|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#37
|
||||
|
||||
![]() ![]() بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي المجلد الاول (51) من صـــ 415 الى صـــ 421 المتشابهات: قوله تعالى: {في أربعة أيام} أى مع اليومين اللذين تقدما فى قوله: {خلق الأرض في يومين} كيلا يزيد العدد على ستة أيام، فيتطرق إليه كلام المعترض. وإنما جمع بينهما ولم يذكر اليومين على الانفراد بعدهما؛ لدقيقة لا يهتدى إليها إلا كل فطن خريت وهى أن قوله: {خلق الأرض في يومين} صلة {الذي} و {وتجعلون له أندادا} عطف على {لتكفرون} و {وجعل فيها رواسي} عطف على قوله: {خلق الأرض} وهذا ممتنع فى الإعراب لا يجوز فى الكلام، وهو فى الشعر من أقبح الضرورات، لا يجوز أن يقال: جاءنى الذى يكتب وجلس ويقرأ: لأنه لا يحال بين صلة الموصول وما يعطف عليه بأجنبى من الصلة؛ فإذا امتنع هذا لم يكن بد من إضمار فعل يصح الكلام به ومعه، فيضمر {خلق الأرض} بعد قوله {ذلك رب العالمين} فيصير التقدير: ذلك رب العالمين، خلق الأرض وجعل فيها رواسى من فوقها، وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها، فى أربعة أيام؛ ليقع هذا كله فى أربعة أيام. فسقط الاعتراض والسؤال. وفيه معجزة وبرهان. قوله: {حتى إذا ما جآءوها شهد عليهم} ، وفى الزخرف وغيره {حتى إذا ما جآءوها} بغير (ما) ؛ لأن (حتى) هاهنا التى تجرى مجرى واو العطف فى نحو قولك: أكلت السمكة حتى رأسها أى ورأسها. وتقدير الآية: فهم يوزعون، وإذا ما جاءوها و (ما) هى التى تزاد مع الشرط، نحو أينما، وحيثما. وحتى فى غيرها من السوره للغاية. قوله: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} ومثله فى الأعراف، لكنه ختم بقوله {سميع عليم} ؛ الآية فى هذه السورة متصلة بقوله: {وما يلقاهآ إلا ذو حظ عظيم} وكان مؤكدا بالتكرار، وبالنفى والإثبات، فبالغ فى قوله: {إنه هو السميع العليم} بزيادة (هو) وبالألف واللام، ولم يكن فى الأعراف هذا النوع من الاتصال، فأتى على القياس: المخبر عنه معرفة، والخبر نكرة. قوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} وفى عسق بزيادة قوله: {إلى أجل مسمى} وزاد فيها أيضا: {بغيا بينهم} ؛ لأن المعنى: تفرق قول اليهود فى التوراة، وتفرق قول الكافرين فى القرآن، ولولا كلمة سبقت من ربك بتأخير العذاب إلى يوم الجزاء، لقضى بينهم بإنزال العذاب عليهم، وخصت عسق بزيادة قوله تعالى: {إلى أجل مسمى}لأنه ذكر البداية فى أول الآية وهو {وما تفرقوا إلا من بعد ما جآءهم العلم} وهو مبدأ كفرهم، فحسن ذكر النهاية التى أمهلوا إليها؛ ليكون محدودا من الطرفين. قوله: {وإن مسه الشر [فيئوس قنوط} وبعده: {وإذا مسه الشر] فذو دعآء عريض} لا منافاة بينهما؛ لأن معناه: قنوط من الصنم، دعاء لله. وقيل: يئوس قنوط بالقلب دعاء باللسان. وقيل: الأول فى قوم والثانى فى آخرين. وقيل الدعاء مذكور فى الآيتين، وهو {لا يسأم الإنسان من دعآء الخير} فى الأول، و {ذو دعآء عريض} فى الثانى. قوله: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضرآء مسته} [بزيادة من] وفى هود: {ولئن أذقناه نعمآء بعد ضرآء مسته} ، لأن فى هذه السورة بين جهة الرحمة، وبالكلام حاجة إلى ذكرها وحذف فى هود؛ اكتفاء بما قبله، وهو قوله: {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة} ، وزاد فى هذه السورة (من) لأنه لما حد الرحمة والجهة الواقعة منها، حد الطرف الذى بعدها فتشاكلا فى التحقيق. وفى هود لما أهمل الأول أهمل الثانى. قوله: {أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به} وفى الأحقاف {وكفرتم به} بالواو؛ لأن معناه فى هذه السورة: كان عاقبة أمركم بعد الإمهال للنظر والتدبر الكفر، فحسن دخول ثم، وفى الأحقاف عطف عليه {وشهد شاهد} ؛ فلم يكن عاقبة أمرهم. (وكان) من مواضع الواو. فضل السورة: فيه حديث أبى المردود: من قرأ هذه السورة أعطاه الله بكل حرف عشر حسنات. بصيرة فى.. حم. عسق السورة مكية إجماعا. عدد آياتها ثلاث وخمسون فى الكوفى، وخمسون فى الباقين. كلماتها ثمانمائة وست وستون. وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمان وثمانون. المختلف فيها من الآى ثلاث: حم عسق، كالأعلام مجموع فواصل آياتها (زرلصب قدم) ولها اسمان: عسق؛ لافتتاحها بها، وسورة الشورى؛ لقوله {وأمرهم شورى بينهم} . معظم مقصود السورة: بيان حجة التوحيد، وتقرير نبوة الرسول، وتأكيد شريعة الإسلام، والتهديد بظهور آثار القيامة، وبيان ثواب العاملين دنيا وأخرى، وذل الظالمين فى عرصات القيامة، واستدعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الأمة محبة أهل البيت العترة الطاهرة، ووعد التائبين بالقبول، وبيان الحكمة فى تقدير الأرزاق وقسمتها، والإخبار عن شؤم الآثام والذنوب، والمدح والثناء على العافين من الناس ذنوب المجرمين، وذل الكفار فى مقام الحساب، والمنة على الخلق بما منحوا: من الأولاد وبيان كيفية نزول الوحى على الأنبياء، والمنة على الرسول بعطية الإيمان، والقرآن، وبيان أن مرجع الأمور إلى الله الديان فى قوله: {إلى الله تصير الأمور} . الناسخ والمنسوخ: فيها من المنسوخ ثمان آيات: {ويستغفرون لمن في الأرض} م {ويستغفرون للذين آمنوا} ن {الله حفيظ عليهم} م آية السيف ن {واستقم كمآ أمرت} م {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله} ن {من كان يريد حرث الآخرة} م {يريد العاجلة} ن {إلا المودة في القربى} م {ما سألتكم من أجر فهو لكم} ن وقيل: محكمة {أصابهم البغي} وقوله: {ولمن انتصر} م {ولمن صبر} ن {فإن أعرضوا} م آية السيف ن. المتشابهات: قوله تعالى: {إن ذلك لمن عزم الأمور} وفى لقمان: {من عزم الأمور} ؛ لأن الصبر على وجهين: صبر على مكروه ينال الإنسان ظلما؛كمن قتل بعض أعزته، وصبر على مكروه ليس بظلم؛ كمن مات بعض أعزته. فالصبر على الأول أشد، والعزم عليه أوكد. وكان ما فى هذه السورة من الجنس الأول؛ لقوله: {ولمن صبر وغفر} فأكد الخبر باللام. وما فى لقمان من الجنس الثانى فلم يؤكده. قوله: {ومن يضلل الله فما له من ولي} وبعده: {ومن يضلل الله فما له من سبيل} ليس بتكرار؛ لأن المعنى: ليس له من هاد ولا ملجأ. قوله: {علي حكيم} ليس له نظير. والمعنى: تعالى عن أن يكلم شفاها، حكيم فى تقسيم وجوه التكليم. قوله: {لعل الساعة قريب} وفى الأحزاب {تكون قريبا} زيد معه (تكون) مراعاة للفواصل. وقد سبق. فضل السورة فيه حديث ضعيف جدا: من قرأ حم عسق كان ممن يصلى عليه الملائكة، ويستغفرون له، ويسترحمون له. بصيرة فى.. حم. والكتاب المبين. انا جعلناه السورة مكية إجماعا. عدد آياتها [ثمان وثمانون] عند الشاميين، وتسع عند الباقين. وكلماتها ثمانمائة وثلاث وثلاثون. وحروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة. الآيات المختلف فيها اثنتان: حم، مهين. مجموع فواصل آياتها (ملن) تسمى سورة الزخرف؛ لقوله {عليها يتكئون وزخرفا} . معظم مقصود السورة: بيان إثبات القرآن فى اللوح المحفوظ، وإثبات الحجة والبرهان على وجود الصانع، والرد على عباد الأصنام الذين قالوا: الملائكة بنات الله، والمنة على الخليل - صلى الله عليه وسلم - بإبقاء كلمة التوحيد فى عقبه، وبيان قسمة الأرزاق، والإخبار عن حسرة الكفار، وندامتهم يوم القيامة، ومناظرة فرعون، وموسى ومجادلة المؤمنين مع ابن الزبعرى بحديث عيسى، وبيان شرف الموحدين فى القيامة وعجز الكفار فى جهنم، وإثبات إلهية الحق فى السماء والأرض، وأمر الرسول بالإعراض عن مكافأة الكفار فى قوله: {فاصفح عنهم وقل سلام} . ![]()
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |