|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد أن أتخلص من الحقد وإساءة الظن أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ تربى في أسرةٍ سيئة الطباع، اعتدى عليه أخوه وهو صغير، مما أصابه باكتئابٍ، وعندما أخبر والديه لم يفعلَا شيئًا لابنهما! كره أهله، ولا يريد الحياة معهم، ويسأل: كيف أتخلص مِن الحقد وإساءة الظن وأتعلم حب الخير للناس؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ تربيتُ في أسرةٍ سيئة الطباع، كنتُ في صغري أتجنبهم وأبعد عنهم. اعتدى عليَّ أخي الأكبر وأنا صغير، ولم أفعلْ له شيئًا، ولم أخبِرْ أهلي لأني ما كنتُ أعرف حقيقة ما فعَل، لكن عندما كبرتُ عرفتُ، فأُصبتُ باكتئابٍ شديد، وأخبرتُ والديَّ لكنهما لم يقفَا بجانبي، ولم يهتمَا بالأمر. لم أجدْ منهما حنانًا في حياتي، بل أراهما غير اجتماعيين، وكل ما تعلمتُه منهما هو سوء الخلُق وسوء الظن، حاولتُ أن أتقرَّب منهما فلم أجدْ سوى الاستِغلال والخِصال السيئة وعدم التقدير! وسؤالي: هم أهلي في النهاية وأريد أن أصلَ رحمي، وأخشى قطعَها مهما فعلوا، فأخبِروني كيف أتخلَّص مِن الحقد وإساءة الظن؟! وكيف أتعلم حب الخير للناس؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فبدايةً أحمد الله الذي رزقك مِن الإيمان ما دفعك لأن تبحثَ عن أسباب الصلاح والإصلاح، ومِن المحزن أن يُبتلى المرءُ في والديه اللذين يعول عليهما دائمًا في التربية والتنشئة، فهما الأساسُ في حياة الأبناء قدوةً وأنسًا وحبًّا، وهذا دليلُ خير أنَّ عِظَم بلائك في والديك وأسرتك بأكملها، فإنَّ ((عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء))؛ كما أخبرنا بذلك الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم. لكن أقول لك: لا تيئس؛ فلقد عرفنا أُسرًا سيئةً، ورأينا فيهم مِن قُبح الأخلاق والأعمال ما جعلنا نتعجَّل في الحكم عليهم حكمًا مؤبدًا ويائسًا، ثم فوجئنا وبعد سنواتٍ بتغير أحوالهم إن لم يكونوا جميعهم فأغلبهم، فالقلوبُ يَملكها مُقلبُها سبحانه، يمسي المؤمن مؤمنًا ويصبح كافرًا، والعكسُ مِن ذلك يَحدُث أيضًا. المقصودُ مِن ذلك أن تدرك أن الأملَ لا يزال يسري ما دامت الأرواحُ في الأجساد، والذي أتمناه منك هو أن تُكثر المخالطةَ بأسرتك احتسابًا وصبرًا، فمِثْلك ممن يستهجن قبيح الأخلاق يُعدُّ عملةً نادرةً يَحْسُن وجودها في المجتمع، فكيف إن اجتمع إلى ذلك حرصك على التغيير شفقةً ورحمةً وحبًّا. ثقْ بأنَّ دافعًا ما سيَدفعهم للتغيُّر بمرور الوقت، مع بذل الأسباب مِن دعاء، ودعوة، وتذكير، وحث على الفضائل، وحُسن الخُلُق، والتأدُّب بآداب الشرع. مِن حق والديك عليك أن تُحسنَ إليهما بالنصح الجميل، وذلك أحوج ما يكونان إليه، بل أشد حاجة من المال الذي تظن بأن تعاهدهما به كاف لتكون محسنًا. فاصبرْ فإن الصبر والابتلاء طريق الصالحين، وتحمَّل الأذى في سبيل ذلك إن كان الأمر لم يتعدَّ حدَّه، ولم تكن تخشى على نفسك الفتنة؛ قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35]، وقال عز مِن قائل: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 127]. سدِّدْ وقارِبْ، وإن خشيت سوءًا ابتعد بجسدك، واقترب بسؤالك وعطائك، وإن أمنتَ على نفسك فكنْ قريبًا ناصحًا وموجهًا ومعينًا. أكثِرْ مِن العبادة، واستعنْ على ذلك بالدعاء، ثم مرافقة الصالحين، أكثِرْ من تلاوة القرآن والذكر وعموم الطاعات، واجتنبْ مواطن الفِتَن والسوء، وحَصِّنْ نفسك بالزواج بالزوجة الصالحة دينًا ومنشأً إن استطعتَ؛ فإن في ذلك تثبيتًا وإعانةً. وسؤالك فيما يتعلق بالتخلص مِن الحقد وإحلال حب الخير للناس محله، فيَكفيك في ذلك حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سُئِل: أي الناس أفضل؟ قال: ((كل مخموم القلب صدوق اللسان))، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غلّ، ولا حسد)). فتذكُّر الفضل مع الدعاء بإلحاح يكفيك لحصول مرادك، فاللهُ جل جلاله قريبٌ مجيبٌ كريمٌ حيي، يستحي أن يردَّ يدي عبده صفرًا. ثبَّتك الله وسدَّدك، وزادك حرصًا، وأعانك على كل خيرٍ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |