طاعة ولاة الأمر طوق نجاة من التفرق والتشرذم والشريعة تؤكد وجوب البيعة والوفاء لهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أنجبت من غير زوجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          علاقة مؤذية لا أستطيع تجاوزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          اعتداء تحت تأثير السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          اعتداءات جنسية من أقاربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ممارسة العادة السرية في سن العاشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل لدي ميول شاذة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التحرش بإمام مسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أنا فتاة مسترجلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيف أتخلص من العادة السرية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف أنسى الماضي المؤلم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-10-2025, 08:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,050
الدولة : Egypt
افتراضي طاعة ولاة الأمر طوق نجاة من التفرق والتشرذم والشريعة تؤكد وجوب البيعة والوفاء لهم




طاعة ولاة الأمر طوق نجاة من التفرق والتشرذم والشريعة تؤكد وجوب البيعة والوفاء لهم


د. الشثري: يجب الوفاء بالبيعة لولي الأمر في ديار الإسلام؛ فإن الناس لا يصلحون ولا يمكن أن يعيشوا فوضى لا سراة لهم
الشيخ السديس: البيعة قررتها الشريعة وأوجبتها نصوص الكتاب والسنَّة فهي أصل من أصول الديانة ومعلم من معالم المِلّة
د. المسند: ما عرف المسلمون الفتنة إلا عندما خرج من خرج على ولي الأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه
الشيخ د. ابن حميد: من كمال شريعة الإسلام إيجابها وافتراضها على المسلمين اجتماع كلمتهم ولزوم جماعتهم وإمامهم ليكونوا كالجبال الرواسي أمام رياح الفتن


لا يختلف اثنان على أن طاعة ولاة الأمر تقود الأمة إلى توحد الكلمة واستقرار النفوس والأوطان، وتقوي الصلة بين الأفراد ووحدة الصف وعدم التفرق والتشرذم. وطاعة ولي الأمر من أسمى المصالح التي تسعى الشريعة الإسلامية إلى تحقيقها وهي الأصل الذي جاءت به الشريعة، وأطبقت عليه الأمة، واستقامت به شؤون الملة في حضارة الإسلام الراقية.

ولقد جاءت الشريعة بوجوب اجتماع الكلمة وطاعة ولاة الأمر القائمين بدين الله المستقيمين عليه ولا يعني ذلك عصمة الحاكم فالكمال لله.
واجب الوفاء بالبيعة
قال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الشثري -عضو هيئة التدريس بجامعة سطام بن عبد العزيز-: يجب الوفاء بالبيعة لولي الأمر في ديار الإسلام؛ فإن الناس لا يصلحون ولا يمكن أن يعيشوا فوضى لا سراة لهم، وفي صحيح البخاري من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً»، وأول ما حصلت الفتن في هذه الأمة بسبب نقض البيعة، وهتك السد المنيع والحصن الواقي لهذه الأمة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد حصل ذلك بسبب الخروج على ولي أمر المسلمين فانفتح باب الشر، وذلك بمقتل أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ففي صحيح البخاري عن حذيفة رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه ، سأله عن الفتن التي تموج كموج البحر فقال يا أمير المؤمنين ليس عليك بها بأس، بينك وبينها باب مغلق، فقال عمر رضي الله عنه يكسر أم يفتح، قال بل يكسر، قال عمر رضي الله عنه إذاً لا يغلق أبداً والباب المغلق هو عمر رضي الله عنه ، فبكسر الباب ومقتله رضي الله عنه حصل من الفتن والخروج على الحكام والخلفاء من بعده عثمان وعلي -رضي الله عنهما- ما تسبب في إراقة دماء أهل الإسلام، وشق عصاهم وهتك أعراضهم وحرماتهم».
التحذير من الغلو
وحذر الدكتور الشثري من جماعات الغلو والتطرف التي تخرج على الحكام بسبب الغلو في الدين؛ لذلك حذرت الأدلة وتواترت على التحذير من الغلو في الدين والخروج على الحاكم تطاولاً وغلواً، فقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا } (النساء: ١٧١)، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة: ٧٧)، وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من الغلو: «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو».
ضياع ولاية الإسلام
وتابع: وما رأيناه في الديار والبلاد من حولنا من القتل والتدمير والمجازر البشعة التي حصلت بسبب تلك الثورات البائسة على الحكام؛ مما حصل بسببها من استرخاص للدماء وأكل للأخضر واليابس، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه بسبب ضياع ولاية أهل الإسلام في آخر الزمان، يكثر القتل، وتراق الدماء حتى لا يدري القاتل لم قَتل، ولا المقتول لم قُتل، وقد بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: «يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر، الهرج قالوا يا رسول الله: وما الهرج؟ قال القتل القتل».
اجتماع الكلمة
من جانبه، أكد الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله ابن حميد -إمام وخطيب المسجد الحرام المستشار في الديوان الملكي- أن من أعظم غايات الشريعة الإسلامية ومقاصدها اجتماع الكلمة وألفة القلوب بين المسلمين؛ لأنه باجتماع الكلمة وألفة القلوب تتحقق مصالح الدين والدنيا، ويتحقق التناصر والتعاون والتعاضد، قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: ١٠٣). وقال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} } (الأنعام: ١٥٣). وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: ٢). وقال عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات: ١٠). وقال عزَّ وجلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (الأنفال: ١).
الفرقة والإختلاف
وأوضح معاليه أن من أعظم ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله الفرقة والاختلاف، قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: ٤٦)، وقال تعالى: {ولاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: ١٠٥).
وبيَّن الشيخ ابن حميد أن هذه المعاني العظيمة واجبة في كل وقتٍ على المسلم، ولكنها متأكدة الوجوب في أوقات الشدائد والأزمات والفتن، حفاظاً على حوزة المسلمين وحراسة للملة والدين ووحدة البلاد؛ لأن اجتماع الكلمة قوة وعزة، واختلاف الكلمة ضعف ووهن؛ ولذلك أمر النبي بلزوم إمام المسلمين وجماعتهم، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.
خمسة مهملة
وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا آمركم بخمسٍ الله أمرني بهن: بالجماعة وبالسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله، فإنه من خرج من الجماعة قيد شبرٍ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلى أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم»، قالوا: يا رسول الله، وإن صام وصلى؟! قال: «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله عزَّ وجلَّ: المسلمين المؤمنين عباد الله عزَّ وجلَّ» حديث صحيح رواه أحمد والترمذي.
إجتماع الكلمة
ومن كمال شريعة الإسلام إيجابها وافتراضها على المسلمين اجتماع كلمتهم ولزوم جماعتهم وإمامهم، ليكونوا كالجبال الرواسي أمام رياح الفتن والشدائد، وليحافظوا على دينهم من التغيير والتبديل، وليحافظوا على مصالح دنياهم التي هي قوام حياتهم، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: «وعظنا رسول الله موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا»، قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة».
طاعة ولاة الأمر
أما الدكتور محمد بن حمود الهدلاء باحث في الشؤون الأمنيّة والقضايا الفكريّة ومكافحة الإرهاب، فقال: من أبرز الضمانات الأمنية الرشيدة للمجتمع المسلم، وأهم الوسائل الكفيلة بترسيخ أمنه، والمحافظة عليه، طاعة ولاة الأمر، فهي أصل مهم، وقاعدة كبرى، ومنهج واضح، وأساس قوي لتحقيق الأمن الاجتماعي، واستقرار البلاد، واطمئنان الرعية.
وأضاف الدكتور الهدلاء: والمتأمل للنصوص الشرعية، يجد أنها متواترة وقطعية الدلالة في التأكيد على وجوب طاعة ولي الأمر، وتحريم عصيانه أو الخروج عليه، ففي الطاعة اجتماع لكلمة المسلمين، وفي العصيان فساد للأحوال في الدارين، وما نزعت يد من طاعة إلا وصافحها الشيطان، وعرضها لفتن عمياء ونزاعات وأهواء واضطرابات هوجاء والعاقل يدرك خطورة عصيان ولاة الأمر وما يجلبه من شرور عظمى، وأخطار ومفاسد كبرى، ويعلم ما في الطاعة من الخير والهدى، وتحقيق السعادة، واستتباب الأمن، وترابط المجتمع وتماسكه، ونصرة المظلوم، ودحر الباطل والجور، والعناية بمصالح العباد والبلاد، وحماية الحياة الاجتماعية من الفوضى والاضطراب والأخذ على أيدي السفهاء والعابثين وردع البغاة والمجرمين.
إثارة الفتن
واستطرد الدكتور الهدلاء: إن طاعة ولي الأمر واحترام شخصيته وهيبته، مما هو واجب على الرعية؛ لما في مخالفة ذلك من نشر المفاسد، وإثارة الفتن والقلاقل مما لا يمكن رده ولا دفعه، فذوو العقول السليمة والفطر المستقيمة يدركون أهمية الطاعة، ويقدرون العواقب، طريقهم طريق الحق والهدى، ويلتقون على الخير والرشاد والتقوى، وينأون بأنفسهم عن مواطن الشر والأذى، ويحذرون من مزالق الرذيلة والهوى، وطريق المؤمنين حفظ ألسنتهم، والاحتكام إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم، كما أمرهم الخالق -عزَّ وجلَّ- بذلك، في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء: 60).
بيعة الإمام تعني العهد على الطاعة
أوضح فضيلة إمام المسجد الحرام وخطيبه الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس أنه على هذا المنهج القويم سار الصحابة؛ حيث اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وبايعوا أبا بكر الصديق قبل تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يبيتوا ليلتهم مع جَللِ المصاب، وعظم الفادحة إلا وفي أعناقهم بيعة لإمام، واستخلف الصِّدِّيق عمرَ، وجعلها عمرُ في ستةٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبايعت الأمة عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وبيَّن فضيلته أن بيعة الإمام تعني العهد على الطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر وعدم منازعة الأمر أهله، وهي واجبة بالكتاب والسنَّة وإجماع الأمة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح: ١٠)، قال أهل العلم: وهذه الآية وإن كانت نزلت في بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن البيعة لمن بعده من ولاة أمر المسلمين داخلة في عمومها، وهذه الآية الكريمة نصٌ في وجوب البيعة وتحريم نقضها ونكثها، قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح: ١٠)، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم في صحيحه: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، وفي حديث عبادة بن الصامت: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله» رواه مسلم.
البيعة أصل
وأضاف فضيلة الشيخ السديس: فالبيعة قررتها الشريعة؛ وأوجبتها نصوص الكتاب والسنَّة؛ فهي أصل من أصول الديانة، ومعلم من معالم المِلّة، يوجب الشرع التزامها والوفاء بها؛ لأنها أصل عقدي وواجب شرعي، يقول الإمام النووي: «وتنعقد الإمامة بالبيعة»، ويقول العلاّمة الكرماني: «المبايعة على الإسلام عبارة عن المعاقدة والمعاهدة عليه»، إنها لُحْمة على السمع والطاعة تنصّ، وعلى الإجلال والمحبَّة تحضُّ وتخصّ، إنها علاقة عَقَدِيَّة تعبدية تقوم على ركيزة إعلاء مصالح الدين ورفع صرح الشريعة، وإعلاء راية الحسبة، وتتجافى عن المصالح الذاتية، والمطامع الشخصية، والحبِّ المزعوم، والمديح الكاذب،والإطراء المزيَّف، والاقتيات على فتات موائد الأحداث.
حق السمع والطاعة
وفي السياق ذاته، قال معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبدالرحمن بن عبدالله السند: إن للمملكة العربية السعودية حقًّا كبيراً بدعاء الله -عزَّ وجلَّ- أن يحفظها وولاة أمرها، وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموا ويقدمون للإسلام والمسلمين، فحقهم السمع والطاعة والوقوف في وجه كل متربص وحاقد على بلادنا، وأن نعلم أن من يريد الشر بهذه البلاد وبأهلها وقادتها إنما يريد الشر بالإسلام وأهله؛ لأن هذه الدولة دولة الإسلام وحاضنة الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين في كل مكان، وقبلة المسلمين في كل أرض؛ فيجب على الشباب أن يعرفوا قدر هذه الدولة، وأن ذلك من دين الله، نتقرب إلى الله بحبها والولاء لها والسمع والطاعة لولاة أمرنا وطاعتهم في المعروف، وهذا منهج أهل السنَّة والجماعة ومعتقد السلف الأخيار. وأضاف الدكتور السند أن من دعا إلى غير ذلك فقد دعا إلى الفتنة والبدعة والشر، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من دعاة على أبواب جهنم مَن أطاعهم قذفوه فيها، فهم يدعون إلى الفتنة والخروج على ولاة الأمر وإظهار المساوئ ومحو الحسنات، وليس هذا بمنهج أهل السنَّة والجماعة والسلف الصالح بل هو منهج المبتدعة الذين يريدون الشر.
وتابع الدكتور المسند: ما عرف المسلمون الفتنة إلا عندما خرج من خرج على ولي أمر المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه ينقمون على خير الناس على وجه الأرض يوم قتله، ينقمون عليه عدم عدله وأنه قد جار، فانفتح باب الشر على الأمة بتلك الفتنة العمياء الضالة المهلكة، ولا تزال تتكرر في كل وقت وحين ودعاتها هم أنفسهم، تتغير أسماؤهم ولكنهم يشتركون ويتوحدون في دعواهم بأن الحاكم فيه كذا وكذا ثم يخرجون عليه ويفتحون باب الفتنة.



اعداد: أمنية الأحمد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]