سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 510 - عددالزوار : 124946 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 593 - عددالزوار : 199571 )           »          المرور بين يدي المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          نصيحة لمن ترك الجمعة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الزيادة في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3093 - عددالزوار : 353398 )           »          تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصدقات تطفئ غضب الرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السلام النفسي في فريضة الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2025, 11:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,393
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة»

سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: ((كل أمتي يدخلون الجنة))

الشيخ حسن حفني




سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: ((كل أمتي يدخلون الجنة...))

الجزء الثامن


وقفة مع الحديث: ((كل أمتي يدخلون الجنة...))
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على أشرف عباده الذين اصطفى، سيدنا ونبينا محمد، سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها الأحِبَّة في الله:
فنستكمل شرح حديث: ((كل أمتي يدخلون الجنة...))؛ الحديث.

وقفة مع: ((ومن عصاني فقد أبى))
أيها الكرام: ننتقل بكم إلى ختام الحديث، والكلام عن الشق الثاني منه؛ وهو: ((ومن عصاني فقد أبى))؛ أي: ومن عصاني بالإعراض عن قبولها، وامتنع عن دخول الجنة ودخل النار بسبب عدم طاعته ومخالفته للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الشق الثاني من الحديث مقرر بكثرة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوح وجلاء؛ وإليك البيان:
قد حذر الله من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92].

فهذا التحذير الشديد وهذا الخطاب المخيف؛ لأسباب: لأن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم تجر إلى الضلال والهلاك، إلى هذا الحد تصل مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! الجواب: نعم وألف نعم.

﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

قال الإمام أحمد: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة هي الشرك، لعله يرد بعض ذلك، فيقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".

وليس هذا معناه أن الذي يخالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم يكفر، نعوذ بالله من الضلال والخذلان، هذا لا يكون إلا إذا استحلَّ الإنسان المعصيةَ بعد العلم والبيان وإقامة الحُجة، فالذي يستحل المعصية يكفر بعد إقامة الحجة والعلم، ﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 121].

أي: إن أطعتموهم في استحلال أكل الميتة، وما لم يُذكَ بالطريقة الشرعية، فهذا استحلال لما حرم الله؛ لأن الميتة محرمة، وإن أطعتموهم إنكم لمشركون، لكن الإمام أحمد يريد أن يقول: إن الإنسان عندما يترك أمر الرسول ويخالفه مرة بعد مرة، فيتعود على ذلك حتى يزيغ قلبه؛ فالله قال: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]، و﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾ [آل عمران: 7]، و﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 10].

فلا يرى حلالًا ولا حرامًا إلا ما يوافق هواه وطبعه، ولا يلتفت إلى الشرع الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، فيصل به الأمر إلى أن يرد حكم الله ورسوله بكل جرأة، بل ويستهزأ به، ولعلك ترى هذا أوضح في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].

و﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36].

واقرأ هذا الحديث جيدًا وهو: عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيضَ مثلِ الصَّفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًّا كالكوز مجخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه))[1].

الصَّفا: جمع الصفاة؛ وهي الصخرة الملساء.

أسود مربادًّا: المتغير سواده بكدرة، أو شدة البياض في سواد.

الكوز مجخيًا: منكوسًا، أو المائل عن الاستقامة والاعتدال.

الفشل في الدنيا أثر لمعصية الرسول صلى الله عليه وسلم
بل ومن آثار عصيانه صلى الله عليه وسلم في الدنيا، أن يكون الفشل حليفك دائمًا: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46].

وما وقع للصحابة في غزوة أحد ليس ببعيد، وهذا أمر معروف ومشهور، لمَّا خالف بعض الرماة أمر النبي عليه الصلاة والسلام، فنزلوا من على الجبل، تسبَّبوا في هزيمة شديدة وعصيبة للمؤمنين، فافهم هذا جيدًا.

الأمان كل الأمان في التمسك بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
فالأمان كل الأمان في التمسك بالقرآن والسنة الصحيحة معًا؛ فالقرآن قال: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به، فلن تضلوا أبدًا: كتابَ الله وسنة نبيه))[2].

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تركت فيكم شيئين، لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسُنتي، ولن يتفرقا حتى يرِدا عليَّ الحوض))[3].

وفي حديث العرباض بن سارية، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور، فإن كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة))[4].

امتنع عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فشُلَّت يده
بل وأيضًا هذا مثال واقعي لرجلٍ امتنع وأبى أن يقبل كلام النبي صلى الله عليه وسلم، رجل يأنف لسماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمه، وهذا الموقف الذي سأقصه وأحكيه لكم نراه منتشرًا اليوم، ومتفشيًا في المسلمين بكثرة في فئة معينة من الناس، أصحاب المنظرة والوجاهة "الإتيكيت" إن صحَّ اللفظ، إلا ما رحِم ربي، أصحاب التقليد الأعمى للغرب الكافر، أو الشرق الملحد، يتشبهون بهم ويتركون طاعة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته بحُجج قبيحة رديئة شيطانية، فيها اعتداء صارخ على هديِ النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يقولون معترضين: الذي خلق اليمين هو الذي خلق الشمال.

وبعضهم يقول: أتريدون أن تردونا إلى الوراء، إلى عصر الجِمال، والبغال، والصحراء، والخيم؟

وبعضهم يقول معترضًا: الناس صعدوا إلى القمر وفعلوا، وفعلوا، وأنتم تتكلمون بهذا المنطق والأسلوب.

وبعضهم يقول: أنا حر أفعل ما أشاء.

وبعضهم يقول: هذا تنطع وتشدد، وتطرف وجمود في الفكر، وتحجر في العقل والفهم.

وبعضهم يقول مستهزئًا: لماذا تتمسكون بالقشر وتتركون اللب؟

وهناك، وهناك، وهناك... كلام كثير، واعتراضات لاحصر لها، ووالله الذي لا إله غيره، كل واحدة من هذه تحتاج إلى وقفة، ولن أطيل في بيان الحق، والمسلم يكفيه الدليل الواحد والموقف الواحد، إذا كان يريد الحق والاستسلام لله بقوله وقلبه وجوارحه؛ ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 131].

وحتى لا أطيل عليك، هذا هو الموقف والمثال في هذا الحديث:
عن سلمة بن الأكوع: ((أن رجلًا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: كُلْ بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكِبر، قال: فما رفعها إلى فيه))[5].

انظر الجزاء من جنس العمل، ماذا عليه لو سمع واستجاب؟ والله لاستراح ورضيَ عنه الله ورسوله، ودعا له بدلًا من أن يدعو عليه؛ فالله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، ولقد مر بنا كيف كان الصحابة يستجيبون للرسول صلى الله عليه وسلم حتى في الأمور الخاصة بهم.

قال النووي في شرح مسلم[6]: "وفي الحديث: جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي بلا عذر، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل حال، واستحباب تعليم الآكِل آداب الأكلِ إذا خالفه؛ كما في حديث عمر بن أبي سلمة الذي بعد هذا"؛ ا.هـ.

قلت: وهذا نص الحديث: عن عمر بن أبي سلمة يقول: ((كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام، سمِّ الله، وكُل بيمينك، وكُل مما يليك))، فما زالت تلك طعمتي بعدُ[7].

أولًا: يا غلام (سمِّ الله)؛ طردًا للشيطان، ومنعًا له من الأكل فتُسن التسمية.

قال النووي: "أقلها: بسم الله، وأفضله: بسم الله الرحمن الرحيم".

قال الحافظ ابن حجر: "لم أرَ لِما ادعاه من الأفضلية دليلًا خاصًّا".

وأما قول الغزالي: "يُستحب أن يقول مع اللقمة الأولى: بسم الله، والثانية: بسم الله الرحمن، والثالثة: البسملة بتمامها، فإن سمى مع كل لقمة، فهو أحسن؛ حتى لا يشغله الأكل عن ذكر الله، ويزيد بعد التسمية: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، وأنت خير الرازقين، وقنا عذاب النار"، فقال الحافظ أيضًا: لم أرَ لاستحباب ذلك دليلًا، ولا أصل لذلك كله، وقال غيره: ظاهر الأحاديث خلافه، ومن أصرحها حديث أحمد: ((كان صلى الله عليه وسلم إذا قُرِّب إليه طعام، قال: بسم الله)).

(وكُلْ مما يليك)، استحبابًا لا وجوبًا عند الجمهور، فيكره الأكل مما لا يلي؛ لأن الأكل من موضع يد صاحبه سوء عشرة، وترك مودة لنفور النفس لا سيما في الأمراق، ولما فيه من إظهار الحرص والنَّهم وسوء الأدب وأشباهها، فإن كان غير لون أو تمرًا جاز؛ فقد روى ابن ماجه وغيره عن عائشة: ((كان صلى الله عليه وسلم إذا أُتِيَ بطعام أكل مما يليه، وإذا أُتِيَ بالتمر جالت يده فيه))؛ [رواه الترمذي].

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله[8]:
"وقد سبق لنا الكلام على أن الأكل باليمين والشرب باليمين واجب، وأنه يحرم على الإنسان أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله، وأن من أكل بشماله أو شرب بشماله فإنه عاصٍ وآثم، عاص لله ورسوله، وآثم ومشابه للشيطان، ولأولياء الشيطان من الكفار.

والواجب على المسلم أن يأكل باليمين إلا لعذر، كما لو كانت اليمين مشلولة أو ما أشبه ذلك، فاتقوا الله ما استطعتم، ثم ذكر الشيخ حديث سلمة بن الأكوع، ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا استطعت))؛ يعني: دعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يرفعها بعد ذلك إلى فمه.

ويحتمل قوله: ((ما منعه إلا الكبر))؛ يعني: إلا التكبر عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أنه ما منعه إلا الكبر، يعني ما منعه أن يأكل بيمينه إلا الكبر، وأيًّا كان فإن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بهذه الدعوة التي أوجبت أن تنشل يده حتى لا تُرفع إلى فمه، دليل على أن الأكل بالشمال حرام.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، فأنت الآن أمامك هدي النبى صلى الله عليه وسلم وهدي الشيطان، فهل تأخذ بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم أو بهدي الشيطان؟ وكل مؤمن يقول: آخُذ بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم يأكل بيمينه وأمر بالأكل باليمين، ويشرب بيمينه وأمر بالشرب باليمين، والشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، فاختر أي الطريقين شئت.

ولهذا كان أولياء الشيطان من اليهود والنصارى والمشركين لا يعرفون الأكل إلا بالشمال، ولا الشرب إلا بالشمال؛ لأنهم أولياء الشيطان، تولَّاهم الشيطان والعياذ بالله، استحوذ عليهم، فإياك أن تكون مثلهم.

والبعض إذا كان يأكل وأراد أن يشرب، يُمسك الكأس باليسار ويشرب، وهذا لا يجوز؛ لأن الحرام لا يُباح إلا للضرورة، وهذا ليس له ضرورة، يستطيع أن يمسك الكأس من أسفله باليد اليمنى، فغالب كؤوس الناس اليوم إما من البلاستيك يشرب بها ثم تُرمى ولا تُغسل، وإما من الحديد، وإما من الزجاج فيمكن غسلها، حتى ولو تلطخت.

ولكن لا يجوز للإنسان أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله، فإن فعل فهو عاصٍ لله ورسوله، عاصٍ للرسول لأنه نهى عن ذلك، وعاصٍ لله لأن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم معصية لله، ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]، ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36]، والرسول صلى الله عليه وسلم ما يتكلم من عند نفسه، بل يتكلم لأنه رسول رب العالمين سبحانه وتعالى"؛ ا.هـ.

رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم، رغم أنف الشيعة الروافض الحاقدين، فاللهم احشرنا مع نبينا وأصحابه الكرام الأطهار الطيبين.

أيها الأحباب الكرام، للحديث بقية إن شاء الله تعالى، هذا، والله أعلى وأعلم.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا وخليلنا، وإمامنا وقائدنا وقدوتنا، وقرة عيوننا؛ سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأزواجه، وسلِّم تسليمًا مباركًا إلى يوم الدين.

[1] رواه مسلم (231) وغيره.

[2] رواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس بإسناد حسَّنه الألباني، وانظر صحيح الجامع رقم: (2457)، و(2458).

[3] رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2937).

[4] رواه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (42، 43، 44) والدارمي (95) وغيرهم، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود.

[5] رواه مسلم (2021)، وغيره.

[6] ج 7، ص 212.

[7] رواه البخاري (5376)، ومسلم (2022)، وغيرهما.

[8] شرح رياض الصالحين (2/ 484، 485).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.22 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]