كيف يستبيح المسلم دم أخيه؟؟؟

[ياسمينة دمشق]

أنظر إلى حال المسلمين اليوم فأجده مخزياً مؤلماً عجيباً...
جاء الإسلام العظيم فوحد قبائلهم المتناحرة في أمة واحدة أبناؤها إخوة في الله ،وجمع كلمتهم على الحق والخير والبر وجعلهم صفاً واحداً في وجه أعداء الله فكان النصر دوماً حليفهم ،وكانت الغلبة لهم....
وماضعفت أمة الإسلام وهانت إلا بعدما بعُدوا عن دينهم وبدأت حظوظ النفوس بالظهور وغلبهم حب دنياهم..
واليوم أصبحوا أمة تعداداها المليار تمزقها الخلافات ،وتُضعفها الانقسامات...لاتجتمع لها كلمة،ولايستقيم لها حال....
مليار من المسلمين قلوبهم شتى،وأهواؤهم مختلفة متفرقة...
يحارب بعضهم بعضاً،ويكفّر بعضهم بعضاً ويستحل بعضهم دماء بعض.....
نسوا أو تناسوا تعاليم دينهم التي جعلت المسلم مكلفا بالتعامل مع أهل الأرض جميعاً بفضائل الأخلاق من صدق ووفاء وأمانة ومروءة وعدل، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "دعوة المظلوم _وإن كان كافراً _ليس دونها حجاب،دع مايريبك إلى ما لا يريبك"
وحدّثّ أن يهودياً كان له دين على النبي فجاء يتقاضاه قائلاً : " إنكم يابني عبد المطلب قوم مطل" فرأى عمر بن الخطاب أن يؤدب هذا المتطاول على مقام الرسول وهمّ بسيفه يبغي قتله،لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسكت عمر رضي الله عنه قائلاً: "أنا وهو أولى منك بغير هذا :تأمره بحسن التقاضي وتأمرني بحسن الأداء "
وكذلك فقد قال الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا،اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"
من خلال هذه النصوص وغيرها منع الإسلام أبناءه من الإساءة لغير المسلمين بقول أو فعل،فكيف يكون الحال حين يتعلق الأمر بإخوانهم من المسلمين؟؟؟؟

لقد كان حرص الإسلام على التآخي والتآلف بين المسلمين،واهتمامه بحسن الخلق والمعاملة مع الكافر قبل المسلم،وحفظ العهود والمواثيق عظيماً،وكانت الآيات والأحاديث بهذا الشأن كثيرة وعديدة ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام،دمه وماله وعرضه"
وقوله تعالى : "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً "
وقوله صلى الله عليه وسلم : " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"
ولست أدري كيف يكون الرجل مسلماً ،ويقرأ هذه الآيات والأحاديث ،ثم يشهر سلاحه بوجه أخيه المسلم أو يكفّره ويستبيح دمه ؟؟
وأجد عقلي قاصراً عن فهم الطريقة التي يتم بها غسل دماغ شباب مؤمنين أتقياء وإقناعهم بأن قتل فلان أو فلان قربة من الله تعالى ووسيلة لدخول جنته مع الصديقين والشهداء!!!؟؟

إنها مصيبة كبرى أن ينصّب الناس أنفسهم أرباباً من دون الله فيحكمون بإيمان هذا وكفر ذاك،ومن ثم قضاة فيطبقون أحكامهم عليهم بالقتل ،أو بالإعدام الجماعي الذي يقتل بالإضافة للمحكوم عليهم أناساً مساكين أبرياء وربما كانوا نساء وأطفالاً!!!!!

فياشباب الإسلام أفيقوا...
ياشباب الإسلام أعيدوا النظر في القرآن الكريم وفي سيرة الرسول العظيم فبهما تزول الغشاوة عن العيون لتبصر بنور الله المبين ووفق شريعته السمحاء ..


تقبلوا كل الاحترام
ياسمينة دمشق