|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هيا بنا نستقبل رمضان؟ ( اليقظة ) يقظة: قال ابن القيم: أولُ منازل العبودية (اليقظة)، "وهي انزعاجُ القلب لرَوعة الانتباه مِن رَقدة الغافلين". يستيقظ القلب من الغفلة، ويَنتبه إلى ما هو مقبلٌ عليه، فيستعد له، فمن أحسَّ بهذه اليقظة فقد أفلَح، وإلا فهو في سكرات الغفلة، تمامًا مثل إنسان نائمٍ وعنده سفرٌ في الصباح الباكر، فإن استيقَظ في الموعد المناسب استعدَّ للسفر، وأدرك الرَّكْب، وإن لم يستيقظ في الموعد المناسب، فات الأوان وضاع الوقت، ولم يُدرك القوم. س: كيف تحصُل اليقظة؟ ج: بفكرة. س: ما تلك الفكرة؟ ج: يتفكَّر العبد أن الوقت هو الحياة، وهو رأسُ مالِه الذي يتاجر فيه مع الله، ويطلُب به السعادة والنجاة، فكل جزءٍ يفوت من هذا الوقت خاليًا من عمل صالحٍ، فهو خَسارة على العبد ووبالٌ؛ قال ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يَعرِف شرفَ زمانه، وقدرَ وقته، فلا يُضيِّع منه لحظة في غير قربة". ورمضان من أنفس لحظات العمر، {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184]، أيام سَرعان ما تنتهي، وإنما يفوز فيه من كان مستعدًّا له متيقظًا إليه، فالإنسان لا يستطيع أن يُدرك الفرصة إلا إذا كان مستعدًّا لها. حياتك فرصة، فاغتنِمها، مواسمُ الطاعة فرصة فاستغِلَّها ولا تضيِّعها، مَشقةُ الطاعة سَرعان ما تذهب وتبقى حلاوةُ الأجر، وانشراح الصدر وفرحة العبد بطاعة الربِّ. __________________________________________________ __ الكاتب: نجلاء جبروني
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() هيا بنا نستقبل رمضان؟ نجلاء جبروني 2- نية لماذا هذه العزم وهذه النية من الآن؟ لأن العبد لا يدري متى يأتيه الموت، فاذا انقضى عمرُه وسبَق إليه مِن الله أمرُه، قامت نيَّتُه مقامَ عمله، فيجازيه الله على عزمِه، فينال الأجرَ وإن لم يعمَل ما نواه؛ قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إلى سَبْعِ مِائةِ ضِعْفٍ إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً"[1]. كم مِن أُناس نَعرِفهم كانوا معنا في رمضان الماضي، وليسوا معنا الآن! كم من إنسان أمَّل أن يصوم رمضان هذا العام، فخانه أملُه وصارَ إلى قبْرِه قبل أن يُدرك رمضان! فيا مغرورًا بطول الأمل، ويا مسرورًا بسوء العمل، كنْ مِن الموت على وَجَلٍ، فإنك لا تدري متى يَحُلُّ الأجلُ، اصدُق النية مع الله؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21]. [1] صحيح البخاري (6491)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() هيا بنا نستقبل رمضان؟ نجلاء جبروني 3-(توبة) ولماذا التوبة؟ لأنك مُقبلٌ على موسم من أهم مواسم الطاعة، وصاحب المعصية لا يُوَقَّف للطاعة، فبشؤم المعصية يُحرَم التوفيق، قيدُ الذنب يَمنَعه عن السير إلى طاعة ربِّه، ثِقَل الذنوب يَمنعه الخفةَ للخيرات والمسارعة في الطاعات، فتجد قلبه في ظلمة وقسوة، فكيف يوفَّق إلى الطاعة؟ قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "إذا كنت لا تستطيع قيام الليل وصيام النهار، فاعلَم أنك محبوسٌ، قد قيَّدَتْك ذنوبُك". نحتاج توبة تؤهِّلنا لأن نفوز برمضان، توبة فيها ندمٌ على ما فات وعزمٌ على عدم العودة إلى الذنب فيما هو آتٍ، فيها تركٌ للذنب في الحال، فيها تضرُّع إلى الله بالدعاء والسؤال، وشعور بالافتقار إلى العزيز الغفار، وكثرة الإلحاح ودوام الاستغفار. يا مَن يرى ما في الضمير ويسمعُ ![]() أنت المُعِدُّ لكلِّ ما يُتوقَّعُ ![]() يا من يُرجَى للشدائد كلِّها ![]() يا مَن إليه المُشتكى والمفْزعُ ![]() يا مَن خزائنُ رِزقه في قول (كُنْ) ![]() امنُنْ فإن الخير عندك أجْمعُ ![]() ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ ![]() فبالافتقارِ إليك فَقري أَدفَعُ ![]() ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ ![]() فلئِنْ رُدِدتُ فأيَّ بابٍ أقْرعُ ![]() حاشا لجودِك أن يُقنِّطَ عاصيًا ![]() الفضلُ أَجزلُ والمكارمُ أَوسعُ ![]() لكن ذنوبي كثيرة! حاولت كثيرًا أن أتغيَّر، ولكن لا أَستطيع، كل مرة أعود للذنب، ماذا أفعل؟ لا تيئَس من رحمة الله، في رمضان كل شيء يتغيَّر، وكذلك علاقتي مع ربي لابد أن تتغير للأفضل، بداية جديدة مع رمضان، فرصة لقلبك يرجِع إلى الله، لابد أن نتغيَّر للأفضل لنجاة أنفسِنا، لأجل أمَّتِنا، لأجل نُصرة ديننا؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]. انظر إلى الصحابة كيف تغيَّروا بعد الإسلام، علمًا أن الظروف كانت صعبة، البيئة لا تساعدهم، تحمَّلوا جفوة الأهل والعشيرة والعذاب والنَّكال، وغيَّروا واقعهم من خمر وزنا وحروب قبَلية إلى حياة إيمانية، كان الناس يقولون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو أسلم حمار الخطاب ما أسلَم عمر"، ولكن أسلم عمر رضي الله عنه، وكان واحدًا من العشرة المبشَّرين بالجنة، هذا ليس خاصًّا بالصحابة فقط، بل في عصرنا أيضًا، الأمل ما زال موجودًا لنُحسِّن أحوالنا مع الله. رحمة الله وسِعت كلَّ شيء، فكيف لا تَسعك؟! هو أرحمُ بك من أمِّك التي تخاف عليك وتَرعاك طول حياتها؛ قال صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا"[1]. إنَّ الله يَفرَح بتوبةِ عبده ورجوعِه إليه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا"[2]. أحسِن الظنَّ بالله أنه سيَغفر لك، سيَرحمك، سيُدخلك الجنة؛ قال تعالى في الحديث القدسي: "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي"[3]. أقبِل عليه بالتوبة والعمل الصالح، سيَغفر لكِ ذنبك لأنه الكريم؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]. [1] صحيح البخاري (5999)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [2] صحيح مسلم (2759)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. [3] صحيح البخاري (7405)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() هيا بنا نستقبل رمضان؟ نجلاء جبروني 4-(استعداد) رمضان ليس معه عصا سحرية، فجأة عندما تأتي أول ليلة من رمضان، تجد نشاطًا في العبادة ومسارعة في الطاعة؟ لابد من تدريب قبل أن يأتي رمضان، لابد من استعداد قبل رمضان. كيف نستعد لرمضان؟ أولًا: التقليل من الطعام: لأن كثرة الطعام تقسِّي القلوب وتُثقل النفوس عن الطاعة، لذلك من أراد الاستعداد للصيام والاستمتاع بالصلاة والقيام، فإن قلة الطعام توجبُ رقة القلب وقوةَ الفَهْم، وانكسار النفس وضعف الهوى. ثانيًا: تعويد النفس على الطاعات قبل دخول رمضان: استعد لرمضان بطاعات تكون من جنس ما فيه: 1- صيام في أكثر شعبان. 2- قيام طويل (حتى تستطيع القيام في رمضان). 3- قراءة القرآن يوميًّا (ولو حزبًا أو جزءًا). 4- تعويد النفس على الجود والكرم والإنفاق والإطعام. 5- جلسة الشروق. 6- كثرة ذكر الله. 7- كثرة الطاعات وترك المحرمات. ثالثًا: ترك المحرمات والمعاصي: لأن المعاصي سببٌ للحرمان من التوفيق للطاعة والشعور بلذة العبادة؛ قال الإمام الشافعي رحمه الله يشكو لشيخه شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي ![]() فأرشدني إلى ترك المعاصي ![]() وقال اعلَم بأن العلم نورٌ ![]() ونورُ الله لا يُهدى لعاصي ![]() ليس فقط سببًا في الحرمان من الطاعات، بل سبب أيضًا في ضيق الصدر وظلمة القلب، وبُغْضِ الخَلق ونكد العيش، وضيق الرزق؛ قال تعالى:﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]. وهو سببٌ في أن يَعُمَّ العقاب؛ عن زينب أم المؤمنين رضي الله عنها قالت أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ، ومأْجُوجَ مِثْلُ هذا، وحَلَّقَ بإصْبَعِهِ، وبِالَّتي تَلِيهَا فَقَالَتْ زَيْنَبُ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إذَا كَثُرَ الخَبَثُ"[1]. كثُر الخبث، الغش والكذب، ترك الصلوات، تضييع صلاة الفجر، العقوق، الظلم، سوء الخلق، السب، والشتم واللعن، السحر والكهانة، التبرج والاختلاط، نسأل الله تعالى أن يُصلح أحوالنا وأحوال المسلمين وأن يردَّنا إليه ردًّا جميلًا. ومن الاستعداد أيضًا تعلُّم أحكام وفقه الصيام وآدابه، حتى يتمَّ صيامه على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه. اللهم بلِّغنا رمضان وبارِك لنا في أيَّامه ولياليه. [1] صحيح البخاري (3598).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |