : يقال خطىء في ذنبه خطأ إذا أثم فيه وأخطأ إذا سلك سبيل خطأ عامدا أو غير عامد قال : ويقال خطىء في معنى أخطأ وقال الأزهري : يقال خطىء يخطأ خطئا إذا تعمد الخطأ مثل أثم يأثم إثما وأخطأ إذا لم يتعمد إخطاء وخطأ قال الشاعر : دعيني إنما خطئي وصوبي علي وإن ما أهلكت مال
"صفحة رقم 253"
والخطأ الاسم يقوم مقام الإخطاء وهو ضد الصواب وفيه لغتان : القصر وهو الجيد والمد وهو قليل وروي عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما خطأ بفتح الخاء وسكون الطاء وهمزة وقرأ بن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء ومد الهمزة قال النحاس : ولا أعرف لهذه القراءة وجها ولذلك جعلها أبو حاتم غلطا قال أبو علي : هي مصدر من خاطأ يخاطىء وإن كنا لا نجد خاطأ ولكن وجدنا تخاطأ وهو مطاوع خاطأ فدلنا عليه ومنه قول الشاعر : تخاطأت النبل أحشاءه وأخر يومي فلم أعجل وقال الآخر في وصف مهاة : تخاطأه القناص حتى وجدته وخرطومه في منقع الماء راسب الجوهري : تخاطأه أي أخطأه وقال أوفى بن مطر المازني : ألا أبلغا خلتي جابرا بأن خليلك لم يقتل تخاطأت النبل أحشاءه وأخر يومي فلم يعجل وقرأ الحسن خطاء بفتح الخاء والطاء والمد في الهمزة قال أبو حاتم : لا يعرف هذا في اللغة وهي غلط غير جائز وقال أبو الفتح : الخطأ من أخطأت بمنزلة العطاء من أعطيت هو اسم بمعنى المصدر وعن الحسن أيضا خطى بفتح الخاء والطاء منونة من غير همز
الإسراء : ) 32 ( ولا تقربوا الزنى . . . . .
)
الاسراء 32 (

فيه مسألة واحدة : قال العلماء : قوله تعالى ولا تقربوا الزنى ( أبلغ من أن يقول : ولا تزنوا فإن معناه لا تدنوا من الزنى والزنى يمد ويقصر لغتان قال الشاعر : كانت فريضة ما تقول كما كان الزنى فريضة الرجم و ) سبيلا ( نصب على التمييز التقدير : وساء سبيله سبيلا أي لأنه يؤدي إلى النار والزنى من الكبائر ولا خلاف فيه وفي قبحه لا سيما بحليلة الجار وينشأ عنه استخدام ولد الغير
"صفحة رقم 254"
واتخاذه ابنا وغير ذلك من الميراث وفساد الأنساب باختلاط المياه وفي الصحيح أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أتي بامرأة مجح على باب فسطاط فقال : ) لعله يريد أن يلم بها ) فقالوا : نعم فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له )
الإسراء : ) 33 ( ولا تقتلوا النفس . . . . .
)
الاسراء 33 (

قوله تعالى : ) ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ( قد مضى الكلام فيه في الأنعام قوله تعالى : ) ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ( فيه ثلاث مسائل : الأولى قوله تعالى : ) ومن قتل مظلوما ( أي بغير سبب يوجب القتل ) فقد جعلنا لوليه ( أي لمستحق دمه قال بن خويز منداد : الولي يجب أن يكون ذكرا لأنه أفرده بالولاية بلفظ التذكير وذكر إسماعيل بن إسحاق في قوله تعالى : فقد جعلنا لوليه ما يدل على خروج المرأة عن مطلق لفظ الولي فلا جرم ليس للنساء حق في القصاص لذلك ولا أثر
"صفحة رقم 255"
لعفوها وليس لها الاستيفاء وقال المخالف : إن المراد ها هنا بالولي الوارث وقد قال تعالى : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض وقال : والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء وقال : وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فاقتضى ذلك إثبات القود لسائر الورثة وأما ما ذكروه من أن الولي في ظاهره على التذكير وهو واحد كأن ما كان بمعنى الجنس يستوي المذكر والمؤنث فيه وتتمته في كتب الخلاف ) سلطانا ( أي تسليطا إن شاء قتل وإن شاء عفا وإن شاء أخذ الدية قاله بن عباس رضي الله تعالى عنهما والضحاك وأشهب والشافعي وقال بن وهب قال مالك : السلطان أمر الله بن عباس : السلطان الحجة وقيل : السلطان طلبه حتى يدفع إليه قال بن العربي : وهذه الأقوال متقاربة وأوضحها قول مالك : إنه أمر الله ثم إن أمر الله عز وجل لم يقع نصا فاختلف العلماء فيه فقال بن القاسم عن مالك وأبي حنيفة : القتل خاصة وقال أشهب : الخيرة كما ذكرنا آنفا وبه قال الشافعي وقد مضى في سورة البقرة هذا المعنى الثانية قوله تعالى : ) فلا يسرف في القتل ( فيه ثلاثة أقوال : لا يقتل غير قاتله قاله الحسن والضحاك ومجاهد وسعيد بن جبير الثاني لا يقتل بدل وليه اثنين كما كانت العرب تفعله الثالث لا يمثل بالقاتل قاله طلق بن حبيب وكله مراد لأنه إسراف منهي عنه وقد مضى في البقرة القول في هذا مستوفى وقرأ الجمهور يسرف بالياء يريد الولي وقرأ بن عامر وحمزة والكسائي تسرف بالتاء من فوق وهي قراءة حذيفة وروى العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال : هو للقاتل الأول والمعنى عندنا فلا تسرف أيها القاتل وقال الطبري : هو على معنى الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) والأئمة من بعده أي لا تقتلوا غير القاتل وفي حرف أبي فلا تسرفوا في القتل




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 0 والزوار 42)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 147.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 145.95 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.16%)]