الشكر معناه وصلته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ليس ترفا..! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 64040 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 207 - عددالزوار : 125047 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 229 - عددالزوار : 146849 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 25216 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 24404 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4617 - عددالزوار : 1469817 )           »          (وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من أعظم ما يُفسد العلاقة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          من فوائد غضِّ البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-09-2021, 05:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,496
الدولة : Egypt
افتراضي الشكر معناه وصلته

الشكر معناه وصلته


د. أورنك زيب الأعظمي[1]






المدخل:

الشكر من أعمّ وأشيع كلمات اللغة العربية فنستخدمه كلّ يوم بمناسبة أو أخرى، ونرى كل مقال أو كتابة مليئة به وبأنواع عديدة للتعبير عنه. ولكن على الرغم من كثرة استعماله نجد إخواننا لا يصيبون في استخدامه أو استخدام صلاته فنسمع كثيرًا "أشكرك على هذا" أو ما شابهه من التعبيرات. فنكثر استعمال صلة (على) للشكر لنعمة أو يد قدّمها الرجل المشكور له. وكذا نجد أنّ العلماء والمحققين ربما يجانبهم الصواب في فهم الفرق بين (الشكر) و(الحمد) إذ خصّصوا الأول بالله تعالى بينما الثاني أخلصوه لعباده المنعمين المحسنين. فوددنا أن نتناول هذه الكلمة الشكر ونذكر معناها وصلتها كما نبيّن الفرق بين الكلمتين إذا كان.



معنى الشكر:

الشُكر والشُكور من شكرتِ الإبل تشكر إذا أصابت مرعًى فسمنتْ عليه، والمِشكار من الحلوبات ما تغزر على قلة الحظ من المرعى أو ما تصيب حظًّا من بقل أو مرعى فتغزر عليه بعد قلة لبن.[2] قال الشاعر:

نضرب درّاتها، إذا شكِرتْ**** بأقطها، والرخافَ نسلؤها[3]



فالشكر عرفان الإحسان ورجع اليد إلى المنعم والمواظبة عليه كما قال الفرزدق:

أخالدُ! لو حافظتم وشكرتم **** عرفتم لعبد القيس عندكم يدا[4]



ومن مظاهره القولية الثناء على الفَعال كما قال طفيل الغنوي:

بني جعفرٍ لا تكفروا حسنَ سعينا**** وأثنوا بحُسْنِ القولِ في كلِ محفل[5]



وأكبر مظاهره الفعلية العبادة فقال الخليل الفراهيدي:

أبا معاوية اشكر فضل واهبها**** وكلما جئتها فاعمر مصلّاها[6]



وعلى هذا فالشكر اعتبر أدنى من التقوى كما قال الحطيئة:

فإنْ يشكروا فالشكر أدنى إلى التقى**** وإنْ يكفروا لا ألفَ يا زيدُ كافرا[7]



وكذا مواصلة هذه السلسلة تعتبر شكرًا فقال زهير بن أبي سلمى:

وذي نعمةٍ تمّمتَها وشكرتَها**** وخصمٍ يكاد يغلب الحقَ باطلُه[8]



وضده الكفر كما قال عنترة بن شداد العبسي:

نُبِّئتُ عمرًا غيرَ شاكرِ نعمتي**** والكفر مخبثة لنفس المنعم[9]



وقال أعشى همدان:

متى أكفُرِ النَّعمانَ لم ألْفَ شاكرًا**** وما خيرُ من لا يقتدي بشَكور[10]



وقال ثوب بن النار:

فأثنُوا عليه بالسماحة والندى**** ولا تكفروا إنّ الكرامَ ذوو شُكر[11]



تعدّي الشكر ولزومه:

والشكر يتعدّى بنفسه، ومفعولُه إما اليد الممدودة أو فاعلها (المُنعِم) كما قال عنترة بن شداد العبسي:

إذا لعب الغرامُ بكل حُرّ**** حمِدتُ تجلّدي وشكرتُ صبري[12]



وقال عنترة أيضًا:

فلأشكرنّ صنيعَه بين المُلا**** وأطاعنُ الفرسانَ في ميدانه[13]



وقال الأعشى الكبير:







ذاك في جَبْلِكم لنا وعليكم

نعمةٌ لو شكرتم الإنعاما[14]






وقال الأعشى أيضًا:

لقد سفرتْ بنو عبدان حينًا **** فما شكروا بلائي وامتداحي[15]



وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:

يكنْ لك في قومي يدٌ يشكرونها**** وأيدي الندى في الصالحين قروض[16]



وقال جرير:

سنشكر مَنْ له أثرٌ علينا**** كآثار الوليّ على العِهاد[17]



وقال جرير أيضًا:

فإنْ تجزوا بنعمتنا شكرتم**** رياحًا أو فوارسَ ذي الخمار[18]



وقال الفرزدق:







لنا فيكم أيدٍ وأسبابُ نعمة

إذا الفتنة العشواء شُبّ احتدامُها[19]






وربما يبرز المنعم والنعمة معًا فيأتي متعديًا باثنين (الفاعل والمفعول) كما قال امرؤ القيس:

سأشكرك الذي دافعتَ عني**** وما يجزيك مني غيرُ شكري[20]

و"الذي" هنا بمعنى "ما". وهذا شائع في كلام العرب وجاء به القرآن أيضًا.



وقال كثيّر عزة:

فلا تكفروا مروانَ آلاءَ أهله**** بني عبدِ شمسٍ واشكروه فعالَها[21]



وكذا يأتي متعديًا باللام الداخلة إما على المنعم أو على النعمة كما قال الأعشى الكبير:

فذلك من أيامنا وبلاءنا**** ونُعْمَى عليكم إن شكرتم لأنعم[22]



وقال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةقَانِتا لِّلَّهِ حَنِيفا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ * شَاكِرا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰط مُّسۡتَقِيم(سورة النحل - 121)



وقال عدي بن زيد الإيادي:



فاستعتبوا واشكروا لله نعمتَه

تُلفُوا إلهَكم للظلم غفّارا



يزدكُمُ حدةً ما دام فائتُكم

وفي قوى حبلكم متنًا وإمرارا[23]






كما يأتي متعديًا بنفسه وباللام على المنعم كما قال الأخطل:

ألم تشكر لنا كلبٌ بأنا**** جَلَونا عن وجوههم الغبارا[24]



وقال العجلان بن خليد:

فإن تشكروني تشكروا لي نعمةً**** وإن تكفروني لا أكلّفكم شكري[25]



وقال الفرزدق:

شكرنا لعبد الله حسنَ بلائه**** غداةَ كفانا كلُّ نكس مُواكل[26]



وقال جرير:

وما شكرتْ تيمٌ لقومٍ كرامةً**** وما غضِبتْ تيمٌ على من يُهينُها[27]



وذكر ابن منظور صلة له أخرى وهي الباء أي شكرت به، ولكني لما أجد شاهدًا عليه.[28]





الفرق بين الشكر والحمد:

وأما الفرق بين الشكر والحمد فاختلفوا فيه فيرى ثعلب أنّ: "الشكر لا يكون إلا عن يد، والحمد يكون عن يد وعن غير يد، فهذا الفرق بينهما".[29]



ودليل قوله بيت أبي نخيلة:

شكرتُك، إنّ الشكرَ حبلٌ من التقى،**** وما كلُّ مَنْ أوليتَه نعمةً يقضي[30]



وقال ابن قتيبة بين شكر الله وحمده فقال: "حمد الله" الثناء عليه بصفاته الحسنى، و"شكره" الثناء عليه بنعمه وإحسانه. وقد يوضع الحمد موضعَ الشكر ولا يوضع الشكر موضع الحمد".[31]



وقال الجواليقي: "وحمدٌ مصدرُ حمِدتُ أحمدُ حمدًا ومحَمَدة ومحْمَدة، وهو أعمّ من الشكر، لأنّ الحمد الثناء على الرجل بما فيه من حسن، والشكر الثناء عليه بمعروف أولاه".[32]



وللشبلي رأي آخر فقال:

"وتكلّم الناس في الفرق بين الحمد والشكر، أيهما أفضل؟ وفي الحديث: "الحمد رأسُ الشكر فمن لم يحمد الله لم يشكره" والفرق بينهما أنّ الشكر أعمّ من جهة أنواعه وأسبابه وأخصّ من جهة متعلقاته، والحمد أعمّ من جهة المتعلقات وأخصّ من جهة الأسباب. ومعنى هذا أنّ الشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانة وباللسان ثناءً واعترافًا وبالجوارح طاعة ونقيادًا، ومتعلّقه المنعم دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه، وهو المحمود بها، كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم، فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس، وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس، فإنّ الشكر يقع بالجوارح والحمد باللسان".[33]



وأما أنا فلا أفرّق بين الاثنين فقد وجدت كليهما يستخدمان لما في المرء من حسن ولما أولاه من معروف فقال علقمة الفحل:

والحمد لا يشترى إلا له ثمن**** مما تضنّ به النفوس معلوم[34]



وقال تأبط شرًا:

لكنما عِوَلِي، إن كنت ذا عول،**** على بصير بكسب الحمد، سبّاق[35]



وقال حاتم الطائي:



أنا المفيدُ حاتم بن سعد

أعطي الجزيل وأفي بالعهد



وشيمتي البذل وصدق الوعد

وأشتري الحمدَ بفعل الحمد



أورثني المجدَ بناةُ المجد

أبي وجدّي حشرجٌ ذو الوفد[36]






وقال حاتم أيضًا:

عدّتْ سماجي تبذيرًا، ولست أرى**** ما يجلب الحمدَ تبذيرًا ولا سرفا[37]



وقال الشاعر الجاهلي يزيد:

إني حمدتُ بني شيبان إذ خمدت**** نيرانُ قومي وفيهم شبت النار[38]



وقال حسان بن ثابت الأنصاري:

ولا ننتهي حتى نفكّ كُبولَه**** بأموالنا والخيرُ يحمد صانعه[39]



وقال عبيد بن الأبرص:

فبحمدِ حيّهم وحمدِ قبيلهم**** إذ طال يومُهم وعاب العُيَّبُ[40]



وقال النابغة الذبياني:

فإذا وُقيتِ، بحمد الله، شرّتَها**** فانجي، فزار، إلى الأطواد، فاللوب[41]



وقال الأعشى الكبير:



ولكن على الحمد إنفاقُه

وقد يشتريه بأغلى الثمن



ولا يدع الحمد أو يشتريه

بوشك الفتور ولا بالتَوَن[42]






وقالت الخنساء:

نعفّ ونعرف حقَّ القِرى**** ونتّخذ الحمد ذخرًا وكنزا[43]



وقال حسان أيضًا:

منّا الذي يحمد معروفُه**** ويفرُجُ اللزبةَ يوم الزحام[44]



وقال أيضًا:

وفتًى يحبُّ الحمدَ يجعل مالَه**** من دونِ والده وإنْ لم يُسئَل[45]



وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

لا تحمدنّ امرءًا حتى تجرّبه**** فربما لم يوافق خُبرُه خَبَرَه[46]



وقال أبو خِراش الهذلي:

حمِدتُ إلهي بعد عروةَ إذ نجا **** خراشٌ، وبعضُ الشر أهونُ من بعض[47]



وقال آخر:

وإلا فاحمدوا رأيي فإني **** سأنفي عنكم الُتهَمَ القباحا[48]

والأمثلة على ذلك كثيرة لا تعدّ.



وحتى أنّ الحمد يقام به على كلّ نعمة أو عقاب كما قال النابغة الذبياني:

علَوتَ معدًا نائلًا ونكاية**** فأنت، لغيث الحمد، أول رائد[49]



وقال تعالى: ﴿ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ ﴾. (سورة فاطر/ 34)




وقال: ﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾. (سورة الأنعام/45)




وما أحسن ما أورد القرآن الكريم فجمع بين معني الحمد فقال: "﴿ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ * ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ * مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (سورة الفاتحة) فالحمد يجمع بين الثناء على صفات الله الحسنى والشكر لنعمه التي لا تعدّ ولا تحصى.



وسنشرح هذه الكلمة في مقال مستقل إن شاء الله تعالى.



وأما الشكر لما بالمرء من حسن فقد مضت شواهد على هذا وننقل فيما يلي شاهدين من قول الأعشى وجرير فقال الأعشى الكبير:

لقد سفرتْ بنو عبدان حينًا**** فما شكروا بلائي وامتداحي[50]



وقال جرير:



ما زلتُ مُعتصمًا بحبلٍ منكم

مَنْ حلّ نُجوَتَكم بأسبابٍ نحا



وإذا ذكرتُكم شددتم قوّتي

وإذا نزلتُ بغيثكم كان الحيا



فلأشكرنّ بلاءَ قومٍ ثبّتوا

قَصَبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا[51]






ونجد أن كليهما يستعمل لله ولعبده فقال عنترة بن شداد العبسي:


إذا لعب الغرامُ بكل حُرّ**** حمِدتُ تجلّدي وشكرتُ صبري[52]
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 116.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 115.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.47%)]