|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() القسم الأوّل من الجزأ الثّالث الأخير. أبدأ هذا الجزأ الأخير بالتّذكير على القسم الغليظ الّذي أقسمته أكثر من مرّة على صدقي قصّتي هذه في الأجزاء السّابقة منها, و إني أستوجب غضب الله و سخطه إن كنت كاذبا أو أبتغي مصلحة أو شهرة وراء ما كتبت, و الله من وراء القصد و هو عليم بذات الصّدور و كيده متين. بعد تلك الفتنة الأولى الّتي جاء ذكرها في القسم الثّاني من الجزأ الثّاني و انفتاح باب عالم غيبيّ أمامي و ظهور الصّوت الغريب و إخباره لي أنّني المهديّ الموعود و إقناعي بذلك بما أسلفت ذكره في الجزأ الثّاني أيظا, شعرت بفرحة عظيمة لا أعتقد أنّ غيري من النّاس في هذا الزّمان ذاق حلاوتها و خبر طعمها, إنّها فرحة لا توصف إلاّ بالتّجربة و كانت سببا في سعادة جعلتني أرى الدّنيا نعيما و فردوسا, كيف لا يكون هذا و أنا يقنت في نفسي أنّني هو المهديّ الّذي بشّر الرّسول صلّى الله عليه و أله و سلّم بظهوره في آخر الزّمان, و أنّه سيملئ الأرض قسطا و عدلا و يرضى عنه ساكن السّماء و الأرض, و هو من سادات أهل الجنّة و طاووس أهلها كما جاء في بعض الرّوايات و إن كانت ضعيفة, فالنّفس تأمل نعيم الدّنيا و تطوق إليه و إن كان مستحيلا, فكيف بنعيم الجنّة و بلوغ أعلى درجاتها, إنّها فرحة تشبه فرحة العبد الّذي تبشرّه الملائكة في قبره بمكانه في جنان الرّحمان, فهل أدركت الأن يا قارئ قصّتي معنى قولي (إنّها فرحة لا توصف إلاّ بالتجربة) كيف يكون حال إنسان جرّب مثل هذه الفرحة و تيقّن قلبه بصدق بشارته ثمّ تنقلب عليه و ينقلب أمنه خوفا, و راحته عذابا, و تسلّط عليه فتن غيبيّة تصحبها خوارق عظيمة إن نسبتها إلى غير ربي أكون قد أشركت به أحدا من خلقه, و إن نسبتها إلى ربي أكون قد أسأت إلى ربي و نسبت إليه ما يخالف معنى أسمائه و صفاته. إنّ الأحداث الّتي ذكرتها في الجزأين السّابقين عن بعض تفاصيل حياتي و محني لم يكن غرضي من ذكرها سوى شرح قاعدة الفتنة العظيمة و هي : (الإقناع و تبرير منطق), فلم أذكر على سبيل المثال أنّ حياتي مليئة بالإبتلائات و الأمراض لأشبّه نفسي بالأنبياء و الأولياء و لأقنع القارئ أنّني صاحب ابتلائات عظيمة تأهّله أن يكون المهديّ الموعود, إنّما وصفت ابتلائاتي بأنّها نقطا متسلسلة ترسم وجه الفتنة القادمة, فبدونها يصعب فهم قصّتي إن لم يستحيل, و قد ذكرت أنّني اُصبت بأمراض مختلفة طوال حياتي و لم أشرح منها سوى حالتين فقط, الأولى كانت محنة ألام المعدة لعلاقتها بالفتنة و العوالم الغيبيّة, و أعراض نقص جهاز المناعة لنفس العلاقة أيظا, و الأحداث الّتي ذكرتها سمّيتها بمحطّات إقناع و تبرير منطق لأشرح بها أحداث الفتنة الرّهيبة فأقول : إنّ شرحي تلك القاعدة مبنيّ على قناعاتي و ما استقرّ عليه فهمي حسب معتقدي و فقهي, و لست أقصد بشّرح ما أعلمه ليعلمه غيري, و الغاية من كتابة قصّتي هو استشارة غيري و أهل العلمِ, بعد أن انهارت نفسي و اسودّت حياتي و طعن قلبي بطعنة لا يمكن أن تخطر على بال إنسان فضاعتها و عظيم ألم جرحها, إنّها طعنة تذيب الجبال و تبخّر البحار, و لم أجد لها في نفسي إسم سوى علامة استفهام لا تفسير لها. إنّ شرح تلك القاعدة مبنيّ على عدّة أسألة منها : ما سرّ الشيخ الغريب في قصّة حياتي, هل هو وهم ناتج عن مرض نفسيّ أو تلبّس شيطاني, الإجابة من الأحداث تقول : ليس وهما مرضيّا بدليل ظهوره لغيري من أقربائي بنفس الصّورة و الشّكل, و ظهوره لي بأشكال اُخرى مع غير أقربائي, و بهذا يثبت قطعا أنّه مخلوق متشكّل من عالم أخر و ليس وهما و لا مرضا ذهنيّا, و لا يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة إلاّ من يرى كذبا في قصّتي, و السّؤال الثّاني من أيّ عالم يكون ؟ و الجواب : هو من عالم الملائكة, و تّعليلي لهذا الحكم يستنتج من عدّة محطّات في قصّتي, أوّلها : ظهوره لي في طفولتي و كنت وقتها في الثّامنة من عمري, و في مثل هذا العمر يكون الصبيّ شديد الخوفِ و سريعُ البوح, و ما حدث معي كان مخالفا لطبيعة عمري و طبعي الّذي كان يغلب عليه الخوف و الرّهاب الشّديد, فكما أسلفت في بداية الجزأ الأّوّل أنّني عندما رأيته انتزع الخوف من قلبي, و كما هو معلوم في الدّين فإنّ الشيطان لا يصل إلى القلوب و لا يُأثّر في أعمالها, و من أعمال القلوب الخوف و الطمأنينة, إلاّ الملائكة فقد خصّها الله بأعمال الوحي مع الإنسان, فمن يُرِدِ الله أن يهديه يرسل له ملائكته فتأثّر في قلبه فيمتلئ نورا و هدى, و من يُرِدْ أن يضلّه يرسل له أيظا ملائكته فتأثّر في قلبه و تضلّه بعد إصراره و جحوده و ما الله بظلاّم للعبيد, و من اعتقد أنّ للشيطان مثل ما للملائكة من تأثير على الإنسان فقد ضلّ و انحرف, و ليس للشيطان على الإنسان سوى الوسوسة, فإن ذكر العبد ربّه خنس أيّ توقّف و ابتعد إلاّ من اتّبع وساوسه لزمه و قارنه, و هذا هو معنى قول الله سبحانه : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ), فالسّلطان هنا هو الملازمة بالوساوس فيزيد الإنسان بعدا عن ربّه و ضلالا, و لا يسيطر الشيطان على القلوب و لا يُأثّر في أعمالها إلاّ بوسوسته عن طريق العقل, و لا يصل إلى القلوب شيء منها إلاّ باختيار العبد و إرادته المجرّدة, و من قال بغير هذا فقد أسقط قاعدة التّكليف و ألغى الإختيار الّذي من أجله قال الله سبحانه : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا). أمّا تلبّس الشيطان للإنسان فلا يتمّ إلاّ بالمسّ و الصّرع الّذي يُذهب العقل, و بذهابه يسقط التّكليف عن الإنسان حتّى يستفيق من صرعه, و لا يصيب الإنسان مسّ أو صرع إلاّ بذهاب عقله فيفقد الجسم إشارات الدّماغ و بفقدها يسقط على الأرض أو تتشنج عضلاته و تضطرب أعضائه, هذا هو معنى المسّ و الصّرع في الإسلام على مرّ العصور إلى زماننا هذا الّذي قبض فيه العلماء, و بقبضهم انتشرت البدع و الضّلالات و فتحت أبواب اجتهادات في مسائل غيبيّة بلا حسيب و لا رقيب بحجّة الإختصاص, أمّا السّحر فمنه ما يضرّ الإنسان بالمسّ و الصّرع, و منه ما يضرّ عن طريق التّخييل في العين أو التّوهيم في العقل, و لا يتجاوز كلّ هذا عقل الإنسان و عينه, و الدّليل من كتاب الله سبحانه حيث قال : (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ). لمّا حضر السحرة أمام فرعون و موسى لم يقصدوا إرهاب النّاس بسحرهم, بل قصدوا إظهار خوارقهم تحدّ لموسى على أن يأتي بمثلها, و عندما خيّل للنّاس عِصِيُّ السّحرة تتحوّل إلى ثعابين تسعى فزعوا و خافوا و هذا هو معنى قوله سبحانه : (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ). و بهذا يتبيّن أنّ الشّيخ الغريب كان ملاكا و لم يكن شيطان رجيم بالأسباب الّتي ذكرتها و بما سيأتي ذكره من محطات في هذا الجزأ الأخير, و هذا حسب معتقدي و فقهي, فإن كان ملاكا فهل من علاقة بينه و بين أحداث قصّتي, و الجواب من محطّات ابتلائاتي يأكّد على علاقة بينهما, كالهواتف الّتي كنت أسمعها أثناء بعض مصائبي و أمراضي, منها ذلك الشّخير في السّجن و ظهور أشباح يراها الجميع في بيت أبناء اُختي الّذي كان مولد الفتنة فيه تأكيدا على وجود مخلوق من عالم أخر يتعمّد الظهور أمامي بين أهلي و من حولي ليقطع بذلك الشكّ في كونه مجرّد وهم فيحاصرني بالحقيقة الّتي تفرض عليّ مواجهة الفتن الغيبيّة و عدم الفرار منها إلى وهم المرض, و بظهوره بأشكال مختلفة و علامات و إشارات في جميع مراحل حياتي يأكّد بذلك ربط محطات قصّتي و أحداثها ببعضها و يُثبت تسلسلها الّذي يرسم وجه الفتنة القادمة, و بهذا يَثبُت قطعا أنّ للشيخ الغريب علاقة بحوادث حياتي الّتي تُثبتُ بتسلسلها أنّها لم تكن إلاّ تدبيرا و تسييرا إلى فتنة رهيبة, و من يدبّر الأحداث و يسيّر الخلق غير الواحد الأحد الّذي يرجع أمر الخلائق إليه وحده, فقصّة حديث جدي عن النّسب ترتبط بما يزعمه الشّيخ الغريب أنّ نسب والدي يعود إلى الحسن ابن علي رضي الله عنهما, و بين هذا الارتباط عمر طويل و أحداث تربط بعضها بعضا لا يمكن أن ترسمها وساوس الشياطين و لا مكرها, و من قال بمثل هذا فعلى عقيدته و توحيده السّلام. و من الفتن الّتي واجهتها قبل انكشاف العوالم الغيبيّة أمامي, فتنة محنة المخابرات الثّانية الّتي كانت تمهيدا للفتنة في الإيمان, فقد شكّلت مراحلها و أحداثها كما أسلفت في نهاية الجزأ الثّاني قلعة يقين في نفسي لا يمكن اختراقها, و لو اجتمع أهل الأرض جميعا ليأكّدوا لي أنّ ما اُشاهده و اُلاحظه لا حقيقة له على أرض الواقع, ثمّ تبيّن لي بعد مواجهتي لفتنة الإيمان أنّها لم تكن إلاّ في عالم افتراضيّ كما سبق ذكر ذلك في نهاية الجزأ الثّاني, و بهذا الدّرس فإنّ بعض محطّات و أحداث قصّتي مهما عظمت علاماتها و إشاراتها على إثبات شيء أجد في اُخرى ما ينفي و يحذّر, و لهاذا فإنّ المحطّات و الحوادث كحادثة مرض ثقل لساني, و حديث جدّي مع والدتي عن النّسب و غيرها من الحوادث الّتي تشير إلى أنّني المهديّ الموعود و معها كلام الصّوت الغريب الّذي يأكّد تلك الإشارات و العلامات بأرقام الحوادث و الثواريخ و ربطها بمحطّات قصّتي و دعمها بمنطقه الدقّيق الّذي يُثبت أنّه منطق فوق منطق البشر, و على هذا استقرّ فهمي و ثبت يقيني أنّ الشّيخ الغريب (ملاك فتنة و دجل), رغم أنّ هذا المصطلح غريب عن كتب أهل الحقّ من أهل السنّة, فإنّ الله سبحانه ذكر في كتابه العزيز هاروت و ماروت و قال عنهما : (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ). أقول هذا رغم أنّ علمي و فقهي يأكّد لي أن لا أحد من المسلمين يُفتتن بمثل هذه الفتن الغيبيّة و يُفتح بينه و بينها باب تواصل مباشر, و لكنّها حقيقة اُواجهها و أحداث قصّتي تأكّد هذا لمن صدّقها, فمن أكون لأفتتن بمثلها ؟, و هذا السّؤال يجعلني أتيقّن أنّني حقا هو المهديّ الموعود دون ريب, و لكنّ أحداث الفتنة الرّهيبة تصادم ذاك اليقين في نفسي, و تنسف قناعتي في كوني المهديّ نسفا, حينما ترمي بي في فضاء أسود مظلم رهيب مقزّز قذر, لا يمكن أن يخطر على بالك أيّها القارء مهما حاولت و خمّنت, فشدّة قذارة ذلك الفضاء تقتل لذّة الحياة في النّفس و تدفع بالمؤمن التقيّ إلى التخلّص من حياته و هو مطمئنّ أنّه معذور عند ربّه و إن كان مخطئا. بعد تلك الفرحة العظيمة بدأت تتشكّل أمامي صورة بأشكال مختلفة, و هذه الصّورة عبارة عن وجه بعين مغلقة و اُخرى مفتوحة مع خروج اللّسان, لم أفهم إشارتها حتّى كلّمني الصّوت الغريب و سألته عن معنى تلك الصّورة فقال : إنّني اُمازحك بها, أنسيت تلك المحنة الّتي اعتقدت وقتها أنّك مُراقب بما يسمّى بالشّعاع الأزق, و قرّرت مهاجمة المخابرات و رحت تبحث عن سلاح و كنت تنظر إلى الأعلى و تخرج لسانك استهزاءا و تحدّ لمن يراقبونك و لم تكن تعلم أنك تُستدرج إلى فتنة لتمتحن بها في يقينك و إيمانك, ثمّ قال : بعد هذا اليوم ستلاحظ انتشار وجوه مرسومة بتلك الإشارة في كلّ مكان, و تحقّق كلامه و بدأت اُلاحظ تلك الصّور في كلّ مكان أذهب إليه, ليس تخييلا أمامي إنّما حقيقة ثابتة, كلّ محلّ تجاريّ أدخله إلاّ و أجد فيه تلك الوجوه مطبوعة على ملابس و أدوات مدرسيّة و أغراض منزليّة و ألعاب أطفال و مطاعم و في الطّرقات و على السيّارات, فتعجبت من هذه الظاهرة العجيبة الّتي ولدت بعد انتهاء محنتي, بدأت أسأل أقربائي و كلّ من حولي : هل تلاحظ انتشار تلك الوجوه في كلّ مكان, و كان الجواب من النّاس أنّها موضة جديدة بدأت في البلد أوّل الشّهر, و محنة الفتنة كانت في الشّهر الّذي قبله, قلت في نفسي إن كان لهذا الإنتشار لتلك الوجوه علاقة بالفتنة فهو تدبير و تسيير للخلق و لا علاقة له بالسّحر و لا الجّن و الشّياطين إلاّ أن يكون ذلك تخييل في العين أو توهيم في العقل, و ما رأيته كان حقيقة ثابتة يشهد على انتشارها الجميع. ذهبت لزيارة صديقِ مقرّب و عنده كانت تنتظرني مفاجاءات كبيرة, أوّلها : هممت أن أسأله عن انتشار تلك الوجوه ففاجأني قبل سؤاله بخبر و قال : لقد ظهرت ماعز في الهند بعين واحدة, فطلبت منه أن يُريني الخبر, فأخرج هاتفه و أراني فيلم تظهر فيها تلك الماعز بعين واحدة و تخرج لسانها, و كانت ولادتها في نفس تاريخ ظهور الصّوت الغريب, أدركت في نفسي أنّها ليست صدفة بل هي تأكيدٌ على حقيقة الفتنة و علاقتها بعالم الملائكة و ليس بعالم الجان, و كانت ولادة تلك الماعز في أوّل الشّهر تزامنا مع انتشار صور تلك الوجوه بعين مغلقة و اُخرى مفتوحة و لسان خارج الفم, ذهلت نفسي من هذه المفاجأة و استأذنت صديقي للذّهاب إلى الحمّام لأتوضأ و اُصّلي صلاة العصر, و بعد الوضوء أدخلني إلى غرفة مخصوصة لفتاة صغيرة يتيمة تبنّى رعايتها و هي من أطفال سوريا النّازحين, و عند دخولي لتلك الغرفة فاجأتني صور وجه صاحب العين اليمنى المغلقة و اللّسان الخارج على الوسادة و الفراش, زاد ذهولي و أقمت صلاتي و بعد التّسليم وقعت عيني على صورة يظهر فيها صديقي و زوجته فأبعدت عيني عنها بسرعة, و قبل انصرافي من الغرفة سمعت الصّوت الغريب يقول : إقرأ ما كتب تحت الصّورة دون النّظر إلى من فيها, فقمت مغمضا عيناي و وضعت كفّي على مكان زوجة صديقي ثمّ قرأت ما كتب تحتها و كانت تلك الكتابة : نحن نشكر قدومك إلينا, ثمّ انصرفت من الغرفة و في نفسي رغبة لأسأل صديقي عن انتشار تلك الوجوه في ذلك الشّهر, و لكن فاجأني مرّة اُخرى قبل سؤاله و قال : اُنظر معي إلى هذه الطفلة الجميلة, فنظرت إلى هاتفه و إذا بي أرى صورة طفلة صغيرة في غاية الجمال, تحملها اُمّها و تمّ تصويرها عن طريق الصّدفة دون علم اُمّها الّتي كان وجهها ناحية الجنوب و وجه طفلتها يظهر وراء رأسها و ظهرها, و المفاجأة في الصّورة هي : كانت الطفلة تغلق عينها اليمنى و تخرج لسانها و كأنّها تأكّد بحركتها هذه نفي الصدف عمّى اُشاهده و اُلاحظه, فإن لم يكن كذلك فهل هو إلاّ تدبير و تسيير للخلق و ما الصّوت الغريب إلاّ صوت ملاك لا شيطان رجيم, و إنّ الإعتقاد في أنّ الله العظيم يمتحن الإنسان بتسيير الخلق و الجماد لنصرة الجن و الشياطين في تسلّطها على عليه لهو شذوذ في صفات الله سبحانه, خرجت قاصدا العودة إلى بيت أبناء اُختي و في الطّريق صادفت امرأة في سيّارتها كانت تنتظر إشارة المرور, وقعت عيني عليها و نظرت في وجهي ثمّ أغلقت عينها اليمنى و أخرجت لسانها و انطلقت, و قبل وصولي للبيت مررت على حديقة صغيرة توجد فيها بعض الدواجن و الطّيور و ماعزتين, مررت على مقربة من تلك الماعزتين و نظرت في إحدامها و قلّدت صوتها (بععععععع) ثمّ انطلقت بضع خطوات فسمعت الماعز و كأنّها تردّ على صوتي, فالتفت إليها و نظرت في وجهها و إذا بها تخرج لسناها خارج فمها, فأدركت أن حركتها هذه ورائها وحي توجيه و لم تكن صدفة, كما أخرجت لساني استهزاءا من المخابرات عندما كنت أعتقد أنّني تحت المراقبة بالشّعاع الأزرق السّري, فقد كنت وقتها موجّها و مسيّرا لترتبط حركتي تلك بهذه الظواهر العجيبة, و عندما كنت أبحث عن سرّ الأضواء الغريبة الطائرة كما أسلفت ذكرها في القسم الأوّل من الجزأ الثّاني, وجدت أنّ بعض الباحثين ينسبها إلى المشروع السرّيّ المسمّى بـ (هارب) أو الشّعاع الأزرق, و أثناء بحثي وقعت في فيلم كرتونيّ قصير بعنوان : الماعز الأليف, و هذا الفيلم يلمّح إلى الأسلحة السريّة و تدمير المساجد و الكنائس و القضاء على الأديان, و قد وُجّهت لمشاهدة ذلك الفيلم ليكون سببا من أسباب تلك الفتنة الّتي اصطدمت بعقيدتي و إيماني, و بعد انتهائها بدأ الشيخ الغريب يتشكّل في صورة وجه عينه اليمنى مغلقة و الأخرى مفتوحة مع إخراج لسانه و كان يقصد بحركته هذه ممازحتي بأنّه خدعني بتلك الإستدراجات إلى ذلك الخيال المزلزل ثمّ بدأ يقول : كيف ستعلم أنّ الله يكلّمك ؟ و كان يلمّح إلى تلك الماعز الّتي ولدت في الهند ؟ و أنّ الله يمازحني بخلقها على تلك الفتنة الرّهيبة !. إنّ أهمّ حدث في تلك الفترة هو ولادة ماعز سوداء بعين واحدة في الهند تزامنا مع فترة ظهور الصّوت الغريب, و قد استقرّ فهمي و اعتقادي على أنّ ولادة تلك الماعز السّوداء يرتبط بفتنة الإيمان السّوداء الّتي أصابتني, و قد ولدت مواعز اُخرى مشابهة لتلك الّتي ولدت في نفس شهر ظهور الصّوت الغريب في بلدان مختلفة لتكون ماعز الهند رسالة إشارة فقط إلى مزاح الله سبحانه لي و تنبيهي بأنّه يكلّمني بتسيير الخلق و الجماد. و بعد أيّام قليلة طلب منّي صديقي مساعدته في عملٍ في حديقة بيته, لبّيت طلبه و عملت عنده من الصّبح إلى غروب الشّمس, ثمّ ذهبنا لصلاة المغرب في المسجد و عدنا إلى البيت و قبل دخولنا طلب منّي المبيت عنده لنكمل العمل الّذي بدأناه في الصّباح الباكر, و بعد طعام العشاء خرجنا من البيت و بدأ يحدّثني عن مشاكله مع أهله, أخبرني أنّ زوجته لا تلد و قد جرّبوا أدوية كثيرة و لكن دون جدوى, و ما علموا بوجود طبيب مختصّ بالعقم إلاّ و زاروه و النتائج كانت سلبيّة و التّشخيص واحد و هو عدم قدرة زوجته على الإنجاب, و هذه المشكلة تهدّد استقرار زواجهما و أنّ والديه و أهله يطالبونه بتطليقها و الزّواج من اُخرى لتلد له أولاده و هو لا يريد أن يظلمها و يكسر قلبها, و طلب منّي أن أرقيها لعلّ الله يكتب لها الشّفاء بسببي, حضرت زوجته و قرأت عليها ما تيسّر من كتاب الله و قبل انصرافها سألتني هل يمكن أن اُشفى, قلت يجب أن يكون يقينك كذلك و الشافي هو الله وحده, انصرفت و كان وجه صديقي حزين يبدو عليه اليأس ثمّ بعد ذلك أخذني إلى غرفة تلك الطفلة السّوريّة و قال ستنام هنا, فدخلت و أغلقت الباب ورائي و أنا في الغرفة تذكّرت رقم 8 و هو رقم عمري حينما ظهر لي الشّيخ الغريب و رقم بيت صديقي 8 أيظا, و الغرفة مخصوصة لطفلة سوريّة و المنزل الّذي رأيت فيه الشّيخ الغريب كان في شارعٍ بإسم سوريا, تعجبت في نفسي من هذه الصّدف العجيبة و بينما أنا شارد فيها إذ بالصّوت الغريب يقول : كلّ ذلك من تدبيره (هو) سألته هل يمكنني أن أراك مجدّدا متشكّلا, فقال اسأله (هو) فالأمر بيده وحده, إنتبهت لعدم ذكره لفض الجلالة بل اكتفى بقول (هو) لتبقى هويّته محلّ شكّ في نفسي بين عالم الملائكة و عالم الجان, و قال : ستحمل زوجة صديقك عمّى قريب, سررت بكلامه كثيرا و في الصّباح و بعد الفطور قلت لصديقي لا تيأس ستلد بإذن الله زوجتك فطب خاطرا و ثق بربّك و هو وحده من يمنع و يعطي بأسباب أو بغيرها, فلا تشغل بالك و هو على كلّ شيء قدير, و بعد أيّام أخبرني أنّه قام بزيارة طبيب في بلد مجاور و بعد الفحوصات و التّشخيص تبيّن أنّ الأمل في الإنجاب لدى زوجته منعدم, و أنّ هناك أمل وحيد و هو التّلقيح في المستشفى الإختصاصي, و تمّ عقد موعد بطلب الطبيب مع المستشفى, و قبل ذهابهما بيوم واحد طلب منّي صديقي الدّعاء لهما و قال : إنّه الأمل الأخير و ليس بعده إلاّ اليأس و نسيان الإنجاب, حاولت طمئنته و كنت على يقين أنّ كلام الصّوت الغريب حقّ لابدّ أن يتحقّق, و بعد زيارتهما للمستشفى الإختصاصي و إجراء الفحوصات و التّحاليل تمهيدا لعمليّة التّلقيح كانت النتيجة إستحالة تنفيذ العمليّة و نجاحها بسبب ضُعفٍ في بويضات زوجة صديقي و خلل في رحمها, و بهاذا انتهى الأمل نهائيّا بالإنجاب لدى زوجة صديقي فسائت حالتها النفسيّة و زاد الضّغط على زوجها من أهله بتطليقها, صدمت بهذه النتجية و لكن ما كانت هذه الأحداث إلاّ لتأكيد معجزة لا يصادمها ريب و لا شكّ, مرّت فترة ليست بالطّويلة و إذا بصديقي يفاجأني أنّ زوجته استيقضت صباحا على غثيان و دوّار فأخذها إلى الطبيب ففاجأه أنّ الأعراض الّتي تبدو على زوجته هي أعراض حَملٍ و أكّد لهما ذلك, و هنا تحقّق كلام الشّيخ الغريب, فمن يكون إن لم يكن ملاكا, و هل للجن و الشياطين تأثير في شفاء الأمراض المستعصية, و من زعم هذا فما هو إلاّ منحرف في عقيدته و توحيده, فالشّفاء من الشّافي, و الشّافي صفة و إسم من أسماء الله, و من نسب شيئا من صفاته سبحانه إلى أحد من خلقه فقد أشرك بربّه مخلوقا, و لا يقاس الجن بالطبيب, فالطبيب يعمل بعلمٍ ___ اللهُ من وهبه و أعطاه, و من أخذ دواء من طبيب و شفي بسببه فالفضل كلّه يرجع لصاحب الفضل وحده. و لم تكن هذه المعجزة مع صديقي الوحيدة في قصّتي, بل تلتها حالتين اُخرى, الثّانية كانت مع أخي محمّد, و الثّالثة كانت مع والدي سيأتي ذكرها في القسم الأخير من هذا الجزأ لعلاقتها بالفتنة الرّهيبة المقزّزة القذرة, أمّا الّتي كانت مع أخي و هي لاحظت عليه خمولا و التزامه البيت و تفرّغه لقناته على شبكة الإنترنت و توقّفه عن العمل, فنصحته أن يهتمّ بما ينفعه و يترك عنه ما لا يفيده, فكان ردّه على كلامي صادم و محزن, طلب منّي قبل أن يفصح عن سرّه أن أكتم ما سيقوله و لا اُخبر به و الدتي, فواعدته بذلك ثمّ أخبرني بما صدمني و قال : إنّني اُحسّ بألم في كبدي, زرت الطبيب و قمت بتحاليل طبيّة فأكدّت أنّي مصاب بداء لا دواء له إلاّ بتغيير الكبد, و أنّ كبدي يُمكن أن يقاوم الدّاء لبضع سنوات فقط ثمّ ينهار و يسبّب الوفاة, صُدمت بهاذا الخبر و لكنّ الصّدمة الكبرى كانت تنتظرني في مقبل الأيّام, كنت أدعو الله أن يطوّل في عمر والديّ إلى أن يُشاهدوا ظهوري بين الرّكن و المقام فتكون لهم بذلك الفرحة الّتي لم يروها معي طلية حياتي, فقصّتي مليئة بالأشواك و الأحزان و ما سُرّت عيونهم يوما بشيء منّي, و إذا بأخي يفاجئني بمرضه القاتل, فقلت ما هاذا الخبر إلاّ ابتلاء و امتحان و لكن بعد فترة صدمني مرّة اُخرى بما هو أعظم من مرضه القاتل, أخبرني أّنّه يودّ أن يكشف لي عن أمر عظيم فخرجنا من البيت ثمّ صدمني بقوله : إعلم يا أخي أنّني المهديّ المنتظر, أدركت بقوله هاذا أنّه نطق بوحي, فبدأت أسأله ما الّذي يجعلك تعتقد هذا في نفسك فقال : إلهام يأتيني في خواطري و علامات تظهر لي عندما أكون منفردا, فطلبت منه أن يذكر لي بعضا منها فقال : أرى في السّحاب كلمة المهديّ و محمّد أيظا تتشكّل ثمّ تختفي, لم أستحمل سماع المزيد من كونه المهديّ أيظا فتفارقنا, و في اللّيل كلّمني الصّوت الغريب و سألته عن حديث أخي فقال : هي فتنة عليك أن تحكّم عقيدتك و دينك لفهمها, و بعد أيّام ذهبت إلى والدتي و وجدتها تناقش أخي محمّد فيما يدّعيه و كان يأكّد على أنّه المهدي, و نظرت إليّ والدتي و هي تغلق عينها اليمنى و تخرج لسانها و هي تضحك من كلامه, و كان صديق لي يتّصل بي أثناء ذلك الموقف مع والدتي و أخي, و أنا لا أردّ عليه بسبب انشغالي بما يحدث أمامي من عجائب و خوارق, و بعد خروجي من بيت والدتي بينما كنت أسير في طريق شاردا فيما رأيته و سمعته إذ بي اُصادف بوقوف سيّارتٍ أمامي فنظرت إلى لوحتها و كان الرّقم الأخير منها (84) و هو رقم سنة ظهور الشّيخ الغريب, و كانت السيّارة لصديقي الّذي كان يتّصل بي و أنا لا أردّ عليه, نزل و قبل أن يسلّم و ينطق بحرف واحد أغلق عينه اليمنى و أخرج لسانه و قال مازحا : كنت تودّ الإختباء منّي (و لكنّ الله دلّني على مكانك), و في كلامه هذا إشارة إلى أنّ حركته تلك و وقوفه أمامي صدفة, ما هو إلاّ توجيه إلاهيّ, و هذه الإشارة في قوله : دلّني على مكانك, أيّ وجّهني إلى مكانك, و اُوحي إلىّ بغلق عيني اليمنى و إخراج لساني. و استمرّ أخي يأكدّ أنّه المهديّ حتّى سائت حالته الصحيّة, و كنت اُأكّد له أنّ ما يشاهده و يراه في السّماء مجرّد تخيّلات و أوهام, و الدّليل على هذا هو حالته الصحيّة لا تبشّر بأنّه سيعيش طويلا ليكون المهديّ و يحكم سبع سنين, فمرضه لن يمهله إلى ذلك الوقت البعيد, فبدأ يشكّ في كونه المهديّ و توقّف عن اعتقاده بذلك إلى أن جاء يوم فاجأني فيه أنّ الألم اشتدّ عليه و خرج إلى غابة على أطراف مدينتنا, إنّها نفس الغابة الّتي كلّمني فيها الشيخ الغريب, جلس هناك منفردا في ليلة ظلماء و تضرّع إلى الله أن يشفيه و قال : فأحسست بعد الدّعاء مباشرة بتوقّف الألم و عودة النّشاط و القوّة إلى جسمي, فارتبطت معجزة شفائه بالمكان الّذي كلّمني فيه الصّوت الغريب أوّل مرّة, و كانت هذه معجزة ثانية واجهتني في الشّفاء, و تلتها الثّالثة مع والدي بعد اشتداد الفتنة و كان فيها كلّ العجب. بعد الأيّام الأولى الّتي واجهت فيها فتنة الإيمان, و بعد ظهور الصّوت الغريب و قبل أن يخبرني أنّني المهديّ الموعود, أخبرني أنّ الغربان السّوداء ستبدأ بالإنتشار خلال أيّام و حدث ما أخبرني به, و بدأت اُلاحظها تنتشر تدريجيّا في كلّ مكان حتّى اختفت معظم الطيور الأخرى و ما بقي منها سوى الحمام, ثمّ تفاجأت بذكر انتشار الغربان السّوداء في الأخبار, و الغراب الأسود الضّخم الّذي ظهر لي مع صديقي لم يكن إلاّ ملاكا متشكّلا, و ما تعمّد بظهوره أمامي مع صديقي إلاّ ليكون شاهدا و به يُقطع عنّي الشكّ في كونه مجرّد وهم أو تخييل في عيني, و تشكّله في صورة غراب ضخم هو رسالة تخبر بحدث مستقبليّ غيبيّ, و إشارة هذه الرّسالة في ضخامة الغراب الأسود الّتي تشير إلى الكثرة و الإنتشار, و هاذا حدث غيبيّ لا يكشفه الله سبحانه إلاّ لملائكته, و ما انتشرت الغربان في البلد و البلدة الّتي اُقيم فيها قبل انتهاء المحنة قطّ, و صارت تتواجد قرب أبواب البيوت و فوق سطوحها و في كلّ الأماكن, و ظلّ انتشارها إلى يومنا هاذا, و كان ظهور الغراب الأسود الضّخم في بداية محنة المخابرات الّتي كانت تمهيدا للفتنة في الإيمان, و بدأ انتشار الغربان السّوداء في بلد و بلدة إقامتي بعد انتهاء المحنة و مواجهة الفتنة مباشرة, فارتبط ظهور الغراب الغريب بانتشار الغربان السّوداء, و هاذا الإرتباط يُنفي الصّدفة و يأكّد انتساب ظهور الغراب لعالم الملائكة. و بعد تلك الفترة الأولى من العجائب و الخوارق, بدأت معي رسائل غيبيّة تتحقّق خلال أيّام أو شهور, و أحيانا خلال ثواني أو دقائق, بدأت برؤى و أحلام يأتيني فيها خبرعلى حدوث شيء فيحدث قطعا كما رأيت ذلك في منامي أو سمعته من الصّوت الغريب و إن حاولت منع حدوثه أو الفرار من كلّ شيء يمكن أن يُأدّي إلى تحقيق ما أشارت إليه الرؤى و ما أخبر به الصّوت الغريب من أخبار مستقبليّة, كأن أرى في رؤية سقوطي على الأرض ثمّ اُحاول تجنّب أسباب السّقوط و لكن لابدّ أن يحدث لي شيء لا يكون في الحسبان فيتحقّق سقوطي, و أهمّ ما رأيت هو شخص مجهول في حلم يكلّمني و يقول : غدا ستحمل بين يديك بغير إرادتك و لا اختيارك ما يستوجب سخط الله و لعنته, فحاولت أن لا اخرج من البيت ذلك اليوم و أن لا اُكلُم أحدا, و أثناء اختبائي و أنا في البيت وحدي سمعت صوت طفلة تصرخ صراخا شديدا قرب بيتي, فيكسر ذلك الصراخ حذري و اُسرع إلى النّافذة و إذ بي اُفاجأ بأنّ الفتاة هي ابنت جار صديق مقرّب انكسر ذراعها و يبدو ذلك واضحا و مقزّزا, فيغلب ضميري حذري و أهرع إلى الفتاة لمساعدتها ثمّ يصل صديقي و هو فزع مرعوب فاقد تركيزه و سيطرته على حركاته, فأضطر إلى قيادة سيّارته بنفسي لنحمل ابنته إلى المستشفى بسرعة, و بعد عودتنا و نحن في الطريق يبدأ إحساس بدوّار عند صديقي فيطلب مني التوقّف عند دكأن و جلب الماء له, فأجد نفسي مضطرّا لتلبية طلبه فحالته تبدو سيئة, فأدخل الدكّان و أجلب الماء و قبل خروجي تصادفني امرأة وجها لوجه و هي تحمل خمرة و ينزلق رجلها فتسقط عليّ و تضع خمرتها على صدري و امسكها دون انتباه و لا شعور فيتحقّق المراد من معنى الرّؤية كاملا, و ظلّت تأتيني تلك الرؤى دون توقّف كما ظل الصّوت الغريب يكشف لي عمّى سيحدث من أحداث مستقبليّة قريبة مرتبطة بالفتنة الّتي اُواجهها, و تحدث معي كما أخبر بدقّة عجيبة لا ينفع معها خوف و لا حذر, و استمرّت معي تلك الأخبار حتّى جعلتني أرى كلّ حركاتي و خطواتي تسييرا و توجيها لا اختيار لي فيها, وما ذكرته الأن ليس سوى بداية صغيرة أمام ما كان ينتظرني عند وقت اشتداد الفتنة الرّهيبة, و كلّ شهر تزداد دقّة و عجبا, فإن جمعت تلك الخوارق ما وسعها مجلّد كبير فأحداثها طويلة جدّا, و فيها فصول و تطوّرات و إنّي لا أرى فيها ما يناسب قارئ قصّتي لفهمها و تصديقها, فهي كما أسلفت في الجزأ الأوّل بأغرب من الخيال, و لكنّها حقيقة و ياربّي إن كنت كاذبا فخذني أخذ عزيز مقتدر و أنا أكتب كذبي, و سأكتفي بمثل ما ذكرت فالغاية من ذكر هذه الأحداث هو الوصول إلى ذكر الفتنة العظيمة الّتي و صفتها بأنّها أعظم من فتنة المسيح الدّجّال حسب ما ذكر عنه في روايات و أحاديث السّاعة و أخر الزّمان. كانت هذه أوّل أحداث الخوارق و العجائب, و بعد تلك الفترة الأولى بدأ الصّوت الغريب يكشف لي عن سرّ أحداث محنة المخبارات الثّانية, و كان قصده من ذلك إثبات أنّها كانت وحيا و توجيها, و بدأ معي بحركات تخييليّة على جهازي, كأن يطلب منّي تصفّح بعض المواقع فأدخلها و يكلّمني فيها, و مثال على هاذا : فتحت فيديو على موقع اليوتيوب و نزلت إلى التّعليقات فوجدت كتابة تكلّمني و قمت بالرّد عليها, و عند ضغظي على إرسال ظهرت لي رسالة كأنّها رسالة إدارة موقع اليوتيوب تقول : إعلم أنّ ما تشاهده على شاشة جهازك لا يمكن لغيرك أن يشاهده و لا يظهر إلاّ لك وحدك, و كان هدف الصّوت الغريب من هذه الحركة هو شرح أحداث محنة المخبارات الثّانية و إثبات أنّ تلك الرّسائل الّتي كانت تصلني على جهازي و بريدي الإلكتروني, كان نصفها تخييلا و نصفها الأخر وحي توجيه, أمّا التّخييل فيها فكان في تلك الرّسائل الّتي تصلني كرسائل اختراق لجهازي, و أمّا الوحي فيها فكان في رسائل تصلني على مواقع التواصل الإجتماعي, أفتح صفحتي فأجد فيها رسالة لشخص قام بكتابتها بأسباب و ظروف مقدّرة يقول فيها : حمراء في حمراء اللهم لا تشمت أعدائي بدائي, و اُخرى تقول : مرحبا بك في عالم الإيدز و مثلها كثير, و كانت هذه الرّسائل في الأيّام الأولى الّتي ظهرت فيها على جسمي تلك البقع الحمراء الّتي أسلفت ذكرها في الجزأ الثّاني, و مثل تلك الرّسائل ثابتة يراها الجميع, و يقول الصّوت الغريب : إذا توصّلت إلى أصحابها و سألتهم عن مقاصدهم و سبب كتابتها ستجد عندهم من الأسباب و الظروف ما دفعهم لكتابة مثل تلك الكلمات, و ما كانت أسبابهم و ظروفهم إلاّ تقديرا و تسييرا مثل الّذي تشاهده الأن في حياتك اليوميّة, و أمّا الوحي في الأحداث فهو كمثل تلك الحركات الّتي أسلفت ذكرها و ما سيأتي في ما بقي من قصّتي كتلك المرأة الّتي نظرت في وجهي و أغلقت عينها اليمنى و أخرجت لسانها, و صديقي الّذي صادفني في الطّريق بسيّارته الّتي كان أخر رقم لوحتها 84 و غلقه لعينه اليمنى و إخراجه للسانه, ما هو إلاّتدبير وتسيير للخلق بوحي, هاكذا كانت تلك الملاحظات الّتي كنت اُشاهدها في فترة محنة المخابرات الثّانيّة, و مثال على حدثٍ من تلك المحنة هو لقائي بضابط المخابرات في بلدي الأصل كما أسلفت في الجزأ الثّاني, فقد حَدَثَ بالفعل هروب لتسعة مجرمين سبعة منهم حكموا بالإعدام, و سبب زيارة ذلك الضّابط لي هو مكوثي في البلد أكثر من 5 أشهر و التخلّف عن طائرة إيّابي, و أجهزة الأمن كانت تبحث عن المجرمين و يتوقّعون منهم قتل النّاس و سرقة و ثائقهم و تزويرها و الفرار بها خارج البلد, و أنا من النّاس الّذين يحملون وثائق أجنبيّة يمكن عبور الحدود بها بكلّ سهولة إن تمّ تزويرها بتغيير صورها, فقامت المخابرات بالبحث عن كلّ الأجانب و المواطنين المقيمين خارج البلد و دخلوا الحدود و طالت إقامتهم أو تخلّفوا عن ركوب طائرة إيّابهم و كنت واحدا منهم, و بهاذا تمّ البحث عنّي في العنوان الّذي كتبته عند دخولي البلد في استمارة الدّخول بعد أن طالت إقامتي على ما يزيد عن 5 أشهر فجأني الضابط بقدر و توجيه إلاهيّ, و ما كان تلعثمه في الكلام و اُسلوبه في طرح السّؤال و إلحاحه على شُرب القهوة معي في المقهى إلاّ وحي ملائكة الفتنة. إلى هنا ينتهي القسم الأوّل من الجزأ الثّالث الأخير و يليه القسم الثّاني. |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |