|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اعتداء تحت تأثير السحر د. خالد بن محمد الشهري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ تآمر عليه أناس مقربون إليه، وصنعوا له سحرًا، واعتدوا عليه تحت تأثير ذلك السحر؛ ما جعله دائمَ السبِّ واللعن لهم كلما تذكر، وهو يسأل: كيف يخرج من هذه الحالة؟ ♦ التفاصيل: لقد مررتُ بحدث صدمني؛ حيث تعرَّضتُ للسحر على يد أشخاص مقربين مني، والموضوع يطول شرحه، لكن اختصارًا أقول: كنتُ ذاهبًا إلى منزل أحد الشباب العزَّاب مع بعض أقاربي لقضاء الليل هناك، واكتشفتُ لاحقًا أن هذا الشخص كان يمارس السحر والشعوذة، وحدث أن تعرَّضتُ لاعتداء منهم، بينما كنتُ تحت تأثير السحر، أصبحتُ أتذكر هذا الحدث مرارًا وتكرارًا، وأجد نفسي أسبُّهم وألعنهم، وأتساءل: لماذا فعلوا بي هذا؟ مع أنني لا أعرفهم جيدًا، أتذكر تفاصيل الحادث بوضوح، وأحيانًا أظل لساعاتٍ أسبُّ وأهذي في حقِّهم بكلام كثير، أنا لا أحب أن أكون بهذه الحالة، حتى إن المحيطين بي لاحظوا تغيُّري واختلافي عن طبيعتي السابقة، أرغب في التخلُّص من هذه الحالة بأسرع وقت، فأنا أشعر بحسرة وقهر ورغبة في الانتقام، لا تكاد تهدأ، لديَّ سؤال آخر خارج هذا الموضوع: هل الشخص المجنون أو المسحور يميِّز ما إذا كان نائمًا أو واعيًا أثناء الأحداث، أم أنه يفقد التمييز بالكليَّة؟ وشكرًا لكم. الجواب: يظهر أن الحادثة التي أزعجتك، وتسببت في مشكلتك كما تذكر قديمة، وربما مضت عليها سنوات؛ لذا لا يمكن لك أن تتهم فيها أحدًا، أو ترفع عليه شكوى بشكل رسميٍّ للجهات المختصة؛ لأن وقتها قديم جدًّا. ويبدو أن طول المدة مع تفكيرك السلبي جعلها أشبه بالضغط الملازم لك، مع تكرار لوم النفس الذي تسبَّب في زيادة الأثر السلبي، ومزيدٍ من الضغط المستمر، الذي أصبح كالدائرة المحيطة بك، فكلما خفَّ من جهة، أعادته مشاعرك وذكرياتك إلى قوته من جهة أخرى. ونتج عن ذلك مشاعر سلبية، تتركز على الحقد والضغينة، والبحث عن الانتقام بدعوى أخذ حقك. فأنت تدور في هذه الدائرة؛ فكرة مسيطرة، وأفكار سلبية، ومشاعر مؤذية، وأنت تغذِّيها بإرادتك باستمرار؛ مما جعلها حقيقةً مسيطرة عليك. هذا على فرض أن فكرتك الأولى المتعلقة باعتدائهم عليك بعد تخديرك، وتغييب ذهنك صحيحة، ولكني أشك في ذلك؛ إذ لو كنت متيقنًا من ذلك، لكنتَ فعلت شيئًا بعدها مباشرة، لكنك لا تحمل سوى الشكِّ الذي صاحبَك دون يقين ولا أدلة؛ إذ لم تذكر شيئًا منها. وهذا الشك مع الغضب والأفكار السلبية المتكررة ما زال يزيد وينمو بشكل سلبي، حتى وصلت إلى ما تعانيه اليوم، وعلى فرض صحته، فإنه قد مضى منذ زمن بعيد، وفي مثل حالتك عندما يتعلق الأمر بشيء ماضٍ أيًّا كان، فلن يستطيع أحد أن يعالجه؛ لأنه انتهى ولم يبقَ سوى الرضا بالقضاء والقدر، فهو خيرُ دواء، وليعلم الإنسان أنه لن يتمكن من تغيير قدره، وأن عليه أن يصبر على المصائب التي مضت وانقضت، ولا حلَّ لها. كما ينبغي للإنسان أن يهتم بحاضره، وما يمكن له أن يتصرف فيه، وأن يتعلم من تجاربه السابقة حتى لا تتكرر مصيبته، وأهم الأمور في رأيي التي يمكن أن تساعدك: 1- تعلَّم ما يتعلق بالصبر والرضا بالقضاء والقدر، واستمع للآيات المتعلقة به، وتفسيرها، وما يتعلق بها من السُّنَّة المطهرة. 2- استمع لبعض المقاطع المتعلقة بكيف نتعامل مع مصائب الماضي، والذكريات الحزينة. 3- بمجرد أن تأتيك الفكرة أو الذكرى السلبية، توقف عن اجترارها، وغيِّر نشاطك مباشرة. 4- تعلَّم طرق الاسترخاء، ومارسه باستمرار، وخاصة في الأوقات التي تتكرر عليك فيه تلك الذكريات. 5- تعلم كيف تستبدل تلك الذكرياتِ السلبيةَ بذكريات جميلة مما مر عليك، ومما أنعم الله به عليك في حياتك. 6- عليك بالدعاء المستمر بأن يفرِّج الله همَّك. 7- مارس الرياضة والمشي باستمرار؛ لتساعدك على التخلص من المشاعر السلبية. وتذكر دائمًا أن بقاءك في الماضي يضرك ولا ينفعك، فاستعِنْ بالله وتعلَّم كيف تعيش حياتك، وتستمتع بما آتاك الله من النعم، وتحمَده عليها. أما فيما يتعلق بالسحر، فحسب ما كتبته في سؤالك، فلا يوجد ما يؤكده، والسحر أمره عظيم، فلو كنت مسحورًا، لكانت هنالك علامات كثيرة أكثر مما ذكرته، وعلى كلٍّ، فقد دلنا النبي صلى الله عليه وسلم على رُقية السحر، التي شُفِيَ بها من السحر؛ وهي المعوِّذات، فكرِّر قراءتها مع سورة الإخلاص والفاتحة، وآية الكرسي، كلما تيسر ذلك، وكرر ذلك، وبإذن الله سيذهب عنك ما تجده، وإذا لم تشعر بتحسُّن، فيمكنك مراجعة أحد الرُّقاة المعروفين، كما قد تحتاج إلى مراجعة عيادة نفسية في حال وجدتَ أنك تعاني لمدة طويلة. يسَّر الله أمرك، وأذهب همَّك، وعافاك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |