|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجي يصور نفسه ويرسل الصور للفتيات
زوجي يصور نفسه ويرسل الصور للفتيات أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: زوجة تشكو زوجها؛ إذ يكلم فتيات كثيرات عبر الجوال والإنترنت، ويصوِّر نفسه عريانًا، ويرسل صوره، وهي لم تعُد تحتمل، وترغب في الطلاق، وتسأل: ما الرأي؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم. زوجي يتحدث مع فتيات كثيرات عبر الجوال والإنترنت، سامحته كثيرًا؛ لأجل ولدي، ولئلا يخرب البيت، لكن وصَل به الأمر إلى أن أصبَح يصوِّر نفسه وهو عريان، ويرسل صوره، لم أعُد أحتمله، وأخشى من المستقبل؛ لأنه يتمادى فيما يفعل، ولا واعظَ له، وكلما واجهتُه، يقسم بالله زورًا وبهتانًا أنه لا يكلم أحدًا، أريد الطلاق، وأرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ أما بعد أختي الكريمة: فأنا أتفهم مشاعركِ جيدًا، أشعر بالثورة التي تملأ نفسكِ، حتى إنها لم تمهلكِ لإتمام الرسالة وكتابة بياناتكِ، ولكن ماذا عسانا أن نفعل في هذا الزمن العجيب الذي عمَّ فيه البلاء، وميز الله فيه ضعاف النفوس وكبار النفوس؟ ما يفعله زوجكِ - بكل أسفٍ - حفرة عميقة سقط فيها شباب وشُيَّب، أهل التزام وأهل ضلال، والفالح من عاد لربه، وفهم أنه لا متعة كاملة في دنيانا. صراحة مثل هذه المشاكل تحزنني كثيرًا؛ لأني أعلم كيف هي غيرة المرأة، وكيف يتآكل قلبها، ومع ذلك أنا مضطرة أن أنصحها بالصبر! هذا بلاء وقع فيه زوجكِ، هي مرحلة من ضعف النفس، وضعف الوازع الديني لديه، وبإذن الله تمر على خير. عليكِ أن تعينيه على نفسه، وتبذلي معه قصارى جهدكِ، وبإذن الله ستجدي نتيجة صبركِ خيرًا. اشغليه ولا تتركيه وحده قدر الإمكان. عاتبيه بلطف، قوِّي العلاقة بينكِ وبينه بحسن الحديث والتلطف في المعاملة، وأكثري من الزينة والملابس طيبة الرائحة، ضاعفي اهتمامكِ بنفسكِ، سيجد عندكِ ما يبحث عنه في الخارج. طبعًا أسمعكِ تقولين: بأي طاقة أفعل ذلك، وهو يعرض عني ويلاطف غيري، يصمت معي ويغازل الأخرى؟ نعم، لا أنكر ذلك، ولكن أنت مضطرة لمعالجته، وبإذن الله ربنا سيعوض قلبكِ بكرمه، وسوف تلاحظين هذا بنفسكِ. مهم جدًّا أن تقوِّي الوازع الديني لديه، وذكِّريه بالله مرة في حديثكم، ومرة بالرسائل ومقاطع الفيديو، طبعًا مع كل هذا الدعاء واللجوء لله عز وجل الذي يعلم مدى حرقة قلبكِ. تعاملي معه على أنه مريض، وواجبكِ إتمام رحلة العلاج معه كواجب من إنسانة عاقلة محبة لبيتها وولدها، لا تكثري اللوم والعتاب، والتنفير من التعامل معكِ، ولا تراقبيه، فكل هذه الهموم التي أثقلت قلبكِ، وكادت أن تهدم حياتكِ سببها المراقبة والتجسس؛ تذكري قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [المائدة: 101]. في النهاية، لا تذهب نفسكِ عليه حسرات؛ وتذكري قول ربكِ سبحانه: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38]، فأنتِ لن تحاسبي مكانه، إذا بذلتِ كل ما في وسعكِ نصحًا ورفقًا، وتوددًا ودعاء، وتجملًا وزينة، ولم يهتدِ؛ فاتركيه ليحكم الله بينكم. أما عن الطلاق، فهو آخر خطوة يمكن أن نفكر فيها، اصبري وابذلي، فإن تمادى ولم يرتدع، فاطلبي الطلاق دون إلحاح، واذهبي لأهلكِ، ولا تقبلي صلحًا إلا بعد ثلاثة أشهر على الأقل، إن شعر بقيمة الزوجة والاستقرار والولد، وندم، وتاب، فعودي إليه، وعفا الله عما سلف. وإن لم يرتدع وظل على أفعاله السوداء هذه، فقفي وقفة مع نفسكِ، وشاوري العقلاء من أهلكِ، وقارني بين حياتكِ معه على عيبه، وبين الطلاق، واختاري الأفضل لكِ، والأفضل هنا لا أعني به الطعام والشراب، بل أعني السكن واحتواء ابنكِ، والقدرة على التربية والإنفاق، والعامل النفسي لديكِ، فمن الواضح أنكِ ما زلتِ صغيرة، هل ستقوين على مواجهة الشارع المملوء بالمسعورين والعمل للكسب وتربية الولد؟ زِني الأمور من كل جهة، ولا تستمعي لحماس أهلكِ، بل تدبري الواقع جيدًا، عندها عودي له أو استمري في طريق الانفصال بحسب الأريح لكِ! أحيانًا الرضا بمثل هذه الحال أرحم كثيرًا من أن نكون عالة على أحد، وخاصة تحمُّل ابنكِ دون إهانات وضغوط نفسية، فمعظم الناس (أهل الزوجة) يضغطون على الطفل ويهينونه؛ انتقامًا من والده في شخصه. هداه الله لكِ، وهدى قلبكِ للخير.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |