احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية تساعدك في إزالة رائحة اللحوم من اليدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          حلول وخطوات فعالة للتخلص من رائحة الأضحية فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          أفضل طريقة لتنظيف الممبار فى منزلك بخطوات سريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          5 تريكات عشان تستمتع بمكسرات العيد طازة ولذيذة.. من الشراء للتخزين والتقديم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »          خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          خطبة العيد فرح وعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 1517 )           »          الآلئ والدرر السعدية من كلام فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 9998 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 11793 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2022, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص

احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص


شهاب الدين الهواري





















يقول الدكتور ايرڤين سمراد "إن معاناة البشر تتعلق في مجملها بالحب والفقد"، وأنا أراها في قالب آخر، وهو أن معاناة البشر تتركز في أغلبها داخل دائرتين، وهما احتياجاتنا غير المشبعة، وإساءاتنا غير المشفية؛ فخلف كل سلوك يمكنك أن ترى نمط الاحتياج أو نوع الإساءة التي تشتعل في مركزه، وقد تكلمنا في سلسلة سابقة عن الإساءات النفسية الكبرى التي تضع بصمتها في شخصياتنا.
من رحم الاحتياج ولدنا
يصف القرآن الطبيعة الإنسانية بالعلقة ﴿خُلِق الإنسان من علق﴾، والعلق هو رمز الاحتياج، بل هو الاحتياج في صورته المجردة، فالجنين في صورة العلقة لأمه، والطفل لوالديه، والمراهق لرفقته، والراشد لبيئته وهكذا، نحن بشر إذاً نحن نحتاج.

جزء من المشكلة هو الوقع النفسي لكلمة احتياج، فنحن نتربى أن الاحتياج ضعف، والضعف لا يليق بنا. بالرغم من أن الضعف هو الصورة الأساس التي ننتقل منها إلى الاستقلال ﴿الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعفٍ قوة﴾، وإدراك الاحتياج هو الصورة الأخرى للشعور بالنقص، والذي سمّاه "يونغ" بمركّب النقص، وهنا يمكننا أن نستعين بأئمة علم النفس ليوضحوا لنا هذا الأمر.

يبدأ مُركَب النقص في الظهور في السنوات الأولى من العمر (2-3 سنوات) حين يبدأ الطفل في محاولات الاستقلال، ويكتشف أن هناك الكثير مما يستطيعه البالغون ويعجز هو عنه، هنا تبدأ جذور مُركب النقص في الظهور، والذي يبدأ الطفل بمعالجته بحسب البيئة التي ينشأ فيها.

ففي البيئة الصحية التي لا تجد في الاحتياج والضعف عيباً، وإنما تدعم وتساند وتحتوي، يميل الطفل إلى تسديد بعض الاحتياجات التي لا تُمنح كالقوة والاستقلال بما يسميه "ادلر" بـ "التعويض"، وهو الاتحاد برموز البيئة المحيطة التي يمكنها تسديد هذا الاحتياج، والعمل على اكتساب الإشباع.

أما في البيئة المجدبة والتي لا تدعم ولا تقبل هذا الاحتياج فيميل الطفل إلى إحدى صورتين، إما إلى الإنكار، والفعل العكسي حيث يستبطن عدم أهليته، ويتصرف بسلوكيات ضد احتياجه لإخفائه، أو يلجأ إلى التعويض المفرط، والمثال الأقرب هنا هو الشخص الذي لم يشبع بداخله احتياج الشوفان تجده يبالغ في المظهر ويلتقط الصور كلما سنحت الفرصة.

وقد قام "اريك اريكسون" بوصف ثمانية احتياجات أساسية لا بد من إشباعها، وحدد لها المخطط الزمني لإشباعها، وهي الحب/ الأمان/ الثقة، والمبادرة، والتلقائية، والاستقلالية والانتماء والحميمية والإنتاج والرضا. بينما قام "ابراهام ماسلو" بتقسيم الاحتياجات إلى خمس درجات ثم عدلت إلى ثماني درجات بحسب أهميتها وخطورتها، وهي على الترتيب:

- الاحتياجات الفسيولوچية واحتياج الأمان وهي مجموعة الاحتياجات الأساسية الجسدية.
- يليها احتياج الحب والانتماء واحتياج حب الذات، وهذه مجموعة الاحتياجات الأساسية النفسية.
- يليها الاحتياجات المعرفية والجمالية وتحقيق الذات.
- ويأتي في النهاية احتياج التسامي والتجاوز وهذه مجموعة احتياجات استكمال النفس.

إن الاحتياجات التي نحرم منها ونكتمها في الطفولة، تجد طريقها في شكل سلوكيات وأنماط علاقات في حياتنا بعد ذلك وهنا أتذكر كلمة فرويد: المشاعر التي نكتمها لا تموت، إنها تُدفَن حية ثم تطل علينا بعد ذلك بصورة أكثر قبحاً.

ومهما كانت درجة الاحتياج أو النقص التي تجدها الآن فيمكنك أن تجتازها للإشباع باختيار أن تكون حقيقياً ومُعرَضاً، فإننا ننمو في مواجهة التحديات، وكما أن نمونا الجسدي يتأخر بطول الاحتجاز في المحاضن، فإن نمونا النفسي كذلك يتراجع أمام محاولاتنا استجداء الأمان، وتصدير صورة زائفة لا تمثلنا على الحقيقة. هنا يصبح الاحتياج وشعور النقص عجزاً وعبئاً على صاحبه.

إننا نحتاج أن نختبر الضعف والنقص، وأن نضع أنفسنا في نوعٍ من المخاطرة المحسوبة، وتخيل مبتدئاً في صالة كمال الأجسام حين يرى أنه يقل كثيراً في قدراته عن زملاء الصالة، ويصبح مخيراً بين التظاهر بالغنى الزائف عن المنافسة، أو قبول النقص، والعمل على تعويضه، وإصلاحه بالتدريب والصبر، واجتياز التحديات المتدرجة الواحدة تلو الأخرى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]