|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة المسجد النبوي .. النميمة: تعريفها وأضرارها وطرائق مواجهتها
ألقاها الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ كانت خطبة المسجد النبوي بتاريخ 23 محرم 1447هـ الموافق 18 يوليو 2025م بعنوان (النميمة: تعريفها، وأضرارها، وطرائق مواجهتها )، التي ألقاها إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ/د.حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله-، الذي تناول في بداية خطبته الوصية الربانية بتقوى الله -عز وجل- ومراقبته -سبحانه- قائلا: من أراد الفوز والفلاح، ورام العزة والنجاح، فليلزم التقوى وطاعة المولى، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}(الْأَحْزَابِ: 71)... ثم شرع في خطبته.. النميمة وخطرها على وحدة المسلمين من الأصول العظمى في الإسلام وجوب تحقيق كل ما يكون سببًا للأخوة والمودة بين المسلمين، وتحجيم كل ما يسبب العداوة والبغضاء بين المؤمنين، ومن أعظم ما يخل بهذا الأصل مسلك وخيم ووصف ذميم، ألا وهو نقل الكلام بين الناس لقصد الإفساد وإيقاع العداوة والشحناء، وإثارة الفتن والبغضاء، وهو ما يُسمَّى في الاصطلاح الشرعي بالنميمة. لا يدخل الجنة نمّام! النميمةُ تَرفَعُ الإخاءَ، وتُورِث البغضاءَ، وتُمزِّق الوحدةَ، وتُفرِّق الجماعةَ؛ فكم هتكت من أستار، وأورثت من أحقاد، ولهذا جاء تحريمُها في القرآن والسُّنَّة، وعدَّها العلماءُ كبيرةً من كبائر الذنوب، يقول الله -جل وعلا- في معرض الذم: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}(الْقَلَمِ). وقد توعَّد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صاحبها بقوله: «لا يدخل الجنة قتات»(مُتفَق عليه)، وفي رواية لمسلم: «لا يدخل الجنةَ نمَّامٌ»، قال أهل العلم: «النمّام يسمع الكلام مباشرة، ثم ينم به وينقله»، والقتات يستمع على الآخَرين وهم لا يعلمون، ثم ينم بما يسمع. لماذا النميمة من كبائر الذنوب؟ النميمة جمعت من المحرمات كثيرًا، ومن الموبقات شيئًا كثيرًا، ولهذا فكل ما ورد في الوحيين من النهي عن الخيانة فهو قاطع في التحريم للنميمة، لأن النمام إن كان صادقًا فيما نقل فهو خائن للمنقول عنه، وإن كان كاذبًا فهو أشر، ويدخل تحت جريمة الكذب التي علم تحريمها القطعي في أدلة الوحيين، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى، قال: فَشِرَارُكُمُ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْبَاغُونَ للْبُرَآءِ الْعَنَتَ»(أخرجه أحمد وغيره، وهو حديث حسن بمجموع شواهده)، ذلكم أن مآلها فساد كبير، ونتيجتها شر كثير، وغايتها وثمرتها الإفساد العريض، والشر المستطير. من قبيح ما في النميمة أنَّها تجمع أيضًا جريمة نكراء، ألا وهي الغيبة التي هي كبيرة من كبائر الذنوب، ولهذا قرر أهل العلم كلية صحيحة، وهي: أن كل نميمة غيبة، وليس كل غيبة نميمة، لأن النميمة نقل كلام القائل إلى المقول فيه، وهو أي القائل يكره كشف ذلك، ولهذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - حالة سيئة من عقوبة النمام، كما في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على قبرين، فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ...» الحديثَ. كيف ترد على من جاءك بنميمة؟ قال العلماء: «ومَنْ حُملت إليه نميمة فعليه ستة أمور: ألَّا يُصَدِّق النمَّامَ، وأن ينهاه عن ذلك، وأن يتثبَّت ويتأنَّى، وألَّا يظنَّ بأخيه الغائب سوءًا، ولا يحمله ما نُقِلَ إليه على التجسُّس، وألَّا يحكي تلك النميمةَ، مستعِينًا بالله في ذلك، مبتغيًا وجهَ اللهِ ورضوانَه»، ولهذا فمن مسالك ذوي العقول الراجحة، والنظرة الثاقبة، ما نقل عن السلف، ومن ذلك ما روي أن رجلًا جاء لخالد بن الوليد - رضي الله عنه - فقال: «إن فلانًا يشتمك، فقال: تلك صحيفته، فليملأها بما شاء»، وجاء رجل إلى الشافعي -رحمه الله-، فقال: «فلان يذكرك بسوء»، فأجابه: «إذا صدقت فأنت نمام، وإذا كذبت فأنت فاسق، فاجتنبنا وانصرف»، وجاء رجل إلى وهب بن منبه -رحمه الله- فقال: «إن فلانًا شتمك»، فقال: «أما وجد الشيطان رسولًا غيرك؟!»، وقال بعضهم لمن نقل إليه كلامًا: «القائل يا هذا رماني بسهم لم يصبني، فلماذا حملت السهم وغرسته في قلبي؟!». كلماتك محسوبة مَنْ حَفِظَ لسانَه غَنِمَ ونَجَا، ومن استعمله في الخيرات فاز وارتقى، يقول الله -جل وعلا-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(ق: 18)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليقل خيرًا أو ليصمت»(مُتفَق عليه). اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |