|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أغضب من زوجي كثيرا أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: امرأة زوجها ضعيف الشخصيَّة، ويُعاني من نوبات قلق، وهي شديدة العصبيَّة وسريعة الانفعال بسبب تصرُّفاته، وتَخاف من غضب الله عليها لهذا السبب. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأة متزوِّجة منذ عامين، وزوجي يكبرني بـ ١٢ عامًا، والمشكلةَ أنني عندما أغضب أرفع صوتي عليه، وأنعته بأبشع الألفاظ، لكنه يأتي بعد أن يذهب عنِّي الغضب ويطلب مني أن أُسامحه، علمًا أنني أنا مَن أنفعل وبشدة. مشكلتي مع زوجي أنه ضعيف الشخصية، وليس لديه أية ثقة بنفسه، وقَلِق لأتفه الأشياء، ولا يستطيع اتخاذ أي قرار مهما كان بسيطًا، ويصاب بنوبات القلق كثيرًا. المشكلةُ الكبرى أنه يُعاني مِن الضعف الجنسي منذ سنوات، وهو يُتابع حالته عند طبيب لكن بدون فائدة. أخبرتُ زوجي أن عليه أن يتغيَّر، وأهديته كتابًا عن العلاج المعرفي لكي يقرأه، لكنه غير مستعد لأيِّ تغيير! كنَّا نسكن مع بيت أهله فهدَّدتُه بالطلاق إذا لم نسكن وحدنا، فقبل السكن في شقة وحدنا، وكل شهر يَعِدني بأنه سيتغيَّر للأفضل، لكني لا أرى منه تغيُّرًا، بل أرى أنه يعاني من نفس المخاوف، ونفس الأفكار، ونفس نوبات القلق، حتى سئمتُ العيش معه. للأسف لم أعد أستطيع مساعدته؛ لأنني كلما حاولت مساعدته أجده لا يُريد التغيير، ولا يريد الخروج من قوقعته! دعوتُ الله عز وجل أن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن يجعله أقوى مما هو عليه، لكني أحتاج نصائحكم لي؛ لأني لا أستطيع كبْتَ غضبي حينما أُواجه تصرُّفاته، وأخاف أن يغضب الله عز وجل عليَّ، ولا أريد سخط الله بسببه. فأفيدوني بنصائحكم، جزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أيتها الكريمة، حياكِ الله. كبتِّ مشاعر الضيق والتمرُّد على حياة زوجية غير طبيعية، وحاولتِ حبس عواطف تُلح على كل بشر وتفرض نفسها في بعض الأحيان، فظهرتْ بصورة فظَّة وغليظة وبعيدة عن الشرع وأحكامه. من الخطأ أن نهرب من حلِّ مشكلة أساسية في حياتنا إلى أمور نَحسب أن فيها الحل المؤقت أو المسكن لآلام لن تلبَثَ أن تتجدَّد وتفور على سطح الحياة لتجعل منها سلسلة من الكوابيس المُزعجة وحلقة من الأحزان التي لا تنتهي. أتتِ امرأةٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعترف بحُسن أخلاق زوجها، وتطلب فِراقه لخوفها مما تخافين منه الآن: "لا أعتب عليه في خُلق ولا دِين، ولكني أكره الكفر في الإسلام"؛ فكفران العشير من مُسببات دخول المرأة النار، والمرأة العاقلة لا تجعل في حياتها الزوجية ما يَحملها على سوء معاملة أحق الناس بحسن الصُّحبة، ولا تذر المشكلات تتفاقم وتنمو وتتأصل جذورها حتى تعجز عنْ حلِّها. والذي أرى في حالتكِ أن تُعيدي التفكير وتُعيدي حساباتكِ بصورة واقعية عمليَّة، بعيدة عن العواطف، نائية عن المشاعر، بصورة تُقربكِ إلى الله وتُجنِّبكِ سخطه وعقابه. اجمعي كل الأمور التي من شأنها أن تُصلح زوجكِ وتجعل منه رجلًا طبيعيًّا، وانظري في احتمالية تحقيقها على أرض الواقع، واحكمي على حياتكِ في الحالتين إن نجحت الإصلاحات أو لم تنجح، ثم اختاري لحياتكِ الطريق الذي ترين فيه النور وتنعَمين بحياة طبيعية تضمنين فيها أنكِ لا تُكرهين على ارتكاب كبيرة بعصيان زوجكِ وسَبِّه وإهانته، والشعور المستمر باحتقاره. استخيري وفكِّري، واستشيري أهل الدين والعلم في أمرِك، ولكن تذكري أن زوجكِ بابُكِ إلى الجنة أو النار، تذكَّري أنه لن تكون لكِ حُجة للاستمرار في حياة تُقربكِ مِن غضب الله كل يوم، تذكَّري أن عليكِ السمع والطاعة وحُسن التبعُّل لزوجكِ مهما كانتْ ظروفه التي من المفترض أنكِ قبلتِها. لستُ هنا لأُقرر قرارات مصيرية، ولكني أضع خيوطًا وأفتح دروبًا قد تُنير الطريق وتُفسح المجال لتفكير أوسع، وبعد الاستشارة والاستخارة والتوكل على الله علام الغيوب يتم اتخاذ القرار. وفَّقكِ الله ويسَّر أمركِ، وأصلح زوجكِ، وأُذكِّركِ بأن عمل الخير والتضرع إلى الله بالدعاء من أسباب صلاح الحياة والتوفيق فيها؛ ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |