|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() الأستاذ محمد مهدي عاكف - لم أستقل لكن.. سأنتقل إلى موقع الجندية داخل الإخوان في يناير القادم - رسالتي للإخوان: لا تهابوا التغيير فهو بركة أما الإلف فإنه يقتل المثل العليا - ليس عيبًا أن أختلف مع إخواني فهذا لا يكدر الحب أو الأخوة أو متانة التنظيم - اقترحت بأن تقتصر عضوية مكتب الإرشاد على دورتين فقط ووافق مجلس الشورى على ذلك - النائب الأول يقوم بأعمالي في حال غيابي طبقًا للائحة - فوضت أعضاء المكتب والإخوان ببعض صلاحياتي منذ توليت الإرشاد.. فما الجديد؟! - لا توجد قوة أو تصرف أمني يحول دون إجراء انتخابات مجلس الشورى - أستطيع أن أجري انتخابات مجلس الشورى بالتليفون أو الإنترنت أو بأية وسيلة أخرى - يجب ألا ينظر الإخوان تحت أرجلهم ولا بد أن نكون اليوم أكثر حيويةً ونشاطًا في كل الميادين أجرى الحوار- صلاح عبد المقصود: سألت المرشد العام: أنت تريد تحريك مظاهرات الإصلاح ونصرة غزة حتى لو اعتقل آلاف الإخوان؟ فأجاب: نعم، ولو اعتُقل كل الإخوان فالاعتقالات تقوِّي الجماعة ولا تضعفها! لم أنزل عن رأيي في أحقية د. عصام العريان بعضوية المكتب.. لكني ملتزم بقرار الأغلبية. ربَّ ضارة نافعة! فالخلاف الذي حدث خلال الأيام الماضية- بين المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين- كان سببًا في أن تكون الجماعة في صدر أخبار النشرات التليفزيونية والإذاعية، وعلى الصفحات الأولى من الصحف المحلية والعربية، بل والدولية.. عرف البعض- ممن كانوا لا يعرفون حقيقة الإخوان- أن نشاط الجماعة تنظمه لائحة داخلية، ونزعت الأحداث ما كان يصوره الإعلام الرسمي من أن الإخوان يسيرون بمبدأ الطاعة العمياء لمرشدهم؛ فالشورى هي التي تحكم حركتهم. ظهر للجميع أن مكتب الإرشاد لم يوافق على طلب المرشد العام بتصعيد د. عصام العريان لعضوية المكتب، خلفًا للراحل الكبير الأستاذ محمد هلال- يرحمه الله- وأن اختلافًا قد حدث بين الطرفين في تفسير لائحة الجماعة. ونشرت الأذرع الإعلامية للأجهزة الأمنية أن المرشد استقال، وأعطى صلاحياته لنائبه الأول. لكن سرعان ما ظهر المرشد مكذبًا لنبأ الاستقالة، ومؤكدًا استمراره في المنصب حتى انتهاء ولايته في يناير القادم، كما أعلن هو بنفسه منذ مارس الماضي أنه لا يرغب في تجديد ولايته لمرة ثانية، وأنه يسعى للتغيير والتداول على المواقع القيادية في الجماعة؛ لأن التغيير- حسب تعبيره- فيه خير وبركة على الجماعة، والبقاء في المنصب لمدة طويلة يقضي على الإبداع والتطوير. فضيلة المرشد نفى أن يكون قد تنازل عن صلاحياته لنائبه الأول د. محمد حبيب، مؤكدًا أن د. حبيب- وطبقًا للائحة- يقوم بأعمال المرشد في حال غيابه، وقائلاً: إنه منذ تولى المنصب وهو يفوض أعضاء المكتب، بل وبعض الإخوان- ومنهم شباب- في كثير من صلاحياته، دفعًا للعمل، ورفضًا للمركزية. المرشد العام أكد للمجتمع أنه سيترك موقع المرشد القائد، ويتحول إلى موقع الجندي العامل في الجماعة، كما أكد ثباته على رأيه في أحقية د. عصام في التصعيد لعضوية المكتب، قائلاً: لو كانت الظروف الأمنية مناسبة لدعوت مجلس الشورى العام لحسم الأمر بيني وبين إخواني، نافيًا أن يكون خلافه مع مكتب الإرشاد في موضوع تصعيد د. العريان قد أثَّر على علاقته بقيادات الجماعة، قائلاً: ليس عيبًا أن أختلف مع إخواني أو أغضب، فهذا لا يكدر الحب أو الأخوة أو متانة التنظيم. الحوار مع فضيلة المرشد العام في هذا التوقيت لم يكتفِ بكشف تفاصيل الأزمة الأخيرة، بل تطرق لموضوعات مهمة تخص البناء الداخلي للجماعة، وعلاقتها بالنظام السياسي والقوى والأحزاب المصرية، وموقفه من قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين. وربما لفت نظرنا في حوار فضيلته أنه اقترح على إخوانه بمكتب الإرشاد ألا تزيد عضوية المكتب على دورتين، ووافق مجلس الشورى على هذا الاقتراح، وجعله نصًّا في اللائحة الحالية، كما وافق من قبل على جعل ولاية المرشد لفترتين فقط؛ إيمانًا منه بأن التداول على الموقع أفيد للجماعة من البقاء فيها لمدة طويلة. المرشد أكد أيضًا أن الاعتقالات لا تضعف الجماعة بل تقويها، وعندما سألته عن مظاهرات كسر الحصار عن غزة، أو مظاهرات الإصلاح السياسي في مصر واعتقال الأمن لآلاف الإخوان، قال: لا بد أن تخرج المظاهرات، حتى ولو اعتقل كل الإخوان؛ فهذا واجب علينا، يجب أن ندفع ضريبته، وسنزداد قوة ومصداقية عند الناس. ![]() وتطرق الحديث لما أشيع من وجود عرض بصفقة بين النظام والإخوان، وموقف المرشد من الحوار، ومن قضية التوريث، والانتخابات البرلمانية القادمة، وغيرها من القضايا المهمة. بقي أن أشير إلى أنني أجريت هذا الحوار مع المرشد العام في مكتبه، وبعد انتهاء الحوار تناول طعام الغداء مع أعضاء المكتب جميعهم، وبالمناسبة كان على مائدة الطعام د. عصام العريان، والذي كان موضوع تصعيده وتوابعه سبب هذا الزخم الإعلامي الذي حظيت به جماعة الإخوان خلال الأيام الماضية. وإلى نص الحوار الذي تنشره "المجتمع" على حلقات، ابتداءً من هذا العدد والأعداد القادمة إن شاء الله: * أبدأ مع فضيلتكم بأحداث يوم الأحد، وما قيل عن طلبكم من مكتب الإرشاد الموافقة على تصعيد د. عصام العريان؛ لعضويته، وتفسير فضيلتك للائحة، وتفسير المكتب، وما قيل عن أنك استقلت من منصب الإرشاد ونفيك لذلك، ورغم ذلك نشرت وسائل الإعلام أنك تقدمت باستقالتك اعتراضًا على عدم استجابة المكتب لطلبكم بتصعيد د. عصام لعضوية المكتب. ** في البداية، وأنا أتحدث لمجلة "المجتمع" الغراء، لا أنسى بحال من الأحوال أن أذكر الأخ الحبيب الغالي الشيخ أبو بدر- رئيس جمعية الإصلاح ورئيس مجلس إدارة مجلة "المجتمع" السابق يرحمه الله- أسأل الله العظيم أن يتقبله في الصالحين، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه على ما قدَّم لدينه وأمته خير الجزاء. أما فيما يتعلق بالإجابة على سؤالك، فالقضية قضية بسيطة جدًّا، ولا تستدعي كل هذا الزخم الإعلامي الذي أخذته.. ببساطة، عندما تُوفي الأخ الكبير الأستاذ محمد هلال عضو المكتب- يرحمه الله- وحضرت في أول اجتماع لمكتب الإرشاد، طلبت اتخاذ إجراءات لتصعيد د. عصام العريان لعضوية المكتب، وخصوصًا أن ترتيبه كان السادس في الانتخابات التكميلية الأخيرة، والتي انتخب فيها خمسة أعضاء للمكتب، وحصل على أكثر من 40% من الأصوات كما تقضي اللائحة؛ فوجدت المعارضة، وكانت وجهة نظرهم أن عندنا انتخابات لمجلس الشورى بعد أسبوعين أو أكثر لانتخاب مكتب الإرشاد، ولا داعي لتصعيد د. عصام، وليترك الأمر للانتخابات طبقًا لتفسيرهم للائحة، أما وجهة نظري؛ فكانت أنه يجب أن يصعد فورًا، ثم تجرون انتخابات "على مهلكم"، يتم انتخابه فيها أو لا ينتخب، فذلك أمر متروك لمن ينتخبون، وخصوصًا أنه كان بودي أن يتم انتخاب مكتب إرشاد جديد قبل أن تنتهي ولايتي، فوجدت معارضة شديدة، ولا أكتمك أنني لم أقبل هذا، وخصوصًا حينما أجد إجماعًا من المكتب كله.. وقلت لهم: كيف أكون مرشدًا، وتقولون لي: اللائحة؟ نحن الذين وضعنا اللائحة، واللائحة لها مجالاتها، ولها آلياتها، نحن محرومون منها، نحن مطاردون؛ ولا نقوم بتطبيقها على الوجه الأكمل بسبب المناخ الظالم الذي نعيش فيه. وأضاف المرشد: الشورى لها آلياتها، وحينما قلت: إن الشورى فرض وخلق، أقصد أننا محرومون، ولو كانت الشورى مسألة مختلفًا عليها بيني وبين إخواني؛ كان من السهل جدًّا أن أجمع مجلس الشورى وأعرضها عليه، ويكون رأيه هو الحكَم بيني وبينكم، ولكني لا أستطيع بسبب القمع الأمني. لكنني دائمًا أقول من أول يوم: أنا مع الشورى ومع أضعف الركب، وفي كثير من الأحيان، أرى أن أداءنا غير جديد، وليس على المستوى الذي يجب أن يكون، ولكن طبيعتي أن أسير مع أضعف الركب وأحتمل، أما هذه المرة فلم أحتمل، فخرجت وأخذت أسبوع راحة لأفكر تفكيرًا جيدًا، ثم عدت إلى المكتب، ولأني أحب أحبابي الذين يعاونونني في كتابة الرسالة الأسبوعية وأحترمهم جدًّا؛ لأنهم مجموعة من المستشارين الشباب المثقفين الذين لا يتغيب منهم أحد منذ توليت رئاسة مكتب الإرشاد حتى اليوم. سطرت رسالةً كنت أود أن أعتبرها آخر رسالة؛ لكن لم أحب أن أعلنها إلا في المكان الذي يعاونني فيه كُتَّاب رسالتي الأسبوعية، ولم أكن أريد أن أخرج بها بنفسي، فاجتمعت بهم: وقلت: هذه رسالتي، استمعوا إليها، وقرأت الرسالة، وسجلوها، وكان عندي بعدها اجتماع مع بعض السياسيين، فانتقلت من مكاني الذي نجتمع فيه إلى مكان الاجتماع مع السياسيين. * مع حركة "مصريون من أجل انتخابات حرة"؟ ** نعم, وكان د. عبد الحليم قنديل منسق حركة "كفاية" حاضرًا مع بعض الإخوة السياسيين من تيارات متنوعة، واجتمعت معهم لساعة ونصف الساعة، ثم صلينا الظهر. وبعد ذلك، أحضر لي الفريق الذي يعاونني في كتابة رسالتي وجهة نظر مكتوبة، فقرأتها، فتفضل أحد الإخوة وقال لي: ألا تعطيني فرصة لإعادة صياغتها؟ فأعطيته فرصة، فأنا لست مستعجلاً.. لكني فوجئت أن الدنيا كلها انقلبت وإذا بالناس والصحافة يتناولون الموضوع، وأناس يسجلون الموضوع بالصوت والصورة، ويذيعون في الدنيا أن مهدي عاكف استقال!! هذا لمجرد أني جالس مع الإخوان أقول لهم ما في نفسي.. أليس من حقي أن أتحدث مع إخواني وأقول لهم ما أريد؟! لكنه التصنت علينا بالصوت وبالصورة يا أخي!! لم أكن أتوقع ما نشر، والصحفيون منتظرون تحت البيت بالساعة والساعتين، وكان عندي يومها لقاء تليفزيوني مع قناة "النرويج" والبيت مكتظ، فطلبت الأخ المسئول عن موقع الإخوان الإلكتروني، وأمليت عليه التصريح النافي لما تردد عن الاستقالة، وسألت وسائل الإعلام، لماذا أنتم مشغولون بنا؟ ألا تنشغلون بالبلاء الذي تعيش فيه البلاد، والـ320 معتقلاً من أبناء هذه الأمة المخلصين؟ بدلاً من أن تهتموا بعاكف والجماعة وكل ما يحدث بها، هذا شيء داخلي، لا شأن لكم به.. وأريد أن أقول لك: لا يكدر الأخوة، ولا الحب، ولا متانة التنظيم أن أختلف معك، ليس عيبًا أن نختلف، أو نخطئ إنما الزخم الإعلامي هذا من أين أتى؟ على رأي "فهمي هويدي": ما هذا؟ الأخبار في النشرات التليفزيونية والصفحات الأولى كلها "إخوان مسلمون وعاكف"..؟! وبعد أن كتبت التصريح الأول، امتنعت عن الكلام أو إصدار أي تصريح. ونظرت، فوجدت الصحافة لم تتوقف. أما موضوع تفويض د. محمد حبيب، فأنا منذ أن توليت الإرشاد وهناك صلاحيات أفوض بها الأعضاء. وقد سُئلت مرة: ما صلاحيات مكتب الإرشاد؟ فقلت لهم: هي صلاحيات المرشد، فأنا أعطيت صلاحياتي لكل أعضاء مكتب الإرشاد، كل في موقعه، وكل في مجاله. صحفي قال لي مرة: وأنت ماذا تفعل؟ قلت له: كل هذا يعود إلي في النهاية، ولا يُقضى أمر إلا بموافقتي، وبالعكس، فقد أعطيت صلاحيات لجميع الإخوان كبيرهم وصغيرهم أن يتحدثوا عن الإخوان المسلمين دون الرجوع إلي، ودون إذني. * لكن فضيلتك وافقت على رأي المكتب الذي فضل انتظار تصعيد د. عصام لأخذ رأي مجلس الشورى. ** لا لا، حتى الآن أنا لم أوافق على تفسيرهم؛ لكنني التزمت بقرار الأغلبية. * حضرتك محتفظ برأيك وتفسيرك للائحة أن من حق د. عصام أن يصعد. ** ومن حقي أنا كمرشد أن أطلب مثل هذا، فلا يعارضونني؛ لأنه أمر ليس فيه مخالفة للائحة، والشورى لا بد لها آلياتها، فموضوع مثل هذا كان من الممكن أن أجمع له مجلس الشورى، وأعرضه عليه ليتم حسمه. * لكن الظروف لم تساعدك؟ ** أنا منذ جئت وأنا أحاول تغيير مكتب الإرشاد؛ لدرجة أنني قلت لهم: إن أيام الأستاذ حسن البنا والهضيبي كانت مدة مكتب الإرشاد سنتين، وكانت هناك وجوه تدخل وأخرى تخرج من المكتب. ![]() * يعني فضيلتك مع التغيير والتجديد للأعضاء؟ ** منذ أن توليت وأنا أقول لهم: يا إخوان نريد التغيير، نريد إجراء انتخابات بأي شكل، فوافقوا في العام الماضي، وأجرينا انتخابات تكميلية لاختبار خمسة أعضاء للمكتب، وكانت على أعلى مستوى من الشفافية والنزاهة، ونجح خمسة، وكان د. عصام السادس، وكنت أتمنى قبل أن أمشي أن أرى تجديدًا في المكتب بصورة أكبر؛ لذا اقترحت على إخواني في المكتب تعديل اللائحة، بحيث تكون عضوية مكتب الإرشاد لا تزيد على دورتين فقط، ووافق مجلس الشورى على هذا التعديل، ووضعناه في اللائحة. وأنا أشعر- كما قلت لهم- أن أداءنا ضعيف أمام الجبهة الشرسة للسياسة العالمية والأوضاع في المنطقة، ويجب ألا ينظر الإخوان تحت أرجلهم، لا بد أن نكون في هذا الظرف أكثر حيوية ونشاطًا وانطلاقًا في كل الميادين. * هل التضحيات الكبيرة التي تدفعها الجماعة هي السبب وراء التحفظ؟ ** بالطبع، لأننا عندما يكون لنا 320 أخًا مسجونًا، لا بد أن يكون من حقهم أن يتحفظوا على.. * وقبل ذلك، مارست ضغطًا لخروج مظاهرات الإصلاح السياسي، واعتقل أكثر من 4000 عضو من الإخوان؟ ** أنا لم أضغط، كلنا في القيادة كنا متفقين على الخروج في هذه المظاهرات. * صحيح، لكن حضرتك كنت المحرك الأساسي. ** أنا في وسطهم وأمامهم، وهذا واجب شرعي ووطني أن نكون في مقدمة المتظاهرين لحماية غزة ودعمها، وحماية الحق والعدل اللذين يريدون أن يمحوهما من الأمة، ويقيموا قوانين، ويغيروا مواد الدستور بهذه الصورة. * حتى لو كلَّف الجماعة اعتقال الآلاف؟ ** حتى لو اعتقلنا كلنا، يجب أن يكون لنا موقف ضد تقنين الاستبداد، فنحن خرجنا واعتقل منا 3000 عندما عدلوا المادة 76 من الدستور، فهذا واجب علينا، يجب أن ندفع ضريبته، وسنزداد قوة ومصداقية عند الناس.. هذا أسلوبي. * يعني قناعتك أن هذه المواجهات السليمة لا تضعف الجماعة؟ ** أبدًا، تزيدها قوةً؛ لأنها على حق، يعني يجب علينا أن نقول الحق ونعلنه، ونقف بجوار إخواننا في فلسطين وأفغانستان والعراق والصومال، نحن كمسلمين أمة واحدة، وأنا لا أكتمك أني أحزن حينما أرى أن دماء المسلمين رخيصة، والمسلمون هم الذين يقتلون أنفسهم، فالمسلمون هم الذين يقتلون أنفسهم في أفغانستان وباكستان والصومال وفلسطين، ونحن- هذا النظام الفاسد والمستبد الذي يمنعنا أن نقدم أو نقوم بواجبنا- "الإخوان المسلمين" لسنا أقل من أن يكون لنا فعاليات تعلن هذا للكل، لذلك، أقول لك: أنا سأسير مع ضعيف الركب، هذه وجهة نظري، وما يقرره مكتب الإرشاد في هذه الميادين سيكون. إنما أحيانًا أُدلي بتصريحات، يعني مثلاً: حينما طالبت بأن يكون يوم الجمعة انتفاضة من أجل إخواننا في فلسطين، قلت التصريح من هنا، وقبضوا على كل مساعديّ من هنا.. لقد حزنت يومها وذهبت إلى بيتي حزينًا، وفوجئت بأن إخوان محافظة الغربية يطلبونني لحضور مؤتمر أقاموه استجابة لندائي، فحضرت وطلبوا مني كلمة، لكن من حزني لم أكن أستطيع الحديث، لكن وحين سمعت هدير الإخوان: الله أكبر ولله الحمد، فوقفت وخطبت، كنت أظنهم مائة أو مائتين، فإذا بهم 5 آلاف، ووجدت مثلهم بالمنصورة، ودمياط وغيرهما. قلت: الحمد لله أن الإخوان لم يركنوا إلى هذا الاستبداد، فأنا أتصرف في كل السياسة العالمية، ولا أحد يقول لي: لماذا تعمل هذا؟ هذا حقي وواجبي، أتصل بالأردن وأقول لهم: اذهبوا إلى الصومال، وأتصل بتركيا وأقول: لا يجوز يا أخي أن تقتل الأكراد بالطريقة التي يقتل بها الصهاينة المسلمين، هؤلاء مسلمون مثلك، والحقيقة لم أجد إنسانًا يستجيب للواجب الإسلامي والإنساني كأردوغان لقد وجدته بعد ذلك يصرح بأن الحرب لن تنهي مشكلة الأكراد. ثم رأيت موقفه من الصهاينة موقفًا ممتازًا، وموقفه من سوريا وفتح الحدود، وموقفه من أرمينيا وإعادة العلاقات بعد قطيعة دامت مائة عام؛ يعني أجد أنه إنسان جزاه الله خيرًا، لكن واجب عليَّ أن أنبه، واجب عليَّ أن أتحدث، أما النظم فنسأل الله لها ولنا العافية، فهي نظم قضت على كل الآمال في الأمة، وحاربت كل المخلصين من أبنائها. * فضيلة المرشد، مَن وراء إشاعة استقالتكم.. من وجهة نظركم؟ ** أنا لم أستقل، إنما عندما كنت أتكلم، وهذا من حقي، فمن الممكن أن يكونوا قد فسروا كلامي على أنه استقالة. * مَنْ الذي له مصلحة في استقالتكم؟ ** أنا والله لا أدري، وكلها شهران أو ثلاثة وسأترك الموقع، كما أعلنت في مارس الماضي. * وأنت الذي طلبت رغم إلحاح الإخوان على بقائك؟ ** ومصرٌّ على ذلك، أنا أفعل ذلك لأخفف الضغط على نفسي، فأنا لا أنام، تصور ماذا لو كان حبيبك وعزيز عليك ويطلب منك البقاء في موقع المرشد؟ يصبح صعبًا عليك أن ترفض، فأنا عندما أردت أن أحسم الأمر مبكرًا، وقلت: إنني لن أبقى لفترة ثانية؛ تعبت من كثرة الإلحاح عليَّ بالبقاء. * من مصر أم بقية الأقطار؟ ** من العالم كله، لماذا؟ أنا أقرر مبادئ مقتنعًا بها، ومؤمنًا بها. * ولماذا اخترت عدم التجديد؟ وماذا تريد أن توصل من خلال هذه الرسالة، سواء للشأن الداخلي أو الخارجي؟ ** أوصي إخواني أن يتقدموا ويكونوا أقوياء، بمبدأ التغيير، الدنيا تتغير، فإن لم نكن نحن قادة هذا التغيير، فمن يكون؟ ولذلك في رسالتي قلت: أيها الأحباب، لا تهابوا التغيير؛ فالتغيير بركة أما (الإلف) فهو يقتل المثل العليا، إياكم والإلف؛ فأنا أدعو الإخوان إلى التغيير، وخصوصًا أن المستقبل لهذا الدين، والمستقبل للإخوان المسلمين؛ لما يحملونه من مبادئ ومن دين عظيم آمنوا به، ومن منهج راقٍ حملوه، ومشروع حضاري لخدمة الإنسانية لا مثيل له على الساحة، أنتم الأعلون، أنتم معكم كل الخير، لا أحد يقدر أن يقف أمامكم، لماذا تهابون المستقبل، لا تهابوه واقتحموه بما لديكم من خير. * لكن طالما أنك قادر على العطاء ولم تتول إلا ولاية واحدة، فلماذا لم تجدد الولاية واللائحة تعطيك هذا الحق؟ ** يا سيدي أنا عمري 81 سنة، وكنت أود وأنا عندي 80 سنة اعتزال المسئولية، وأكون جنديًّا عاديًّا، ربما أعطي للإخوان أكثر مما أكون قائدًا، لماذا أظل مرشدًا حتى أموت؟ * هل تريد أن ترسي قاعدة للإخوان؟ ** ولغير الإخوان. ![]() * أي أنها رسالة أيضًا للنظام؟ ** لا، لا أفكر في النظام، فلا فائدة منه، أنا أفكر في إخواني، ومستقبلهم. * نعلم عنكم أنكم ضد مركزية العمل، وأنكم تنتهجون أسلوب الإدارة بالتفويض وتوزيع الملفات على أعضاء المكتب، لماذا قيل إنكم أعطيتم صلاحياتكم أو معظمها للنائب الأول د. محمد حبيب؟ ** شيء عجيب جدًّا، أنا قلت: منذ توليت المنصب وأنا أفوض أعضاء المكتب كلاًّ في موقعه، وكلاً في مسئولياته في كل صلاحياتي. * يعني هذا أمر قديم لا علاقة له بموضوع تصعيد د. عصام؟ ** نعم قديم، ثم إن الذي يقوم بأعمالي في غيبتي هو النائب الأول طبقًا للائحة، ليس من اليوم، بل من يوم أن توليت الإرشاد، يعني أنا لو تغيبت لأي سبب، النائب الأول هو من يرأس الاجتماعات، وهذا الذي أستغربه، ما الجديد؟ والناس يقولون: تفوض أعمالك وصلاحياتك للنائب الأول، وأنت (أي المرشد) أصبحت لا تصنع شيئًا، هذا شيء في غاية السوء، وهذا شيء قديم في سلوكياتي وأعمالي، ليس فيه جديد. * أعلنتم أنكم ستتركون منصب الإرشاد في يناير القادم، ماذا لو حالت الظروف دون اختيار مرشد جديد (الظروف الأمنية، خصوصًا أن هناك ما يقرب من 30% من أعضاء الشورى في السجن الآن)؟ ** أقول: من وجهة نظري لا تستطيع أية قوة، وأي تصرف أمني أن يحول دون إجراء الانتخابات، سأجريها ولو بالتليفون أو الإنترنت، فعندنا وسائل كثيرة لأخذ رأي أعضاء مجلس الشورى، الأصل في اللائحة أن يجتمع المجلس، ولكن ماذا لو حالت الظروف؟ لن أقف مكتوف اليدين. * السؤال يا فضيلة المرشد: أين سيكون موقعكم بعد أن تتركوا منصب المرشد العام؟ ** هذه حاجة ظريفة.. سأكون في الصف مع الإخوان جنديًّا. * بعد أن كنت مرشدًا عامًّا؟ وتلتزم بما ستكلف به من قيادة الجماعة؟ ** الأسهل علي أن أُكَلف بدلاً من أن أكلف غيري. * هل هذا يريحك أكثر أنك تتخفف من المسئولية أمام الله؟ ** لا.. المسئولية على دماغي، وأنا جندي مثل ما أنا قائد، ولي مسئوليتي، ولكن لكل مكان أوصافه وحدوده، أنا مرشد فمسئولياتي عن الإخوان كذا وكذا، وحدودها كذا وكذا. وأنا جندي مسئوليتي عن الإخوان مثل وأنا مرشد، لكن هناك حدودًا، أنا مسئول أن أؤدي واجباتي نحو الإخوان والدعوة إلى الله، والدعوة إلى مبادئ الإخوان مثل المرشد بالضبط. * رغم السن ورغم الأعباء؛ ستبقى جنديًّا عاملاً للدعوة؟ ** نعم، سن ماذا؟ أنا فقط سأتحرر من الالتزام بأوقات محدودة، وواجبات يومية، "خلاص بقى عندي فسحة سأؤدي واجبي نحو الإخوان" أنا على أبواب الآخرة، يعني عملنا للآخرة لا يغيب عنا، كما لم يغب عنا في الماضي؛ لكن هذه الأيام يبقى أكثر إن شاء الله. * فضيلة المرشد، تم انتخابكم في 14 يناير 2004م، والمفترض أن تنتهي ولايتكم ظهر يوم 13 يناير، ما تقييمكم لهذه الفترة لجلوسك على رئاسة أكبر حركة إسلامية في العالم. ** لا يجوز لي أن أقيمها أنا، وأعتبر نفسي مقصرًا، ولم أستطع أن أقوم بما كنت أود أن أقوم به. * هل يمكن أن تقدِّم لنا كشف حساب بأهم ما وفقك الله إليه في هذه الفترة، نحن لاحظنا أن الجماعة والحمد لله صعدت لأول مرة في تاريخها، وحصدت 20% أو أكثر من مقاعد البرلمان، الإخوان نزلوا في هذه الفترة إلى الشوارع، وكان الإخوان لا يعرفون الشارع إلا عبر النقابات والجامعات؛ لكن أنت بجهدك- بفضل الله- استطعت أن تحرك، ألا تشعر أن هذه إنجازات؟ ** هي بفضل الله، الذي هيَّأ الظروف العالمية والداخلية التي سمحت لنا بهذا، أما تقييم فترتي، فالآخرون يقيِّمون، أنا لا أقيم. * لكن، ألا تشعر بشيء من الرضا عن الجماعة في فترة ولايتك التي حققت هذا الزخم السياسي والاجتماعي والإعلامي؟ ** وجهة نظري أنا، أن الله وفَّقنا في أن نظل مستمرين حاملين هذه الراية، هذا هو توفيق الله لنا، لم نتنازل عنها، ولم نقبل بحال من الأحوال أن يغيب الإخوان عن الساحة المحلية والعالمية. ---------- |
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا اخي الخلوق ابو مصعب
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#3
|
|||
|
|||
![]() بورك مرورك اخى الحبيب
|
#4
|
||||
|
||||
![]() بعض الناس يري المعطيات الاخيره في الاخوان كانها انتقاصا
ولكن المحللون يرون ان هذا من عز وحيويه العمل داخل المجتمع الاخواني فالحريه مكفوله للجميع والراي متاح للكل ولعل ما حدث مع الدكتور عصام العريان ابلغ شاهد علي ذلك تحياتي
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#5
|
|||
|
|||
![]() مشكور يامولانا لمرورك ونسالكم الدعاء
|
#6
|
|||
|
|||
![]() بعد قليل الجزء الثانى من الحوار فابقوا معنا
|
#7
|
|||
|
|||
![]() ![]() الأستاذ محمد مهدي عاكف - قلبي مفتوح وعقلي منفتح للقاء أي مسئول والتفاهم مع أي إنسان لمصلحة مصر - لست يائسًا من التغيير فحينما يستيقظ الشعب لن يوقفه أحد وسيحدث التغيير رغم أنف الأمريكان والصهاينة. - العبء ثقيل والمطلوب منا كثير ولن يتحقق الأمل إلا بقوتنا وحبنا وتمسكنا لديننا وبمنهجنا. أجرى الحوار- صلاح عبد المقصود: نواصل نشر الجزء الثاني من الحوار الموسَّع مع المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، الذي أوضح فيه تفسيراتٍ لمواقف وأقوال تمَّ اجتزاؤها من سياقها، ووضع بإجاباته النقاط على حروف منقوصة حاولت أذرع الإعلام الأمني في مصر ترويجها وتسويقها إلى الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي؛ بزعمها أن ثمةَ خلافًا وانقسامًا مشتعلاً في نسيج مكتب الإرشاد، أدَّى إلى استقالة المرشد العام. ويتطرق في هذا الجزء إلى موضوعات مهمة تخص الإصلاح السياسي، وعلاقة الإخوان بالنظام الحاكم والقوى السياسية المصرية، وموقف الجماعة من حصار غزة والانتخابات التشريعية القادمة، وقضية توريث الحكم، وقضايا أخرى غيرها.. وإلى مزيد من التفاصيل في نص الحوار: * فضيلة المرشد، أعلنت في عام 2004م مبادرة الإصلاح السياسي، وخرجت جماهير الإخوان في كل المحافظات، ثم ظهرت حركات احتجاج سياسية كبيرة، وأيضًا ظهرت حركة استقلال القضاء؛ إلا أن هذه الحركات- بما فيها الإخوان- تراجعت وهدأت؛ فهل هناك أمل في الإصلاح؟ ** نعم: هناك أمل كبير. * فلماذا تراجعت حركة استقلال القضاء مثلاً؟ ** لا شيء اسمه "تراجعت"، هي موجودة وتغلي، والشارع المصري غالبيته يغلي. * هل لديكم تفاؤل بشأن الإصلاح السياسي في مصر؟ ** نعم.. وإنني حتى اليوم أقول هذا للإخوان، وحينما اجتمعتُ بالقادة السياسيين في مصر قلت لهم ذلك، وكلهم أيَّدوني. * هل تراهن على الحركات السياسية في مصر؟ ** أراهن على أنها تستطيع التغيير، بإذن الله، بالمخلصين من أبنائها؛ لأن وعي الشعب أهم بكثير من القيادات السياسية، فالشعب حينما يستيقظ لا أحد سيوقفه.. الإخوان المسلمون باعتراف الجمع هم قيادة الشعب، فلو أحسن الإخوان المسلمون قيادة الشعب لحصل على حريته ولَتَحقَّق ما يجب أن تكون عليه مصر.. اطمئن أنا لست يائسًا أبدًا، وسيحدث التغيير رغم أنف الجميع، رغم أنف الولايات المتحدة، ورغم أنف الصهاينة، ولا بد لمصر أن تتغير، فليس هذا موقع مصر، إن مصر عظيمة كما خبرتها على مدار السنوات الطويلة، وأبناء مصر لا يستحقون منا إلا التكريم والدفاع عنهم والوقوف بجانبهم؛ حتى نستخلص حريتنا من براثن هؤلاء المفسدين. حصار غزة ![]() أطفال وشباب غزة يطالبون برفع الحصار الظالم عن القطاع * إخواننا في فلسطين محاصرون في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، فهل أنت راضٍ عن الأداء المبذول من أجل رفع الحصار عنهم، سواءٌ في مصر أو في الدول العربية، ولا سيما دول الطوق؟ ** من الذي يقوم برفع الحصار؟ كل هذه الدول تُحكم الحصار! وهناك ثلاثة قرارات عالمية صدرت برفع الحصار من الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، ومع ذلك فالحصار موجود، وقد كنت أتوقَّع من مصر أن تستند إلى هذه القرارات ولكنها هي التي تُحكم الحصار! وأين الدول العربية كلها؟ لم يتقدم واحد لفك هذا الحصار. ولم يعد هناك الآن دول طوق، إنما هناك المقاومة في دول الطوق، التي أصبحت هي الأمل لفك الحصار عن غزة، ولا ننسى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما صرَّح بقوة قائلاً: يجب على "إسرائيل" أن تفكَّ الحصار. * هل ترى فضيلتك أن التيارات القومية والإخوان المسلمين قد بذلوا قصارى جهودهم في دعم غزة ورفع الحصار؟ ** أعتقد أن كل مخلص في هذا البلد قد بذل جهده، فالطفل الذي يجمع نقودًا في "الحصَّالة"، والمرأة التي تبيع ذهبها لتتبرع لغزة، والرجل الذي يتقد حيويةً ونشاطًا ليعاون غزة ويعاون فلسطين؛ الأمل فيهم، وسيظلون يؤدون واجبهم.. لماذا هذه الاعتقالات في صفوف الإخوان المسلمين؟ أمن أجل أنهم يتعاطفون مع غزة ويعاونون الفلسطينيين المحاصرين هناك؟! * أكان عقابًا على موقفهم؟ ** نعم، فلا يزال 320 من قيادات الإخوان معتقلين؛ بسبب مواقفهم في مناصرة غزة، أليس كذلك؟! إن هذا النظام لا يستحيي فيقوم بتصفية الحساب مع الجماعة؛ بسبب مواقفها المشرِّفة، والحمد لله رب العالمين، ونسأل الله للأمة أن يكشف عنها هذه الغمَّة قريبًا. أما نحن- كإخوان مسلمين- فالعبء علينا ثقيل، والمطلوب منا كثير، ولن يتحقق الأمل إلا بقوتنا وحبِّنا وتمسُّكنا بديننا وبمنهجنا، لا نخاف فيه لومة لائم، وأنا متأكد أن النصر آتٍ، والمستقبل لنا بمشية الله. الانتخابات القادمة * فضيلة المرشد، في العام القادم ستُجرى انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان)، وفي المجس الحالي تمثِّل كتلة الإخوان المسلمين القوة الثانية (88 مقعدًا)؛ حيث يشكِّلون نسبة 20% من النواب، وأحزاب المعارضة مجتمعةً (24 حزبًا) لها 9 مقاعد فقط؛ فماذا تتوقعون للإخوان في الانتخابات القادمة؟ ** أن نتوقع شيء وإرادتنا شيء آخر، فنحن نتوقع- إذا استمر الاستبداد والفساد بهذه الصورة- حدوث كارثة، كما حدث في الانتخابات المحلية الأخيرة، وكذلك انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان). أما إذا كان هناك نوعٌ من الممارسة العقلانية والمنطقية فسندخل الانتخابات ونحصد منها ما نستطيع، ولكن الواقع ينذر بأنه إذا استمرت الحال هكذا فستكون الانتخابات القادمة "كارثةً" بكل المقاييس. * إذا كنتم تتوقَّعون تزوير الانتخابات فهل هناك جدوى من المشاركة فيها؟ ** أنا لا أتخذ مثل هذه القرارات إلا بمشاورة جميع الإخوان في القطر. * مشاورة جميع الإخوان؟ ** نعم، في القطر كله. * ليس أعضاء مكتب الإرشاد فقط ولا أعضاء مجلس الشورى فقط؟ ** لا، لا بل جميع الإخوان.. كل الإخوان في المكاتب الإدارية بالمحافظات، وأعضاء مجلس الشورى، يجب أن أستشفَّ رؤيتهم قبل اتخاذ القرار. * وفي النهاية استشفاف الرؤية هذا يكون ملزمًا لكم؟ ** بالنسبة لنا أنا دائمًا أحترم رأيهم. * رأي الأغلبية؟ ** نعم. ملف التوريث ![]() * قضية توريث الحكم التي تسير بخطى متسارعة الآن؛ ألا ترون أن لها علاقةً مباشرةً بحملات الاعتقال المتكررة على الإخوان؟ ** كلا، رأي الإخوان في التوريث أُعلن قبل شهور، بل قبل سنوات، وقد أعلنته مفصَّلاً حينما سألوني قبل تعديل المادة (76) من الدستور قلت لهم: إن نجل الرئيس من حقه كمواطن أن يرشِّح نفسه في انتخابات الرئاسة، وبعد تفصيل المادة (76) على مقاس "سيادته"، قلت لهم: "هذا مرفوض"؛ لأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تفصَّل مواد الدستور من أجله!. * يعني الرفض منطلق من أنه ليس هناك تكافؤ فرص؟ ** لا، توجد أسباب أخرى؛ فقد وجدت أنه رئيس "لجنة السياسات"، وهي المسئولة عن المحاكم العسكرية، والقبض على الإخوان، والتضييق عليهم في كل المجالات، وفي كل المناسبات.. وجدت سياسته خطيرةً جدًّا، يجب الوقوف في وجهها؛ فهو لا يصلح أن يكون حتى سياسيًّا مصريًّا فضلاً عن أن يكون رئيس جمهورية، فرفضته رفضًا باتًّا. * لماذا؟ ** لكونه رئيس لجنة السياسات التي أباحت الظلم والفساد والاستبداد، كما أنه لا يصلح أيضًا لأنه ابن الرئيس، فالتوريث سيكون له آثار ضارة بالبلد. شرعية شعبية * فضيلة المرشد، في الأسابيع الأخيرة أصرَّ الإخوان على إجراء الانتخابات في الشُّعَب والمناطق والمكاتب الإدارية، رغم إقدام سلطات الأمن على اعتقال العديد من قيادات الإخوان بالجملة، ففي محافظات القاهرة الكبرى مثلاً اعتقل الستة المسئولون. ** نعم، كل المكاتب الإدارية، وطلع الصف الثاني فقبضوا عليه، وطلع الصف الثالث فقبضوا عليه أيضًا، ثم طلع الصف الرابع!!.. * وأنتم مصرُّون؟! ** ونحن مصرُّون، فنحن لا نتغيَّر إطلاقًا بحال من الأحوال مهما استبدوا. * لماذا؟ ** لأننا منتصرون في النهاية بإذن الله. * أترون أن لكم شرعيةً شعبيةً، رغم أنكم حركة محظورة كما يردِّدون؟ ** نحن الجماعة الشرعية الوحيدة.. من الذي يعطي الشرعية؟ الشعب هو الذي يمنحها؛ بدليل أن جميع القوى السياسية في الداخل والخارج يقولون إن القوة المنظَّمة الوحيدة في مصر هي الإخوان المسلمون، فالشعب هو الذي أعطانا الشرعية، أما هم فليست لديهم شرعية، لا رئيس الجمهورية لديه شرعية، ولا النظام لديه شرعية، فالشرعية لا بد أن تأخذها من الشعب، وليس بالتزوير ولا بالقمع والاستبداد. * لكنْ ألا ترون أن مثل هذه الممارسات من الإخوان، من إجراء انتخابات وغيرها؛ تعدُّ رسائل مستفزة للنظام وتعطيهم فرصةً لقمع الإخوان؟ ** النظام أصلاً مستفَزٌّ، لا يخضع لمنطق ولا لعقل ولا لقانون ولا لحوار، بل يخضع لقوى أخرى تسخِّره لمصلحتها. أكاذيب أحمد رائف ![]() * اسمح بمناسبة الحوار، قيل على لسان أحمد رائف إنه حضر لفضيلتكم وعرض عليكم عرضًا يقضي بالهدنة بين الإخوان والنظام لمدة عشر سنوات.. ما حقيقة الأزمة؟ ** هذا الرجل كل ما قاله كذب. * أليس من قيادات الإخوان كما ادَّعى؟! ** لم يكن من الإخوان في يوم من الأيام، وحين كتب "البوابة السوداء" تعاطف الإخوان معه، ولكنه تاجر بهذا الكتاب تجارةً نسأل الله أن يغفر لنا وله، وهناك كثيرون يعرفون من هو أحمد زائف. جاءني ذات يوم وجلس "هنا"، وقال: لقد أتيتك من عند شخصية نافذة في النظام، وهو يعرض عليك ألا تشاركوا في الانتخابات عام 2010م، ولو فعلتم هذا فسيعطيكم كل ما تريدون، وتُلغى المحاكم العسكرية، وتُلغى الاعتقالات، وتُفتح لكم المساجد، وتُفتح لكم مقرَّاتكم، قلت له: يا أخ أحمد هذا العرض سخيٌّ، ومن حيث المبدأ أنا- كمرشد عام- موافق، لكنْ عليك أن تأتي بهذه الشخصية لنجلس معًا مع أعضاء مكتب الإرشاد وترى ماذا سنفعل. * وهل ذكر اسم هذه الشخصية النافذة في النظام؟ ** لا، لم يذكرها، وهذا ما قلته له بالضبط، وأخذ كلامي وقام ومشى، ولم يعد، ويا ليته لم يعد فقط!، بل إنه وجَّه لي سبابًا وكلماتٍ بذيئةً، ولكني تجاهلته تمامًا. الحوار مع النظام * لكن ألم تكن هناك اتصالاتٌ بينكم وبين النظام في أي وقت من الأوقات؟ ** عندما تولَّيت منصب المرشد العام كانوا يتصلون بنا. * على المستوى السياسي أم الأمني؟ ** الأمني؛ فليس هناك حوار على المستوى السياسي. * أيعني هذا أن الحوار السياسي مغلق مع الإخوان؟ ** يعني أن السياسيين حين يقابلونني في ندوة أو مؤتمر أو عزاء أو أي واجب اجتماعي يقولون لي: أهلاً وسهلاً فقط. * هل لديكم مانع من التواصل السياسي مع بعض رموز الحكم؟ وهل أبوابكم مفتوحة للحوار؟ ** منذ أول يوم تولَّيت فيه منصب المرشد العام قلت لهم إن قلبي مفتوح وعقلي منفتح للقاء أي شخص أو أي مسئول والتفاهم مع أي إنسان لمصلحة مصر. * يعني أنتم تمدون أيديكم للحوار؟ ** نعم، ولم ولن أنزعها، ذات مرة قابلني أحد المسئولين المقرَّبين من الرئيس مبارك، وقال لي: يا أستاذ مهدي عاكف، أنتم عملتم ما عليكم فهل تسمح لي أن أقوم بدور بينكم وبينه؟ قلت له: يا سيدي معك تفويض كامل مني. * وهل فوَّضته بالفعل؟ ** فوَّضته، فذهب ولم يعد، وعندما رأيته مرةً أخرى، قلت له: ما الأخبار يا فلان؟ قال: لي كل شيء عندهم مغلق وبدون أسباب!. مكتب الإرشاد ![]() فضيلة المرشد العام مع أعضاء مكتب الإرشاد * فضيلة المرشد، بعض الأقلام وبعض التقارير الإعلامية تقول إن الجماعة بها محافظون وإصلاحيون.. صقور وحمائم.. منغلقون وانفتاحيون.. ماذا تقول بعد خبرتك الطويلة في صفوف الإخوان؟ ** كل هذه الأوصاف من خيالهم، ليس لها وجود في صفوف الإخوان، فكلنا أبناء دعوة واحدة، وتربينا على مائدة واحدة، ولكن أهذا يمنع أن يكون لكل واحد رأيه الشخصي؟! فالأبناء يعيشون في بيت واحد، ويكونون مولودين من أب واحد وأم واحدة، ويأكلون في طبق واحد، ولكن كل واحد له رأيٌ، ويفكِّر بطريقته، وأنا سعيد بهذا أن يكون في الإخوان هذا التنوُّع في الآراء والفكر والأسلوب. * أيسعدك اختلاف الرأي في مكتب الإرشاد ولا يغضبك؟ ** نعم، وعندما أجدهم كلهم على قلب رجل واحد أقول: قف، هناك شيء خطأ، وفي موضوع د. عصام العريان لما وجدتهم كلهم مجتمعين قلت: قف يوجد خلل هنا. * هل أنت مع تنوُّع الآراء واختلاف الأفكار لإفراز أفضل رأي ممكن؟ ** نعم، إنما حين أجد إجماعا، حتى لو كان فيه مصلحة، أشك في الأمر وأقول: قف وأعيد فيه النظر. * هناك ما يثار عن وجود تربيطات وتكتلات داخل مكتب الإرشاد، وأن أمين عام الجماعة د. محمود عزت يسيطر ويهيمن على الأمور.. فما تعليقك؟! ** لا، هذا ليس صحيحًا؛ لأن د. محمود رجل طيِّب وعاقل، وأحسبه من المخلصين. |
#8
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا اخي ابو مصعب
بوركت اخي الكريم
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#9
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الأستاذ محمد مهدي عاكف - كلمتي للإخوان: احرصوا على تواصل عطاء الخير للإنسانية كلها - ليس في أجندة الإخوان سوى مصلحة مصر ونتعاون مع الجميع - أعتذر لأهلنا في غزة لأني أعيش حالة حصار مثلهم! - أقول لإخواني خلف الأسوار: اقبلوا عدم قيامي بواجبي الكامل أجرى الحوار: صلاح عبد المقصود في الجزء الأخير من حديث فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين دارت تساؤلات حول ورقة الحزب السياسي للإخوان وتصعيد الشباب لشغل مناصب قيادية بالجماعة.. كما وُجِّه خلاله رسائل خاصة إلى أهل غزة المحاصرين، وإلى بعض الأنظمة الحاكمة التي تضيِّق على الإخوان، وفيما يلي بقية نص الحوار: * فضيلة المرشد، ورقة الحزب السياسي ما زالت تراوح مكانها، فمرة يُلَوِّح الإخوان بها، ومرة أخرى يضعونها في الأدراج، ما الموضوع؟! ** لقد قلنا: إننا يجب أن نُعمِل فكرَنا، وننظر لمستقبل هذه الأمة، وما الذي تحتاج إليه؟ ففكرنا أن نضع مشروعًا لحزب سياسي، وكتب الإخوان صيغة مبدئية للمشروع، طَبَعت منها خمسين وأرسلتها إلى خمسين مفكِّرًا وسياسيًّا، وقلت لهم في خطابي: هذه قراءة أولى لمشروع برنامج، ويشرفني أن أستنير بآرائكم وفكركم، وأرجو أن تصلني رؤيتكم فيها.. ولكنني فوجئت بأن الصحافة أبرزت النقاط المختلف عليها، فاتصلت هاتفيًا باثنين أو ثلاثة من الذين أرسلت لهم المشروع، وقلت لهم: أهذا يليق؟ لقد أرسلت لكم وأردت رأيكم في رسالة خاصة، فلماذا تردون بملاحظاتكم على صفحات الصحف؟! وكلهم بلا استثناء قالوا: نأسف جدًّا، نحن أخطأنا.. علمًا بأن هناك آخرين أرسلوا إليَّ آراءهم- وكانت آراء محترمة جدًّا- في خطابات خاصة ردًّا على خطاباتي الخاصة، وقد كان هدفي من هذا تحريك الإخوان؛ ليفكروا ويعملوا مع الناس خارج دائرتهم، ليس من أجل الحزب؛ لأن الحزب مصيره معروف، فحزب الوسط يحاول منذ عشرين سنة، ولم يعط الترخيص حتى الآن. * فما الهدف؟ ** تشغيل العقول. * وأن تقول لمن ينتقد الإخوان ويدَّعي أنه ليس لديهم برنامج، تقول له: عندنا برنامج شامل؟ ** نعم، بالإضافة إلى استطلاع آراء الناس في عمل مشروع سياسي. الكتلة البرلمانية * فضيلتك، وأنت لديك 88 نائبًا في البرلمان، وهي كتلة حقيقية أتت بها انتخابات حرة ونزيهة، وبأصوات الشعب، ألم يكن ممكنًا طرح هذه الورقة عن طريق هؤلاء النواب؟ ** لقد طرحت عليهم ذلك، وبعض النواب طلبوا أن ينشئوا حزبًا فلم أمانع، وقلت لهم: ولِمَ لا؟ اعملوا مشروعكم، وسأوقع لكم عليه. * ولكن أليس الوقت مناسبًا الآن، وقد لا تتكرر الفرصة مرةً أخرى؟ ** أنا تركت لهم هذا الأمر، وأبديتُ موافقتي على التفكير والعمل، ولكن الطريق مسدود أمام تشكيل حزب سياسي للإخوان المسلمين. * هل تقصد أن النظام لن يسمح بذلك؟ ** طبعًا، وأنا بالمناسبة كلما يأتي ذكر مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) أتذكر الأستاذ عمر التلمساني (المرشد العام الثالث للإخوان)؛ حيث كان يرى أن الشورى مُعلِمة، وليست مُلزِمة، وأنا بعد ذلك طبعًا لم أتفق معه، فقد كنت شابًا وقتها، لكن حين كبرت وجدت أن الشورى تحتاج شيئًا آخر، تحتاج إلى خُلُق، فإن لم تكن الشورى كفرض مدعومة بأخلاق تصبح خطرًا، فتذكرت مجلس الشعب والأغلبية فيه، وأريد فقط تذكير الإخوان بأن الشورى محكومة بأخلاق. * اسمح لي، أهم قضيتين تم الاختلاف عليهما في برنامج الحزب كانتا ترشيح المرأة وترشيح الأقباط (النصارى)، فما موقفك منهما؟ ** أنا فرد والجماعة- كجماعة- ملتزمة بشرع الله، وحين تأتي قضية في شرع الله يرد فيها قولان أو ثلاثة، أعتقد أن من أبسط القواعد أن من حق الجماعة أن تختار. * تختار وتلزم نفسها بهذا الاختيار، لكن هل تلزم غيرها؟ ** نعم تلزم نفسها، فلما تطرقنا لقضية المرأة قلنا: إن الآراء اختلفت فيها، فهناك آراء تجيز أن تتولى المرأة رئاسة الجمهورية، وآراء أخرى لا تجيز، فاختار الإخوان عدم الجواز، ثم بعد ذلك اشترطنا شرطًا.. هذه رؤية الإخوان، وليس رؤية الشعب- صاحب القرار النهائي حينما تعرض قضية- فهو صاحب القرار وليس الإخوان. * أقصد أنك لن تقف ضد ترشيح امرأة من غير الإخوان؟ ** إطلاقًا. * ولا قبطي (نصراني)؟ ** إطلاقًا. * يعني القرار للشعب. ** شيء عجيب أصحاب النفوس المريضة لا يعجبهم هذا التوضيح، أيوجد توضيح أكثر من هذا؟! أنا أقول: هذه رؤيتي، وهذا من حقي.. فلن أرشح امرأة من الإخوان، ولن أنتخب قبطيًّا رئيسًا عليَّ، أما أن القبطي يريد ترشيح نفسه فليفعل، والمرأة تريد ترشيح نفسها فلتفعل هي أيضًا، فلن أقف ضد أي منهما، وعندما يختار الشعب فهو حر. رسالة إلى غزة * فضيلة المرشد، في ظل ما يحيط بإخواننا في قطاع غزة من صعوبات في هذه الأيام ما رسالتك لهم، خاصةً بعد تقرير جولدستون وتصويت مجلس حقوق الإنسان بإدانة إسرائيل؟ ** متنهِّدًا ومتحدثًا بأسى: هؤلاء الأحباب الذين حال بيني وبينهم هذا النظام الفاسد، وهذا الاستبداد الظالم؛ أقول لهم: اصبروا وصابروا فقد ضربتم المثل الأعلى في الجهاد والفداء، أنتم جند الله في أرض الرباط، وكل مَن أعرفه من أبناء مصر ومن أبناء العالم العربي والإسلامي معكم، فاصبروا، ولا ترضوا بالدنية، واثبتوا على حقوقكم حتى يأذن الله بالنصر، وكل أعدائكم إلى نهاية، ولا يبقى إلا الله عز وجل ثم الحق الذي تؤمنون به، هذه رسالتي لهم، وأعتذر إليهم؛ لأني محاصر كحصارهم، ولا أستطيع أن أقدم لهم شيئًا أكثر مما يعينني الله عليه. * وما رسالتكم للأنظمة التي تضيِّق الآن على الإخوان في عدد من الأقطار وتحاول إفشال مشروعهم الإصلاحي؟ ** آه رسالتي إلى هذه الأنظمة التي استمرأت الاستبداد والفساد ولا تستحي، أقول لهم: آن لكم أن تراجعوا أنفسكم، ألم يئن لحكامنا والمسئولين في هذا البلد وغيره أن يراجعوا أنفسهم، فيكفوا أذاهم عن شعوبهم، ويتركوا هذا الأسلوب الإجرامي الذي يتعاملون بهم مع أممهم؟ إن الشعوب العربية والإسلامية- أو الشرفاء فيهم على الأقل- مطحونون، ويعتدى على حرماتهم وأموالهم، وأرزاقهم وأبنائهم، وزوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم، ألم يئن لحكامهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟. هذا ما أقول، واسأل الله جل وعلا أن يلهمهم الرشد والسداد، وأسألهم: الاعتصام بحبل الله أولى أم الاعتصام بحبل الصهاينة والأمريكان؟ وأقول لهم: اخرجوا من البوتقة التي حاصرتكم خوفًا من الصهاينة والأمريكان، اتقوا الله وهو يحميكم من الصهاينة. سألني أحد الناس ذات مرة: لماذا تسير من غير حراسة، وليس على منزلك أي حراسة؟ فأجبته: أنني في حراسة الله سبحانه وتعالى، ولست خائفًا من أحد، فأعدائي هم الصهاينة والأمريكان، ولا عداء لي مع شعبي وأهلي. الاحتجاجات الشعبية * وما رسالتك للأحزاب والقوى السياسية والحركات الاحتجاجية في مصر الذين يتهمون الإخوان بعدم التعاون معهم في سعيهم لمواجهة النظام؟ ** هذا أمر عجيب جدًّا، كل هذه الحركات بلا استثناء يقولون إننا لا نستطيع أن نفعل شيئًا دون مشاركة الإخوان، فهم يعترفون بذلك، ونحن نشارك في جميع الفعاليات، ولكن ليس معقولاً أن نشارك في الإضرابات، فالإخوان يشاركون في النقابات المهنية المختلفة، وكذلك في الجامعات. * يعني الاحتجاجات الفئوية متروك للإخوان أن يشاركوا فيها؟ ** نعم، أما الاحتجاجات الشعبية فنحن نشارك فيها، ولو شاركنا بأعداد كبيرة يقولون: الإخوان يريدون أن يسيطروا، وعندما نقلل حجم المشاركة يقولون الإخوان لا يشاركون، والأسلوب الذي يفضل النظام استخدامه هو الاحتواء بسياسة "الجزرة والعصا"؛ ليس في أجندة الإخوان غير مصلحة مصر، وكل مَن يحرص عليها فنحن معه. إن الحياة السياسية في مصر أصبحت خطيرة جدًّا، فهناك أحزاب رسمية لا قيمةَ لها، والأحزاب التي فيها بعض القوة 3 أحزاب، لها تاريخ قديم، لكنها باتت حاليًّا في جيب النظام. وديعتي للإخوان * فضيلتك أمضيت ما يقرب من 65 عامًا في صفوف الإخوان، بعد هذه الأعوام المباركة ما وديعتك التي تودعها الإخوان الآن وأنت على رأس الجماعة وتريد أن تترك منصب القيادة وتتحول إلى موقع الجندية مرةً أخرى؟ ** أقول لهم: أيها الأحباب إن المستقبل لكم ولهذه الجماعة التي تحمل رسالة السماء بمنهج متفرد وبمشروع حضاري لإنقاذ الإنسانية، فلا تهابوا، ولا تخافوا، ولا تحزنوا، واحملوا الخير للمستقبل بما حباكم الله من رجال ونساء وشباب ذوي مستويات راقية في كل المجالات، بما لديكم من تاريخ ناصع رَوَتْه الدماء من سالف الأعوام حتى اليوم، منذ استشهاد حسن البنا مرورًا باستشهاد عبد القادر عودة ومحمد فرغلي وإبراهيم الطيب وهنداوي دوير ومحمود عبد اللطيف، وسيد قطب ومحمد هواش، وعز الدين القسام وأحمد ياسين وسعيد صيام، وغيرهم من آلاف الشهداء الذين روت جماعة الإخوان المسلمين شجرتها من دمائهم الطاهرة، فاحرصوا على أن تظل هذه الشجرة الوارفة صامدة قوية تعطي الخير ليس لبلادنا فقط بل للإنسانية كلها، وفي سبيل ذلك لا تهابوا التغيير، بل غيِّروا وتقدموا؛ لأن السكون فيه موات، أما الحركة فهي تأتي بالخير. * وإن كانت مقرونة بالتضحية؟ ** طريق الحرية والإصلاح ليس مفروشًا بالورود، بل كله أشواك وعوائق، ولكن هذه الأشواك والعوائق لا يجوز بحال من الأحوال أن تحول بيننا وبين العمل الجاد. * وما رسالتك لإخوانك خلف الأسوار؟ ** الله أكبر ولله الحمد، هؤلاء هم أحبابي، أعتذر إليهم؛ لأني مقصر في حقهم، ولا أستطيع أن أقوم بواجبي الكامل نحوهم، ولكن ليقبلوا ضعفي وقلة حيلتي، وبثابتهم وصبرهم نستمد- بعد الله- بهم وجودنا وقوتنا واعتزازنا بما نحن عليه. جماعة شابة * هناك سؤال نسيت أن أطرحه في سياقه، وهو أن أحد الكتاب قال: إن الجماعة تمر الآن بمرحلة شيخوخة، فهل تراها شاخت وكبرت أم ما زالت حيوية متجددة وأنها الحركة الوحيدة الشابة؟ ** الحركة تعيش بدماء شبابها، فهم يظنون أننا شيوخ لكن قلوبنا وعقولنا ولله الحمد لا تزال شابة، والجماعة لا تسير بشيوخها وإنما تسير بشبابها الذين تربوا على مائدة واحدة مع شيوخها، وانظر إلى أية جنازة، أي نشاط، أي مؤتمر، ستجد الشيخ الذي جاوز الثمانين مع الشاب ابن الخمس عشرة سنة جنبًا إلى جنب. * يعني فكرة صراع الأجيال غير موجودة في جماعة الإخوان؟ ** هذا كلام العلمانيين والأحزاب التي تتسول هنا وهناك.. نحن تربينا على مائدة واحدة، هي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفكر ومنهج الإخوان المسلمين، وهو منهج مكتوب معلوم. * هل تؤيد تشجيع الشباب لشغل مناصب قيادية بالجماعة؟ ** بالتأكيد، فقد كنت شابًّا في العشرينيات وأقوم بمهام ضخمة أكثر مما أقوم به الآن وأنا مرشد عام، وكنت أترأس أقسامًا للإخوان المسلمين وأنا في الثانية والعشرين، وقدت معسكرات الجامعة كذلك في هذه السن أيضًا، وكنت رئيسًا لقسم الطلاب والشباب وأنا في الرابعة والعشرين، ودخلت السجن وأنا في السادسة والعشرين، وحكم علي بالإعدام في هذه السن، فالشباب بركة وقوة.. وفي بعض الأحيان أعود بالذاكرة إلى الوراء، وأقارن بين أدائي في ذلك الوقت وأدائي في هذه الأيام، وأقول في نفسي: ما أقعدني إلا هذا الاستبداد، والحمد لله رب العالمين الذي حفظ لنا تفكيرنا ورسالتنا وقدرتنا على العمل الإصلاحي. * وهل تشعر بالأمل في المستقبل؟ ** نعم، فالمستقبل لنا بإذن الله، وسأقول لك شيئًا: لقد كنا (الإخوان) ملء السمع والبصر حتى عهد جمال عبد الناصر- ثاني رئيس مصري بعد إعلان الجمهورية- الذي غيبنا عن الساحة عشرين عامًا، ثم عدنا أقوى مما كنا، واليوم انظر حالنا (الإخوان) وماذا يقول الناس عنا هنا وفي الخارج. القوة الرئيسية في العالم ليس هنا في مصر فقط بل في العالم، والحمد لله رب العالمين، وكل المظاهرات التي قامت من أجل غزة في العالم كله كان في قلبها الإخوان، والحمد لله أولاً وآخرًا. |
#10
|
||||
|
||||
![]() هكذا هم الذين تربوا على يد الشهيد حسن البنا
لا يخافون في الله لومة لائم أطال الله عمره وغفر ذنبه وحفظ دعوة الإخوان المسلمين من كل سوء اللهم آمين مشكور أخي أبو مصعب المصري وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |