الحديث العاشر/ ألأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14137 - عددالزوار : 751521 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 684 - عددالزوار : 95336 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1674 )           »          مكانة إطعام الطعام في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          منهج القرآن في بيان الأحكام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          يعلمون.. ولا يعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، الأعلى، المتعال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3092 - عددالزوار : 350568 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2012, 08:46 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي الحديث العاشر/ ألأربعين النووية

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لااله الا الله وان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين


أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخيرالهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

الحديث العاشر


عن أبي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عنه قال: قاَل رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : "إنَ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طَيِّباً وإنَّ الله أَمَرَ المُؤمِنينَ بِمَا أَمَرَ به المُرْسَلينَ فقال تعالى: {يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيَّباتِ واعمَلُوا صالحاً} [المؤمنون: 51] وقال تعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كلُوامِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ} [البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ يا رَبُّ يا رَبُّ ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ ومَشْربُهُ حَرَامٌ وغُذِّيَ بالحَرَامِ فأَنَّى يُسْتَجَابُلهُ". رَوَاهُ مُسْلمٌ


هذاالحديث من الأحاديث التي قيل فيها إنها أصل من أصول الدين يعني: أن كثيرا من الأحكام تدور عليه , فيهالأمر بالأكل من الطيب وأنه سمة المرسلين.


""إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ" كلمة طيب بمعنى طاهر منزّه عن النقائص والعيوب ،لايعتريه الخبث بأي حال من الأحوال، لأن ضد الطيب هو الخبيث،كما قال الله عزّ وجل: ( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ) (المائدة: الآية100) ، وقال: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَات)(النور: الآية26) ومعنى هذا أنه لايلحقه جل وعلا شيء من العيب والنقص. فهو عزّ وجل طيب في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أحكامه، وفي أفعاله، وفي كل ما يصدر منه، وليس فيها رديء بأي وجه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول : ( اللهم إني أسألك باسمك المطهر الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت بهأجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت واذا استفرجت به فرجت )



والطيب يشمل الأعمال والأموال والأقوال والاعتقادات والله لا يقبل من الأعمال والأقوال والأموال إلا الطيب .

في الأعمال والأقوال :قال تعالى : }إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر .والقول الطيب هوالذي كان على منهاج الشريعة.


والطّيب من الأعمال: ما كان خالصاً لله، موافقاً للشريعة وكان على منهاج المصطفى -صلى الله عليه وسلم


والطيب من الأموال: ما اكتسب عن طريق حلال، وأما ما اكتسب عن طريق محرّم فإنه خبيث .


وكذلك في الاعتقادات، والاعتقاد الطيب ما كان عليه الدليل من الكتاب ومن السنة.

فالعبد -إذا تحقق بالطِيبِ في قوله وعمله واعتقاده- صار طيبا في ذاته، والطيب له دار الطيبين، كما قال -جلوعلا-: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ)

ومن صار عنده خبث في بدنه وروحه، نتيجة لخبث قوله، أو خبث عمله، أو خبث اعتقاد، ولم يغفر الله -جل وعلا- له فإنه يُطَهَّر بالنار حتى يدخل الجنة طيبا لأن الجنة طيبة لا يصلح لها إلا الطيب.

"لايقبل إلا طيباً": لا يقبل يعني: لا يرضى ولا يحب إلاالطيب ولا يثيب ولا يؤجر إلا على الطيب, لا يقبل من الأقوال والأعمال إلا ما كان طيبا خالصاً خاليا من المفسدات, وكل رديء فهو مردودٌ عند الله عزّ وجل.

وهذا تحذير شديد ووعيد وتخويف من كل قول أوعمل أواعتقاد خبيث يعني: لم يكن على وفق الشريعة, فالطيب هو المبرأ من النقص, وأعظم ماينقص العمل أن يتوجه به إلى غير الله -جل وعلا- وأن تُقْصَد به الدنيا.
يعني: أن العمل قد يقع مُجْزئًا ولا يكون مقبولا، كما جاءفي الحديث: (لا يقبل الله صلاة عبد إذا أبق حتى يرجع).
و (من أتى كاهنا أوعرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) وأشباه ذلك.
"
لا يقبل" تعني ابطال العمل كما في قوله: (لا يقبل الله صلاة حائض إلابا لخمار).

(لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ).

وأعظم ما يجعل عمل المؤمن طيباً مقبولاً طِيْبُ مَطْعَمِه وحِلّهِ، وفي الحديث دليل على أن العمل لا يُقبل إلا بأكل الحلال، وأن الحرام يُفسد العمل ويمنع قَبوله.

ولايقبل من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً . ومن ذلك الصدقة بالمال الخبيث لايقبلها الله عزّ وجل، لأنه لايقبل إلا طيباً، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: مَنْ تَصَدَّقَ بِعِدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ طَيِّبٍ وَلاَ يَقْبَلُ اللهَ إِلاَّ الطَّيِّبَ فَإنَّ اللهَ تَعَالَى يَأْخُذُهَا بِيَمِيْنِهِ يُرَبِّيها كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُوْنَ مِثْلَ الجَبَلِ .

ويكره التصدق بالرديء من الطعام ، وكذلك يكره التصدق بما فيه شبهة قال الله تعالى :{ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون }

والمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما يسكن في قلبه من الإيمان، وظهرعلى لسانه من الذكر، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان.

"وَإَنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤمِنِينَ بمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ" المؤمنون هنا يدخل فيهم عامة المسلمين .


والمرسلين : المرسل من الرسل من اوحي اليه بوحي وأمر بتبليغه .


المرسلون أُمِرُوا وأتباع المرسلين -الذين هم المؤمنون- أُمروا -أيضا- بما أُمر به المرسلون’ تَعْلَيةً لشأن المؤمنين، وأنهم أهلٌ أن يوجّه إليهم ما أمر به الرسل، فقال عزّ وجل في أمر المرسلين: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً )(المؤمنون: والمراد هنا أن الله جلا وعلا سوَّى بينهم اي بين المرسلين والمؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال . في الأمر بالطيبات وأن الله لايقبل منهم الا ما كان طيبا .


الآية51) فأمر الرسل أن يأكلوا من الطيبات وهي التي أحلها الله عزّ وجل، واكتسبت عن طريق شرعي. فإن لم يحلّها الله كالخمر فإنه لايؤكل، وإن أحلَّه الله ولكن اكتسب عن طريق محرّم فإنه لايؤكل، وضرب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ذلك مثَلين:

الأول: رجل أكل من شاة ميتة، فهذا لم يأكل من الطيبات، لأن الله تعالى حرّم أكل الميتة. وهذا محرّم لذاته.

الثاني: رجل غصب شاة وذبحها وأكل منها، فحكمها أنها ليست بطيبة وهي محرّمة لكسبها.


"وَاعْمَلُوْا صَالحَاً " أي اعملوا عملاً صالحاً.


فأمرهم بالأكل الذي به قوام البدن، ثم أمرهم بالعمل الذي يكون نتيجة للأكل، لكنه قال: وَاعْمَلُوا صَالِحَاً وصالح العمل هو ما جمع بين: الإخلاص والمتابعة.

سُئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالى : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) فقال : هو أخلص العمل وأصوبه . قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا ، فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة

وقال -جل وعلا- في أمره للمؤمنين في سورة "البقرة": (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ).

فأمر المؤمنين بأن يأكلوا من الطيبات، وأمر المرسلين بأن يأكلوا من الطيبات، وأمر الجميع بأن يعملوا صالحا، وهذا يدل على أثر أكل الطيبات في العمل الصالح؛ لأن الاقتران في قوله: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) يدل على أن بينهما صلة، والصلة ما بين أكل الطيب والعمل الصالح هي تأثير الأكل الطيب في العمل الصالح.

والمقصود هنا من قوله لا يقبل إلا طيباً" نفي الكمال المستوجب للأجر والثواب في هذه الأعمال،مع أنها مقبولة من حيث سقوط الفرض بها من الذمة.

ولهذا قال كثير من أهل العلم: إن العمللا يكون صالحا حتى يكون من مال طيب. فالصلاة لا تكون صلاة صالحة مقبولة حتى يكون فيها الطيب من الأقوال، ويكون لباس المرء طيبا، ويكون تخلص من الخبيث من النجاسات وغيرها، إلى آخر ذلك.
والزكاة لا تكون مقبولة حتى تكون طيبة،بأن تكون عن نفس طيبة، وألا يراد بها رياء ولا سمعة إلى آخرذلك.
والحج كذلك؛ فمن حج من مال حرام لم يُقْبَل حجه لأن الله -جل وعلا- لا يقبل إلا الطيب.
اذا المقصود إن عامة المسلمين يجب أن يكونوا طيبين في مأكلهم ومشربهم وتعاملاتهم وكل شؤونهم قال تعالى ({الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النحل32

وقال تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ) الأعراف157


وعن النبي صلىالله عليه وسلم قال: ( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكُل من عمل يديه، وإن نبي الله داود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده) رواه البخاري .

ثم ذكر( الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء)
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-02-2012, 08:48 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث العاشر/ ألأربعين النووية

هذا الرجل اتصف بأربع صفات:
الأولى:بأنه يطيل السفر. وإطالة السفر تعطي كثيرا من الاغتراب، وفيه انكسار النفس، وحاجة النفس إلى الله -جلوعلا- إذا كان السفر للحاجة, يحتاج إلى السفر في معيشته، يحتاج إلى السفر في أموره، وإلا فإن المرء لا يختار إطالة السفر إلا لحاجة. فهذا قد تعرَّض لسبب من أسباب الإجابة وهو السفر,فقد جاء في الحديث الحسن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث يستجاب لهم)وذكر منهم المسافر.

الثانية:أنه أشعث أغبرأي من طيلة السفر , جَعْد شعر الرأس لعدم تمشيطه . أي أنه لا يهتم بنفسه بل أهم شيء عنده الدعاء. فيقال المراد بالحديث: أن هذا الرجل يهتم بأمور الآخرة أكثر من اهتمامه بأمور الدنيا.
أغبر :قد غَيَّر الغبار لون شعره لطول سفره في الطاعات كحج وجهاد .


والله تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله وهوينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول: (أتوني شعثاً غبراً(وهذا من أسباب الإجابة أيضاً.

الثالثة: أنه يمد يديه إلىالسماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب إجابة الدعاء،كما ثبت بالسنن من حديث سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله حَييٌّ كريم،يستحيي من عبده أن يمد إليه يديه، يطلب فيها خيرا، فيردهما صفرا خائبتين).

ماذا نفهم من كلمة يمد يديه إلى السماء؟

هذاالحديث يثبت صفة العلو لله تعالى فالرجل يرفع يديه إلى السماء وان الله أعلى ولولا ذلك لما رفع العبد يديه إلى السماء .

"يَا رَبّ يَا رَبّ" نداء بوصف الربوبية،لأن ذلك وسيلة لإجابة الدعاء، إذ إن إجابة الدعاء من مقتضيات الربوبية.

ولم تكن إجابة الدعاء للمؤمن دون الكافر، بل قديجاب للكافر، ويجاب للمارد وقد أجيب لإبليس؛ وذلك لأن إجابة الدعاء من آثار الربوبية، كرزق الله -جل وعلا- لعباده وكإعطاءه لهم، وكإ صحاحه إياهم، وإمدادهم بالمطر، وأشباه ذلك مما قد يحتاجون إليه.

فقد يدعو النصراني ويستجاب له، وقد يدعو المشرك ويستجابله، والاستجابة هنا لا لأنه متأهل لها ولكن لأنه قام بقلبه الاضطرار والاحتياج لربه -جل وعلا- والربوبية عامة للمؤمن وللكافر.

"وَ مَطْعَمُهُ حَرَامٌ" يعني طعامه الذي يأكله حرام، أي حرام لذاته أولكسبه.


"وَمَشرَبُهُ حَرَامٌ" يعني شربه الذي يشربه حرام، إما لذاته أو لكسبه.


"وغُذِيَ بالحَرَامِ" يعني أنه تغذّى بالحرام الحاصل من فعل غيره.


يرفع يديه إلى السماء ولكن كيف ؟ مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له؟استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن تجاب دعوته وقال: (فأنّى يستجاب لذلك " يعني عجيب وبعيد أن يستجاب له،). وهو يتعامل بالحرام وإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.

قد يستجاب له لعارض آخر، صادفه اضطرار، وشدة إلحاح، وحاجة ماسة، فهذه يُعْطَى معها حتى الكافر (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).

فالمشرك قد يستجاب له، وكذلك المؤمن العاصي الذي أكل الحرام قد يستجاب له، لكن في حالات قليلة، وذلك إذا كان معها حالة اضطرار، أو شفعله غيره، وكان مع مُجاب الدعوة فأَمَّنَ عليه.

وقد جاء في معجم الطبرانى بإسناد ضعيف: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله،ادع الله لى أن أكون مجاب الدعاء. قال: يا سعد، أَطِبْ مطعمك تكن مستجاب الدعوة ). وقد جاء -أيضا- في بعض الآثار الإلهية أن موسى -عليه السلام- طلب من ربه أن يجيب لقومه دعاءهم، فقال: يا موسى، إنهم يرفعون أيديهم، وقد سفكوا بها الدم الحرام، وأكلوا بها الحرام،واستعملوها في حرام، فكيف يجابون؟
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-02-2012, 08:48 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث العاشر/ ألأربعين النووية

الدروس المستفادة منالحديث
1-وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً وتنزيهه عن كل نقص وأن من أسماء الله تعالى الطيّب، لقوله: إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ وهذا يشمل طيب ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه.


فأسماؤه كلّها حسنى، ليس فيها نقصٌ بوجه من الوجوه، لأن الله تعالى قال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الأعراف: الآية180) والحسنى اسم تفضيل، يقابلها في المذكر: الأحسن.


ولذلك لانجد في أسماء الله ما يحتمل النقص أبداً،ولهذا باب الصفات أوسع من باب الأسماء،لأن كل اسم متضمن لصفة،وأفعاله لامنتهى لها،كما أن أقواله لامنتهى لها،(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) [لقمان:27] فمن صفات الله المجيء، والإتيان والبطش كما قال تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ)(الفجر: الآية22) وقال: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (البروج:12)


فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولانسمّيه بها،فلا نقول من أسمائه: الجائي والممسك والباطش. وإن كنا نخبر بذلك عنه سبحانه ونصفه به.


2- أن الله تعالى غنيّ عن الخلق فلا يقبل إلا الطيب، لقوله: "لايَقبَلُ إلاَّ طَيِّبَاً" فالعمل الذي فيه شرك لايقبله الله عزّ وجل لأنه ليس بطيب، والتصدّق بالمحرّم كالتصدّق بالمال المسروق لا يقبله الله لأنه ليس بطيب .


3- تقسيم الأعمال إلى مقبول ومردود ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأ) هذا في العمل المقبول .


ومنها قوله : (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) وهذا في العمل المردود.


فنفي القبول يدل على ثبوته فيما إذا كان طيباً، وهذا شيء ظاهر.


4- أن الرسل عليهم الصلاة والسلام يؤمرون وينهون، والمؤمنين مأمورون ومنهيون لقوله: إِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤمِنينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرسَلِيْنَ فالرسل عليهم الصلاة والسلام أكمل العباد عبادة لله عزّ وجل، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في الليل حتى تتورّم قدماه، فقيل له في ذلك:إنه قد غفر الله له ماتقدّم من ذنبه وما تأخّر. فقال: "أَفَلا أَكُوْنُ عَبْدَاً شَكُوْرَاً" .وكلما كان الإنسان أقوى إيماناً كان أكثر امتثالاً لأمر الله عزّ وجل.


5- تحريم الخبائث، لقوله: (مِنْ الطَيِّبَاتِ) وقوله في المؤمنين: ( مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) [البقرة:172].


6- الحث على العمل الصالح .والعمل الصالح أمر الله وحث عليه .قال تعالى : ]وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض .. [ .


والعمل الصالح هو الذي يدخل مع الإنسان في قبره .


قال e : ( يتبع الميت ثلاثة : أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد ، يرجع أهله وماله ويبقى عمله ) متفق عليه .


والعمل الصالح هو الحسب الحقيقي .قال e : ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبــه ) رواه مسلم .


والعمل الصالح هو ما يتمناه المحتضر .قال تعالى : ]حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت .. [ .


ويتمناه أيضاً أهل النار .قال تعالى : ]وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل[ .


7-إثبات علو الله .وهو ينقسم إلى قسمين :

الأول : علــــو صفــة : وهذا متفق عليه بين جميع أهل القبلة .فصفات الله كلها عليا وحسنى .

الثاني : علو ذات . وهذا متفق عليه عند أهل السنة .وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع :

قال تعالى : ] وهو العلي العظيم [ .


وقال تعالى : ] وهو العلي الكبير [ .

وقال تعالى : ] يخافون ربهم من فوقهم [ .

وقال سبحانه : ] وهو القاهر فوق عباده [ .

وقال سبحانه: ] إليه يصعد الكلم الطيب [ .

وقال سبحانه : ] إنا نحن نزلنا الذكر ... [ .

وقال e : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) .

8- في الحديث دليل على أن الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوي على الطاعة أوإحياء نفسه وذلك من الواجبات ، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعم.

9- التحذير البالغ من أكل الحرام، ذكر في الحديث مانعاً من موانع إجابة الدعاء وهو أكل الحرام ،استبعد النبي صلى الله عليه وسلم إجابة آكل الحرام لو عمل من أسباب الإجابة ما عمل، فذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر.... وقال بعد ذلك "أَنَّى يُسْتَجَابُ" لذلك وهذا استفهام استبعاد.

وقد قال e : ( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) .

لأن أكل الحرام من أسباب ردّ الدعاء وإن توفرت أسباب الإجابة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فَـَأنى يُسْتَجَابُ لذلك" هذا مع أن أكل الحرام - والعياذ بالله - سبب لانصراف الإنسان عن القيام بواجب الدين،لأن البدن يكون متغذّياً على شيءٍ فاسد، والمتغذي على فاسد سيؤثر عليه هذا الغذاء. فالمال الحرام يفسد الجسد والله المستعان.

علامات استجابة الدعاء وهي

1- الأكل الحلال أي الطيب فالرسول هنا بعد أن أمرنا بالطيبات وساوى بين المؤمنين والمرسلين ذكرالدعاء وذلك لأهميته في علاقة العبد بربه وفي تعامل العبد مع الناس فلا يستجاب إلالمن كان عمله ومأكله وكل أموره طيبه.
والحديث يرشدنا إلى الحث على الإنفاق من الحلال، والنهي عن الإنفاق من غيره.

2- إطالة السفر: ومجرد السفر يقتضي إجابة الدعاء، فقد روى أبو داود وابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده".


3- التذلل والخضوع وألأنكسار لله تعالى وإظهار الضعف والفقر لله جل وعلى وأن يستشعر في نفسه عظم من يدعو؛ فإنه يدعو الله رب العالمين وهذه العوامل كلها من أعظم أسباب استجابة الدعاء.

4- الأشعث الأغبر .قال e : ( رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبــره ) .

5- مد اليدين إلى السماء: وهو من آداب الدعاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى حَيِيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجلُ إليه يديه أن يَرُدَّهما صفراً خائبتين".


6- الإلحاح في الدعاء ونداء الله بصفة الربوبية والتوسل إلى الله تعالى بالربوبية لقوله: "يَا رَبّ يَا رَبّ" ولهذا تجد أكثر الأدعية الموجودة في القرآن مصدرة بـ: يارب. ولما سمع بعض السلف داعياً يقول: ياسيدي، فقال: لاتقل ياسيدي، قل ما قالت الرسل: يارب . وذلك لأن العدول عن الألفاظ الشرعية غلط.

7- الدعاء مع التيقن بالأجابة . قال النبي صلى الله عليه وسلم:{ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة} رواه الترمذي، وصححه الألباني.


قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186


وقد تتأخرالاستجابة للدعاء وهذا لايدل على عدم الاستجابة لكن قد يؤخر الله استجابة الدعاءلاختبار المؤمن وامتحانه أو ابتلائه و في ذلك خير للمؤمن فكل أمر المؤمن له خير , وقد يوخر الله استجابة الدعاء للاخرة فإذا أخر الاجابه و يستمر المؤمن في الدعاءوبذلك يكون في عباده مستمرة لله تعالى لأن الدعاء هو العبادة كما في قوله صلى الله عليه وسلم وسيجده عند الله أضعافا مضاعفة .

وآخر دعوانا أنالحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجة ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين



سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك


الواجب

1- حفظ الحديث

2- ماهي علامات استجابة الدعاء؟

3- ماهي الدروس المستفادة منالحديث؟



__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-02-2012, 11:14 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الحديث العاشر/ ألأربعين النووية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً اختي الغالية
أثابك ربي الفردوس الأعلى
وفقك الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.16 كيلو بايت... تم توفير 3.05 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]