|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وفاة أبي أوقفت حياتي أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: فتاة تُوفِّيَ أبوها، وقد سبَّب لها ذلك انطواءً على نفسها، وانزواءً عن المجتمع، فهي لا تستطيع الخروج إلى المجتمع والتعامل مع العائلات المتكاملة، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ السؤال: السلام عليكم. لديَّ مشكلة في الخروج من المنزل بعد وفاة أبي، فإكمالي حياتي بشكل طبيعي وتقبُّل غيابه يُشعرني بالذنب، ولا أستطيع ترك نفسي كي تشعر بالراحة، كلما قلت بأني أتحسن، عدتُ لنقطة البداية، أشعر بأني إذا خرجت، فلن أتحمَّل رؤية العائلات المتكاملة، لأن عائلتي أُصيبت بنقص، وهذا النقص هو والدي، تعبت جدًّا ولا أعلم ماذا أفعل؛ فغياب أبي أهلكني وهزَّني، وجعلني أشعر بأنه ليس هناك ما يستحق العيش في هذه الدنيا، وأنا على هذه الحال منذ ستة أشهر، وعندما أرى مَن حولي يخرجون ويكملون حياتهم بشكل طبيعي، أشعر بأنهم نسَوا والدي، مع أن هذا غير صحيح، سؤالي هو: كيف أعالج نفسي وأتقبل السير في حياتي؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. أيتها الكريمة، عظَّم الله أجركم، وأحسن عزاءكم، وغفر لميِّتِكم، وأسكنه فسيح جناته. حينما يفقد الإنسان جليسه، ومَن يأنس بقربه، يشعر بألم الفقد؛ فكيف إذا ما كان المفقود هو الأب والسند في هذه الحياة؟ لا شكَّ أن مشاعر الألم والفقد سوف تغلب الإنسان، ولنتأمل تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع فقد ابنه إبراهيم رضي الله عنه: عن أنس رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجُودُ بنفسه، فجَعَلَتْ عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرِفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف، إنها رحمة، ثم أتْبَعَها بأخرى، فقال: إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضِي ربنا، وإنا لفراقكِ يا إبراهيم لَمَحْزُونون))؛ [رواه البخاري ومسلم]. فمن الطبيعي أن يتأثر الإنسان ويتألم، ويكون هذا الألم ظاهرًا عليه، وهذا علامة محبة واشتياق ووفاء، لكن بشرط ألَّا يتجاوز ذلك ويتبعه سلوكٌ سلبي واعتراض على قدر الله. وحتى يتجاوز الإنسان هذه الصدمة، ويتكيف مع المرحلة الجديدة في حياته، لا بُدَّ أن يتقبل ما حصل، ويُسليَ نفسه بحُسن خاتمة المتوفى، وأنه ذهب إلى ربٍّ كريم يجازيه بأحسن ما عمل، يغفر الذنب ويتجاوز ويضاعف الحسنات، وأن الله قبض روحه على الإسلام. وإن الأب لا يُريحه في حياته منظر الحزن والأسى على مُحيَّا أبنائه وبناته، فلا تطلبي من نفسكِ عكس ما يحب، فلو كان حيًّا لما سرَّه اكتئابكِ وتجَهُّمُكِ. وإذا ظللتِ حبيسةَ الحُزن، فلن تتقدمي في حياتكِ، ولن تحققي المطلوب من بقائكِ على قيد الحياة، بل ستبقين في نفس دائرة الحزن أبد الدهر. وصيتي لكِ ألَّا تُطِيلي الأحزان، وأن تعطي نفسكِ فرصة التحرر من المشاعر السلبية والاندماج مع الحياة الطبيعية. وإذا رأيتِ من تَكَامَلَ جَمْعُهم وحفِظ الله لهم والديهم، فترحَّمي على والدكِ، وادعي لهم بالبركة، وإياكِ أن تزدري نعمة الله عليكِ، فلله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمًّى. وصلى الله وسلم وباركِ على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |