|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() منع الصلاة في المدارس في ميزان الشريعة مسعود صبري الحكم الشرعي لمنع الصلاة في المدارس الهدي النبوي في تعليم الصلاة للصغار الفوائد التربوية للصلاة في المدارس تنظيم وقت الصلاة في المدارس منع الصلاة: انسلاخ عن الهوية الإسلامية طفل صغير يؤدي سجود الصلاة في مسجد، يرتدي ملابس بسيطة، مع وجود سجادة حمراء في الخلفية ونوافذ مضاءة. تداولت وسائل التواصل الاجتماعي منع تلاميذ من الصلاة في بعض المدارس، بحجة أن المدارس ليست دورا للعبادة، وإنما العبادة مكانها المساجد، أو يمكن للتلاميذ أن يصلوا في بيوتهم، وهذا موقف لا يتعلق ببلد بعينه، فهو موقف يعبر عن تيار في بعض المجتمعات المسلمة، وغالب من يقومون به من المعلمين والمعلمات من أصحاب التيار العلماني الذي يقوم أساسه على فصل الدين عن مناحي الحياة، وحصره بين جنبات المساجد، وهو موقف يصدر عن قلة في المجتمعات المسلمة ولا يمثل هذا التوجه الشعوب الإسلامية في البلاد العربية، فهو – من الناحية الاجتماعية- صوت نشاز، لا يعبر عن ضمير المجتمع، ولا يمثل الأغلبية الساحقة من مدارسنا التي تعج بالمصليات، والتي يسعى فيها المعلمون والمعلمات بل وإدارة المدارس إلى حث الطلاب على المحافظة على الصلاة، وتخصيص أماكن لها، سواء من خلال بناء المصليات داخل المدارس، أو تخصيص بعض الأماكن للصلاة، بل هناك مدارس ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث بنت مساجد داخل المدارس. الحكم الشرعي لمنع الصلاة في المدارس والذي يعنينا هنا هو بيان الحكم الشرعي في منع التلاميذ والطلاب من الصلاة في المساجد بعيدا عمن صدره. ومنع التلاميذ والطلاب من الصلاة في المدارس بشكل كلي حرام شرعا، بل هو كبيرة من الكبائر، والمانع للصلاة في المدارس آثم شرعا، سواء أكان من قبل الإدارة أو من قبل المعلمين أو المعلمات، لكن يجوز تنظيم وقت الصلاة مع جداول الدراسة، المهم أن تكون الصلاة في وقتها، ولا تخرج عن وقتها إلى وقت الصلاة التي تليها، ودليل ذلك قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى . عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ [العلق: 9-10]، نزلت في أبي جهل – لعنه الله- كان يمنع النبي ﷺ من الصلاة، وهي في كل مصل يمنعه آخر من الصلاة. كما أن غالب الطلاب في المدارس المتوسطة (الإعدادية) والثانوية من البالغين، ويجب عليهم أداء الصلوات في أوقاتها، ومنعهم من أداء الصلاة كبيرة من الكبائر؛ لأن ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها كبيرة من الكبائر، وقد قال الله تعالى: ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقد توعد الله تعالى من يجمع الصلوات بغير عذر بالعذاب، فقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4-5]. وليس المقصود هنا تارك الصلاة الذي لا يصلي مطلقا، بل الذي يجمع الصلوات بغير عذر. كما قال ابن مسعود: والله ما تركوها البتَّة ولو تركوها البتة كانوا كفاراً، ولكن تركوا المحافظة على أوقاتها. وقال ابن عباس: يؤخِّرونها عن وقتها» «زاد المسير لابن القيم» (4/ 496). فإذا كان الله تعالى قد توعد بالعذاب المسلم الذي يجمع الصلوات بغير عذر، فمانع التلاميذ والطلاب في المدارس أولى بهذا العقاب منهم. الهدي النبوي في تعليم الصلاة للصغار كما أن على من يمنع التلاميذ والطلاب من الصلاة في المدارس إن كانوا دون البلوغ أن يعلم أنه يمنعهم من عبادة الله تعالى، وهذا مخالف لهدي النبي ﷺ الذي دعا إلى تدريب الأطفال على الصلاة في الصغر؛ لأن من لم يتعود الصلاة في الصغر؛ عسرت عليه في الكبر، ولهذا أرشد النبي ﷺ إلى تعليم الأطفال الصلاة من سن السابعة ويجوز قبلها، كما أرشد إلى تأديبهم إن امتنعوا عنها إذا بلغوا سن العاشرة، فقال ﷺ: ” مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع.” رواه أحمد وأبو داود، وفي رواية له: ” مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها”. قال ابن قدامة: «وهذا الأمر والتأديب في حق الصبى لتمرينه على الصلاة، كى يألفها ويعتادها، ولا يتركها عند البلوغ، وليست واجبة عليه في ظاهر المذهب». «المغني» لابن قدامة (2/ 350) بل كان من عادة السلف أن يعودوا الصغار على الصلاة قبل هذه السن، فعن ابن سيرين قال: يؤمر الصبي بالصلاة إذا عرف يمينه من شماله، وبالصوم إذا أطاقه «مصنف عبد الرزاق». الفوائد التربوية للصلاة في المدارس ثم إن في تعويد الصغار على الصلاة تربية لهم على مراقبة الله تعالى وخشيته، مما يكون له كبير الأثر في التنشئة على الصلاح، وحب الخير، وفيها تدريب على كثير من القيم التربوية التي يحتاجها تلاميذ وطلاب المدارس، كقيمة احترام الوقت والالتزام بالجدول الزمني، وهي تولد عندهم قيمة المسؤولية من خلال الالتزام بأداء الفرائض المطلوبة، كما أنها تعلمهم قيمة (المراقبة الذاتية)، ومن خلال الصلاة يرزق التلاميذ والطلاب الهدوء والسكينة والاستقرار النفسي، ويتعلمون منها النظام والنظافة، كما أن من أهم القيم التربوية للصلاة قيمة الروح الجماعية والتعاون التي يتعلمونها في المصلى، ومن أهم قيم الصلاة التربوية المساواة والإخاء ومحاربة الطبقية، كما أنها تساعد على تحسين التركيز والانتباه، وذلك من خلال الخشوع في الصلاة، وهي تنمي الذاكرة من خلال حفظ سور من القرآن، وفيها كثير من الفوائد الحركية من خلال الركوع والسجود وحركات الصلاة. تنظيم وقت الصلاة في المدارس على أنه لا مانع من تنظيم وقت الصلاة في المدارس، والأولى أن يكون وقت الراحة مناسبا لوقت الصلاة؛ حتى يتعود الطلاب على المحافظة على الصلاة في وقتها، فإن لم يكن ممكنا، فلا بأس بأن تكون الصلاة في أي وقت تنظمه المدرسة، شريطة ألا يؤدي الطلاب الصلاة بعد خروج وقتها، وأن يكون المعلمون قدوة للطلاب في المحافظة على الصلوات، وأن يتقدموهم في الصفوف، حتى يتعلموا منهم المحافظة عليها، ويستحسن أن يعرف الأذان في وقته، سواء صلوا عقب الأذان، أم أخرجوها قليلا ولم يصلوا في أول الوقت. منع الصلاة: انسلاخ عن الهوية الإسلامية إن منع التلاميذ والطلاب في المدارس من الصلوات بالكلية لهو انسلاخ عن الهوية الإسلامية، وتقليد للغرب الذي يفصل الدين عن الحياة، ومثل هذا غير مقبول في المجتمعات المسلمة، ومن أراد أن ينسلخ عن هوية مجتمعاتنا المسلمة، فلا أقل أن ينسلخ هو، لا أن يجعل أبناءنا ينسلخون عن هويتهم، وعلى المسؤولين في المدارس ووزارات التربية أن يكونوا حازمين في مثل هذه الأمور، فإن ذلك من الأمانة التي يسألون عنها أمام الله تعالى، وقد قال سبحانه: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ [الصافات: 24]، وقد قال النبي ﷺ:” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”. وإن من العجب أن نناقش أمر الصلاة في مجتمعاتنا الإسلامية، أو أن يمارى في تربية أبنائنا على الصلاة وحسن الصلة بالله، وهو مؤشر خطير، فإن من واجبات المسؤولين في مجتمع المسلمين حفظ الدين، وأوله الحفاظ على الصلوات وتهيئة الأجواء لأدائها والقيام بحقها، وما أهمل قوم العناية بالصلاة إلا كانوا على خطر في الدنيا والآخرة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |