
19-08-2022, 07:32 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة :
|
|
رد: لقاء مع جاري هامل حول تجديد روح الابتكار
لقاء مع جاري هامل حول تجديد روح الابتكار
هشام محمد سعيد قربان
2- اكتساب القدرة على الابتكار يحتاج لبعض الوقت:
إن الملاحِظَ للجهود والأنشطة الابتكارية يجدُها متفرقةً وغير منسقة، ولا توجد صلةٌ حقيقية تربطها، وبعضها بسيط وبدائي، ويسبِّب هذا استياءَ القائمين عليها؛ لقلة النتائج، وتدنِّي الجودة.
الحل المقترح:
أ- تعليم الجميع وتدريبهم الممنهج على مبادئ وأساليب ابتكار الأعمال، وفي غياب التدريب المناسب نجد أن الأفكارَ الابتكاريةَ المطروحة غيرُ مجدية؛ فهي إما أن تكون جزئية وبسيطة ومتحفِّظة، أو تكون شطحات خيالية، وتندر تلك الأفكارُ الجريئة التي تتسم بما يسمى بالابتكار الجذري (Radical Innovation) والفائدة العملية، وإغفال هذا التدريب هو - في الحقيقة - إغفالٌ لمرحلة وخطوة لا غِنى عنها.
ب- سرعة التلقيم الراجع لمقدمي الأفكار الابتكارية.
ت- وضوح معيارية تقويم الأفكار المقترحة في مرحلة الاختيار الأوَّليِّ والتمويل:
إن هذا أمرٌ مهمٌّ من نواحٍ عدة، منها: اختيار فريق التقويم، ولأضرب لكم مثلاً استقيتُه من خلال عملي مع شركة آسيوية؛ فلقد لُوحِظ كثرة التقييم المتدني للأفكار المقترحة، بالرغم من وجود عددٍ كبير من الأفكار الإبداعية الواعدة في مجال يتعلَّق بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وبعد التقصِّي وجدنا السبب؛ فالمشارِكون في فريق التقييم كانوا في أواخر الخمسينيات من العمر، ولا تستهويهم هذه التطبيقاتُ الحديثة كما تستهوي الناشئةَ.
ث- الرأسمال التجريبي الكافي: (التمويل، التفرُّغ، الجدولة..).
ج- المنهجية في المنطلق والعمل: فالنظرة الجزئية للأفكار ناقصة، ولا بد من النظر الممنهج والشمولي.
هـ- الاتفاق على معنًى موحَّد للابتكار: الكل يعرفُ صعوبةَ التحرُّك نحو وجهة غير محدَّدة، ويصعُبُ اتخاذ قرار حول فكرة مقترحة في غياب معنًى فاعل وموحَّد للابتكار، ولنعطِ دليلاً لهذا من خلال طرح سؤال مفاجئ على مجموعة من المسؤولين الإداريين: ما هي المشاريع التي تبَنَّتْها وموَّلتْها المنشأة في العام الماضي، والتي تتسم - خصوصًا بما يصطلح عليه مجازًا - بتغييرها للعب وقوانينه (Game Changers)؟ ولسوف يكشف هذا السؤال المباغتُ عن غياب المعنى الموحَّد للابتكار، وتلك المبادَرات التي تغيِّر اللعبة.
د- الاعتقاد الخاطئ لدى البعض بأن الابتكارَ هلامي المعالِم، ويصعُبُ التعرف عليه وقياسه، وهذا يؤدي إلى المبالغة والتعقيد في تقييم الأفكار المقترحة.
سؤال من ديننج: كيف تفسِّر غياب الأمثلة الناجحة لتطبيق هذه المبادئ؟
جواب من هامل: السبب الرئيسي هو غيابُ الجهود، أو نقصانها عن المطلوب، فلا بد من جهد مكثَّف لإعادة هندسة (Re-engineering) العمليات الإدارية نحو الابتكار.
سؤال من ديننج: البعض يذكُرُ نسبة نجاح متدنِّية في ردم الفجوة بين الرغبة في الابتكار والقدرة = 1%، هذه إحصائيات متشائمة، ما السبب؟
جواب من هامل: هناك عدة أسباب:
1- ما ذكرناه سابقًا:
ضَبابيَّة النظرة إلى الابتكار؛ فما زال الكثيرُ إلى يومنا هذا يسألنا - بشك واضح -: هل من الممكن تعليم الابتكار؟ ونجيبهم: نعم، ولدينا تجارِبُ جادة وناجحة، جنَتْ أرباحًا كثيرة من تعلُّم الابتكار، وللأسف ما زال الكثير يعتقد بأن القدرة على الابتكار هي موهبة لدى القلَّة، ولا يمكن تعلُّمها.
2- غياب القدوات في مجال تبنِّي الابتكار:
فما زلنا نسمع كثيرًا ذلك السؤال المشهور - من بعض المسؤولين التَّنفيذيين - يوجِّهُه لمن يقترح فكرةً ابتكارية جديدة: هل جرَّب هذه الفكرةَ أحدٌ غيرُنا؟ ويناسبُ هذا الرد - المتوجس - من يحب أن يكون تابعًا للآخرين، ولا يناسب من يسعى إلى أن يكون رائدًا وقائدًا في مجال جديد.
3- اكتساب القدرة على الابتكار يختلف عن اكتساب القدرات الأخرى، ويحتاج وقتًا أطولَ:
فالعملُ الممنهج على الابتكار من نواحٍ عدة، منها: التدريب على الابتكار لا يجني ثمرته إلا بعد ثلاث إلى خمس سنوات من الجهود المكثَّفة، وبعدها نشهد بدايةً للتغيُّر الجيني الذي تحدثنا عنه سابقًا، وهذا مما يجعل بعضَ المسؤولين يستبطِئون الابتكارَ - مقارنةً بالمشاريع سريعةِ المردود - ولا يُشجِّعون مبادراته.
سؤال من ديننج: هل تتوقَّعُ أن تسهم بعض الأبحاث الفائزة بجائزة-M (والتي تتعلق بالتحديات الفكرية - الخمسة والعشرين - التي تواجه علم الإدارة) في ردم الهوَّة بين الرغبة في الابتكار والقدرة على الابتكار بطريقةٍ ترفَعُ من نسبة النجاح إلى مستوى أعلى من 1%؟
جواب من هامل: نعم، نتوقع هذا التحسُّنَ من طريقين للمشاركة:
الأول: المشاركة الطبيعية والعفوية داخل المجموعة:
هنالك الكثيرُ من الجهود المتفرِّقة في مجال الابتكار، والبعض لديه - وهو لا يشعُرُ - حلولٌ لمشاكلَ وتحديات قد تواجهُ الآخَرين الذين لا يعرِفون بجهوده، وسوف توفِّرُ جهود MIX في مجالِ جمع وتنسيق وتوثيق ونشر التَّجارِبِ والمبادرات فُرصًا كافية لأعضاء المجموعة للتعلُّمِ فيما بينهم، والإفادة من نَجاحات الآخرين وأخطائهم، وهذا عاملٌ مساعِد يزيد من نِسَب النجاح.
مثال: كانت التَّجرِبة الناجحة لشركة Morning Star (من أكبرِ شركات منتجات الطماطم في العالم) في مجال الإدارة بلا مديرين (Managing Without Managers) معروفة في نطاقٍ ضيِّق جدًّا، ولكنها أصبحت الآن معروفةً للكثير بعد توثيقِ تجرِبتِها ونشرها عن طريق MIX، ويتواصل معها ويُفيد مِن خبرتها عددٌ متزايِدٌ من الأكاديميين والمهتمين بهذا الأسلوب الإداري الابتكاري (المراجع: 10).
الثاني: مشاركة فيها قدرٌ من التخطيط المسبق، وله عدةُ فوائد:
1- شَحْذُ هِمم الآخرين، والعلو بطموحِهم حين مشاهدة التَّجارِب الابتكارية الناجحة في رفعِ سقفِ الممكن، وتضييق دائرةِ المُحال.
2- تبصير المسؤولين في المنشآت بطرقٍ بديلة للإدارة تُخالِف المعتادَ والمألوفَ.
3- عرض برامج وورش عمل تدريبية تهدفُ إلى إنتاج أعضاءٍ فاعلين في مجالِ الابتكار الإداري.
4- فرصة للتعلُّم داخل المجموعة عن طريق تقليد الآخَرين أو البناء على تجارِبِهم.
الخاتمة ( بقلم المترجم):
لعل القارئَ العزيزَ يثمِّنُ هذا المقال الغنيَّ والمتميز؛ فهو فرصة للتعرف على جاري هامل، وهو - كما ذكرنا سابقًا - واحدٌ من أهمِّ الخبراء الإداريين في العالَم، والمعنيِّين بالتجديد والتطوير والابتكار في عِلم الإدارة وتطبيقاته، وفي ثنايا المقال دعوة للاطِّلاع والمشاركة في مجموعة MIX، ولا يزال الكثيرُ من التحديات الخمسة والعشرين مفتوحًا للمشاركين، ولا تقتصرُ دعوةُ المشاركة على اقتراح أفكار جديدة، بل بإمكان كلِّ مشارك أن يضيف أو يعدل على ما سبق من البحوث والدراسات، ولا يفوتُنا تذكيرُ مديري المنشآت والمختصين في الإدارة بالفوائد والدروس والتجارِبِ الناجحة التي تعرضها الأبحاث الفائزة بجائزة-M، والتي تم اختيارها بعنايةٍ مِن قِبل أشهر المهتمِّين والمختصين في العالَم، ولقد أضَفْنا للمقال مجموعةً من المراجع التفصيلية لمن أراد التعمُّق والاستزادة.
إضافة من المترجم:
تم الإعلان في فبراير 2013 عن الفائزين في الجولة الأولى بجائزة-M للتحدي الفكري: تجديد روح الابتكار، ونعرض طائفة مختارة من عناوين هذه الأبحاث الفائزة: الإدارة في القرن 21: مكافحة الجريمة في ميمفس، الابتكار في شركة ويهربول، هل يوجد تناقض في مصطلح إدارة الابتكار؟ تجربة شركة سيسكو في الابتكار الاحتوائي، الابتكار في كل وقت ومكان: 24 تجرِبة ناجحة.
أما عناوين التحديات الفكرية التي لم تزَلْ مفتوحةً للمشاركين في أغسطس 2013 (المراجع 6-5) فهي: تحدي الحرية في العالَم الرقمي، قادة في كل مكان.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|